الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قاعد، وابن [ص 58] دواس، إلى أن جاء فقال: أمر مولانا أن يقتل بهذا السيف قاتل مولانا الحاكم، فنادوه بالسمع والطاعة، ثم صبّه علي بن دواس فلم يختلف فيه اثنان، وتفرّد الوزير بالأمور والخاطر معمور به، ثم استدعي به للعادة وقد رتب له في دهليز القصر من قتله. وتحدث حسن بن موسى الكاتب، والأمر لست الملك، ولسانها ويدها أبو القاسم علي بن أحمد الجرجرائي الأقطع «1» ، داهية الأرض، ثم استقل لما ماتت، وعمّر حتى وزر للمستنصر، وولد بمصر يوم الأربعاء لعشر خلون من رمضان سنة خمس وتسعين وثلاث مائة، وبويع يوم عيد النحر سنة إحدى عشرة وأربع مائة، وله من العمر ثلاثون سنة، وكانت خلافته ست عشرة «2» سنة، قال صاحب بلغة الظرفاء: كانت خمس عشرة سنة «3» [في الأصل: خمسة عشر سنة] وثمانية أشهر إلا أياما.
ثم ابنه:
38- المستنصر بالله
أبو تميم معد بن الظاهر «4» ، وهو الذي تباينت أحواله وتناوبت أفراحه
وأهواله، وطالت مدته، فكانت ستين سنة، وتنوعت سنين سيئة وسنين حسنة، ولم يسمع بمثلها لخليفة ولا لملك مشهور في هذه الملة، ولا امتدت لأحد ممن كان بعده ولا قبله، وكاد في وقت تملك الأرض كلها، وتكفل البلاد وأهلها، وخطب له ببغداذ، وكان نصيبه إرقال وأغذاذ، حتى كان يعدّ مع الاسكندر، ويحسب أنّه تبّع حمير، ثم ضعف أمره حتى كاد لا تطيعه أمته، ولا تجاب برجع الصدى كلمته، وكان كالطيف له وجود ولا حقيقة له، وكالعدم هو شىء وما قدر أحد أن يمثله، ولما ملّكت له بغداد، ونسخ براياته البياض السواد، قال أبو دلف الخزرجي:
دار السلام مشاء بدعوة ابن الرسول
…
جاء النهار وولّى ظلام تلك الذحول
ما إن رأيت خضابا جماله في النصول
…
نور من الله وافى يهدى لكل جهول
وجاءه الحسن بن الصباح القائم بالدعوة الراديّة؟ من خراسان، في زي [ص 59] التجار، ودخل عليه فقرر معه ما يمثل، وقال له في آخر كلامه: ومن ولي عهد المسلمين؟ فقال: ولد في نزار، فمضى ابن الصباح إلى بلاد العجم، وأقام الدعوة التي دامت إلى عصرنا هذا، وقامت بعد ذلك بالشام بقلاع الدعوة.
قال ابن سعيد: إنه جاوز في أمد الخلافة ستين سنة، ولم يبلغ هذه المدة خليفة بالمشرق، وكانت له من خزائن الأموال، وعظم الأمر ونفوذه، واتساع