الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
والصبيان والصبايا فحملوهم إلى بلاد الروم سبيا، وكانوا يزيدون على عشرين ألف إنسان.
قال «1» : وأنفذ الرّوم جيشا كثيفا إلى حلب وبها قرعويه غلام سيف الدولة بن حمدان قد تغلب عليها ونزع يده من طاعة أبى المعالى بن سيف الدولة، فملك الرّوم المدينة دون القلعة وحصروا القلعة، وترددت الوسائط والرسائل بينهم وبين قرعوية، فاستقرّ الأمر على هدنة مؤبدة على مال يحمله قرعوية إليهم وأن يكون الرّوم إذا أرادوا الغزو لا يمكن قرعوية أهل القرى عن الجلاء عنها ليبتاع الرّوم ما يحتاجون إليه منهم. وكان مع حلب فى الهدنة حماه وحمص وكفرطاب/ والمعرة وأفامية وشيزر «2» وما بين ذلك من الحصون والقلاع والقرى، وسلّموا الرهائن إلى الروم، وعادوا عن حلب.
ذكر ملك الروم ملازكرد
وفيها أرسل الروم جيشا إلى ملازكرد من أعمال أرمينية، فملكها عنوة وقهرا من المسلمين، وعظمت شوكتهم، وخافهم المسلمون فى أقطار البلاد.
ذكر مقتل ملك الروم نقفور
وفى سنة تسع وخمسين وثلاثمائة قتل نقفور ولم يكن من أهل بيت المملكة، وإنما كان دمستقا والد مستق عندهم الذى يلى بلاد
الروم التى هى شرقى خليج قسطنطينية. وكان نقفور هذا شديدا على المسلمين، وهو الذى فتح طرسوس والمصيصة وأذنه وعين زربة وغيرها، ولم يكن نصرانىّ الأصل وإنما هو من ولد رجل مسلم من أهل طرسوس يعرف بابن الفقاس «1» تنصر، وكان ابنه هذا شهما شجاعا حسن التدبير لما يتولاه. فلما عظم أمره وصار دمستقا قتل الملك الذى كان قبله وملك الروم بعده، وتزوّج امرأة الملك المقتول على كره منها وكان لها ابنان من الملك/، فعزم على أن يخصيهما ليقطع نسلهما ويبقى الملك فيه وفى ذرّيته. فلما علمت أمهما ذلك احتالت فى قتله، فأرسلت إليه ابن الشمشقيق- وهو الدمستق حينئذ- ووافقته على أن يسير إليها فى زىّ النساء ومعه جماعة وقالت لزوجها: إن نسوة من أهلها قد زرنها! فلما سار إليها هو ومن معه جعلتهم فى بيعة تتصل بدار الملك. فلما كان فى ليلة الميلاد نام نقفور واستثقل فى نومه، ففتحت امرأته الباب وأدخلتهم إليه فقتلوه، وثاربهم جماعة من خاصته وأهله فقتل منهم نيّف وسبعون رجلا، وأجلس فى الملك الأكبر من ولدى الملك المقتول، وصار المدبر له ابن الشمشقيق، ويقال: إن نقفور ما بات قطّ بغير سلاح إلا فى تلك الليلة التى قتل فيها «2»