الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
(35)
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله عز وجل: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} قال: (هم الخوارج)، وفي قوله:{يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} قال: (هم الخوارج).
تخريجه:
أخرجه أحمد 5: 262 قال: حدثنا أبو كامل، حدثنا حماد، عن أبي غالب، قال: سمعت أبا أمامة رضي الله عنه، به.
وأخرجه الروياني في مسنده 2: 275 (1177)، وابن أبي حاتم 2: 594 (3179)، والطبراني في الكبير 8: 325 (8046)، كلهم من طريق حميد بن مهران الخياط، عن أبي غالب به، بنحوه. ولفظ الروياني مختصر دون موضع الشاهد.
وأخرجه عبد الرزاق في مصنفه 10: 152 (18663)، والمروزي في (السنة) ص 22 (55)، وابن أبي حاتم 2: 594 (3180)، والطبراني في الكبير 8: 326 (8049)، 8: 329 (8056)، من طرق عن أبي غالب، به بمعناه، وفيه قصة.
وعزاه السيوطي في (الدر المنثور) 3: 454 إلى عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن مردويه.
الحكم على الإسناد:
أتوقف في الحكم على هذا الإسناد، لأجل أبي غالب، وهو البصري، ويقال: الأصبهاني صاحب أبي أمامة (بخ 4). وقد اختلف في اسمه وحاله.
فقيل: اسمه حزور، وقيل: سعيد بن الحزور، وقيل غير ذلك.
قال ابن معين: صالح الحديث، وصحح الترمذي له حديثا في جامعه برقم (3253)، ووثقه الدارقطني، وقال ابن عدي: قد روى عن أبي أمامة حديث الخوارج بطوله، وروى
عنه جماعة من الأئمة وغير الأئمة، وهو حديث معروف به، ولأبي غالب غير ما ذكرت من الحديث، ولم أر في أحاديثه حديثا منكرا جدا، وأرجو أنه لا بأس به.
وقال ابن سعد: ضعيف منكر الحديث، وقال أبو حاتم: ليس بالقوي، وضعفه النسائي، وذكره ابن حبان في (المجروحين)، وقال: منكر الحديث على قلته، لا يجوز الاحتجاج به، إِلا فيما يوافق الثقات، وقال الذهبي: فيه شيء.
وفي التقريب: صدوق يخطىء.
ينظر: الطبقات الكبرى 7: 238، كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 255، الجرح والتعديل 3: 315، المجروحين 1: 267، الكامل 2: 455، تهذيب الكمال 34: 170، الميزان 1: 476 - 4: 560، المغني في الضعفاء 1: 155، التقريب ص 664.
فمثله يعتبر به، ويكتب حديثه في المتابعات ونحوها، أما الاحتجاج به في حديث تفرد به، فمحل توقف.
وهذا الحديث جزء من حديث الخوارج الذي اشتهر به، وهو حديث طويل، وله طرق وسياقات مختلفة عن أبي غالب عن أبي أمامة رضي الله عنه، وقد ذكره العلماء، وخرجه بعضهم في كتبه، ولم أقف على من طعن فيه، أو استنكره، والله أعلم.
والحديث خرجه الترمذي (3000) في تفسير القرآن: باب ومن سورة آل عمران، قال:"حدثنا أبو كريب، حدثنا وكيع، عن الربيع بن صبيح وحماد بن سلمة، عن أبي غالب قال: رأى أبو أمامة رؤوسا منصوبة على درج مسجد دمشق، فقال أبو أمامة: كلاب النار، شر قتلى تحت أديم السماء، خير. قتلى من قتلوه، ثم قرأ: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} إلى آخر الآية، قلت لأبي أمامة: أنت سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: لو لم أسمعه إِلا مرة أو مرتين أو ثلاثا أو أربعا، حتى عد سبعا ما حدثتكموه".
قال الترمذي: هذا حديث حسن.
وخرجه الطبري 5: 665 موقوفا مقتصرا على شقه الثاني، فقال: "حدثنا ابن وكيع، قال: ثنا أبي، عن حماد بن سلمة، والربيع بن صبيح، عن أبي غالب عن أبي أمامة:{فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} قال: (هم الخوارج).
وابن وكيع؛ هو: سفيان بن وكيع بن الجراح، كان صدوقا إِلا أنه ابتلي بوراقه، فأدخل عليه ما ليس من حديثه، فنصح فلم يقبل، فسقط حديثه. ينظر: التقريب ص 245.
والحديث ذكره ابن كثير في تفسيره 2: 10، وقال:"وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفا من كلام الصحابي، ومعناه صحيح، فإن أول بدعة وقعت في الإسلام: فتنة الخوارج".
والحديث أورده الهيثمي في المجمع 6: 234 مطولا وقال: "رواه الطبراني، ورجاله ثقات".
وأورد 6: 327 طرفا من حديث الخوارج، بغير لفظ هذا الحديث محل الدراسة، وهو من طريق أبي غالب، عن أبي أمامة رضي الله عنه، مرفوعا، وقال:"رواه الطبراني، وإسناده جيد".
*****