الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فسار حتى أتى بلاد البربر، فتابعوه وبايعوه، فقال فيهم:
[الطويل]
وأصبحت في شمّاء بالغرب عند من
…
يذبّون عنّي بالمثقّفة الملد «1»
رعوني لمّا ضيّعتني أقاربي
…
وما اطّرحوا ما كان أوصى به جدّي
فلم يزل الرشيد يستطلع علمه، فدسّ عليه حجّاما سمّه في سنون «2» استنّ به، فسقطت أسنانه ومات في سنة ثمانين ومائة، وعمره ثمانية وخمسون سنة، وإلى ميتته هذه أشار أشجع السلمي في قوله:«3»
[الكامل]
أتظنّ يا إدريس أنّك مفلت
…
كيد الخليفة أو يقيك حذار
هيهات إلا أن تكون ببلدة
…
لا يهتدى فيها إليك نهار
ثم قام بعده ابنه:
17- إدريس بن إدريس
«4»
وهو الغر الذي ختل ودسّ عليه الكيد حتى قتل، وكان قد علا أمره،
وأضاء جمره، وتهمّم يغزو أفريقية، وكان مؤيّدا بجده لأمه راشد «1» مولى أبيه، وهلول بن عبد الله رأس ثقاته، فعمل إبراهيم بن الأغلب على راشد، حتى هلك واستفسد باطن هلول، وقال:
[الطويل]
ألم ترني بالكيد أوديت راشدا
…
وإني بأخرى لابن إدريس راصد
تناوله عزمي على نأي داره
…
بمختومة في طيّهنّ المكايد
ثم لم تزل مكايد ابن الأغلب تخب إليه وتضع، حتى قتله ثقاته وبعثوا رأسه [ص 26] إليه، فبعثه إلى الرشيد، فكتب لابن الأغلب بإفريقية، فتوارثها بنوه، ولإدريس المثنى شعر:
بان الأحبّة واستبدلت بعدهم
…
سقما وشملا غير مجتمع
وما استرحت إلى ناس ليسلبني
…
إلا تحول لي يأسي إلى الطمع