الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
من طريق هشام به، ولفظ مالك بنحو حديث الباب، ولفظ البخاري: عن عائشة رضي الله عنها؛ {لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ} قالت: (أنزلت في قوله: لا والله، بلى والله).
(ب) الزهري.
أخرجه عبد الرزاق في المصنف 8: 474 (15952)، وفي التفسير 1: 90، والطبري 4: 16، كلهم من طريق الزهري به، بنحوه.
2 -
الأسود بن يزيد.
أخرجه إسحاق ابن راهويه في مسنده 3: 1034 (1786)، من طريق الأسود عن عائشة بنحوه.
الحكم على الحديث:
ضعيف مرفوعًا، والصحيح موقوف.
وصححه موقوفًا: الدارقطني -كما في خلاصة البدر المنير 2: 410، والتلخيص الحبير 4: 184 - ، والبيهقي في المعرفة 7:318.
وانظر: (الأحاديث التي بين أبو داود في سننه تعارض الرفع والوقف فيها) ص 399.
وقد جنح العلامة الألباني رحمه الله إلى تصحيح حديث الباب في (إرواء الغليل) 8: 194 استنادا إلى رواية البخاري السابقة التي فيها ذكر سبب النزول، وقال:"ذكر سبب النزول في حكم المرفوع، كما هو معلوم، فهو شاهد قوي لرواية إبراهيم الصائغ المرفوعة".
وما ذكره الشيخ ليس على إطلاقه، لأن عبارات الصحابة في هذا مختلفة من حيث اللفظ، ومن حيث دلالاتها على السببية، ورواية البخاري غير صريحة في السببية.
يقول ابن تيمية في مقدمته في أصول التفسير (1): "وقولهم: نزلت هذه الآية في كذا يراد به تارة أنه سبب النزول، ويراد به تارة أن هذا داخل في الآية وإن لم يكن السبب".
(1) ص 47.
وأفاد الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على ذلك (1): أن العبارة عن سبب النزول ثلاثة أنواع:
1 -
صيغة صريحة في سبب النزول.
وهي قول الصحابي: سبب نزول الآية كذا.
2 -
صيغة ظاهرة في سبب النزول.
وهي قوله: كان كذا وكذا؛ فانزل الله تعالى كذا.
فهذه ظاهرة لأن حمل الفاء في مثل هذا التعبير على السببية أولى من حمله على العطف المجرد والترتيب، فيكون ظاهرًا أن هذه الحادثة سبب النزول.
3 -
صيغة محتملة في سبب النزول.
وهي أن يقول: نزلت هذه الآية في كذا.
فهذه فيها احتمال متساوي الطرفين بين أن يكون المراد أن هذه الآية معناها كذا وكذا، فيكون تفسيرًا للمعنى، وبين أن يكون ذلك ذكرًا لسبب النزول.
فعلى الاحتمال الأوّل تكون (في) للظرفية، والظرف هنا معنوي. وعلى الاحتمال الثاني تكون (في) للسببية.
وقال الزركشي: "عرف من عادة الصحابة والتابعين أن أحدهم إذا قال: نزلت هذه الآية في كذا، فإنه يريد بذلك أنها تتضمن هذا الحكم، لا أن هذا كان السبب في نزولها فهو من جنس الاستدلال على الحكم بالآية"(2).
مثال ذلك: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الذنب عند الله أكبر؟ قال: (أن تجعل لله ندا وهو خلقك) قلت: ثم أي؟ قال: (ثم أن تقتل ولدك خشية أن يطعم معك) قلت: ثم أي؟ قال: (أن تزاني بحليلة جارك) قال: ونزلت هذه
(1) شرح مقدمة التفسير ص 48.
(2)
البرهان 1: 31.