الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر امارة توزون
قال «1» : ولما فارق سيف الدولة بغداد دخلها توزون، وكان دخوله فى الخامس والعشرين من شهر رمضان، فخلع عليه المتقى لله وجعله أمير الأمراء، وصار أبو جعفر الكرخى ينظر فى الأمور كما كان الكوفى ينظر فيها. ولما سار توزون عن واسط أصعد إليها البريدى، فهرب من بها من أصحاب توزون إلى بغداد، فلم يمكنه المبادرة إلى واسط، حتى استقرّت الأمور ببغداد، ثم انحدر إلى واسط فى ذى القعدة، فأتاه أبو جعفر بن شيرزاد هاربا من البريدىّ، ففرح «2» توزون به وقلّده جميع أموره.
ذكر الوحشة بين المتقى وتوزون
قال «3» : كان محمد بن ينال الترجمان أكبر قواد توزون- وهو خليفته ببغداد- فلما انحدر إلى واسط سعى بمحمد إليه وقبّح ذكره عنده «4» فبلغ ذلك محمدا، فنفر منه. وكان الوزير أبو الحسين ابن مقلة ضمن القرى المختصة بتوزون ببغداد فخسر فيها جملة، فخاف أن يطالب بها، وانضاف إلى ذلك اتصال ابن شيرزاد بتوزون/ فخافه الوزير وغيره، وظنوا أن مسيره إلى توزون
باتّفاق من البريدىّ، فاتفق الترجمان وابن مقلة، وكتبا إلى ابن حمدان لينفذ عسكرا يسير صحبة المتقى لله، وقالا للمتقى:
قد رأيت ما فعل البريدىّ معك بالأمس، أخذ منك خمسمائة ألف دينار وأخرجت على الأجناد مثلها، وقد ضمنك البريدى من توزون بخمسمائة ألف دينار أخرى رغم أنها فى يدك من تركة بجكم، وابن شيرزاد واصل ليتسلمك ويخلعك ويسلمك إلى البريدىّ! فانزعج لذلك، وعزم على الإصعاد إلى ابن حمدان، وورد ابن شيرزاد جريدة «1» فى ثلاثمائة رجل، فوصل فى خامس المحرم.
وفيها تزوج الأمير أبو منصور بن المتقى لله بابنة ناصر الدولة بن حمدان، وكان الصداق ألف ألف درهم، والحمل مائة ألف دينار.
وفيها صرف ناصر الدولة أبا إسحاق القراريطى عن الوزارة وقبض عليه، واستوزر أبا العباس، أحمد بن عبد الله الأصفهانى فى شهر رجب، ثم استوزر المتقى لله بعد إصعاد ناصر الدولة من بغداد إلى الموصل أبا الحسين بن مقلة فى ثامن شهر رمضان.
وفيها أرسل ملك الروم إلى المتقى لله يطلب منديلا زعم أن المسيح مسح به وجهه فصارت صورة وجهه فيه، وأنه فى بيعة الرّها «2» ، وذكر أنه إن أرسل إليه أطلق عددا كبيرا