الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أمهّد للأبناء ما يتبعونه
…
وأتبع آبائي الذين مضوا قبلي
ثم لما خاف غلبة الرجال أسلم الحجاز ذاهبا إلى مصر، وقال:
[البسيط]
قوّض خيامك عن أرض تضام بها
…
وجانب الذّلّ إنّ الذّلّ مجتنب
وارحل إذا كانت الأوطان منقصة
…
فالمندل العرف في أرجائه حطب «1» [ص 21]
ولم يزل في خطوب وحروب تنوب إلى أن مات في رمضان سنة ثلاث وخمسين وأربع مائة، ومدته نحو ثلاث وعشرين سنة، وبه انقرضت دولة الداوديين بالحجاز، وفر بيت أهل الإمارة منهم إلى اليمن، ولها منهم أمراء.
ذكر الدّولة الطّبرستانيّة
«2»
تداولها ستة رجال، منهم ثلاثة من بني الحسن، وثلاثة من بني الحسين، فأما الدولة الحسنية، وهي كانت الأولى بها أسست الوطاة «3» العلوية هنالك، وأولها:
13- الدّاعي إلى الحقّ
«4»
أبو محمد الحسن بن زيد بن محمد بن إسماعيل بن الحسن بن زيد الجواد
بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وكان أمضى من صارمه، وأخلع للدعة من خاتمة، نهض للملك حتى أخذه، وأمسك بطرف ردائه وجبذه «1» ، ومنّى نفسه بالعراق وشمّر لها اضبعه «2» ونغر لأجلها فاه «3» وحرش سبعه، وسلّ لها عزمه، من حد باتكة «4» ، وأعمل فيها خدعة ناسكة لا فاتكة، حتى لولا ميل المقادير، وإن كل بتقدير، لأطاحها عن بني العباس وابتزها، وألبسهم ذلها ولبس عزها، وخطب له بالخلافة في أول خلافة المستعين «5» سنة خمس ومائتين بالري والديلم، وكان مهيبا عظيم الخلق عطس يوما عطسة ففزع رجل وهو في المنارة قائما يؤذن فيها، فوقع منها فمات، وكان أقوى البغال لا تحمله أكثر من فرسخين، وغيل «6» في آخر عمره بدنه، حتى كان يشق بطنه ويخرج منه الشحم، ثم يخاط، وكان أول أمره بالعراق في ضيق حال، وكان كثيرا ما يسأل عن البلاد الممتنعة الوعرة التي أهلها أهل سلامة وقبول لما يدعون إليه، فدلّ على بلاد الديلم وطبرستان، فأتاها وفيها قوم لم يكونوا أسلموا،