الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فأما الجهة الأولى فلا مدخل لها هنا؛ لأن الراوي عنه عراقي، وأما الثانية فلم يتبين لي صفة روايته لهذا الحديث، من حفظه أو من كتابه؟
لكن الظاهر أنه مما حدث به من حفظه، بدليل مخالفته لغيره وخطئه، فهذا الوجه معلول -كما سيأتي بيانه، إن شاء الله-.
قال البزار -كما في كشف الأستار 3: 358 - : "رواه بعضهم عن نافع، عن ابن عمر موقوفا، وإنما أتي رفع هذا عندي من زهير، لأنه لم يكن بالحافظ، على أنه قد روى عنه ابن مهدي، وابن وهب، وأبو عامر، وغيرهم".
والحديث أورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) 5: 68 وقال: "رواه أحمد والبزار، ورجاله رجال الصحيح، خلا موسى بن جبير، وهو ثقة".
وقال ابن حجر في (فتح الباري) 10: 235 في الطب: باب السحر: "وقصة هاروت وماروت؛ جاءت بسند حسن من حديث ابن عمر، في مسند أحمد".
وساقه في (العجاب في بيان الأسباب) من مسند أحمد بسنده ومتنه، ثم قال -1: 320 - : "السند على شرط الحسن".
المتابعات والشواهد:
(أ) المتابعات:
* تابع زهير بن عمد على هذا الحديث: سعيدُ بن سلمة، أخرجه ابنُ مردويه -كما في تفسير ابن كثير 1: 354 - قال: حدثنا دعلج بن أحمد، حدثنا هشام بن علي بن هشام، حدثنا عبد الله بن رجاء، حدثنا سعيد بن سلمة، حدثنا موسى بن سرجس، عن نافع، عن ابن عمر، سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول .. فذكره بطوله.
كذا وقع في ابن كثير: (موسى بن سرجس)، والظاهر أنه محرف عن موسى بن جبير، لأن الحديث مشهور به، وقد ذكروا في ترجمة (سعيد بن سلمة) أنه يروي عن موسى بن جبير، ولم يذكروا له رواية عن موسى بن سرجس (1)، والله أعلم.
وسعيد بن سلمة؛ ضعفه النسائي -في سننه 8: 258 - ، وفي التقريب ص 236: صدوق، صحيح الكتاب، يخطىء من حفظه.
قلت: وهذا مما أخطأ فيه، كما سيتبين مما يأتي.
* وتابع موسى بن جبير: معاويةُ بن صالح.
أخرجه: الطبري في تفسيره 2: 347، والخطيب في (تاريخ بغداد) 8: 42، ومن طريقه: ابن الجوزي في (الموضوعات) 1: 186، والذهبي في (الميزان) 2:236.
كلهم من طريق الحسين -وهو سنيد بن داود صاحب التفسير- أخبرنا الفرج بن فضالة، عن معاوية بن صالح، عن نافع به مطولا، ولفظ الطبري مختصر.
قال ابن الجوزي: "هذا حديث لا يصح، والفرج بن فضالة قد ضعفه يحيى، وقال ابن حبان (2): يقلب الأسانيد، ويلزق المتون الواهية بالأحاديث الصحيحة، لا يحل الاحتجاج به"
وقال فيه البخاري -في (التاريخ الكبير) 7: 134 - : منكر الحديث.
وهاتان المتابعتان السابقتان أوردهما ابنُ كثير في تفسيره 1: 354 وقال: "وهذان غريبان جدا، وأقرب ما يكون في هذا أنه من رواية عبد الله بن عمر، عن كعب الأحبار، لا عن النبي صلى الله عليه وسلم".
* وتابع نافعا على هذا الوجه: سالمُ بن عبد الله.
(1) ينظر: تهذيب الكمال 10: 477.
(2)
في (المجروحين) 2: 206.