الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المفردات:
ذِكْراً هو القرآن الكريم وِزْراً إثما عظيما وحملا ثقيلا يُنْفَخُ فِي الصُّورِ الصور: شيء كالبوق ينفخ فيه مرة فيموت الكل ثم ينفخ فيه أخرى فيحيا الكل وتأتى الناس أفواجا ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى فَإِذا هُمْ قِيامٌ يَنْظُرُونَ زُرْقاً المراد: تسوء خلقتهم بزرقة عيونهم وسواد وجوههم يَتَخافَتُونَ يتسارون يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً المراد: يفتتها كالرمل ثم تذروها الرياح قاعاً صَفْصَفاً القاع المستوي من الأرض المكشوف، والصفصف المستوي الأملس. و
المعنى
يكاد يكون واحدا عِوَجاً أى: اعوجاجا وتعوجا وَلا أَمْتاً أى: تلالا صغيرة عِوَجَ لَهُ لا معدل لهم عنه خَشَعَتِ ذلت وسكنت هَمْساً صوتا خفيا هَضْماً انتقاصا من حقه.
المعنى:
مثل القصص ذلك الذي قصصناه عليك من خبر موسى وفرعون. نقص عليك من أنباء ما قد سبقك من أخبار الأمم الماضية ففي القصص عبرة وعظة، ودرس وتسلية، وإحاطة بأخبار الناس وأحوالهم فالزمن يوم مكرر والناس هم الناس وإن اختلفت الأزمان وتغيرت الأحوال.
وآتيناك من لدنا قرآنا هو ذكر لك ولقومك وشرف لك وأى شرف؟، وفي القرآن ذكر للرحمن، وذكرى وموعظة للإنسان.
من أعرض عن القرآن وذكره، وما فيه فإنه يحمل يوم القيامة حملا ثقيلا من الآثام
والأوزار خالدين فيه ماكثين في عذابه، وساء لهم يوم القيامة حملا، وبئس الحمل حملهم يوم القيامة.
يوم ينفخ في الصور النفخة الثانية بدليل ذكر الحشر بعدها، ونحشر المجرمين الظالمين وهم المشركون زرق العيون سود الوجوه عَلَيْها غَبَرَةٌ تَرْهَقُها قَتَرَةٌ أُولئِكَ هُمُ الْكَفَرَةُ الْفَجَرَةُ [عبس الآيات 40- 41- 42] نحشرهم عطاشا خائفين مضطربين، يتسارون بينهم قائلين. ما لبثتم إلا عشرا من الليالي أو من الساعات فهم لشدة ما يرون ولهول ما يصادفون يستقصرون مدة الدنيا أو مدة ما كانوا في القبر، أو مدة ما بين النفختين، نحن أعلم بما يقولون إذ يقول أمثلهم وأصدقهم نظرا ما لبثنا إلا يوما واحدا لا عشرا، والأمثلية نسبية فلا يمنع أنه على الباطل مثلهم.
ويسألونك عن الجبال ماذا تكون يوم القيامة؟ استعظاما لها سألوا عنها النبي فأمر صلى الله عليه وسلم أن يقول لهم: فقل ينسفها ربي نسفا قال بعضهم: يقلعها من أصولها، ثم يصيرها رملا دقيقا، ثم يصير كالصوف المندوف، ثم تكون هباء منثورا.. فيذر أماكنها أرضا مستوية مكشوفة لا نبات فيها ولا بناء وهي صفصف أى: مواضعها أرض ملساء مستوية لا شيء فيها، لا ترى فيها عوجا ولا ميلا، ولا تلالا صغيرة، والمعنى أن الجبال ذهبت وبقيت مواضعها أرضا مستوية مكشوفة معتدلة لا شيء عليها.
يومئذ يتبعون الداعي وهو إسرافيل الذي ينفخ في الصور، لا معدل لهم عن ابتاعه! ولا ينحرفون عن طلبه بل يسرعون إليه ولا يحيدون عنه، وخشعت الأصوات وسكنت فلا تسمع إلا صوتا خافتا، ولا تسمع إلا وقع الأقدام فقط إذ كل امرئ له شأن يغنيه عن كلام أخيه، ويومئذ لا تنفع الشفاعة أحدا إلا شفاعة من أذن له الرحمن ورضى له قولا، إذ الله- سبحانه وتعالى هو المالك المتصرف في الخلق جميعا العالم ما بين أيديهم من أحوال القيامة، وما خلفهم من أمور الدنيا ولا أحد يحيط به علما..
وعنت الوجوه وذلت الرقاب، وخضعت النفوس للحي القيوم على كل نفس بما كسبت القائم بتدبير الخلق جميعا، الدائم الذي لا يزول ولا يحول ولا يبيد، وقد خاب من حمل ظلما وشركا.
ومن يعمل من الصالحات الباقيات وهو مؤمن فلا يخاف ظلما ولا نقصا لثوابه ولا هضما لحق من حقوقه وَنَضَعُ الْمَوازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كانَ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنا بِها وَكَفى بِنا حاسِبِينَ [سورة الأنبياء آية 47] .