الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدولة تتش بن ألب أرسلان، وبركيارق ومحمد بن ملكشاه. ومن عجب الاتفاق أنه لما توفى السلطان ألب أرسلان توفى معه القائم بأمر الله، ولما توفى السلطان ملكشاة توفى بعده المقتدى بأمر الله، ولما توفى السلطان محمد توفى بعده الخليفة المستظهر بالله.
ذكر خلافة المسترشد بالله
هو أبو منصور الفضل بن المستظهر بالله أبى العباس أحمد، وهو الخليفة التاسع والعشرون من الخلفاء العباسيين، بويع له بالخلافة بعد وفاة أبيه فى سادس عشر شهر ربيع الآخر سنة اثنتى عشرة وخمسمائة. وكان ولىّ عهد أبيه الخليفة المستظهر وخطب له فى خلافة أبيه ثلاثا وعشرين سنة.
قال «1» وبايعه أخواه أبو عبد الله محمد- وهو المقتفى لأمر الله- وأبو طالب العباسى، وعمومته بنو المقتدى بأمر الله، وغيرهم من الأمراء والقضاة والأئمة والأعيان. وكان المتولى لأخذ البيعة القاضى أبو الحسن الدامغانى- وكان نائبا عن الوزارة- فأقر المسترشد عليها، ثم عزله «2» واستوزر أبا شجاع محمد بن الربيب أبى منصور وزير السلطان محمود.
ذكر هرب الأمير أبى الحسن أخى المسترشد بالله وعوده
قال «3» ولما اشتغل الناس ببيعة المسترشد ركب أخوه/ الأمير أبو الحسن ابن المستظهر بالله سفينة ومعه ثلاثة نفر وانحدروا إلى المدائن، وسار
منها إلى دبيس بن صدقة بالحلة فأكرمه دبيس ورتّب له الإقامات الكثيرة. فلما علم المسترشد بالله خبره أهمّه ذلك وأقلقه، وأرسل إلى دبيس يطلب منه إعادته فأجاب «إننى عبد الخليفة وواقف عند أمره وقد استذمّ بى ودخل منزلى ولا أكرهه على أمر أبدا» . وكان الرسول نقيب النقباء شرف الدين على بن طرّاد الزينبى «1» ، فقصد الأمير أبا الحسن وتحدّث معه فى العود وضمن له كل ما يريد، فأجاب إلى ذلك وقال: إننى لم أفارق خدمة أخى لشرّ أريده، وإنما الخوف حملنى على ذلك، فإذا امّننى قصدته! وتكفّل له دبيس إصلاح الحال والمسير معه إلى بعداد، فعاد النقيب وأعلم الخليفة فأجاب إلى ما طلب ثم تأخّر بعد ذلك ولم يحضر وأقام عند دبيس إلى ثانى عشر صفر سنة ثلاث عشرة. وسار عن الحلة إلى واسط وكثر جمعه وقوى الإرجاف بأمره، وملك مدينة واسط وخيف جانبه، فتقدّم الخليفة المسترشد بالله بالخطبة لولده أبى جعفر المنصور وجعله ولىّ عهده وعمره يومئذ اثنتا عشرة سنة.
فخطب له فى ثانى شهر ربيع الأول ببغداد وكتب إلى البلاد بذلك، وأرسل إلى دبيس فى معنى الأمير أبى الحسن وأنه الآن فارق جواره ومدّ يده إلى بلاد الخليفة وأمره بقصده ومعاجلته قبل فوته. فأرسل دبيس العساكر إليه ففارق واسط وقد تحيّر هو وأصحابه فضلوا الطريق، وصادفتهم عساكر دبّيس فنهبوا أثقاله وهرب الأكراد من أصحابه والأتراك، وعاد الباقون.