الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قضاته: أبو نصر يوسف بن عمر، ثم أخوه أبو محمد الحسين، ثم محمد بن عيسى بن إبراهيم، ثم أبو طاهر محمد بن أحمد بن نصر، ثم أبو الحسن أحمد بن أبى موسى.
حجابه: سلامة الطولونى مولى خمارويه، ثم بدر الخرشنى «1» ثم أحمد بن خاقان. الأمير بمصر: الإخشيد محمد بن طغج.
القضاة بها: عبد الله بن الوليد، ثم محمد بن بدر، ثم أبو الذكر التمّار، ثم الحسن بن عبد الرحمن بن إسحاق، ثم أحمد بن عبد الله الليثى، ثم عبد الله بن وليد.
ذكر خلافة المستكفى بالله
/ هو أبو القاسم عبد الله بن المكتفى بالله أبى محمد على ابن المعتضد بالله أبى العباس أحمد بن الموفق بالله بن المتوكل على الله أبى الفضل جعفر بن المعتصم بالله أبى إسحاق محمد بن هارون الرشيد أبى محمد بن المهدى أبى عبد الله محمد ابن أبى جعفر المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن عباس رضى الله عنهم. يجتمع هو والمتقى لله فى المعتضد بالله، وأمّه أمّ ولد اسمها غصن، وهو الخليفة الثانى والعشرون من الخلفاء العباسيين، بويع له بعد خلع المتقى لله لعشر بقين من صفر سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة.
قال «1» : ولما قبض توزون على المتقى أحضر المستكفى إلى السندية وبايعه هو وعامّة الناس، وكان سبب البيعة له ما حكاه أبو العباس التميمى الرازى وكان من خواصّ توزون قال: أنا كنت السبب فى البيعة للمستكفى، وذلك أننى دعانى إبراهيم بن الزوبيندار «2» الديلمى فمضيت إليه، فذكر لى أنه تزوج [إلى] قوم وأن امرأة منهم قالت له:«إن هذا المتقى قد عاداكم وعاديتموه وكاشفكم ولا يصفوا قلبه لكم، وهاهنا رجل من أولاد الخلفاء/ من ولد المكتفى» وذكرت عقله ودينه «تنصبونه للخلافة فيكون صنيعتكم وغرسكم، وبدلكم على أموال جليلة لا يعرفها غيره، وتستربحون من الخوف والحراسة» - قال- فعلمت أنّ هذا أمر لا يتم إلا بك، فدعوتك له فقلت: أريد أسمع كلام المرأة، فجاءنى بها فرأيت امرأة عاقلة جزلة فذكرت لى نحوا من ذلك، فقلت: لا بد أن ألقى الرجل! فقالت:
تعود [غدا]«3» إلى هاهنا حتى أجمع بينكما فعدت من الغد فوجدته قد أخرج من دار ابن طاهر فى زىّ امرأة فعرّفنى نفسه وضمن لى إظهار ثمانمائة ألف دينار منها مائة ألف لتوزون، وذكر وجوهها وخاطبنى خطاب رجل فهم عاقل، ورأيته يتشيع- قال- فأتيت توزون فأخبرته فوقع الكلام بقلبه وقال: أريد أبصر الرجل! فقلت: لك ذلك، ولكن اكتم أمرنا من ابن شيرزاد [فقال:
أفعل!] «1» - قال- وعدت إليهم وأخبرتهم الذى جرى، ووعدتهم حضور توزون من الغد، فلما كان ليلة الأحد لأربع عشرة خلت من صفر مشيت مع توزون مستخفيّين واجتمعنا به، وخاطبه توزون وبايعه تلك الليلة وكتم الأمر. فلما وصل المتقى قلت لتوزون: أنت على ذلك العزم؟ قال: نعم! قلت: فافعله الساعة فإنه إن دخل الدار بعد عليك مرامه، فوكل به وسمله وجرى ما جرى، وبويع للمستكفى بالخلافة،/ وأحضر المتقى فبايعه وأخذ منه البردة والقضيب، وصارت تلك المرأة قهرمانة المستكفى وسمّت نفسها «علم» وغلبت على أمره كلّه، واستوزر المستكفى بالله أبا الفرج محمد ابن على السامرى «2» يوم الأربعاء لست بقين من صفر منها ولم يكن [له]«3» غير اسم الوزارة ومعناها لابن شيرزاد، ثم قبض عليه المستكفى فى شهر ربيع الآخر وصادره على ثلاثمائة ألف درهم فكانت وزارته اثنين وأربعين يوما.
قال «4» : وخلع المستكفى بالله على توزون وتوّجه، وطلب أبا الفضل بن المقتدر بالله- وهو الذى ولى الخلافة ولقب المطيع لله- لأنه كان يعرفه يطلب الخلافة فاستتر مدّة خلافة المستكفى بالله فهدّمت داره حتى لم يبق منها شىء.