الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وفيها غزا بشر الخادم والى طرسوس بلاد الروم، ففتح فيها وغزا وسبى وأسر مائة وخمسين بطريقا، وكان السّبى نحوا من ألفى رأس.
وفيها قلّد أبو الهيجاء [عبد الله] بن حمدان الموصل [والجزيرة]«1» /قال ابن الجوزى «2» : وفيها فى جمادى الأولى ختن المقتدر خمسة أولاد له، ونثر عليهم خمسة آلاف دينار ومائة ألف درهم ورقا- قال- ويقال إنه بلغت النفقة فى هذا الختان ستمائة ألف دينار، وختن قبل ذلك جماعة من الأيتام وفرّقت فيهم دراهم كثيرة. وحجّ بالناس فى هذه السنة الفضل بن عبد الملك الهاشمى.
ودخلت سنة ثلاث وثلاثمائة:
ذكر خروج الحسين بن حمدان
عن طاعة المقتدر فى هذه السنة خرج الحسين بن حمدان بالجزيرة عن الطاعة، وسبب ذلك أن الوزير علىّ بن عيسى طالبه بمال عليه من ديار ربيعة- وهو يتولّاها- فدافعه فأمر بتسليم البلاد إلى العمال، فامتنع، فجهّز الوزير رائقا الكبير فى جيش لمحاربته، وكتب إلى مؤنس الخادم- وهو بمصر- يأمره بالمسير إلى الجزيرة لقتال ابن حمدان بعد فراغه من أصحاب المهدىّ. فسار رائق إلى الحسين بن حمدان
فالتقيا واقتتلا قتلالا شديدا، فانهزم رائق، وغنم الحسين سواده، وسار رائق إلى مؤنس فأمره بالمقام بالموصل، وجدّ مؤنس فى السّير فى طلب الحسين. فلما قارب منه راسله الحسين واعتذر وتكرّرت الرسائل بينهما، فلم يستقر حال. فرحل مؤنس نحو الحسين، فسار إلى أرمينية بثقله وأولاده، وتفرق عسكر الحسين عنه، وصاروا إلى مؤنس.
ثم جهز مؤنس جيشا فى أثره مقدّمهم يلبق «1» فتبعوه إلى تلّ فافان، فإذا هى خاوية على عروشها قد قتل أهلها، وأحرقها فجدّوا فى اتّباعه، فأدركوه فقاتلوه، فانهزم من بقى معه من أصحابه، وأسر هو وابنه عبد الوهاب وجميع أهله وأكثر من صحبه وقبض أملاكهم. وعاد مؤنس إلى بغداد على طريق الموصل والحسين معه، فأركب على جمل هو وابنه وعليهما اللّبود «2» الطّوال وقمصان من شعر أحمر. وحبس الحسين وابنه عند زيدان القهرمانة، وقبض المقتدر على أبى الهيجاء بن حمدان وعلى جميع إخوته وحبسوا.
وكان بعض أولاد الحسين بن حمدان قد هرب فجمع جمعا ومضى نحو آمد «3» ، فأوقع بهم مستحفظها وقتل ابن الحسين وأنفذ رأسه إلى بغداد.