الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (6
7)
قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ (68) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ (69) قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ} [البقرة: 67 - 70].
(7)
عن عكرمة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لو أن بني إسرائيل أخذوا أدنى بقرة، فذبحوها، أجزأت عنهم، ولكنهم شددوا، ولولا أنهم قالوا: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}، ما وجدوها).
تخريج الحديث:
أخرجه سعيد بن منصور 2: 565 (193) قال: نا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن عكرمة .. فذكره.
وعزاه السيوطي في (الدر المنثور) 1: 459 إلى: الفريابي، وابن المنذر.
الحكم على الإسناد:
إسناده ضعيف لإرساله، وهو مرسل صحيح.
وقد خالف سعيدا فيه: عبدُ الرزاق؛ فرواه في التفسير 1: 50 عن سفيان، عن عمرو ابن دينار، عن عكرمة، موقوفا عليه. ومن طريق عبد الرزاق؛ أخرجه: الطبري 2: 98.
الشواهد:
يشهد لهذا الحديث ما يلي:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لولا أن بني إسرائيل قالوا: {وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ}، ما أعطوا أبدا، ولو أنهم اعترضوا بقرة من البقر، فذبحوها لأجزأت عنهم، ولكن شددوا، فشدد الله عليهم).
أخرجه ابن مردويه -كما في تفسير ابن كثير 1: 355، و (الدر المنثور) 1: 409 - ، واللفظ له، وأخرجه البزار 3: 40 (2188 - كشف الأستار)، وابن أبي حاتم في تفسيره 1: 141 (722)، وتمام الرازي في الفوائد 4: 128 (1327 - الروض البسام).
كلهم من طريق: سرور بن المغيرة، عن عباد بن منصور، عن الحسن، عن أبي رافع، عن أبي هريرة رضي الله عنه فذكره.
واقتصر ابن أبما حاتم، وتمام على شطره الأول، والبزار على شطره الثاني بنحوه.
قال البزار: لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا بهذا الإسناد.
والحديث أورده الزيلعي في (تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الكشاف) 1: 66 وقال: غريب.
وقال عنه ابن كثير: "هذا حديث غريب من هذا الوجه، وأحسن أحواله أن يكون من كلام أبي هريرة رضي الله عنه".
وقال الهيثمي في (مجمع الزوائد) 6: 314: "رواه البزار، وفيه عباد بن منصور، وهو ضعيف، وبقيه رجاله ثقات".
وعباد بن منصور هو: الناجي، أبو سلمة البصري.
ضعفه ابن معين، والنسائي، والذهبي، وغيرهم، وذكره أحمد، والبخاري، والنسائي، والساجي، وغيرهم بالتدليس عن الضعفاء.
وفي التقريب: صدوق رمي بالقدر، وكان يدلس، وتغير بأخرة.
وقال في الفتح 13: 261: "حديثه من قبيل الحسن".
وروى له البخاري تعليقا، والأربعة.
ينظر: تهذيب الكمال 14: 156، الكاشف 1: 532، التقيب ص 291، طبقات المدلسين ص 50.
والراوي عن سرور بن المغيرة، هو: أبو سعيد أحمد بن داود الحداد، عند البزار، وابن أبي حاتم، وتمام الرازي.
وجاء في (لسان الميزان) 3: 14 في ترجمة (سرور بن المغيرة): "ذكره ابن حبان في الثقات، فقال: هو ابن أخي منصور بن زاذان، يروي عن منصور بن زاذان، روى عنه أبو سعيد الحداد الغرائب".
وترجمته في (الثقات) 6: 437 ليس فيها قوله: يروي عن .. إلخ.
لكن قال ابن كثير في تفسيره 1: 300 - بعد أن ساق الحديث بإسناد ابن أبي حاتم-: "ورواه الحافظ أبو بكر ابن مردويه في تفسيره من وجه آخر عن سرور بن المغيرة .. ".
فظاهره؛ أن الراوي عن سرور بن المغيرة، -عند ابن مردويه- ليس الحداد.
2 -
عن ابن جريج قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما أمروا بأدنى بقرة، ولكنهم لما شددوا على أنفسهم؛ شدد الله عليهم، وايم الله لو أنهم لم يستثنوا، لما بينت لهم آخر الأبد).
أخرجه الطبري 2: 99 قال: حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، قال: قال ابن جريج .. فذكره.
وذكره في (الدر المنثور) 1: 410 وعزاه إلى ابن جرير فقط.
وسبق الكلام على رجاله في آخر الحديث الخامس.
وابن جريج، لم يثبت له لقاء أحد من الصحابة، فالسند معضل. ينظر: التقريب ص 75.
3 -
عن قتادة قال: ذكر لنا أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: (إنما أمر القوم بأدنى بقرة، ولكنهم لما شددوا على أنفسهم؛ شدد عليهم، والذي نفس محمد بيده؛ لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الأبد).
أخرجه الطبري 2: 100 قال: حدثنا بشر، قال ثنا يزيد، قال ثنا سعيد، عن قتادة، فذكره. وذكره في (الدر المنثور) 1: 410 وعزاه إلى ابن جرير فقط.
وقتادة؛ غالب روايته عن التابعين، وقال أحمد بن سنان الواسطي: كان يحيى بن سعيد القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئا، ويقول: هو بمنزلة الريح، ويقول: هؤلاء قوم حفاظ، كانوا إذا سمعوا الشيء علقوه. أخرجه ابن أبي حاتم في (تقدمة الجرح والتعديل) ص 245، وفي (كتاب المراسيل) ص 3 رقم (1).
*****