الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفى سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة توفى عضد الدولة بن بويه «1» ، وولى صمصام الدولة ولده.
وفى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة خرج طائر من البحر بعمان وهو أكبر من الفيل، ووقف على تل هناك وصاح بصوت عال ولسان فصيح: قد قرب قد قرب قد قرب! ثلاثا، ثم غاص فى البحر، فعل ذلك ثلاثة أيام ثم غاب ولم ير بعد ذلك.
وفى سنة ست وسبعين وثلاثمائة ملك شرف الدولة العراق، وقبض على أخيه صمصام الدولة وسمله فى سنة تسع وسبعين، ومات شرف الدّولة فى السنة، وملك بعده أخوه بهاء الدولة وله إخوة.
ذكر القبض على الطائع وشىء من أخباره
وفى سنة إحدى وثمانين وثلاثمائة فى يوم السبت لثمان من شعبان قبض بهاء الدولة بن بويه على الخليفة الطائع لله،/ وكان سبب ذلك أن بهاء الدولة قلّت عنده الأموال وكثر شغب الجند عليه، فقبض على وزيره سابور فلم يغن عنه شيئا. وكان أبو الحسن بن المعلم «2» قد غلب على بهاء الدولة وحكم فى مملكته فحسّن له القبض على الطائع وأطعمه فى ماله، وهوّن ذلك عليه وسهّله. فأقدم عليه بهاء الدولة وأرسل إلى الطائع لله وسأله الإذن فى الحضور إليه ليجدّد العهد
بخدمته، فأدن له بذلك. وجلس له كما جرت العادة، فدخل بهاء الدولة ومعه جمع كبير فلما دخل قبّل الأرض. فأجلس على كرسى، فدخل بعض الدّيلم كأنه يريد تقبيل يد الخليفة، فجذبه وأنزله عن سريره والخليفة يقول: إنّا لله وإنا إليه راجعون! ويستغيث ولا يلتفت إليه، وأخذ ما فى دار الخلافة من الذخائر، ونهب الناس بعضهم بعضا. وكان فى جملتهم الشريف الرضى فبادر بالخروج فسلم وقال أبياتا من جملتها:
من بعد ما كان ربّ المال مبتسما
…
إلىّ أدنوه فى النجوى ويدنينى «1»
أمسيت أرحم من قد كنت أغبطه
…
لقد تقارب بين العزّ والهون «2»
ومنظر كان بالسراء يضحكنى
…
يا قرب ما عاد بالضّرّاء يبكينى
هيهات اعتزّ بالسّلطان ثانية
…
قد ضلّ ولّاج أبواب السلاطين
قال «3» : ولما حمل الطائع إلى دار بهاء الدولة أشهد عليه بالخلع، فكانت مدة خلافته سبع عشرة سنة وتسعة أشهر وثمانية أيام، وبقى فى حبس القادر بالله إلى أن توفى فى يوم