الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
98 - باب مَن أذَّنَ وأقامَ لكلِّ واحدةٍ منهما
792 -
عن عبدِ الرحمنِ بن يزيدَ قال: حجَّ عبدُ الله (ابن مسعود) رضي الله عنه، فأتيْنا المزدلفة حينَ الأذانِ بالعتَمةِ، أو قريباً من ذلكَ، فأمَرَ رجلاً فأذَّنَ وأقامَ، ثم صلَّى المغربَ، وصلَّى بعدها ركعتينِ (58)، ثم دعا بعَشائهِ فتعشَّى، ثم أَمَرَ - أُرَى رجلاً- فأذَّنَ، وأقامَ، قال عَمْرٌو: ولا أَعلمُ الشكّ إلا من زهيرٍ - ثم صلَّى العشاءَ ركعتين، فلما طلَعَ الفجرُ [صلى حينَ طَلَع الفجر، قائل يقول: طلَع الفجر، وقائل يقول: لم يطلع الفجرُ، ثم] قال: إنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان لا يصَلي هذه الساعةَ إلا هذه الصلاةَ في هذا المكانِ من هذا اليومِ (59).
قال عبدُ الله (بن مسعود): هما صلاتان تُحوَّلانِ عن وقتِهِما، صلاةُ المغربِ بعدما يأتي الناسُ المزدلِفةَ، والفجرُ حينَ يبزُغُ الفجرُ، قال: رأيتُ النبي صلى الله عليه وسلم يفعله (وفي روايةٍ: ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً بغير ميقاتها؛ إلا صلاتيْن: جَمَعَ بين المغرب والعشاء، وصلى الفجر قبل ميقاتها 2/ 179)(وفي أخرى: ثم قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن هاتيْن الصلاتيْن حُوِّلتا عن وقتهما، في هذا المكانِ: المغربَ والعشاءَ، فلا يَقدَمُ الناسُ جمْعاً حتى يُعْتِموا (60)، وصلاةَ الفجرِ هذه الساعةَ. ثم وقفَ حتى أَسفرَ، ثم قال: لو أنَّ أميرَ المؤمنينَ أفاض الآنَ أصابَ السُّنَّةَ. فما أَدري
(58) أي: تطوعاً.
(59)
قلت: يعني أنه غلس بها جداً في المزدلفة هذا اليوم، وهذا هو المراد بقوله الآتي:"وصلى الفجر قبل ميقاتها"، فإنه في سائر الأيام كان يصليها في الغلس أيضاً، ولكن بعد أن يصلي سنة الفجر في بيته، ثم يخرج.
على أن في إسناد الحديث أبا إسحاق السبيعي، وكان اختلط، وقد اضطرب في ضبط هذا الحديث كما أوضحته في "الضعيفة"(4835).
(60)
أي: يدخلوا في العتمة، وهو وقت العشاء الأخيرة.
أقَوْلُهُ كان أَسرعَ، أَم دفْعُ عثمانَ رضي الله عنه، فلم يَزلْ يلبِّي حتى رمَى جمرةَ العقَبةِ، يومَ النحْرِ).
99 -
باب مَن قدَّم ضَعَفَةَ (61) أَهلِه بليْلٍ فيقفون بالمزدلِفة ويَدْعُونَ، ويُقَدِّمُ إذا غاب القمرُ
793 -
عن سالمٍ قال: وكان عبدُ الله بن عُمرَ رضي الله عنهما يقَدِّمُ ضَعَفةَ أهلِه، فيقِفُون عندَ المشعَرِ الَحرامِ بالمزدلفةِ بليْلٍ، فيذكُرونَ الله عز وجل ما بدا لهم، ثم يَرجِعون قبلَ أنْ يَقفَ الإمامُ، وقبْل أنْ يَدفعَ (62)، فمنهم مَنْ يَقدَمُ مِنًى لصلاةِ الفجرِ، ومنْهم مَن يَقْدَمُ بعدَ ذلكَ، فإذا قَدِموا رمَوُا الجمرةَ وكان ابنُ عُمرَ رضي الله عنهما يقول: أَرْخَصَ (63) في أولئكَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم.
794 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما يقول: أنا ممَّن قدَّمَ النبيُّ صلى الله عليه وسلم ليلةَ المزدلفةِ في ضَعَفةِ أهلهِ. (وفي روايةٍ: في الثَّقَلِ (64) 2/ 218) [من جمْعٍ بليْلٍ].
795 -
عن عبد الله مولى أسماء عن أَسماءَ أنها نزَلتْ ليلةً جمْعٍ عندَ المزدلفةِ، فقامتْ تصَلي، فصلَّتْ ساعةً، ثم قالت: يا بنيَّ! هل غابَ القمرُ؟ قلتُ:
(61) أي: ضعفاءهم العاجزين مثل الصبيان والنساء وأصحاب الأمراض.
(62)
أي: قبل أن يتقدم راجعاً إلى منى.
(63)
كذا وقع فيه (أرخص)، وفي بعض الروايات (رخّص) بالتشديد، وهو أظهر من حيث المعنى لأنه من "الترخيص" لا من "الرخص"؛ كذا في "الفتح".
وأقول: لعل رمي من رمى منهم قبل طلوع الشمس لم يبلغه قوله صلى الله عليه وسلم لغلمان بني عبد المطلب: "لا ترموا الجمرة حتى تطلع الشمس". وهو حديث صحيح مخرج في "الإرواء"(1076). وأما قول ابن عباس: بعثني النبي صلى الله عليه وسلم مع أهله وأمرني أن أرمي قبل طلوع الفجر، فلا يثبت عنه، لأنه من رواية شعبة مولى ابن عباسى، وهو ضعيف لسوء حفظه.
(64)
يعني: متاع المسافر.