الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وأرسل القائم بأمر الله قاضى القضاة أبا الحسن الماوردى إلى الملك أبى كاليجار ليأخذ عليه البيعة، ويخطب له فى بلاده، فأجاب وبايع، وخطب له فى بلاده، وأرسل إليه هدايا جليلة وأموالا كثيرة.
ذكر الحوادث فى أيام القائم
فى منتصف شعبان سنة سبع وعشرين وأربعمائة توفى الظّاهر صاحب مصر، وولى بعده ابنه المستنصر «1» .
وفى سنة اثنتين وثلاثين وأربعمائة كان ابتداء الدولة السّلجقية على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبارهم «2» .
وفى سنة خمس وثلاثين وأربعمائة أظهر المعزّ بن باديس الدّعوة للدولة العباسية، وخطب ببلاده للخليفة القائم بأمر الله فسيّرت إليه الخلع والتقليد «3» .
وفى سنة إحدى وأربعين/ وأربعمائة فى ذى القعدة ارتفعت سحابة سوداء مظلمة ليلا فزادت ظلمتها على ظلمة الليل، وظهر فى جوانب السماء كالنار المضطرمة، وهبّت ريح قلعت روشن «4» دار الخليفة، ثم انكشف ذلك فى بقية الليل.
وفى سنة ثلاث وأربعين وأربعمائة فى يوم الأربعاء سابع صفر وقت العصر ظهر ببغداد كوكب غلب نوره على نور الشمس له ذؤابة نحو دراعين، وسار سيرا بطيئا، ثم انقض والناس يشاهدونه.
وفى سنة أربع وأربعين وأربعمائة زلزلت الأرض نحورستان وأرّجان وغيرها زلازل كثيرة كان معظمها بأرجان فخرّب كثير من بلادها، وانفرج جبل كبير بالقرب من أرجان فانصدع فظهر فى وسطه درجة بالآجرّ والجصّ وقد خفيت فى الجبل، فعجب الناس من ذلك! وفى سنة سبع وأربعين وأربعمائة وصل طغرلبك السّلجقى إلى بغداد «1» وخطب له بها، وانقرضت الدولة البويهية.
وفى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة تزوّج الخليفة القائم بأمر الله بأرسلان خاتون واسمها خديجة ابنة داود أخى السلطان طغرلبك، وقبل الخليفة النّكاح لنفسه.
وفى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة فى الشعر/ الثانى من جمادى الآخرة ظهر وقت السّحر فى السماء ذؤابة بيضاء طولها نحو عشرة أذرع فى رأى العين وعرضها ذراع، وبقيت كذلك إلى نصف شهر رجب واضمحلّت.
وفيها أمر الخليفة القائم بأمر الله أن يؤذّن بالكرخ والمشهد وغيرهما «الصلاة خير من النوم» وأن يتركوا «حى على خير العمل» ففعلوا ذلك.
وفى سنة تسع وأربعين وأربعمائة اشتدّ الغلاء ببغداد والعراق حتّى بيعت الكارة الدقيق السميذ بثلاثة عشر دينارا والكارة الشعير والذرة بثمانية دنانير، ومقدار الكارة []«1» وأكل النّاس الميتة والكلاب وغيرها وكثر الوباء، حتى عجز الناس عن دفن الموتى فكانوا يجعلون الجماعة فى الحفيرة.
وفيها كثر الوباء ببخارى حتى قيل: إنه مات فى يوم واحد ثمانية عشر ألف إنسان من أعمال بخارى، وهلك فى هذه الولاية فى مده الوباء ألف ألف وستمائة ألف وخمسون ألفا، وكان بسمرقند مثل ذلك، ووجد ميّت وقد دخل عليه تركى يأخذ لحافا عليه فمات التركى وطرف اللّحاف بيده، وبقيت أموال الناس سائبة لا تجد من يجمعها «2» !