الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مذهب الحنفية
(1)
، وبه قال سفيان الثوري
(2)
.
دليل الجمهور على اشتراط النية في الطهارتين الماء والتيمم:
سبق لنا أن ذكرنا أدلتهم في كتاب الحيض والنفاس، فأغنى عن إعادته هنا.
دليل الحنفية على التفريق بين طهارة الماء وطهارة التراب.
أما دليل الحنفية على عدم اشتراط النية في طهارة الماء، فقد ذكرته، وأجبت عنه، في كتابي أحكام المسح على الحائل
(3)
.
وأما
وجه التفريق بين طهارة الماء وطهارة التراب:
ذكروا وجوهاً منها:
الأول: أن التيمم في اللغة: القصد، وذلك يدل على اشتراط النية فيه، بخلاف الوضوء والغسل، فإن النية قدر زائد على مرور الماء على الأعضاء المغسولة، فإذا جرى الماء على أعضاء الوضوء، أو عم الماء جميع البدن فيصدق عليه أنه امتثل الأمر الشرعي بقوله:{فاغسلوا وجوهكم وأيديكم إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم وأرجلكم إلى الكعبين}
(4)
.
(1)
أحكام القرآن للجصاص (2/ 472)، بدائع الصنائع (1/ 52)، المبسوط (1/ 116)، شرح فتح القدير (1/ 32)، البناية في شرح الهداية (1/ 173)، تبيين الحقائق (1/ 5)، البحر الرائق (1/ 24)، مراقي الفلاح (ص:29).
(2)
الأوسط لابن المنذر (1/ 370).
(3)
انظر شروط المسح على الخفين: الشرط الرابع عشر (ص: 267).
(4)
المائدة: 6.
وقوله: {ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا}
(1)
.
فهذا الأمر تحصيله لا يتوقف على النية.
الثاني: الماء مطهر بنفسه، فلم يفتقر إلى قصد فإذا وجدت النظافة به على أي وجه كان فقد حصل المقصود، بخلاف التراب فإنه ملوث، وإنما جعل طهارة عند الحاجة، والحاجة إنما تعرف بالنية.
ويجاب عن هذا بجوابين:
الأول: أن يقال: وكذلك التراب ملوث بنفسه، فلم يفتقر إلى قصد فإذا وجد التلوث به على أي وجه كان فقد حصل المقصود.
الوجه الثاني: لا نسلم أن التراب غير مطهر، فإنه قد ثبت أنه مطهر للحدث والخبث معاً،
فالدليل على أنه مطهر من الأحداث قوله تعالى: {فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم}
(2)
.
فنص على أن الغاية من مشروعية التيمم إرادة التطهير مع نفي الحرج عن هذه الأمة.
ومن السنة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كما في حديث جابر " وجعلت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيما رجل من أمتي أدركته الصلاة فليصل
…
"الحديثَ، والحديث رواه مسلم، واللفظ للبخاري
(3)
.
(1)
النساء: 43.
(2)
المائدة: 6.
(3)
صحيح البخاري (335).