الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الجزء الثالث والعشرون
بسم الله الرحمن الرحيم
[تتمة الفن الخامس في التاريخ]
[تتمة القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الملة الإسلامية]
[تتمة الباب الرابع من القسم الخامس من الفن الخامس في أخبار الدولة العباسية بالعراق وغيره]
مقدمة
هذا هو الجزء الحادى والعشرون من «نهاية الأرب» بتجزئة النويرى، والثالث والعشرون بالتجزئة التى يصدر بها اليوم.
نختصر فى تقديمه مكتفين بما جاء قبل، مقرين بأن الطريقة هنا هى تقريبا الطريقة هناك، وأن الرجوع إلى المظان عندنا لا يختلف عن الرجوع عند غيرنا إلا فى ربط القديم بالجديد إيمانا منا بأن للتاريخ فلسفة لم يبلورها الأولون! ولقد كان العمل فى إخراج «نهاية الأرب» موكولا لأكفاء من غير شك غير أن صدور كل واحد منهم بأسلوبه الخاص أناح للجميع أن يبسطوا أديمهم ويكشفوا عن منهجهم، ومن ثم تهيأ لنا أن نتقدم بما يبيّن دورنا فى نشر هذا الجزء، وإذا كان علينا أن نقول شيئا بادئ ذى بدء قلنا إننا اعتمدنا فى نشر هذا الجزء على نسخة صوّرتها الجامعة العربية من نسخة محفوظة
تحت رقم 1369 بأمانة خزينة فى استنبول، وقد كتب فى نهايته أنه كمل «على يد مؤلفه الفقير إلى عفو ربه أحمد بن عبد الوهاب
…
ووافق الفراغ منه فى يوم الثلاثاء لخمس ليال بقين من صفر سنة أربع وعشرين وسبعمائة» .
على أن احتمال كون هذا الجزء مع ذلك بخط المؤلف هو قدر احتماله ألا يكون؛ فإن تحرّر الخط، وجودته- برغم قلة النقط.
فيه- وعدم السقط، وندرة الأخطاء التى تقع عادة من الملخصين والنويرى واحد منهم
…
كل ذلك كان من غير شك حافزا إلى أن نقابل هذه المصورة- وقد رمزنا لها بالحرف «ا» - بمصورتين أخريين إحداهما عن نسخة من كوبريللى بالآستانة، والأخرى عن نسخة من الفاتيكان.
أما مصورة كوبريللى- ونرمز لها بالحرف «ك» وهى تحت رقم 549 بدار الكتب- فهى فى جودة الخطر الذى حررت به «ا» .. بل قد تفضلها بكثرة نقطها وإن يكن الخطأ فيها متعددا! وتمتاز بزيادات مفيدة لعل لناسخها فضل إضافتها- إن كان هذا فضلا- وتدل على حسن إدراك يرفع من قيمتها على نحو من الأنحاء، ولعل هذا هو ما حدا بنا إلى أن نجعلها فى المرتبة الثانية بعد «ا» .
فإذا عرضنا لمصورة الفاتيكان 739- وهى محفوظة بدار الكتب تحت رقم 592 معارف عامة ورمزنا لها بالحرف «ف» - فكأننا نعرض للمصورة «ا» تماما.. فهى من الناحية التاريخية نسخت سنة
739 للهجرة والنويرى مات سنة 732 كما فى المنهل الصافى، وهى من الناحية الفنية لا تخرج عن الإطار الذى حدّده المؤلف لأجزائه، بل ربما وضّحت بعض الأعلام وضبطتها.
نقول إن للمصورة «ف» هذه القيمة، إلا أن رداءة خطها- بالنسبة إلى نسخة المؤلف- وصغر حروفها، وعدم تحديد بدايات السنين، وضياع العناوين فى سياق الكلام.. كل أولئك يقيم شى صعوبات أمام القارىء العادى. ويحمّل ناسخها إبراهيم بن محمد ابن ناهض الحلبى بعض وزر ما كان يصرف أحدا عن الانتفاع بها كما ينبغى أن يكون الانتفاع.
ومع ذلك فهى كاملة إذا قيست بغيرها من المخطوطات القديمة، وهى فى 137 صفحة مزدوجة وقفنا إزاءها وقفتنا إزاء «ا» ..
فكنا نذكر رقم الصفحة الواحدة متبوعا بألف أو بباء، على حسب وقوع الكلام فيها يمينا أو شمالا؛ فذكر خلافة المتعصم بالله مثلا يقع فى صفحة 94- ا، وذكر مقتله يقع فى 94- ب، وذكر إمارة عبد الرحمن بن محمد فى صفحة 116- ا، وذكر إمارة الحكم فى 116- ب وهكذا
…
والجدير بالذكر أنها، باستثناء ما ورد فى 132- ب، تخلو من العناوين الجانبية إلا ما فات من السياق؛ فكان يثبت فى الهامش على ما جاء فى 57- ب و 67- ا،، وثمة سقط. واحد فى 61- ب، لم ينوه عنه إطلاقا، ومحو بعض كلام فى 38- ب، وبقعتا حبر فى 124
يبقى بعد ذلك شىء طريف لا مندوحة عن ذكره، هو أن القارئ يجد لأحد رجال دار الكتب تعليقا ظهر الغلاف يقول:«بداية هذا الجزء توافق بداية الجزء الواحد والعشرين من تجزئة المؤلف وينتهى بنهايته، وما كتب على صفحة عنوانه تدليس» وأما ما كتب فهو «الجزء الثانى من كتاب نهاية الأرب فى فنون الأدب» بخط يخالف خطّ المتن، ثم نرى ضربا بالحبر على كلام فى السياق يخفى شيئا أراد أحدهم ألا يصلنا. والظاهر أن هذه النسخة امتحنت مرتين، إحداهما حين نزع غلافها الأصلى وأضيف لها غلاف جديد، والأخرى حين طمس آثم جانبا أراد طمسه، واستتبع هذا إخفاء بعض سياق الخاتمة بالريشة نفسها، وهكذا يعبث بالتراث! وأخيرا، فكم كنا نحبّ ألا نختم هذه المقدمة الآن.. كنا نحب ألا نختمها حتى نستوفى الكلام على صنيع النويرى من تصنيف ورواية عمن سبقه فى حقل التاريخ كابن الأثير وابن الجوزى وابن الرفيق وابن شدّاد، بل على صنيعه إزاء بعض الحوادث دون بعض، ومروره على موقف مرّ المتعجل وتلبّثه على آخر تلبّث المتأنى..
ونستخرج خصائص تأليفه وسمات أسلوبه ونكشف عن شخصيته التى تركها على نقوله من غيره، بيد أننا رأينا أن هذا- فضلا عن أنه يحتاج إلى تفصيل كبير يحيد بهذا الجزء عن الطريق الذى رسم لإخوته.
من أجل ذلك طرحنا كل شىء وفى النفس أن نعود إلى المؤلّف فى مكان آخر وبدراسة أوفى.. نبين فيها ما نريد،
ونوسع ما يضيق عنه المجال هنا، غير أننا تأمل أن تكون إشاراتنا فى الهوامش لبعض ما وقف عنده النويرى دليلا على خطره هو بين الموسوعيين الذين تفخز بهم عربيتنا على الأجيال.
إن هذا الرجل أحد المصريين القلائل الذين جمعوا إلى فن الكتابة صناعات أخر، وفى ظلّ السلطان الملك الناصر باشر نظر الجيش وتولى ديوان الدقهلية والمرتاحية، ورصد تاريخا يعتبر إلى الآن من أهم المراجع كما يقول فازيليف.
دكتور أحمد كمال زكى