الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وببعد الزنى، فالإذن قبل الدخول، والحجاب وعدم النظر ومنع الاختلاط مما يباعد بلا شك بين الشخص وبين الخطر.
المعنى:
قل يا محمد، وكذا كل رئيس للمؤمنين أو إمام لهم، قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم، ويكفوها عن النظر إلى الأجنبيات غير المحارم، ويحفظوا فروجهم من كل منكر كالنظر واللمس والزنى، وانظر إلى قوله- تعالى- وقد قدم تحريم النظر على حفظ الفروج التي هي المقصود الأساسى من الكلام ليعلم الناس جميعا ما للنظر من خطر وأثر، وأنه رسول الشهوة: وبريد الزنى، وبذرة الفسق والفجور.
وخص المؤمنين بالذكر لأنهم الممتثلون المنتفعون بهذا. ذلك أزكى لهم وأطهر، وأبعد عن الشك وأنفى للريبة، وأبقى للنفس طاهرة زكية بعيدة عن الخطر. واعلموا أيها الناس أن الله خبير بما تصنعون، فراقبوا الله واتقوا عذابه، واعلموا أنه يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، والله يعلم ما تبدون وما تكتمون.
وكل أمر في القرآن للمؤمنين فهو كذلك للمؤمنات، ولكنه أعيد الحكم هنا مع المؤمنات لأن النساء في أشد الحاجة إلى ذلك، على أن الحكم من أخطر الأحكام التي تقتضي التفصيل والبيان.
وقل: أيها القائد والمربى والمشرف على المؤمنات وتربيتهن والإرعاء عليهن سواء كنت حاكما أو زوجا أو معلما قل لهن يغضضن من أبصارهن، ويمنعن بعض أبصارهن عن النظر أما النظر جملة فمنعه شاق وعسير، ولقد صدق رسول الله حيث يقول:«لك الأولى وعليك الثّانية» أى لك النظرة الأولى دون الثانية، فالمنهى عنه النظر الذي يتجاوز الحد المعروف شرعا.
وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن، ويحفظن فروجهن، ولا يبدين مواضع الزينة منهن، وإنما نهى القرآن عن الزينة والمراد مواضعها للمبالغة في المنع، إلا ما جرت به العادة بكشفه لاقتضاء الضرورة ذلك كالوجه والكفين، لأنه لا غنى عن كشفهما.
وقد كانت العادة المتفشية في الجاهلية أن تكشف المرأة عن نحرها وصدرها وللأسف
أصبحت هذه العادة متفشية في مجتمعنا الحاضر- ولذا خصها الله بالذكر وإن كان في الحكم السابق يشملهما لاقتلاع تلك العادة السيئة التي يقع فيها كثير من الناس.
وكان قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ للإشارة إلى معنى الإلصاق والملازمة التي لا تنفك كضرب الخيمة في المكان.
وقوله تعالى: وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ، زيادة التقرير والتأكيد وتوطئة للاستثناء الآتي، فليس تكرارا لما مضى.
وها هم أولاء الذين استثناهم الله فجاز أن تكشف المرأة زينتها لهم فيما عدا السرة والركبة فكأن الله يقول: ولا يبدين زينتهن لأحد إلا لبعولتهن الآية.
1-
الأزواج لأنهن أحق الناس بألا يستر عنهم شيء، ولأنه يباح لهم النظر إلى جميع البدن ما عدا الفرج، وكذلك الاستمتاع بكل أنواعه الحلال ولذا قدمهم على غيرهم.
2-
آباؤهن: وكذا الأجداد، سواء كانوا لأب أو لأم.
3-
أبناء بعولتهن. سواء كانوا ذكورا. أو إناثا.
4-
الإخوة: الأشقاء أو لأب، أو لأم.
5-
أبناء الإخوة: كذلك، ويلحق بهؤلاء المذكورين الأعمام والأخوال وهذا الحكم يجرى في الأقارب من جهة النسب كما تقدم، وفي الأقارب من جهة الرضاع وهؤلاء يسمون المحارم.
وقوله تعالى: أو نسائهن أى الحرائر من المسلمات، أما الإماء فسيأتى حكمهن، وأما المرأة الكافرة فهي من المسلمة كالأجنبى، وقيل كالمسلمة.
أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ ظاهر الآية يشمل العبيد والإماء المسلمات والكتابيات، وهو رأى لبعضهم، وقال ابن عباس لا بأس أن ينظر المملوك إلى شعر مولاته، وقال سعيد بن المسيب: لا تغرنكم هذه الآية أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ إنما عنى بها الإماء ولم يعن بها العبيد، وكان الشعبي يكره أن ينظر المملوك إلى شعر مولاته أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ وقد اختلف العلماء في المراد بهذه الآية فقيل: هم المسنون الضعفة الذين يتبعون الناس ليصيبوا من فضل طعامهم، أو هم البله الذين لا يفهمون من أمور