الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث مختلفة في بيان المراد بالقنطار، وقد وقفت على سبعة منها، وهي:
(37)
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (القنطار: اثنا عشر ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء الى الأرض).
تخريجه:
أخرجه أحمد 2: 363 قال: حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث، حدثنا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه .. فذكره.
وأخرجه ابن ماجه (3660) في الأدب: باب بر الوالدين، والدارمي (3464) في فضائل القرآن: باب كم يكون القنطار؟، وابن حبان -كما في الإحسان 6: 311 (2573) -، كلهم من طريق عبد الصمد به، بلفظه.
ولفظ الدارمي مختصر، بالجملة الأولى فقط.
الحكم على الإسناد:
إسناده حسن على ظاهره، لكنه معلول.
قال عنه البوصيري -في (مصباح الزجاجة) 4: 98 - : "هذا إسناد صحيح، رجاله ثقات".
لكن لا يلزم من صحة الإسناد أو حسنه؛ صحة الحديث، كما هو معلوم.
وجاء في علل الدارقطني 8: 169 رقم (1486) ما يأتي:
"وسئل عن حديث أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم:(القنطار اثنا عشر ألف أوقية، كل أوقية خير مما بين السماء إلى الأرض).
فقال: يرويه عاصم بن أبي النجود، واختلف عنه:
فرواه: عبد الصمد بن عبد الوارث، وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، عن حماد ابن سلمة، عن عاصم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وغيره يرويه عن حماد بن سلمة موقوفا، وكذلك قال حماد بن زيد، عن عاصم، والموقوف أشبه". وصحح ابنُ كثير في تفسيره 2: 20 روايةَ الوقف.
ورواية حماد بن زيدة أخرجها الطبري 5: 255 قال: حدثنا ابن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن بن مهدي، قال: ثنا حماد بن زيد، عن عاصم بن بهدلة، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه موقوفا، ولفظه: القنطار ألف ومائتا أوقية.
وأخرجه البيهقي 7: 233 من طريق حماد بن زيد به، بلفظه.
وعزاه -أي الموقوف- في (الدر المنثور) 3: 479 إلى: عبد بن حميد.
وأخرج الطبري 5: 255 من طريق العلاء بن المسيب، عن عاصم بن أبى النجود، قال: القنطار ألف ومائتا أوقية.
وهذا يدل على أن عاصما اضطرب في الحديث، وأن المرفوع -الذي فيه: القنطار اثنا عشر ألف أوقية-، غير محفوظ، والله أعلم.
وعاصم؛ هو ابن بهدلة أبي النجود الأسدي مولاهم، الكوفي، أبو بكر المقرىء.
قال ابن سعد: كان ثقة إِلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه.
وقال أحمد: كان خيرًا ثقة. وقال ابن معين: لا بأس به. ووثقه أبو زرعة، والعجلي.
وقال أبو حاتم: محله عندي محل الصدق، صالح الحديث، ولم يكن بذاك الحافظ.
وقال النسائي: ليس به بأس. وقال العقيلي: لم يكن فيه إِلا سوء الحفظ.
وقال يعقوب بن سفيان: في حديثه اضطراب، وهو ثقة.