الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
إلى بغداد واستتر، فكانت مدة إمارته سنة واحدة وعشرة أشهر وستة عشر يوما.
ودخلت سنة سبع وعشرين وثلاثمائة:
ذكر مسير الراضى بالله وبجكم الى الموصل وظهور ابن رائق ومسيره إلى الشام
فى هذه السنة فى المحرم سار الراضى وبجكم إلى الموصل وديار ربيعة لقصد ناصر الدّولة ابن حمدان، فإنه كان قد أخّر المال المقرّر عليه من ضمان البلاد، فلما بلعا تكريت «1» أقام الراضى بها وسار بجكم، فلقيه [ناصر الدولة]«2» بن حمدان على ستّة فراسخ من الموصل، فاقتتلوا قتالا شديدا، فانهزم ابن حمدان إلى نصيبين وتبعه بجكم إليها، فسار إلى آمد ثم وقع الصّلح بينهما على أن يحمل ابن حمدان خمسمائة ألف درهم معجلة فأجابه إلى ذلك.
قال «3» : وفى هذه الغيبة ظهر ابن رائق ببغداد واستولى عليها ولم يتعرض لدار الخليفة/ فعاد الراضى وبجكم إليها فراسلهما ابن رائق فى طلب الصلح فأجابا إلى ذلك، فعقد له الخليفة على طريق الفرات، وديار مضر حرّان والرّها وما
جاورهما، وجند قنسرين والعواصم، فأجاب ابن رائق أيضا وسار عن بغداد إلى ولايته، ودخل الراضى وبجكم بغداد فى تاسع شهر ربيع الآخر، ثم استولى ابن رائق على الشام وملك مدينة حمص ثم سار إلى دمشق وبها بدر بن عبد الله الإخشيدى المعروف ببدير واليا عليها من قبل الإخشيد، فأخرجه ابن رائق وملكها. وسار إلى الرّملة وإلى عريش مصر يريد الدّيار المصرية، فلقيه الإخشيد وحاربه فانهزم الإخشيد. واشتغل أصحاب ابن رائق بالنّهب ونزلوا فى خيم الإخشيدية، فخرج عليهم كمين للإخشيد فأوقع بهم وهزمهم، فنجا ابن رائق فى سبعين رجلا ووصل إلى دمشق فى أقبح صورة.
فسيّر إليه الإخشيد أخاه أبا نصر بن طغج فى جيش كثيف، فالتقوا فى رابع ذى الحجة سنة ثمان وعشرين فانهزم الإخشيديون وقتل أبو نصر فأخذه ابن رائق وكفّنه وحمله إلى أخيه بمصر، وأنفذ معه ابنه مزاحما، وكتب إلى الإخشيد يعزّيه بأخيه ويعتذر مما جرى ويحلف أنه ما أراد قتله، وأنه قد أنقذ ابنه ليقيده به إن أحبّ ذلك،/ فلقى الإخشيد مزاحم بن محمد بن رائق بالجميل وخلع عليه وردّه إلى أبيه واصطلحا، على أن تكون الرّملة وما وراءها إلى مصر للإخشيد وباقى الشام لمحمد بن رائق، ويحمل إليه الإخشيد عن الرّملة فى كلّ سنة مائة ألف دينار وأربعين ألف دينار.
نعود إلى أخبار الراضى وبجكم.