الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فيها، فمنْ لم تعطِهِ الحُمسُ طافَ بالبيتِ عُرياناً! وكان يُفِيضُ جماعةُ الناسِ من عرفاتٍ، وتُفيضُ الحُمسُ من جمْع، قال: وأَخبرَني أَبي عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ هذه الآيةَ نزَلتْ في الحُمسِ. (وفي روايةٍ: كانت قريشٌ ومن دان دينَها يقفون بالمزدلفة، وكانوا يسمَّوْن الحُمسَ، وكان سائرُ العربِ يقفون بعرفات، فلما جاء الإسلام أَمر الله نبيّه صلى الله عليه وسلم أن يأتي عرفات ثم يقفَ بها، ثم يفيضَ منها؛ فذلك قوله تعالى 158/ 5): {ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ} ، قال: كانوا يُفيضون من جمْعٍ، فدُفعوا إلى عرفاتٍ.
93 - باب السَّيرِ إذا دفَع من عرفةَ
785 -
عن عُروةَ قال: سُئل أُسامةُ وأنا جالسٌ: كيفَ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يَسيرُ في حَجةِ الوَداعِ حينَ دفَعَ؟ قال: كان يَسيرُ العَنَقَ (52)، فإذا وجَدَ فَجوةً نَصَّ. قال هشامٌ: وَ (النَّصُّ) فوقَ (العَنَقِ).
(فَجوةٌ): متّسَعٌ، والجمعُ فجَواتٌ وفِجاءٌ، وكذلك رَكْوةٌ وركاءٌ. (مَناصٌ):
ليسَ حين فِرارٍ.
94 - باب النزولِ بينَ عَرفةَ وجمْعٍ
786 -
عن نافعٍ قال: كان عبدُ الله بنُ عُمرَ رضي الله عنهما يَجمعُ بينَ المغربِ والعشاءِ بجَمعٍ، غيْر أنه يمُرُّ بالشِّعبِ (53) الذي أَخذهُ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم،
(52) بفتحتين: سيرٌ بين الإبطاء والإسراع، وهو منصوب على المصدر.
(53)
هو الطريق بين الجبلين.
فيدخُلُ، فينتفِضُ (54) ويتوضَّأُ، ولا يُصَلِّي حتى يُصَلِّيَ بـ (جَمعٍ).
787 -
عن كُرَيْبٍ موْلى ابنِ عباسٍ عن أسامةَ بن زيْدٍ رضي الله عنهما أنهُ قال:
رَدِفتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم[حيثُ (55) أَفاضَ] من عرفاتٍ، فلما بلَغَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم الشِّعبَ الأَيسرَ؛ الذي دُون المزدلِفةِ أَناخَ، فبالَ، ثم جَاءَ، فصبَبتُ عليهِ الوَضوءَ، [ولم يسبغ الوضوءَ 2/ 177]؛ توضَّأَ وُضوءاً خفيفاً، فقلتُ: الصلاةُ يا رسولَ الله؟ قال:
"الصلاةُ أمامَكَ". فركبَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم حتى أَتى المزدلفةَ، [نزل توضأ،
فأسبغَ الوضوء، ثم أقيمت الصلاةُ 1/ 44]، فصلَّى [المغربَ، ثم أناخَ كلُّ إنسانٍ
بعيرَه في منزِله، ثم أقيمت العِشاءُ، فصلَّى، ولم يُصلِّ بينهما]، ثم رَدِف الفضلُ
رسولَ الله صلى الله عليه وسلم غَداةَ (جَمْع).
788 -
قال كُرَيْبٌ: فأخبرَني عبدُ الله بن عباسٍ رضي الله عنهما عن الفضلِ أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم لم يزلْ يلبِّي حتى بلغَ الجمرةَ. (ومن طريقٍ آخر عنه: أن أسامة بن زيدٍ رضي الله عنهما كان رِدْفَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، من عرفةَ إلى المزدلفةِ، ثُم أَردَفَ الفضلَ من المزدلفةِ إلى منًى. قال:
فكِلاهُما قالا: لَمْ يزَلِ النبيُّ صلى الله عليه وسلم يلبِّي حتى رمَى جمرةَ العقَبةِ
(2/ 146).
(54) أي: يستجمر.
(55)
قال الحافظ: في رواية أبي الوقت: "حين"، وهي أولى، لأنها ظرف زمان، و"حيث" ظرف مكان.