الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وهذا الراوي مقل جدا من الحديث، ومثل هذا لا يتهيأ الحكم عليه باعتبار مروياته وعرضها على مرويات غيره.
قال ابن عدي في ترجمة (سلم العلوي) من (الكامل) 3: 329: "قليل الحديث جدا، ولا أعلم له جميع ما يروي إلا دون خسة أو فوقها قليل، وبهذا المقدار لا يعتبر فيه حديثه أنه صدوق أو ضعيف، ولاسيما إذا لم يكن في مقدار ما يروي متن منكر".
المتابعات والشواهد:
(أ) المتابعات:
هذا الحديث يرويه سماك بن حرب، واختلف عليه فيه على ثلاثة أوجه -فيما وقفت عليه-:
1 -
سماك بن حرب، عن عباد بن حبيش، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه.
ورواه بهذا الوجه ثلاثة من الرواة:
شعبة بن الحجاج:
أخرجه من هذا الوجه: أحمد في مسنده (4: 378 - 379)(19381) -كما سبق- ومن طريقه: ابن أبي حاتم في تفسيره 1: 31 (40) مختصرا، وابن حبان -كما في الإحسان 14: 139 رقم (6246) - مختصرا، والطبراني في (الكبير) 17:99 (237) مطولا، والبيهقي في (دلائل النبوة) 5: 339 مطولا، والمزي في (تهذيب الكمال) 14: 111 في ترجمة (عباد بن حبيش) مطولا.
وأخرجه الترمذي (2954) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الفاتحة، مطولا، وابن معين في (الجزء الثاني من حديث يحيى بن معين) ص 109 (20) مطولا، وابن أبي عاصم في (الأوائل) ص 103 (158) مطولا، وابن جرير الطبري في تفسيره 1: 186، 194 مختصرا وفرقه في موضعين، وابن حبان -كما في الإحسان 16: 183 (7206) مطولا، والثعلبي في تفسيره (الكشف والبيان) 1: 50 - 51 كلهم من طريق شعبة، عن سماك بن حرب، به.
(ب) عمرو بن أبي قيس:
أخرجه من هذا الوجه: الترمذي (2953) في تفسير القرآن: باب ومن سورة الفاتحة، مطولا، وابن أبي حاتم في تفسيره 1: 31 (41) مختصرا. كلاهما من طريق عمرو بن أبي قيس، عن سماك، به.
قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث سماك بن حرب.
(جـ) قيس بن الربيع.
أخرجه ابن خزيمة في (التوحيد) 1: 345 رقم (314)، والطبراني في (الكبير) 17: 98 (236) مطولا. كلاهما من طريق قيس بن الربيع، عن سماك، به.
2 -
سماك بن حرب عن مري بن قطري، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه.
أخرجه من هذا الوجه: الطبري في تفسيره 1: 186 من طريق محمد بن مصعب، عن حماد بن سلمة، عن سماك بن حرب، به، مختصرا بذكر اليهود فقط.
ومحمد بن مصعب هو القرقساني، ضعفه أبو حاتم وابن معين والنسائي، وقال أحمد: حديث القرقساني عن الأوزاعي مقارب، وله عن حماد بن سلمة ففيه تخليط، وقال ابن حبان: كان ممن ساء حفظه حتى كان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل، لا يجوز الاحتجاج به إذا انفرد. وفي التقريب: صدوق كثير الغلط.
ينظر: الجرح والتعديل 8: 102، المجروحين 293: 2، تهذيب التهذيب 9: 404، التقريب ص 507.
3 -
سماك بن حرب، عمن سمع عدي بن حاتم.
أخرجه من هذا الوجه: الطيالسي في مسنده 2: 371 (1135) قال: حدثنا عمرو بن ثابت، عن سماك بن حرب، به، بنحوه مطولا.
وعمرو بن ثابت هو ابن أبي المقدام الكوفي، مولى بكر بن وائل.
ضعفه أبو زرعة وأبو حاتم وغيرهما، وقال النسائي: متروك الحديث، وفي التقريب: ضعيف رمي بالرفض
ينظر: الجرح والتعديل 6: 223، كتاب الضعفاء والمتروكين للنسائي ص 220، تهذيب التهذيب 8: 9، التقريب ص 419.
والراجح من هذه الأوجه: الوجه الأول، للأكثرية والأحفظية، كيف ومنهم: أبو بسطام شعبة بن الحجاج. لكن يقدح في هذا الوجه أن مداره على عباد بن حبيش، وفيه ما سبق بيانه.
ولم يتفرد به عباد بن حبيش، بل تابعه راويان -فيما وقفت عليه-:
1 -
مري بن قطري.
وسبق تخريجها وبيان علتها في الوجه الثاني.
ومري بن قطري هو الكوفي، تفرد عنه سماك، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال الذهبي: لا يعرف، وفي التقريب: مقبول.
ينظر: الثقات 5: 459، ميزان الاعتدال 4: 95، الكاشف 2: 254، تهذيب التهذيب 10: 95، التقريب ص 526.
2 -
عامر الشعبي.
أخرجه الطبري 1: 186، 194 وتمام الرازي في (الفوائد) -الروض البسام 4: 125 (1325)، كلاهما من طريق أحمد بن الوليد الرملي، قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الرقي، قال: حدثنا سفيان بن عيينقا عن إسماعيل بن أبي خالد، عن الشعبي، عن عدي ابن حاتم رضي الله عنه.
لكن خالفه: سعيد بن منصور، فأخرجه في السنن 2: 537 (179) عن سفيان، عن إسماعيل بن أبي خالد، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعدي بن حاتم .. فذكره.
وهذا مرسل أو معضل.
وقال في (الدر المنثور) 1: 42: "وأخرج سفيان بن عيينة في تفسيره، وسعيد بن منصور، عن إسماعيل بن أبي خالد، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال .. " فهذا يؤيد رواية سعيد بن منصور.