الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأخرب البلاد، ودخل ملطية فى سنة أربع عشرة وثلاثمائة؛ فأخربها وسبى ونهب، وأقام بها ستة عشر يوما.
ودخلت سنة أربع عشرة وثلاثمائة:
ذكر عزل أبى العباس الخصيبى ووزارة علىّ بن عيسى
فى هذه السنة فى ذى القعدة عزل المقتدر أبا العباس/ الخصيبى عن الوزارة، وسبب ذلك أنه أضاق «1» إضاقة شديدة. ووقفت أمور السلطان، واضطرب أمر الخصيبى، وكان حين ولى الوزارة قد اشتغل بالشرب كلّ ليلة ويصبح وهو سكران لا فضل فيه لعمل. وكان يترك الكتب الواردة عليه من العمال، فلا يقرؤها إلا بعد مدّة ويهمل الأجوبة عنها فضاعت [الأموال]«2» وفاتت المصالح، ثم وكل الأمور إلى نوّابه وأهمل الاطّلاع عليهم فباعوا مصلحته بمصلحة نفوسهم.
فلما صار الأمر إلى هذه الصورة أشار مؤنس المظفر بعزله وتولية علىّ بن عيسى، فقبض عليه «3» ، فكانت وزارته سنة وشهرين، وأخذ ابنه وأصحابه فحبسوا. وأرسل المقتدر يستدعى علىّ بن عيسى، وأمر أبا القاسم عبيد الله بن محمد الكلوذانىّ بالنيابة عن على إلى أن يحضر وقدم علىّ بغداد فى أوائل سنة خمس عشرة،
واشتغل بأمور الوزارة، «1» ولازم النظر فيها. فمشت الأمور واستقامت الأحوال. وكان قد اجتمع عند الخصيبى عدّة من رقاع المصادرين وكفالات من كفل منهم وضمانات العمال بما ضمنوا من الأموال بالسّواد وفارس والأهواز والمغرب «2» ، فنظر فيها وأرسل فى طلب الأموال فأتته شيئا بعد شىء فأدرّ الأرزاق وأخرج العطاء، وأسقط من الجند من لا يحمل السلاح، ومن أولاد المرتزقة من هو/ فى المهد.. فانّ آباءهم أثبتوا أسماءهم! ومن أرزاق المغنين والمساخرة «3» والصّغاغنة «4» والندماء. وتولى الأعمال بنفسه ليلا ونهارا، فاختار الكفاة «5» من العمال واستعملهم فى الولايات.
وأمره المقتدر بالله بمناظرة أبى العباس الخصيبى، فأحضره، وأحضر الفقهاء والقضاة والكتّاب وغيرهم فسأله عما صحّ من الأموال والمصادرات والبواقى القديمة وغير ذلك فقال: لا أعلم! وما أجاب عن شىء، فأنكر عليه كونه دخل فى الوزارة وهو لا يعرفها، ووبّخه توبيخا كثيرا.
وفيها فى شهر ربيع الأول خرجت الروم إلى ملطية وما يليها