الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
19- دولة النّاصر عليّ بن حمّود
«1»
ابن ميمون بن أحمد بن علي بن عبد الله بن عمر بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، وقال الشريف أبو العباس أحمد بن الحسن الحسني الغرناطي: هو علي بن حمود بن ميمون بن حمود بن علي بن أبي العيش بن عبيد الله بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي الطالبي الفاطمي الإدريسي السرغيني، وهو الصحيح وميمون بن حمود هو ثا [ئر] سرغين، وأمه البيضاء القرشية، واسمها حيونة بنت عم أبيه، ولد سنة أربع وخمسين وثلاث مائة، كان هو وأخوه القاسم من جند سليمان بن الحكم، فنهضا عليه فقتلاه في المحرم سنة تسع وثلاثين وثلاث مائة، وانقطعت الدولة الأموية بالأندلس بمقتله، وخلا وشيجها من منبت أسله «2» ، وبويع له يوم تغلبه بالبرابر على قرطبة وذلك في يوم الجمعة الحادي والعشرين من المحرم سنة سبع وأربع مائة، وقولنا الأول عن صاحب بلغة الظرفاء «3» ، والثاني عن الغرناطي، قال: وتسمى بالناصر،
وتوفي قتيلا في حمام القصر بقرطبة صبيحة يوم الأحد ثاني ذي القعدة سنة ثمان وأربع مائة، وهو ابن تسع وأربعين سنة، وكانت مدته سنة وأحد عشر شهرا، غير أيام، وكان أسمر أعين تلفاعة «1» ، لا ينظر شيئا بعينه إلا أسرعت الآفة إليه، انتهى كلامه.
قلت: وكان غشوما ظلوما سفاكا للدماء، نهّابا للأموال، منتهكا للحرمات، فاشتد على أهل قرطبة [ص 29] البلاء، فلزموا البيوت، وتغيبوا في المطامير «2» ، وتعلقوا بذوائب الجبال، إلا اليسير، وانبسطت أيدي البربر على الخلق، واتسع الخرق، فأغلقت الحوانيت، وانقطعت الطرق والسباريت «3» ، حتى وثب عليه الصقالبة في الحمام، فعجلوا له الحمام، فقتله الله بأضعف خلقه، في وسط داره، بأقرب فتيانه، من غير روية ولا تدبير، إلا ما ألقى الله في نفوسهم، واجتمع في قتله ثلاثة مرد من المقربين إليه، كان قد عشق أحدهم وراوده عن نفسه، فامتنع ورد عن نفسه ودفع، فأبى إلا أن يعتلجه «4» ، وذاك إلا أن يجزيه أجر ما صنع، فتقدم واحد منهم اسمه منجح، فضربه على دماغه بكوب نحاس، فصرعه، وابتدره الاثنان: لبيب وعجيب، فوجأوه بخناجرهم وقطعوه فباد الزاجرهم «5» ، وكف الله عاديته، وصرف رائحته وغاديته، وذلك يوم الأحد غرة ذي القعدة سنة ثمان وأربع مائة، وفرّ قتلته ونجوا، وقيل قتلوا، وقد ذكر ابن بسام، أن المستعين الأموي «6» لما تمالأ عليه بنو عمه، وأمل علي بن حمود