الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
52- الحسن بن بهرام الجنّابيّ القرمطيّ
أبو سعيد «1» ، ثار بمدينة الأحساء «2» واستوطنها، وعتا وأفسد وسفك الدماء، وخرّب البلاد، وأباح قتل كل من خالف مذهبه، وكان ظهوره سنة ست وتسعين ومائتين، وغلب على بلاد اليمن، وحبّبت إليه الأموال، وكثرت جموعه، وعظمت جيوشه، وأباح الزنا واللواط والخمر، وكان يتعشق غلاما خصيا، وهو الذي قتله سنة إحدى وثلاث مائة، وكانت مدته ست سنين.
ثم قام ابنه:
53- سليمان بن الحسن بن بهرام الجنّابيّ القرمطيّ
ويكنى بأبي طاهر «3» ، وكان أحد المفسدين في الأرض، وأسرع من المقراض
في القرض، بويع بالأحساء يوم موت أبيه، ثم جددت له البيعة سنة سبع عشرة وثلاث مائة، وكان أظلم وأغشم وأجور وأفسق ممن تقدّمه، ولم يزل يطوي البلاد طيّا، يقتل ويسبي وينهب إلى أن صار من بغداد على ستة أميال، فخافه أهلها، ثم دخل، فدخل الرحبة وغيرها من البلاد الفراتية سنة خمس عشرة وثلاث مائة،
ثم عاود ما وراءه من البلاد فدمّرها وأخذ منها [ص 88] أموالا عظيمة، أوسق «1» منها مائتين من الإبل وأوقرها ثم دخل مكة المعظمة سنة سبع عشرة وثلاث مائة، فقتل في الحرم وجوانب مكة من الحاج وغيرهم زهاء ثلاثين ألفا، واستحر القتل في الشعاب وقنن الجبال، وبطون الأودية والظواهر، حتى قتل أكثر من مائة ألف، وسبى النساء والصبيان، وردم زمزم بجثث ورؤوس القتلى، وفرش المسجد بأجسادهم، وأخلى جمعا ومعرّفا ومكة، حتى لم يكن من الحجون إلى الصفا «2» ، ووقف على الكعبة وأنشد: