الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الليل يبْلُغُه، فجاء، فصلى لنا، ثم خطبَنا فقال:
" ألا إنَّ الناس قد صلُّوا 1/ 149) ورقَدوا، و [إنكم 7/ 52] لم تَزالُوا في صلاةٍ منذُ انتظرتموها، (وفي الرواية الأُخرى: أو إنكم في صلاةٍ ما انتظرتموها)، [وإنَّ القومَ لا يزالونَ بخيرٍ ما انتظروا الخيرَ] "، قالَ: فكأَني أَنظُرُ إلى وَبيص خاتمِه.
37 - باب فضلِ من غدا إلى المسجد ومن راحَ
350 -
عن أبي هريرةَ عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ:
"مَن غدَا إلى المسجدِ وراحَ، أعَدَّ اللهُ له نُزُلَه من الجنَّةِ كلَّما غدَا أوْ راحَ".
38 - باب إذا أُقيمت الصلاةُ فلا صلاةَ إلا المكتوبةُ
351 -
عن حفص بن عاصم عن عبدِ اللهِ بن مالك ابن بُحيْنة (وفي روايةٍ عنه قال: سمعتُ رجلاً منَ الأَزْدِ يقالُ له: مالكُ ابنُ بُحَينَةَ)(10) أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رأَى رجُلاً وقد أُقِيمَتِ الصلاةُ يصلِّي ركعتَينِ، فلَمَّا انصرَف رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لاثَ (11) بهِ الناسُ، فقالَ له رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"آلصُّبحَ أربعاً؟ آلصُّبحَ أربعاً؟ ".
39 - باب حدِّ المريض أن يَشهد الجماعة
(10) قلت: والرواية الأولى هي الصواب لأن الصحبة والرواية لعبد الله لا لمالك، ولذلك ينبغي أن يكتب ابن بحينة - وهي أمه - بزيادة ألف ويعرب إعراب عبد الله كما في عبد الله بن أبيّ ابن سلول ومحمد بن علي ابن الحنفية كما في "الفتح".
(11)
أي: أدار وأحاط.
352 -
عن الأسودِ (قلت، وغيره دخل حديث بعضهم في بعض) قال: كنا عند عائشةَ رضي الله عنها، فذكرنا المواظبةَ على الصلاةِ والتعظيمَ لها، قالت:
لما مرض النبي صلى الله عليه وسلم مرضَه الذي ماتَ فيه، (ومن طريق عُبَيد الله بن عبد الله بن عُتبة قال: دَخلتُ على عائشةَ، فقلت: ألا تُحَدِّثِيني عن مرض رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت: بلى، [لمَّا] ثقُلَ النبي صلى الله عليه وسلم -1/ 168) [واشْتَدَّ وَجَعُهُ؛ استأذنَ أزواجَه أن يُمرَّضَ في بيتي، فأذِنَّ له 1/ 162]، فَحَضَرَتِ الصلاةُ، فأُذِّنَ، [فقالَ:"أصلَّى الناسُ؟ ". قلنا: لا، هم ينتظرونَكَ، قال:"ضَعُوا لي ماءً في المِخْضَبِ"، قالت: ففعلنا، فاغتسلَ، فذهب لينُوءَ (12)، فأُغمي عليه، ثم أفاقَ، فقال صلى الله عليه وسلم:
"أصلَّى الناسُ؟ ". قلنا: لا، هم ينتظرونَكَ يا رسولَ اللهِ، قالَ:
"ضَعُوا لي ماءً في المِخْضبِ"، قالت: فقَعَدَ فاغتَسَلَ، ثم ذهبَ لينوءَ، فأُغمي عليه، ثم أفاق، فقال:
"أصلَّى الناسُ؟ ". قلنا: لا، هم ينتظرونَكَ يا رسولَ اللهِ، فقال:
"ضعوا لي ماءً في المِخْضبِ"، فقعد فاغتسَل، ثم ذهب لينوء، فأُغمي عليه، ثم أفاقَ فقال:
"أصلَّى الناسُ؟ ". فقلنا: لا، هم ينتظرونك يا رسولَ اللهِ، والناس عكوف
(12) لينهض بجهد ومشقة.
في المسجدِ يَنتظرون النبيَّ صلى الله عليه وسلم لصلاةِ العشاء الآخرَةِ]، فقال:"مُروا أبا بكرٍ فَليُصلِّ بالناس"، (وفي الطريق المتقدمة: فأرسلَ النبي صلى الله عليه وسلم إلى أبي بكرٍ أن يصلِيَ بالناسِ، فأتاه الرسولُ، فقال: إنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يأمرُكَ أن تصلي بالناس)، فَقِيلَ (وفي طريقٍ ثالثةٍ: قالت عائشة: قلت 1/ 165) له: إن أبا بكر رجل أسِيفٌ، إذا قامَ مَقَامَكَ لم يستطعْ أنْ يصليَ بالناسِ، (وفي طريقٍ: لم يُسمع الناسَ من البكاء، فَمُرْ عمرَ فليُصَلِّ 1/ 176، وفي أخرى: فقال أبو بكر- وكان رجلاً رقيقاً-: يا عمرُ! صلِّ بالناس، فقال له عمر: أنت أحَقُّ بذلك).
وأعادَ، فأعادوا له، فأعاد الثالثةَ، [فقالت عائشة: فقلت لحفصةَ: قولي له: إن أبا بكر إذا قام في مقامِكَ لم يُسمِعِ الناس من البكاء، فمُرْ عمرَ فليصلِّ بالناسِ، ففعلت حفصة]، فقال:(وفي طريقٍ: فقلت مثله، فقال في الثالثة أو الرابعة):
" [مهْ] إنَّكُنَّ [لأَنْتُنَّ] صواحبُ يوسف (13)، مروا أبا بَكْرٍ فليصلِّ بالناسِ"، [فقالت حفصة لعائشة: ما كنتُ لأُصيبَ منكِ خيراً]، فخرج أبو بكر فصلى [تلك الأَيام].
فوجد النبي صلى الله عليه وسلم من نفسه خِفةً، فخرج يُهَادَى بين رَجُلين [- أحدهما العباس- لصلاة الظهر]، كأني أنظر رِجْلَيْهِ يَخُطان الأَرضَ من الوَجَعِ، [حتى دخل المسجد][وأبو بكر يصلي بالناس]، فـ[ـلما سمعَ أبو بكر حِسَّهُ] أرادَ أن يتأخرَ، فأومأ (وفي طريقٍ: استأخر، فأشار1/ 166) إليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن: مَكانَكَ، (وفي
(13) أي في كثرة الإلحاح عليه صلى الله عليه وسلم.