الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بخمسمائة فارس، والأمير سيف الدين بلبان الشمسى داوادارا وكتب له بخمسمائة فارس. وأمر جماعة من العربان بالطبلخانات واشترى للخليفة مائة مملوك جعلهم جمدارية وسلحدارية وأعطى كلّا منهم ثلاثة أرؤس خيل وجملا لعدته. واستخدم له صاحب ديوان وكتّاب إنشاء وأئمة ومؤذنين، وحكماء وجرائحية «1» ، وغلمانا. وكمّل له البيونات وجهّزه وجهّز معه ملوك الشرق الذين كانوا قد وصلوا إلى السلطان وهم:
الملك الصالح عماد الدين «2» إسماعيل بن الملك الرحيم صاحب الموصل، وكتب له بالموصل وولاياتها ورساتقها ونصيبين وولاياتها، ودارا وأعمالها، والقلاع العمادية وبلادها، وغير ذلك مما جاوره. وكتب للملك المجاهد سيف الدين إسحق أخيه بلاد الجزيرة، وكتب للملك المظفر علاء الدين على سنجار وأعمالها التى كانت بيده. وأرسل إليهم الطبلخانات والسناجق، وتقدم إليهم بسفرهم/ صحبته إلى الشام ليجهزهم إلى مستقرهم صحبة الخليفة.
ذكر مسير الخليفة المستنصر بالله إلى بلاد الشرق وقتله
قال «3» : وتوجه الخليفة والسلطان والملوك إلى الشام فى سادس شوال من السنة، وكان مبلغ النفقة على الخليفة والملوك
ألف ألف دينار وستين ألف دينار عينا، ووصلوا إلى دمشق. ونزل الخليفة بجبل الصالحية فى برية الملك الناصر «1» ، وجرد السلطان عسكرا صحبه الأمير سيف الدين بلبان الرشيدى وشمس الدين سنقر الرومى وودع السلطان الخليفة والملوك وسفرهم وأوصى الرشيدىّ والرومىّ ومن معهما أن يقيموا بجهة حلب وبر الفرات ومتى طلبهم الخليفة ساروا إليه.
وسار الخليفة من دمشق وعبر الفرات- ولم يتأنّ فى أمره- فوصل عانة والحديثة. فخرج عليه مقدم من مقدمى التتار اسمه أورداى ومعه بمانا «2» ، فالتقوا واقتتلوا فاستشهد الخليفة، وقتل أكثر من كان معه.
وأما عن الملك الصالح «3» فإنه دخل الموصل وملكها واستقرّ بها، فسار إليه أورداى المذكور وحاصره، وملك البلد، وصلبه هو وابنه على باب الموصل، وانهزم أخواه الملك المجاهد والمظفر علىّ إلى الديار المصرية، فأقاما بها إلى أن ماتا فى الدولة المنصورية السيفية، رحمهما الله.
وانقضت الخلافة، وانقرضت الدّولة العباسية ثانية من سائر