الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الرموز، قال: كان يلقب نفسه السفاك، ويرضى هذا الاسم لنفسه، ويقول:
ابتديت دولة بني العباس بالسفاح، ويبتدي دولة بني علي بالسفاك، وكان يرحل وينزل في أكناف الحجاز، وثار في جموع جمعها، وجنود معه أطمعها، وزحف على المدينة ليطرد عنها ولاة المعتز، فحموها، فأتى مكة وملكها، وخطب لنفسه بها بالخلافة، وسفك الدماء، ومنع الحجاج الوقوف، ووقف بالمأزمين «1» ، وقال: من تبرأ من العمين وسب بني العباس وبني أمية خلّي، وإلا فالسيف، وقيل له أسرفت في قتل المسلمين، فقال: لو اعتقدت أنهم مسلمون ما قتلت منهم أحدا، ثم كان ينشد شعرا منه:
[الوافر]
بنو العباس لو أني بسيفي
…
قتلت جميعهم لم أشف نفسي
9- ذكر دولة الكبير ومنهم أهل الينبع
وسنذكر من أين نمي أصلهم، وهم من ولد أبي الكرام عبد الله بن موسى «2» الجون بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى، وكان عبد الله هذا له
صيت بالحرمين، فلما حج الرشيد وزار، أبصر ميل الناس إليه فحمل، حقد هذا عليه، ثم أتى الرشيد قبر النبي صلى الله عليه وسلم، قال كالمتكبر على رؤوس الأشهاد: السلام عليك يا ابن عمّ، فعارضه لوقته أبو الكرام، وقال: السلام عليك يا أبة، فكاد الرشيد يتميز من الغيظ، وقال: بهذا ارتكبنا من بني علي ما ارتكبناه، ثم طرده، فمات لا يعرف له مكان.
ومن بنيه الكراميون [ص 13] ، ومنهم الصالحيون، وصالح وابنه شاعران جليلان، فأما صالح بن أبي الكرام، فهو الجوّال، وسمّي بذلك لأنه جال أقطار الأرض لخوفه، ونشأ بالمدينة والإمامة في رأسه والدعا [ة] تأتيه، ولم يمكنه الخروج لجزيرة العرب، فخرج بخراسان، فحمل إلى المأمون، فلما دخل عليه لامه، وقال: ما حملك على الخروج عليّ، وأنت القائل:
[الطويل]
إذا كان عندي قوت يوم وليلة
…
وخمر تقضّي همّ قلبي إذا اجتمع
فلست تراني سائلا عن خليفة
…
ولا عن وزير للخليفة ما صنع
ثم حبسه.
وأما ابنه محمد بن صالح، فهو شاعر مذكور، وبطل مشهور، وكان يعرف بالأعرابي للزومه البادية، ومن شعره:
[الكامل]
طرب الفؤاد فعاده أحزانه
وكان قد أخذ أيام المتوكل لخروجه، فحبس ثم أطلق، لقصيدة عرضها له الفتح بن خاقان، ومما كتب به من حبسه إلى امرأته، قوله:
[الطويل]
لو انّ المنايا تشترى لاشتريتها
…
لأمّ حميد بالغلاء على عمد
ولكنّ بي أني أعيش بغبطة
…
وقد متّ أن يحظى بها أحد بعدي
وسيأتي إن شاء الله تعالى ذكره في الشعراء، وفي هؤلاء الصالحين ملك متوارث بغابة «1» وقد ذكرناه مكانه.
ومنهم السليمانيون، من ولد سليمان بن أبي الكرام المذكور، ومنهم الهواشم من ولد أبي هاشم محمد بن الحسين بن محمد الأكبر بن موسى الثاني بن أبي الكرام، ومن هؤلاء السليمانيين والهواشم ملوك مكة والينبع «2» ، ومنهم- أعني بني أبي الكرام- العمقيون من ولد علي العمقي بن أحمد بن أبي الكرام، ومنهم الحرانيون من ولد القاسم والحسن ابني محمد بن أبي الكرام،