الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدّين أبى العباس أحمد بن القائم بأمر الله أبى جعفر عبد الله بن القادر بالله أبى العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر بالله أبى الفضل جعفر بن المعتضد بالله أبى العباس أحمد بن الموفق بالله أبى أحمد طلحة- وهو الملقّب بالناصر- ولم يل الخلافة- بن المتوكل على الله أبى الفضل جعفر بن المعتصم بالله أبى إسحاق محمد بن الرشيد أبى محمد هرون بن المهدى أبى عبد الله محمد بن أبى جعفر المنصور بن محمد بن على بن عبد الله بن العباس- رضى الله عنه- بن عبد المطلب، وهو الخليفة السابع والثلاثون من الخلفاء العباسيين، بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه المستنصر بالله فى يوم الجمعة لعشر خلون/ من جمادى الآخرة سنة أربعين وستمائة.
وكان متديّنا متمسكا بمذهب السّنّة والجماعة، وحسّن له أصحابه جمع الأموال والاقتصار على بعض من ببغداد من الجند، وقطع الباقى، ومسالمة التتار وحمل القطيعة إليهم ليكفّوا عنهم، وقالوا له: هؤلاء ملكوا معظم بلاد الإسلام ولم يقف أحد من الملوك أمامهم» ! فأذعن إلى ذلك.
وفى سنة ثلاث وأربعين وستمائة قصد التتار بغداد، حتى انتهوا إلى ظاهرها ونهبوا ما مرّوا عليه من البلاد، فخرجت إليهم العساكر الخليفتية فأجّجوا النيران بالليل ورحلوا، ودامت أيام المستعصم بالله إلى أن ملك التتار بغداد.
ذكر مقتل المستعصم بالله وانقراض الدولة العباسية واستيلاء هولاكو على بغداد
كان مقتله فى العشرين من المحرم سنة ستّ وخمسين وستمائة عندما استولى هولاكو على بغداد على ما نذكره إن شاء الله فى أخبار
التتار. ولما ملك هولاكو بغداد أحضر الخليفة المستعصم بالله وأمر أن يجعل فى عدل ويداس بأرجل الخيل حتى يموت، ففعل به ذلك «1» /ومن عادة التتار أن لا يسفكوا دماء الملوك والأكابر، وسبى كلّ من حواه قصر الخلافة من الحريم، واستولى على ذخائر الخلفاء، ونهبت بغداد، وبذلوا السيف فيها سبعة أيام متوالية ثم رفع فى اليوم الثامن «2» . وكانت خلافة المستعصم بالله خمسة عشر سنة، وسبعة أشهر، وعشرة أيام. وكان الذى بعث هولاكو على قصد بغداد أنّ الوزير مؤيد الدين محمد بن العلقمى كان شيعيا والشيعة يسكنون بالكرخ وهى محلة مشهورة بالجانب الغربى من بغداد، فأحدث أهلها حدثا فأمر الخليفة ينهبهم فنهبهم العوام، فوجد «3» الوزير لذلك وكاتب هولاكو، وأخذ فى التدبير على الخليفة وقطع أرزاق الجند، وأضعفهم حتّى تمكّن التتار من أخذ البلاد.
قال «4» : ولما فتح هولاكو بغداد وأحضر الوزير المذكور فقال:
كيف كانت حالك مع الخليفة؟ فذكر ما كان عليه من التقدّم ونفاذ الكلمة وكثرة الأتباع وأنه كان يركب فى جمع عظيم، فقال:
إذا كان هذا فعلك فى حقّ من قدّمك وأحسن إليك كيف يكون منك