الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخن، ولم يخرجاه"، وأقره الذهبي.
وسعيد بن أبي عروبة اختلط في آخر عمره ونص العلماء على أن يزيد بن زريع وعبد الأعلى ممن سمع منه قبل الاختلاط، ولم يذكروا ذلك في يحيى بن زكريا.
وبعد هذا العرض يتبين أن الراجح رواية الإرسال.
وهذا ما رجحه البيهقي، فقال في سننه 4: 330: "وروي عن سعيد بن أبي عروبة، وحماد ابن سلمة، عن قتادة عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الزاد والراحلة، ولا أراه إِلا وهما".
ثم خرجه مرسلا، وقال:"هذا هو المحفوظ عن قتادة عن الحسن، عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا، وكذلك رواه يونس بن عبيد، عن الحسن".
وقال الحافظ في التلخيص 2: 235: "قال أبو بكر ابن المنذر: لا يثبت الحديث في ذلك مسندا، والصحيح من الروايات: رواية الحسن المرسلة".
ورجح الإرسال أيضًا: ابنُ عبد الهادي في (تنقيح التحقيق) 2: 379 وقال: "وأما رفعه عن أنس فهو وهم، هكذا قال شيخنا".
الشواهد:
1 -
عن عائشة قالت: سئل النبي صلى الله عليه وسلم؛ ما السبيل إلى الحج؟ قال: (الزاد والراحلة).
أخرجه العقيلي في الضعفاء 3: 332، والدارقطني 3: 216 (2420 - ط الرسالة)، والبيهقي 4:330. قال البيهقي في المعرفة 7: 19: "وليس بمحفوظ". وسبق الكلام عليه.
2 -
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الزاد والراحلة) يعني قوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} .
أخرجه ابن ماجه (2897) في المناسك: باب ما يوجب الحج، من طريق ابن جريج، عن ابن عطاء، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
والدارقطني 3: 219 (2425 - ط الرسالة)، من طريق حصين بن مخارق، عن محمد ابن خالد، عن سماك بن حرب، عن عكرمة، به.
قال الحافظ في (الدراية) 2: 4 في تخريج الحديث: "وأخرجه ابن المنذر من طريق علي ابن أبي طلحة عن ابن عباس موقوفا، وأخرجه ابن ماجه من وجه آخر عنه مرفوعًا، وهو ضعيف، وأخرجه الدارقطني من وجه آخر أضعف منه".
وضعف إسناده ابنُ حجر في التلخيص 2: 235، والمناوي في (الفتح السماوى) 1:384.
3 -
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قال: قيل يا رسول الله، ما السبيل؟ قال:(الزاد والراحلة).
أخرجه الدارفطني 3: 214 (2417 - ط الرسالة)، وفيه بهلول بن عبيد الكندي الكوفي، أبو عبيد، ترجم له في اللسان 2: 78 وفيه: "قال أبو حاتم: ضعيف الحديث ذاهب، وقال أبو زرعة: ليس بشيء، وقال ابن حبان: يسرق الحديث".
4 -
عن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من ملك زادا وراحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج، فلا عليه أن يموت يهوديًا أو نصرانيًا، وذلك أن الله يقول في كتابه: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}).
أخرجه الترمذي (812) في الحجِّ: باب ما جاء في التغليظ في ترك الحج، والطبري 5: 613، وابن أبي حاتم في تفسيره 3: 713 (3859) كلهم من طريق هلال بن عبد الله مولى ربيعة، عن أبي إسحق الهمداني، عن الحارث، عن علي رضي الله عنه به.
وهلال بن عبد الله، هو أبو هاشم البصري، متروك. التقريب ص 576.
والحارث هو ابن عبد الله الأعور، في حديثه ضعف. التقريب ص 146.
قال أبو عيسى الترمذى: "هذا حديث غريب لا نعرفه إِلا من هذا الوجه، وفي إسناده مقال، وهلال بن عبد الله: مجهول، والحارث: يضعف في الحديث".
والحديث عزاه السيوطي في (الدر المنثور) 3: 692 إلى ابن مردويه.
5 -
عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، قال: قال رجل: يا رسول الله؛ ما السبيل؟ قال: (الزاد والراحلة).
أخرجه الدارقطني 3: 213 (2414 - ط الرسالة) من طريق ابن لهيعة، و (2416) من طريق محمد بن عبيد الله العرزمي، كلاهما عن عمرو بن شعيب به.
وابن لهيعة فيه كلام لا يخفى، وسبق في الحديث رقم (8)، والعرزمي: متروك، كما في التقريب ص 494.
6 -
عن ابن عمر قال: قام رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: من الحاج يا رسول الله؟ قال: (الشعث التفل) فقام رجل آخر، فقال: أي الحج أفضل يا رسول الله؟ قال: (العج والثج) فقام رجل آخر، فقال: ما السبيل يا رسول الله؟ قال: (الزاد والراحلة).
أخرجه الشافعي في مسنده: 1: 487 (744 - شفاء العي)، -ومن طريقه البيهقي 4: 330 - وأخرجه الترمذي (2998) في التفسير: باب من سورة آل عمران، وابن ماجه (2896) في المناسك: باب ما يوجب الحج، والطبري في تفسيره 5: 612، وابن المنذر في تفسيره 1: 306 (743)، وغيرهم، كلهم من طريق إبراهيم بن يزيد الخوزي، عن محمد ابن عباد بن جعفر، عن ابن عمر رضي الله عنهما.
وإبراهيم بن يزيد الخوزي؛ متروك الحديث. ينظر: التقريب ص 95.
قال أبو عيسى الترمذي -عقب الحديث-: "هذا حديث لا نعرفه من حديث ابن عمر إلا من حديث إبراهيم بن يزيد الخوزي المكي، وقد تكلم بعض أهل الحديث في إبراهيم بن يزيد من قبل حفظه".
وقد روي حديث ابن عمر من طريق أخرى، قال ابن أبي حاتم في العلل 1: 297: "سألت علي بن الحسين بن الجنيد، عن حديث رواه سعيد بن سلام العطار، عن عبد الله ابن عمر العمري، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا} قال: (الزاد والراحلة). قال: هذا حديث باطل".