الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات:
تَحْوِيلًا المراد: تحويله من حال إلى حال، أو من مكان إلى مكان الْوَسِيلَةَ القربى بالطاعة والعبادة مَحْذُوراً مخوفا أَحاطَ المراد أنهم في قبضته وتحت قدرته.
وهذا رد على من عبد غير الله- سبحانه وتعالى من العقلاء كالملائكة وعيسى وعزير ومناقشة لهم في عقائدهم.
المعنى:
قل لهؤلاء المشركين الذين يعبدون من دون الله شركاء، وزعموا أنهم آلهة من دونه قل لهم: ادعو الذين زعمتم أنهم من دون الله شركاء فهل يجيبونكم؟ إنهم لا يستجيبون فهم لا يملكون كشف الضر عنكم، ولا تحويله من مكان إلى مكان، بل لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا، أولئك الذين عبدتموهم من دون الله كعزير والمسيح يدعون ربهم يبتغون الوسيلة إليه والقربى منه بالطاعة، ويخصونه بالعبادات وهم أقرب إلى الله وأولى به لأنهم عباده الأطهار المخلصون من ملائكة وأنبياء وهم يرجون رحمته، ويخافون عذابه، إن عذاب ربك كان محذورا، إذ هو حقيق بأن يحذره العباد من الملائكة والأنبياء وغيرهم فكيف أنتم؟! ثم بين- سبحانه وتعالى مآل الدنيا وأهلها فقال: وما من قرية كانت من قرى الكفار إلا نحن مهلكوها بالموت أو معذبوها عذابا شديدا يستأصلهم، وهذا الحكم عام ثابت، كان ذلك في الكتاب مسطورا.
كان أهل مكة سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجعل لهم الصفا ذهبا، وأن ينحى عنهم جبال مكة فأتاه جبريل فقال. إن شئت كان ما سأله قومك. ولكنهم إن لم يؤمنوا لم يمهلوا، وإن شئت استأنيت بهم فأنزل الله هذه الآية وَما مَنَعَنا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآياتِ إِلَّا أَنْ كَذَّبَ بِهَا الْأَوَّلُونَ.
وما منعنا من إرسال الآيات واستجابة طلباتهم التي سألوها إلا تكذيب الأولين فإننا إن أرسلناها وكذب بها هؤلاء عوجلوا، ولم يمهلوا كما هو سنة الله- سبحانه- مع
الأمم، والمعنى: ما تركنا إرسالها لشيء من الأشياء إلا لتكذيب الأولين فإنهم إن كذبوا بعدها حل بهم ما حل بغيرهم من الأمم السابقة، وقد أراد الله أن يؤخر عذاب من أرسل لهم محمد إلى يوم القيامة، واذكروا أنا آتينا قوم ثمود الناقة كما طلبوا وكذبوا، بعدها عقروها فأخذتهم الصيحة، وجعلنا آية الناقة مبصرة ذات أبصار يدركها الناس، وإنما خصت بالذكر دون غيرها لأن آثار هلاك ثمود قريبة منهم وفي طريقهم، وما نرسل بالآيات إلا تخويفا للناس وإنذارا لهم، فكأن الآية مقدمة لعذاب الاستئصال، وأما أنت يا محمد فثق بالنصر وأن الله معك وناصرك واذكر وقت أن قلنا لك: إن ربك أحاط بالناس علما وقدرة فهم في قبضته وتحت قدرته، فإلى أين يذهبون! وما جعلنا الرؤيا التي أريناك والشجرة الملعونة في القرآن إلا فتنة للناس، أما الرؤيا التي رآها النبي صلى الله عليه وسلم فقيل إنها: بشر الله له بانتصاره على قريش في بدر وغيرها، وأنه سيهزم الجمع، ويولون الدبر، ولذلك كان يقول النبي وهو في العريش مع أبى بكر قبل بدء المعركة: اللهم إنى أسألك عهدك ووعدك، ولعل الله أراه مصارع القوم في منامه فكان يقول، هذا مصرع فلان، وذاك مصرع فلان تسامعت قريش بذلك وبما رأى في منامه فكانوا يضحكون ويسخرون، ويستعجلون العذاب، وحين يقول الله. إن شجرة الزقوم طعام الأثيم، وأنها في النار قالوا: إن محمدا يزعم أن نار جهنم نار وقودها الناس والحجارة ثم يقول: ينبت فيها الشجر. فهذه الرؤيا بالنصر للنبي، والشجرة الملعونة كانت فتنة للناس بعضهم آمن بهذا وبعضهم كفر.
وقيل الرؤيا هي الإسراء وقد كانت فتنة للناس آمن بها البعض وكفر بها البعض وبه تعلق من يقول كان الإسراء في المنام ومن قال إن الإسراء كان في اليقظة، قال هي رؤية بالبصر، وسماها رؤيا بناء على قول المكذبين.
ونحن نخوفهم بعذاب الدنيا والآخرة فما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا. فكيف يؤمن قوم هذه حالهم بإرسال ما يقترحونه من الآيات.