الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
فقال: يرويه محمد بن مصفى، عن بقية، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر رضي الله عنه، وتابعه: جحدر بن الحارث، عن بقية، وخالفهما: وهب بن حفص الحراني، -وكان ضعيفا- فرواه عن: الجدي عبد الملك، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عمر رضي الله عنه، ولا يثبت عن شعبة، ولا عن مجالد، والله أعلم".
والوجه الثاني الذي أشار إليه الدارقطني؛ أخرجه ابن عدي في (الكامل) في ترجمة (وهب بن حفص) 7: 70 - ومتنه ساقط من المطبوع، واستفدته من محقق (العلل) للدارقطني 2: 164 - من طريق شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن مسروق، عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقال:" ورواه بقية، عن شعبة، عن مجالد، عن الشعبي، عن شريح، عن عمر رضي الله عنه، وجميعا غير محفوظين".
وقال أبو نعيم في (الحلية) 4: 138 - بعد تخريج الحديث-: "هذا حديث غريب من حديث شعبة، تفرد به بقية".
والحديث أخرجه ابن الجوزي في (العلل المتناهية) 1: 136 - كما سبق-، وشرطه كما قال في مقدمته:"وقد جمعت في هذا الكتاب؛ الأحاديث الشديدة التزلزل، الكثيرة العلل".
والحديث أورده ابنُ كثير في تفسيره 3: 377، وقال:"غريب، ولا يصح رفعه".
وأورده الهيثمي في (مجمع الزوائد) 1: 188 وقال: "رواه الطبراني في الصغير، وفيه: بقية، ومجالد بن سعيد، وكلاهما ضعيف".
ثم أورده 7: 22، وقال:"رواه الطبراني في الصغير، وإسناده جيد"!.
وتبعه السيوطي في الإتقان 2: 494، فجوَّد إسناده.
وينظر: العلل لابن أبي حاتم 2: 77.
الشواهد:
1 -
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} ، قال:(هم أهل البدع والأهواء من هذه الأمة).
أخرجه الطبراني في (المعجم الأوسط) 1: 207 (664) قال: حدثنا أحمد، قال: حدثنا معلل، قال: حدثنا موسى بن أعين، عن سفيان الثوري، عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال عقبه: لم يرو هذا الحديث عن سفيان إلا موسى، تفرد به معلل.
وأخرجه الطبري 10: 33 من طريق عباد بن كثير، عن ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن أبي هريرة رضي الله عنه، به، بنحوه.
وعزاه في (الدر المنثور) 6: 292 إلى: ابن مردويه، والشيرازي في (الألقاب).
والحديث سئل عنه الدارقطني في العلل 8: 321 رقم: (1592)، فقال: "يرويه ليث ابن أبي سليم، واختلف عنه، فرواه: شيبان بن عبد الرحمن، والثوري، عن ليث عن طاووس عن أبي هريرة موقوفا.
ورفعه: عباد بن كثير، عن ليث.
ورواه: موسى بن أعين، عن الثوري، فقال: عن ابن طاووس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، ووهم في موضعين: في رفعه، وفي قوله عن ابن طاووس، لأن هذا من حديث ليث، ولا يصح عن ابن طاووس".
والحديث أورده ابنُ كثير في تفسيره 3: 377 بسند الطبري، وقال:"ذا الإسناد لا يصح، فإن عبادَ بن كثير؛ متروكُ الحديث"
2 -
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} ، (أنهم الخوارج).
أخرجه ابن أبي حاتم 5: 1429 (8150) قال: حدثنا أبو بدر عباد بن الوليد الغبري، ثنا محمد بن عباد الهنائي، ثنا حميد بن مهران المالكي الخياط، قال: سألت أبا غالب عن هذه الآية {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا} إلى آخر الآية، حدثني أبو أمامة رضي الله عنه-عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنهم الخوارج.
وعزاه في (الدر المنثور) 6: 292 إلى: النحاس، وابن مردويه.
وهو في (الناسخ والمنسوخ) للنحاس ص 443، معلقا عن أبي غالب.
عباد بن الوليد الغبري؛ صدوق -كما في التقريب ص 291 - ، ومحمد بن عباد الهنائي؛ صدوق -كما في التقريب ص 486 - ، وحميد بن مهران؛ ثقة -كما في تهذيب الكمال 7: 398 - ، وأبو غالب؛ مختلف فيه، وفي التقريب: صدوق يخطىء، وسبق في الحديث رقم (35).
والحديث أورده ابنُ كثير في تفسيره 3: 377 وقال: لا يصح.
على أن هذا الحديث يعد شاهدا جزئيا، لأنه جاء في بعض أهل البدع والأهواء، وهم الخوارج.
وقال ابن كثير في تفسيره 3: 377 - بعد أن أورد الأحاديث السابقة، وضعفها-:"والظاهر أن الآية عامة في كل من فارق دين الله، وكان مخالفا له، فإن الله بعث رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وشرعه واحد لا اختلاف فيه ولا افتراق، فمن اختلف فيه {وَكَانُوا شِيَعًا} ، أي فرقا كأهل الملل والنحل والأهواء والضلالات؛ فإن الله تعالى قد برأ رسول الله صلى الله عليه وسلم مما هم فيه. وهذه الآية كقوله تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ} [الشورى: 13] الآية، وفي الحديث: (نحن معاشر الأنبياء أولاد علات ديننا واحد) (1)، فهذا هو الصراط المستقيم، وهو ما جاءت به الرسل من عبادة الله وحده لا شريك له، والتمسك بشريعة الرسول المتأخر، وما خالف ذلك فضلالات وجهالات، وآراء وأهواء، والرسل برآء منها، كما قال الله تعالى: {لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ} [الأنعام:159] ".
*****
(1) أخرجه البخاري رقم (3442)(3443) في أحاديث الأنبياء: باب قول الله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا} ، ومسلم رقم (2365) في الفضائل: باب فضائل عيسى عليه السلام، من رواية أبي هريرة رضي الله عنه.