الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر مقتل عبد الرحمن بن يوسف الفهرى
قال «1» : وفى سنة إحدى وأربعين ومائة نكث يوسف بن عبد الرحمن الفهرى، وكان سبب ذلك أن عبد الرحمن كان يضع عليه من يهينه وينازعه فى أملاكه، فإذا أظهر حجّته الشرعية لا يعمل بها، ففطن لما يراد منه. فقصد ما ردة واجتمع عليه عشرون ألفا فسار نحو عبد الرحمن، وخرج عبد الرحمن من قرطبة نحوه إلى حصن المدور «2» ثم رأى يوسف أن يسير إلى عبد الملك ابن عمر بن مروان- وكان واليا على إشبيلية وإلى ابنه عمر بن عبد الملك وكان على المدوّر- فسار نحوهما فخرجا إليه واقتتلوا قتالا شديدا فانهزم أصحاب يوسف، وبقى متردّدا فى البلاد فقتله بعض أصحابه فى شهر/ رجب سنة اثنتين وأربعين ومائة بنواحى طليطلة وحمل رأسه إلى عبد الرحمن بن معاوية فنصبه بقرطبة وقتل ابنه عبد الرحمن بن يوسف الذى كان عنده رهينة ونصب رأسه مع رأس أبيه وبقى ابنه الأسود عند عبد الرحمن.
وفى سنة ثلاث وأربعين ومائة ثار رزق بن النعمان الغسّانى وكان على الجزيرة الخضراء «3» . فاجتمع إليه خلق كثير، فسار
إلى شذونة «1» فملكها ودخل مدينة إشبيلية. وعاجله عبد الرحمن فحصره بها وضيّق على من فيها، فتقربوا إليه بتسليمه له.
وأمّنهم ورجع عنهم.
وفى سنة أربع وأربعين ومائة ثار هشام بن عذرة الفهرى وهو من بنى عمّ يوسف بن عبد الرحمن الفهرى بطليطلة فحاصره الأمير عبد الرحمن وشدّد عليه الحصار فمال إلى الصلح وأعطاه ابنه أفلح رهينة فأخذه عبد الرحمن ورجع إلى قرطبة. ثم عاد هشام وخلع عبد الرحمن، فعاد إليه وحاصره ونصب المجانيق عليها [أى على طليطلة] فلم يؤثر فيها لحصانتها فقتل ابنه أفلح ورمى برأسه إلى أبيه فى المنجنيق ورحل إلى قرطبة. ولم يظفر بهشام فى هذه السنة واستمر إلى سنة سبع وأربعين ومائة فبعث عبد الرحمن مولاه بدرا وتمام بن علقمة فحصرا طليطلة وضيّقا على هشام ثم أسراه هو وحيوة بن الوليد اليحصبى وعثمان بن حمزة/ بن عبيد الله ابن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضى الله عنه. فأتى بهم إلى عبد الرحمن بن معاوية فى جباب صوف وقد حلقت رؤوسهم ولحاهم.
وركبوا الحمير وهم فى السلاسل. فصلبهم بقرطبة!