المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المبحث الثانى هل فسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله أو بعضه - التفسير النبوي - جـ ١

[خالد الباتلي]

فهرس الكتاب

- ‌المقدمة

- ‌أسباب الاختيار:

- ‌أهداف الموضوع:

- ‌الدراسات السابقة:

- ‌1 - التفسير الصحيح: موسوعة الصحيح المسبور من التفسير بالمأثور

- ‌موضوع الكتاب:

- ‌ترتيب الكتاب:

- ‌منهج المؤلف في كتابه:

- ‌المقارنة بين العملين:

- ‌المنهج الحديثي:

- ‌2 - ما صح تفسيره من القرآن الكريم عن النبي صلى الله عليه وسلم فى النصف الأول من القرآن الكريم:

- ‌3 - التفسير النبوي الصحيح في القرآن الكريم في النصف الثاني من القرآن الكريم:

- ‌4 - المعتمد من المنقول فيما أوحي إلى الرسول صلى الله عليه وسلم

- ‌5 - الصحيح المسند من التفسير النبوي للقرآن الكريم:

- ‌6 - الجواهر واللآلىء المصنوعة في تفسير القرآن العظيم بالأحاديث الصحيحة المرفوعة:

- ‌7 - التفسير النبوي للقرآن الكريم وفضائله:

- ‌8 - التلازم بين الكتاب والسنة من خلال الكتب الستة:

- ‌9 - جامع التفسير من كتب الأحاديث:

- ‌خطه البحث:

- ‌منهح البحث:

- ‌الدراسة التأصيلية

- ‌الفصل الأولبيان الرسول صلى الله عليه وسلم للقرآن

- ‌المبحث الأول أهمية الرجوع للسنة في تفسير القرآن الكريم

- ‌المبحث الثانى هل فسر الرسولُ صلى الله عليه وسلم القرآن كله أو بعضه

- ‌المبحث الثالث أنواع البيان النبوى للقرآن الكريم، وصوره

- ‌2) التفسير الموضوعي:

- ‌3) التفسير اللغوي:

- ‌4) التفسير الاستشهادي:

- ‌5) التفسير العام:

- ‌صور البيان النبوي:

- ‌1 - تفسير المفردات (بيان الغريب):

- ‌ 1

- ‌2 - تعيين المبهم:

- ‌3 - تخصيص العام:

- ‌4 - تقييدالمطلق:

- ‌5 - بيان المجمل:

- ‌الفصل الثانيخطر القول في القرآن بغير علم

- ‌الفصل الثالثعناية المحدِّثين بعلم التفسير

- ‌(1)

- ‌(3)

- ‌(1) التصنيف المستقل

- ‌(أ) التصنيف العام فى التفسير:

- ‌(ب) التصنيف الخاص ببعض موضوعات التفسير:

- ‌(2) التصنيف الضمني

- ‌(3) نقد مرويات التفسير

- ‌سورة الفاتحة

- ‌(1)

- ‌تخريج الحديث:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة البقرة

- ‌(2)

- ‌تخريج الحديث:

- ‌(3)

- ‌تخريج الحديث:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌فائدة:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(4)

- ‌تخريج الحديث:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(5)

- ‌تخريج الحديث:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(6)

- ‌تخريجه:

- ‌7)

- ‌تخريج الحديث:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌(8)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(9)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌(10

- ‌تخريج الحديث:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌النظر في الاختلاف الواقع في الحديث:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌فائدة:

- ‌تنبيه:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌ 11

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات الشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌ 12

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(13)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌ 14

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌ 15

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌(16)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(17)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌ 18

- ‌تخريجه:

- ‌ 19

- ‌تخريجه:

- ‌(20)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(21)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(22)

- ‌تخريجه:

- ‌(23)

- ‌تخريجه:

- ‌(24)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(25)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(26)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(27)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌(28)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(29)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌(30)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌فائدة أخرى:

- ‌فائدة ثالثة:

- ‌(31)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(32)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(33)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌سورة آل عمران

- ‌(34)

- ‌تخريجه:

- ‌(35)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(36)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(37)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(38)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌تنبيه:

- ‌(39)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(40)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(41)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(42)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(43)

- ‌تخريجه، والحكم عليه:

- ‌فائدة:

- ‌الخلاصة:

- ‌(44)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(45)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(46)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(47)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الخلاف في وصله وإرساله:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(48)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(49)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(50)

- ‌تخريجه والحكم عليه:

- ‌(51)

- ‌تخريجه والحكم عليه:

- ‌(52)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(53)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(54)

- ‌تخريجه:

- ‌(55)

- ‌تخريجه:

- ‌غريب الحديث:

- ‌سورة النساء

- ‌(56)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيه:

- ‌(57)

- ‌تخريجه:

- ‌(58)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(59)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(60)

- ‌تخريجه:

- ‌(61)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(62)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌(أ) المتابعات:

- ‌(ب) الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌سورة المائدة

- ‌(63)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(64)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيه:

- ‌شواهد الحديث:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(65)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌فائدة:

- ‌(66)

- ‌تخريجه:

- ‌(67)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيه:

- ‌(68)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيهان:

- ‌(69)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الراجح من الاختلاف:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌سورة الأنعام

- ‌(70)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌(71)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(72)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(73)

- ‌تخريجه:

- ‌تنبيه:

- ‌(74)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(75)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(76)

- ‌تخريجه:

- ‌(77)

- ‌تخريجه:

- ‌(78)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌سورة الأعراف

- ‌(79)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌تنبيه:

- ‌(80)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(81)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(82)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(83)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(84)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌الخلاصة:

- ‌فائدة:

- ‌(85)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(86)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌‌‌تنبيه:

- ‌تنبيه:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(87)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(88)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌(89)

- ‌(90)

- ‌(91)

- ‌(92)

- ‌فائدة:

- ‌(93)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(94)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌سورة الأنفال

- ‌(95)

- ‌تخريجه:

- ‌النظر في رجال الإسناد:

- ‌(96)

- ‌تخريجه:

- ‌تنبيه:

- ‌(97)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌سورة التوبة

- ‌(98)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(99)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيه:

- ‌الشواهد:

- ‌تنبيه:

- ‌(100)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(101)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(102)

- ‌تخريجه:

- ‌(103)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(104)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌فائدة أخرى:

- ‌(105)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة يونس

- ‌(106)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌(107)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌تنبيهان:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(108)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة هود

- ‌(109)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(110)

- ‌تخريجه:

- ‌(111)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(112)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة يوسف

- ‌(113)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(114)

- ‌تخريجه:

- ‌النظر فى إسناد الحديث:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة الرعد

- ‌(115)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(116)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(117)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(118)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌(119)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(120)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌(121)

- ‌تخريجه:

- ‌فائدة:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(122)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌سورة إبراهيم

- ‌(123)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(124)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(125)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌(126)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(127)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(128)

- ‌تخريجه:

- ‌(129)

- ‌تخريجه:

- ‌(130)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة الحجر

- ‌(131)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(132)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(133)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(134)

- ‌تخريجه:

- ‌النظر فى إسناده، والحكم عليه:

- ‌فائدتان:

- ‌(135)

- ‌تخريجه:

- ‌(136)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(137)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌سورة النحل

- ‌(138)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌سورة الإسراء

- ‌(139)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(140)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(141)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌(142)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(143)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات والشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(144)

- ‌تخريجه:

- ‌(145)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌تنبيه:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌تنبيه:

- ‌فائدة:

- ‌سورة الكهف

- ‌(146)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌المتابعات:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(147)

- ‌تخريجه:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(148)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌فائدة:

- ‌(149)

- ‌تخريجه:

- ‌دراسة الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(150)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الحكم على الحديث:

- ‌(151)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌الشواهد:

- ‌فائدة:

- ‌(152)

- ‌تخريجه:

- ‌الحكم على الإسناد:

- ‌فائدة:

- ‌(153)

- ‌تخريجه:

الفصل: ‌المبحث الثانى هل فسر الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن كله أو بعضه

‌المبحث الثانى هل فسر الرسولُ صلى الله عليه وسلم القرآن كله أو بعضه

؟

عرض بعض المتأخرين لهذه المسألة (1)، ونصب فيها الخلاف بين العلماء على قولين:

1 -

أن الرسول صلى الله عليه وسلم فسَّر وبين لأصحابه كل معاني القرآن، كما بين لهم ألفاظه. ونسب هذا القول لشيخ الإسلام ابن تيمية.

2 -

أنه صلى الله عليه وسلم لم يبين لأصحابه كل معاني القرآن.

وعند التأمل يبدو أن الخصومة مفتعلة، وأن الخلاف لفظي، وأن حاصل البحث يؤدي إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن لأصحابه ما يحتاجون إليه في تفسير القرآن، وهذا البيان على صور يأتي بيانها -إن شاء الله- في المبحث الثالث.

وهل يتصور عاقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر للصحابة ألفاظ القرآن كلها كالجبل والماء، والأرض والسماء، مع علو شأنه في الفصاحة والبلاغة، وما اختص به من جوامع الكلم؟!.

إن مجرد تصور هذا القول كاف في إبطاله ورده، وكما قيل: توضيح الواضحات من المشكلات، وإذا كان هذا مما يأنف منه العقلاء من الأفراد (2)، فكيف ينسب إلى سيد العباد، وأفصح من نطق بالضاد؟!.

ولأجل هذا فقد حاولت تتبع تسلسل البحث في هذه المسألة، فوجدت أن أول من نصب الخلاف في المسألة بذكر القولين المتقابلين، وأدلة كل قول؛ هو الدكتور/ محمد

(1) أوسع من تكلم عن المسألة -فيما وقفت عليه- د. محمد الذهبي في (التفسير والمفسرون) 1: 49 - 55، ومنه استفاد من كتب بعده في المسألة.

(2)

قال ابن الجوزي في مقدمة تفسيره (زاد المسير) 1: 7: "ولم أغادر من الأقوال التي أحطت بها إلا ما تبعد صحته مع الاختصار البالغ، فإذا رأيت في فرش الآيات ما لم يذكر تفسيره فهو لا يخلو من أمرين: إما أن يكون قد سبق، وإما أن يكون ظاهرا لا يحتاج إلى تفسير".

ص: 39

حسين الذهبي رحمه الله في كتابه (التفسير والمفسرون)، وهو من المتأخرين (ت 1397 هـ)، وتتابع الناس بعده -ممن كتب في المسألة- متابعين له بنصب الخلاف.

والذي ظهر لي أن عرضه للخلاف في المسألة بتلك الصورة غيرُ صحيح، وسببُ وقوعه في ذلك: الوهمُ في فهمِ عبارة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فإنه فهم منها أنه يذهب إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر القرآن كله، من أوله إلى آخره، وهذا لا يوافق عليه كما سيأتي. وبالتالي لست محتاجا لعرض الخلاف وأدلة كل قول، لأن الخلاف لا وجود له أصلا. وما ذكره -وكذا من جاء بعده من الباحثين- من أدلة أخذها من كلام شيخ الإسلام وحملها على المعنى الذي فهمه أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر القرآن كله؛ فليس فيها دلالة على ذلك، كما أجاب عنها في أثناء مناقشة القولين.

ويؤيد ما سبق أنني لم أجد -فيما وقفت عليه- أحدا قبل الدكتور الذهبي نصَّ على أن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر القرآن كله، بالمعنى الذي فهمه الدكتور، ولم أجد أحدا قبله ساق الخلاف في المسألة كما ساقه في كتابه.

وما ورد عن ابن تيمية وتلميذه ابن القيم، فليس فيه ما نسب إليهما من كون النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر القرآن كله بجمله وألفاظه، وبيَّن كل معاني القرآن كما بين ألفاظه -كما صرَّح بذلك بعض من كتب في المسألة (1) -، بل هو محمول على ما سبق، ولعل من المناسب أن أسوق بعض عباراتهما في هذا المقام:

1 -

قال ابن تيمية: "يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه، فقوله تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] يتناول هذا وهذا"(2).

(1) انظر على سبيل المثال: د. محمد الذهبي في (التفسير والمفسرون) 1: 49، ود. محمد إبراهيم عبد الرحمن في (التفسير النبوي للقرآن وموقف المفسرين منه) ص 53.

(2)

مجموع الفتاوى 13: 331، وهذا النص في صدر مقدمته المشهورة في أصول التفسير. وقد استفدت في جمع النقول عن ابن تيمية وابن القيم من (شرح مقدمة ابن تيمية في أصول التفسير) د. مساعد الطيار.

ص: 40

2 -

وقال رحمه الله: " .. ثم إن الصحابة نقلوا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يتعلمون منه التفسير مع التلاوة، ولم يذكر أحد منهم عنه قط أنه امتنع من تفسير آية.

قال أبو عبد الرحمن السلمي: حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن -عثمان بن عفان رضي الله عنه، وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه، وغيرهما- أنهم كانوا إذا تعلموا من النبي صلى الله عليه وسلم عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل (1) " (2).

(1) أخرجه عبد الرزاق في (المصنف) 3: 380 رقم (6027) في فضائل القرآن: باب تعليم القرآن وفضله، وابن أبي شيبة في (المصنف) 6: 118 رقم (29920) في فضائل القرآن: باب في تعليم القرآن كم آية؟ وأحمد في (المسند) 5: 410، وابن سعد في (الطبقات) 6: 172، والطبري في تفسيره 1: 74، والطحاوي في (شرح مشكل الآثار) 4: 83 من طرق عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن، بنحوه.

وزاد ابن سعد في آخره: "وإنّه سيرث القرآن بعدنا قوم ليشربونه شرب الماء لا يجاوز تراقيهم، بل لا يجاوز هاهنا، ووضع يده على الحلق".

وعندهم: أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو الذين كانوا يقرئوننا من غير تسمية، ورواية التعيين أعلها الإمام الدارقطني في (العلل) 3:60.

فائدة: ورد هذا المعنى عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى يعرف معانيهن، والعمل بهن). أخرجه الطبري 1: 74 من طريق الأعمش، عن شقيق، عن ابن مسعود رضي الله عنه، وصححه 1:83.

وأخرجه الطحاوي في (شرح مشكل الآثار) 4: 82، والحاكم 1: 557، والبيهقي في (السنن الكبرى) 3: 119، كلهم من طريق شريك عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن عبد الله رضي الله عنه.

وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

وشريك؛ هو النخعي القاضي، يخطىء كثيرا، وقال الدارقطني: ليس بالقوي فيما يتفرد به.

ينظر: تهذيب الكمال 12: 462.

(2)

مجموع الفتاوى 13: 308.

ص: 41

3 -

وقال رحمه الله: "الصحابة" بلغوا عن النبي صلى الله عليه وسلم لفظ القرآن ومعانيه جميعا كما ثبت ذلك عنهم، مع أن هذا مما يعلم بالضرورة عن عادتهم، فإن الرجل لو صنف كتاب علم في طب أو حساب أو غير ذلك، وحفظه تلامذته؛ لكان يعلم بالاضطرار أن هممهم تشوق إلى فهم كلامه ومعرفة مراده .. وهل يتوهم عاقل أنهم كانوا إنما يأخذون منه مجرد حروفه وهم لا يفقهون ما يتلوه عليهم ولا ما يقرؤونه، ولا تشتاق نفوسهم إلى فهم هذا القول، ولا يسألونه عن ذلك، ولا يبتدىء هو بيانه لهم! هذا مما يعلم بطلانه أعظم مما يعلم بطلان كتمانهم ما تتوفر الهمم والدواعي على نقله، ومن زعم أنه لم يبين لهم معاني القرآن أو أنه بينها وكتموها عن التابعين فهو بمنزلة من زعم أنه بين لهم النص على عليٍّ وشيئا آخر من الشرائع والواجبات، وأنهم كتموا ذلك، أو أنه لم يبين لهم معنى الصلاة والزكاة والصيام والحج ونحو ذلك مما يزعم القرامطة أن له باطنا يخالف الظاهر .. فقولنا بتفسير الصحابة والتابعين لعلمنا بأنهم بلغوا عن الرسول ما لم يصل إلينا إلا بطريقهم، وأنهم علموا معنى ما أنزل الله على رسوله تلقيا عن الرسول، فيمتنع أن نكون نحن مصيبين في فهم القرآن وهم مخطئون، وهذا يعلم بطلانه ضرورة عادة وشرعا" (1).

4 -

وقال رحمه الله: " .. ومن المعلوم أن رغبة الرسول في تعريفهم معاني القرآن أعظم من رغبته في تعريفهم حروفه، فإن معرفة الحروف بدون المعاني لا تحصل المقصود إذ اللفظ إنما يراد للمعنى"(2).

(1) بغية المرتاد ص 330 - 332.

(2)

مجموع الفتاوى 5: 157. تنبيه: قال السيوطي في (الإتقان) 2: 569: "وقد صرح ابن تيمية -فيما تقدم وغيره- بأن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه تفسير جميع القرآن أو غالبه". ولم أجد هذا عن ابن تيمية، وقد سبق للسيوطي نقل كلام ابن تيمية من مقدمته في أصول التفسير -وقد سبق نقله- فلعله ذكر هذا بناء على فهمه، والله أعلم.

ص: 42

5 -

وقال ابن القيم رحمه الله: " .. فكما بلغ الرسول ألفاظ القرآن للأمة بلغهم معانيه، بل كانت عنايته بتبليغ معانيه أعظم من مجرد تبليغ ألفاظه، ولهذا وصل العلم بمعانيه إلى من لم يصل إليه حفظ ألفاظه، والنقل لتلك المعاني أشد تواترا وأقوى اضطرارا، فإن حفظ المعنى أيسر من حفظ اللفظ، وكثير من الناس يعرف صورة المعنى ويحفظها، ولا يحفظ اللفظ، والذين نقلوا الدين عنه علموا مراده قطعا لما تلا عليهم من تلك الألفاظ"(1).

6 -

وقال رحمه الله: " .. فهذه الأحاديث تقرر نصوص القرآن، وتكشف معانيها كشفا مفصلا، وتقرب المراد، وتدفع عنه الاحتمالات، وتفسر المجمل منه، وتبينه وتوضحه لتقوم حجة الله به ، ويعلم أن الرسول بيَّن ما أنزل إليه من ربه، وأنه بلغ ألفاظه ومعانيه بلاغا مبينا حصل به العلم اليقيني، بلاغا أقام الحجة، وقطع المعذرة ، وأوجب العلم، وبينه أحسن البيان وأوضحه"(2).

فهذه النقول عنهما محمولة على أنه صلى الله عليه وسلم بين ما يحتاج إليه من كتاب الله عز وجل، لا كما فهمه بعض المتأخرين أنه فسَّر القرآن كله للصحابة من أوله إلى آخره؛ بآياته وجمله وألفاظه، وكيف يتصور ذلك والقرآن نزل بلسان عربي مبين على أرباب العربية والفصاحة! فكان الصحابة يفهمون القرآن بمجرد سماعه غضا طريا من النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما بين مواضع الإشكال والإجمال مما يحتاج إلى بيانه.

والدليل على ذلك من كلام شيخ الإسلام نفسه أنه قال -في المقدمة نفسها-: "فإن قال قائل: فما أحسن طرق التفسير؟ فالجواب: أن أصح الطرق في ذلك: أن يفسر القرآن بالقرآن .. فإن أعياك ذلك؛ فعليك بالسنة فإنها شارحة للقرآن، وموضحة له .. وإذا لم نجد التفسير في القرآن ولا في السنة؛ رجعنا في ذلك إلى أقوال الصحابة .. إذا لم تجد التفسير في

(1) الصواعق المرسلة 2: 636.

(2)

مختصر الصواعق المرسلة ص 456، وانظر ما بعدها.

ص: 43

القرآن ولا في السنة، ولا وجدته عن الصحابة، فقد رجع كثير من الأئمة في ذلك إلى أقوال التابعين" (1).

فهذا نص واضح أن من التفسير ما لا نجده في السنة، فكيف ينسب إليه القول بأن النبي صلى الله عليه وسلم بين للأمة معاني القرآن كله، وفسَّره لهم كاملا؟!.

وأرى أن قوله السابق في مقدمته: "يجب أن يعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين لأصحابه معاني القرآن كما بين لهم ألفاظه" من جنس قوله صلى الله عليه وسلم: (إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر ..)(2) فالتشبيه في الحديث لوضوح الرؤية لا بالمرئي، وكذلك في كلام ابن تيمية التشبيه في وضوح البيان، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ألفاظ القرآن ومعانيه بيانا واضحا كافيا.

قال البقاعي في تفسير قوله تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ (44)} [النحل: 44]: " (لتبين للناس) كافة بما أعطاك الله من الفهم الذي فقت فيه جميع الخلق، واللسان الذي هو أعظم الألسنة وأفصحها، وقد أوصلك الله فيه إلى رتبة لم يصل إليها أحد، (ما نزل) أي وقع تنزيله (إليهم) من هذا الشرع الحادي إلى سعادة الدارين، بتبيين المجمل، وشرح ما أشكل، من علم أصول الدين الذي رأسه التوحيد، ومن البعث وغيره"(3).

(1) مقدمة شيخ الإسلام في أصول التفسير، وهي ضمن مجموع الفتاوى 13: 363 وما بعدها. وانظر: (تفسير القرآن: أصوله وضوابطه) ص 58.

(2)

أخرجه البخاري (554) في مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة العصر، و (573) في مواقيت الصلاة: باب فضل صلاة الفجر، و (4851) في تفسير القرآن: باب قوله تعالى: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (39)} ، ومسلم (633) في المساجد ومواضع الصلاة: باب فضل صلاتي الصبح والعصر، وغيرهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه.

(3)

نظم الدرر 11: 168.

ص: 44

ومن المناسب هنا أن يذكر ما جاء عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (التفسير على أربعةِ أوجهٍ: وجهٌ تعرفه العربُ من كلامها، وتفسير لا يُعذر أحدٌ بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلا الله)(1).

قال الإمام الطبري: "تأويل جميع القرآن على أوجهٍ ثلاثة:

أحدها: لا سبيل إلى الوصول إليه، وهو الذي استأثر الله بعلمه، وحَجب علمه عن جميع خلقه، وهو أوقاتُ ما كانَ من آجال الأمور الحادثة، التي أخبر الله في كتابه أنها كائنة، مثل: وقت قيام الساعة، ووقت نزول عيسى بن مريم، ووقت طلوع الشمس من مغربها، والنفخ في الصور، وما أشبه ذلك.

والوجه الثاني: ما خصَّ الله بعلم تأويله نبيَّه صلى الله عليه وسلم دون سائر أمته، وهو ما فيه مما بعباده إلى علم تأويله الحاجةُ، فلا سبيل لهم إلى علم ذلك إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم لهم تأويلَه.

والثالث منها: ما كان علمهُ عند أهل اللسان الذي نزل به القرآن، وذلك علم تأويل غريبه وإعرابه، لا يُوصَل إلى علم ذلك إلا من قِبَلهم" (2).

(1) أخرجه الطبري 1: 70 من طريق أبي الزناد عن ابن عباس، ولم يسمع منه. ينظر: تهذيب الكمال 14: 482. وأخرجه الفريابي في (القدر) رقم (414) والطبراني في (مسند الشاميين) 2: 302 رقم (1385) من طريق أبي حصين عثمان بن عاصم، عن أبي صالح باذام، عن ابن عباس رضي الله عنه، بنحوه. وأبو صالح لم يسمع من ابن عباس كا سيأتي في بحث الحديث رقم (121). ولعله يتقوى بمجموع الطريقين.

وأخرجه ابن المنذر في تفسيره 1: 131 (255) من طريق محمد بن السائب الكلبي، عن ابن عباس!، والكلبي متهم بالكذب، كما سيأتي تفصيله في الحديث رقم (121).

(2)

تفسير الطبري 1: 87 - 88.

ص: 45

وقال أيضا: "مِن تأويل القرآن ما لا يُدرك علمُه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك تفصيلُ جُمَلِ ما في آيِه من أمر الله ونَهيه، وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجُمَلٌ في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة؛ لا يُدرَك علمُ تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم"(1).

وقال الزركشي: "ينقسم القرآن العظيم إلى ما هو بيِّن بنفسه بلفظ لا يحتاج إلى بيان منه ولا من غيره، وهو كثير .. -وذكر أمثلة عليه- وإلى ما ليس ببين بنفسه، فيحتاج إلى بيان. وبيانه؛ إما فيه في آية أخرى، أو في السنة، لأنها موضوعة للبيان، قال تعالى: {لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] "(2).

ومما يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسِّر القرآن كله؛ وجود الخلاف بين الصحابة رضي الله عنهم في معنى بعض ألفاظ القرآن، وإن كان أكثره يعود إلى اختلاف التنوع، ولو كان عندهم تفسير نبوي كامل لجميع ألفاظ القرآن لرجعوا إليه عند الاختلاف، واتفقوا عليه.

قال ابن تيمية رحمه الله: "الخلاف بين السلف في التفسير قليل، وخلافهم في الأحكام أكثر من خلافهم في التفسير، وغالب ما يصح عنهم من الخلاف يرجع إلى اختلاف تنوع لا اختلاف تضاد"(3).

وقال أيضا: "وأما ما صح عن السلف أنهم اختلفوا فيه اختلاف تناقض فهذا قليل بالنسبة إلى ما لم يختلفوا فيه"(4).

(1) تفسير الطبري 1: 82.

(2)

البرهان 2: 183 - 184.

(3)

مجموع الفتاوى 13: 333.

(4)

المرجع السابق 5: 162.

ص: 46

ويؤيد ما سبق أيضا: دعاء النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنه بقوله: (اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)(1)، قال ابن الأثير: "النهي عن تفسير القرآن بالرأي لا يخلو إما أن يكون المراد به: الاقتصار على النقل والمسموع، وترك الاستنباط، أو المراد به: أمر آخر.

وباطل أن يكون المراد به: ألا يتكلم أحد في القرآن إلا بما سمعه، فإن الصحابة رضى الله عنهم قد فسروا القرآن، واختلفوا في تفسيره على وجوه، وليس كل ما قالوه سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم، وإن النبي صلى الله عليه وسلم دعا لابن عباس فقال:(اللهم فقهه في الدين، وعلمه التأويل)، فإن كان التأويل مسموعا كالتنزيل؛ فما فائدة تخصيصه بذلك؟ " (2).

وقد وقفت على نص نفيس لأحد كبار أئمة المحدثين، وهو الحافظ ابن حبان البستي، فقد قال: "الله جل وعلا ولَّى رسوله صلى الله عليه وسلم تفسير كلامه، وبيان ما أنزل إليه لخلقه، حيث قال:{وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] ومن أمحل المحال أن يأمر الله جل وعلا النبي المصطفى أن يبين لخلقه مراده -حيث جعله موضع الأمانة عن

(1) أخرجه أحمد في (المسند) 1: 266، 314، 328، 335، وفي (فضائل الصحابة) رقم (1856)(1858)(1882)، وابن سعد في (الطبقات) 2: 365، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان 15: 531 رقم (7055)، والحاكم في (المستدرك) 3: 534 كلهم من طريق عبد الله بن عثمان بن خثيم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما، بهذا اللفظ. وقال الحاكم: حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. وأقره الذهبي.

وأصل الحديث في الصحيحين، وليس فيهما (علمه التأويل). ينظر: صحيح البخاري رقم (75)(3756)(7270)، وصحيح مسلم رقم (2477)، ولفظ البخاري في المواضع الثلاثة:(اللهم علمه الكتاب)، ولفظ مسلم:(اللهم فقهه).

قال السندي في حاشيته على مسند أحمد -كما في المسند المحقق 4: 226 - : "المراد بالتأويل: تأويل القرآن، فكان يسمى بحرا، وترجمان القرآن، والله تعالى أعلم".

(2)

جامع الأصول 2: 4.

ص: 47

كلامه- ويفسر لهم؛ حتى يفهموا مراد الله جل وعلا من الآي التي أنزلها الله عليه، ثم لا يفعل ذلك رسول رب العالمين وسيد المرسلن، بل بأن عن مراد الله جل وعلا في الآي، وفسر لأمته ما يهم الحاجة إليه وهو سننه صلى الله عليه وسلم فمن تتبع السنن حفظها وأحكمها؛ فقد عرف تفسير كلام الله جل وعلا وأغناه الله تعالى عن الكلبي وذويه. وما لم يبين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته معاني الآي التي أنزلت عليه مع أمر الله جل وعلا له بذلك، وجاز له ذلك، كان لمن بعده من أمته أجوز، وترك التفسير لما تركه رسول الله صلى الله عليه وسلم أحرى، ومن أعظم الدليل على أن الله جل وعلا لم يرد بقوله:{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} القرآنَ كلَّه: أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك من الكتاب متشابها من الآي، وآيات ليس فيها أحكام، فلم يبين كيفيتها لأمته، فلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم دَلَّ ذلك على أن المراد من قوله:{لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} كان بعض القرآن لا الكل" (1).

ويلزم من قال إن النبي صلى الله عليه وسلم فسَّر جميع ألفاظ القرآن -كما فهمه بعض المعاصرين- أن جزءا كبيرا من سنة النبي صلى الله عليه وسلم في بيان القرآن أضاعه الصحابة أو من بعدهم، أو كتموه عن الأمة إما كتمان رواية أصلا، أو كتمان نسبة بأن كانوا يفسرون القرآن بما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم ثم لا ينسبونه إليه، ولا يخفى شناعة هذه اللوازم وبشاعتها (2).

(1) المجروحين 2: 255 - 256.

(2)

من العجب ما قرره محمد إبراهيم سليم في كتابه (مرشد المفسرين والمحدثين) حيث قال ص 3: "النبي صلى الله عليه وسلم بيَّن القرآن كله للصحابة، ولاسيما ما أشكل عليهم، أو خفي عليهم المراد منه، ولكن لم ينقل إلينا عنه صلى الله عليه وسلم كل ما يتعلق بآيات القرآن، وربما كان السبب في هذا أنهم كانوا لفهمهم الكثير من آياته بمقتضى فطرتهم اللغوية، وعلمهم بالشريعة؛ رأوا ألا حاجة لنقل ما يتعلق بتفسير القرآن، ظنا منهم أن من يأتي بعدهم فهو مثلهم أو يدانيهم، وأيضا فإن اشتغالهم بالجهاد والفتوحات ونشر الإسلام، لم يدع لهم وقتا للتفرغ للعلم والرواية".

ص: 48

وأود أن أنبه بهذه المناسبة إلى ما ذكره غالب من تكلم في المسألة في سياق أدلة من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يفسِّر جميع القرآن، وهو ما جاء عن عائشة رضي الله عنها، قالت:(ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُفسِّر شيئًا من القرآن إلا آيًا بعَددٍ، علَّمهنّ إياه جبريلُ)(1).

(1) أخرجه الطبري في تفسيره 1: 78 - 79 في موضعين، وابن حبان في (الثقات) 7: 396، وابن القيسراني في (المؤتلف والمختلف) 1: 171، من طريق جعفر بن محمد بن خالد الزبيري -ونسبه الطبري في الموضع الثاني إلى جده، وعند ابن حبان: محمد بن جعفر-، قال: حدثني هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها.

ثم قال الطبري 1: 83 - أثناء بحثه ومناقشه في معنى الحديث-: " .. هذا مع ما في الخبر الذي رُوي عن عائشة من العلَّة التي في إسناده، التي لا يجوز معها الاحتجاجُ به لأحدٍ ممن علم صحيحَ سَند الآثار وفاسدَها في الدين. لأن راويه ممن لا يُعْرف في أهل الآثار، وهو: جعفر بن محمد الزبيري". وأخرجه البزار -كما في مختصر زوائده 2: 74 رقم (1448) - من طريق محمد بن خالد بن عثمة، ثنا حفص -أظنه ابن عبد الله- عن هشام بن عروة، به.

وأخرجه أبو يعلى في مسنده 8: 23 رقم (4528) من طريق معن القزاز، عن فلان بن محمد بن خالد، عن هشام بن عروة، به. ولفظه عندهما -البزار وأبي يعلى-:"كان لا يفسر شيئًا من القرآن برأيه إلا آيا بعدد علمهن إياه جبريل".

وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) 6: 303 وقال: "رواه أبو يعلى والبزار .. وفيه راو لم يتحرر اسمه عند واحد منهما، وبقية رجاله رجال الصحيح، أما البزار فقال: عن حفص أظنه ابن عبد الله عن هشام بن عروة، وقال أبو يعلى: عن فلان بن محمد بن خالد".

ويبدو أن مدار الحديث على: جعفر بن محمد بن خالد، وقد تصحف عند البزار إلى حفص فظنه ابن عبد الله، كما أشار إلى ذلك الشيخ أحمد شاكر في تعليقه على تفسير الطبري 1: 84، وعند أبي يعلى خفيت (جعفر) على بعض الرواة فأداها: فلان بن محمد بن خالد، بدليل أن أبا يعلى رواه من طريق معن القزاز عن فلان بن محمد بن خالد، عن هشام بن عروة، به. وقد رواه الطبري 1: 78 - 79 من طريق معن نفسه، عن جعفر، به. =

ص: 49

ومع ضعف الرواية؛ فقد تكلم الإمام الطبري رحمه الله في توجيهها وشرحها، ومما قاله في ذلك:"من تأويل القرآن ما لا يُدرك علمُه إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك تفصيل جُمَلِ ما في آيه من أمر الله ونَهْيه ، وحلاله وحرامه، وحدوده وفرائضه، وسائر معاني شرائع دينه، الذي هو مجمَلٌ في ظاهر التنزيل، وبالعباد إلى تفسيره الحاجة، لا يُدرَك علمُ تأويله إلا ببيان من عند الله على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم .. ومن آي القرآن ما قد ذكرنا أن الله جل ثناؤه استأثرَ بعلم تأويله، فلم يُطلعْ على علمه مَلكًا مقربًا، ولا نبيًا مرسلا، ولكنهم يؤمنون بأنه من عنده، وأنه لا يعلم تأويله إلا الله.

فأما ما لابُدَّ للعباد من علم تأويله، فقد بيّن لهم نبيهم صلى الله عليه وسلم ببيان الله ذلك له بوحيه مع جبريل، وذلك هو المعنى الذي أمره الله ببيانه لهم .. ولو كان تأويل الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان لا يفسر من القرآن شيئًا إلا آيًا بعَددٍ -هو ما يسبقُ إليه أوهامُ أهل

= وجعفر هذا؛ قال عنه البخاري: لا يتابع في حديثه. وقال الأزدي: منكر الحديث. وقال الطبري: لا يُعْرف في أهل الآثار. وذكره ابن أبي حاتم في (الجرح والتعديل) ولم يذكر فيه جرحا ولا تعديلا. وذكره ابن حبان في (الثقات). وذكره الذهبي في الضعفاء.

ينظر: تفسير الطبري 1: 83 الجرح والتعديل 2: 487، الثقات 6: 133، (المغني في الضعفاء) للذهبي 1: 134، لسان الميزان 2:155.

ثم وقفت عليه في (تاريخ بغداد) للخطيب 13: 253، وفي (تاريخ دمشق) لابن عساكر 43: 247 من طريق أيى عمرو بن العلاء، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، قالت: ما فسر رسول الله صلى الله عليه وسلم من القرآن إلا آيات يسيرة ، قوله:{وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ} قال: (شكركم). لكن في سنده. أحمد بن الحسن المقرىء، ولقبه: دبيس، قال الدارقطني: ليس بثقة ، وقال الخطيب: منكر الحديث، وذكره الذهبي في الضعفاء.

ينظر: تاريخ بغداد 4: 88 المغني في الضعفاء 1: 36، لسان الميزان 1:257.

والحديث أورده ابن كثير في تفسيره 1: 14 وقال: "حديث منكر غريب"، والسيوطي في (الإتقان) 2: 570 وقال: "حديث منكر".

ص: 50

الغباء من أنه لم يكن يفسّر من القرآن إلا القليل من آيِهِ واليسيرَ من حروفه؛ كان إنما أُنزلَ إليه صلى الله عليه وسلم الذكرُ ليَتركَ للناس بيانَ ما أنزل إليهم، لا ليبين لهم ما أُنزل إليهم.

وفي أمر الله جلّ ثناؤه نبيَّه صلى الله عليه وسلم ببلاغ ما أنزل إليه، وإعلامه إياه أنه إنما نزل إليه ما أنزل ليبين للناس ما نزل إليهم، وقيامِ الحجة على أنّ النبيّ صلى الله عليه وسلم قد بلّغ وأدّى ما أمره الله ببلاغه وأدائِه على ما أمره به وصحةِ الخبر عن عبد الله بن مسعود بقيله: كان الرجل منا إذا تعلم عشرَ آيات لم يجاوزهُن حتى يعلم معانيهنّ والعملَ بهنّ؛ ما ينبىء عن جهل من ظنَّ أو توهَّم أنّ معنى الخبر الذي ذكرنا عن عائشة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنه لم يكن يفسر من القرآن شيئا إلا آيًا بعَددٍ)، هو أنه لم يكن يبين لأمته من تأويله إلا اليسير القليل منه" (1).

وعقب عليه ابن حبان بعد تخريجه، فقال:"ويشبه أن يكون معنى التفسير للآية بعينها، وأما سنته كلها فهي تفسير القرآن، قال الله عز وجل {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ} [النحل: 44] "(2).

وتكلم عليه ابن عطية الأندلسي، فقال:"ومعنى هذا الحديث في مغيبات القرآن، وتفسير مجمله، ونحو هذا مما لا سبيل إليه إلا بتوقيف من الله تعالى"(3).

فالحاصل بعد هذا كله؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم بين للأمة ما تحتاج إليه في كتاب الله تعالى، وما مات حتى أكمل الله به الدين، وأتم به النعمة، {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3]، وحتى بلَّغ الرسالة حق البلاع امتثالا لأمر ربه تعالى {يَاأَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ} [المائدة: 67]، وبلاغه إياه يتضمن بلاغ ألفاظه، وبلاغ معانيه ببيان ما تحتاج الأمة إليه من ذلك. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه في

(1) تفسير الطبري 1: 82 - 83.

(2)

كتاب الثقات 7: 396.

(3)

(المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز) 1: 17، ونقله عنه القرطبي في تفسيره 1: 31 وغيره.

ص: 51

ذلك المحفل العظيم؛ في خطبة عرفة في حجة الوداع: (قد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به: كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟) قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء، وينكتها إلى الناس:(اللهم اشهد، اللهم اشهد)، ثلاث مرات (1).

وعن أي ذر رضي الله عنه قال: تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما، قال: فقال صلى الله عليه وسلم: (ما بقي شيء يقرب من الجنة، ويباعد من النار؛ إلا وقد بين لكم)(2).

(1) أخرجه مسلم رقم (1218) في الحج: باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم. وهو جزء من حديث جابر رضي الله عنه الطويل في صفة حجه صلى الله عليه وسلم.

(2)

أخرجه بتمامه: الطبراني في (الكبير) 2: 155 رقم (1647)، قال: حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء، ثنا سفيان بن عيينة، عن فطر، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر رضي الله عنه .. فذكره.

وأخرجه البزار في مسنده (البحر الزخار) 9: 341 رقم (3897) عن محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء، وابن حبان في صحيحه كما في الإحسان 1: 267 رقم (65)، أخبرنا الحسين بن أحمد بن بسطام، حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، به، مقتصرا على الموقوف فقط.

وأخرجه الدارقطني في (العلل) 6: 290، والذهبي في (تذكرة الحفاظ) 3: 829 من طريق يحيى بن أبي بكير، عن سفيان الثوري، عن فطر، به، مقتصرا على الموقوف فقط. وضعف الدارقطنيُ روايةَ الثوري هذه.

وأخرجه أحمد 5: 162، ووكيع في (الزهد) رقم (522)، وعنه: ابن سعد في (الطبقات) 2: 354، كلهم من طريق فطر بن خليفة، عن منذر الثوري، عن أبي ذر رضي الله عنه موقوفا بنحوه.

ومنذر الثوري لم يدرك أبا ذر رضي الله عنه، كما نص على ذلك البزار في مسنده 9:341.

وقد جاءت الواسطة مبهمة فيما رواه أحمد 5: 153، 162، والطيالسي في مسنده 1: 385 رقم (481) من طريق الأعمش، عن منذر الثوري، عن أشياخ لهم، عن أبما ذر رضي الله عنه موقوفا بنحوه.=

ص: 52

. . . . . . . . . . . . . . . . .

= فالخلاصة أن الحديث يرويه عن أبي ذر رضي الله عنه راويان:

1 -

مندر الثوري، بالوقف. وهو منقطع، وقد جاءت الواسطة في بعض الروايات مبهمة.

2 -

أبو الطفيل عامر بن واثلة. يرويه فطر، عن أبي الطفيل، وعن فطر يرويه راويان:

(أ) سفيان الثوري، عن فطر، به، موقوفا.

(ب) سفيان بن عيينة. ويرويه عنه: محمد بن عبد الله بن يزيد المقرىء. واختلف عليه، فرواه: البزار، والحسين بن أحمد بن بسطام، عنه، عن ابن عيينة، به، موقوفا.

ورواه محمد بن عبد الله الحضرمي، عنه، عن سفيان، به، بزيادة المرفوع.

وسئل عنه الدارقطني في (العلل) 6: 290، فقال: "يرويه ابن عيينة، عن فطر بن خليفة، عن أبي الطفيل، عن أبي ذر .. وغير ابن عيينة يرويه عن فطر، عن منذر الثوري، عن أبي ذر مرسلا وهو الصحيح.

وقال شعبة والثوري وابن نمير: عن الأعمش، عن منذر الثوري، عن أشياخ لهم، عن أبي ذر".

ومراده بالمرسل أي المنقطع على اصطلاحهم المعروف.

ويبدو أن فطر بن خليفة قد اضطرب في الحديث؛ فقد أخرجه أحمد بن منيع، كما في (المطالب العالية) 4: 214 قال: ثنا محمد بن عبيد الطنافسي، ثنا فطر -هو ابن خليفة-، عن أبي يعلى هو منذر الثوري، عن أبي الدرداء رضي الله عنه فذكره بنحوه موقوفا عليه. وعقب عليه ابن حجر، فقال:"رواته ثقات، إلا أنه منقطع، واختلف على فطر".

وأخرجه أبو يعلى في مسنده 9: 46 رقم (5109) من طريق فطر بن خليفة، عن عطاء، قال: قال أبوالدرداء رضي الله عنه .. فذكره موقوفا. وعطاء؛ هو ابن أبي رباح، لم يسمع من أبي الدرداء رضي الله عنه. ولد عطاء سنة 27 هـ بالجَنَد من بلاد اليمن، ونشأ بمكة؛ ومات أبو الدرداء رضي الله عنه بالشام سنة 32 هـ.

وكذا لم يسمع فطرٌ من عطاء، كما في ترجمة فطر من (تهذيب التهذيب) 4:507.

وأورد الهبثميُ أثرَ أبي الدرداء هذا في (مجمع الزوائد) 8: 264، وقال:"رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح".

والحديث المذكور في الأصل أورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) 8: 264، وقال:"رجال الطبراني رجال الصحيح غير محمد بن عبد الله بن يزيد المقري، وهو ثقة".

والحديث المرفوع له شواهد من الكتاب والسنة يطول المقام بذكرها.

ص: 53