الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الملك بن نظام الملك والوزير فخر الدولة بن جهير وابنه عميد الدولة والشيخ أبو اسحاق وأبو نصر الصباغ ونقيب النقباء طرّاد والنقيب المعمر بن محمد وقاضى القضاة أبو عبد الله الدامغانى وغيرهم من الأعيان والأتابكة فبايعوه، وكان أول من بايعه الشريف أبو جعفر محمد بن أبى موسى الهاشمى بعد فراغه من غسل القائم وأنشد:
إذا سيّد منا مضى قام سيّد وأرتج عليه فقال المقتدى:
/ قؤول بما قال الكرام فعول.
ولما فرغوا من البيعة صلّى المقتدى بأمر الله بهم العصر.
ذكر الحوادث فى أيام المقتدى
فى ذى القعدة ملك الأقسيس دمشق وخطب بها للمقتدى بأمر الله، وكان آخر من خطب بها للمصريين «1» .
وفيها ملك نصر بن محمود بن مرداس مدينة منبج من الروم.
وفيها قدم سعد الدولة بن كوهر آيين شحنة إلى بغداد من قبل السلطان ملكشاه ومعه العميد أبو نصر ناظرا على أعمال بغداد.
وفى سنة تسع وستين وأبعمائة قدم أبو نصر ابن الأستاذ أبى القاسم القشيرىّ حاجّا، وجلس فى المدرسة النظامية يعظ النّاس، وفى رباط شيخ الشيوخ، وجرى له مع الحنابلة فتن لأنه كلّم على مذهب
الأشعرى ونصره. وكثر أتباعه والمتعصبون له، فثار الحنابلة ومن تبعهم من سوق المدرسة النظامية وقتلوا جماعة من المتعصبين للقشيرى كالشيخ أبى إسحاق وشيخ الشيوخ وغيرهما من الأعيان، فجرى بين الطائفتين أمور عظيمة. فنسب أصحاب/ نظام الملك ذلك إلى الوزير فخر الدولة بن جهير وكتب أبو الحسين محمد ابن على بن أبى القصر الواسطى الفقيه الشافعى إلى نظام الملك:
يا نظام الملك قد حلّ ببغداد النّظام
…
وابنك القاطن فيها مستلان مستضام «1»
وبها أودى له قتلى غلام فغلام
…
والذى منهم تبقّى سالما فيه سهام
يا قوام الدّين لم ييق ببغداد قوام
…
عظم الخطب فللحرب اتّصال ودوام
فمتى لم يحسم الدّاء بأيديك الحسام «2»
…
ويكفّ القوم فى بغداد قتل وانتقام
فعلى مدرسة فيها ومن فيها السلام
…
واعتصام بحريم لك من بعد حرام
فلما اتّصل ذلك بنظام الملك عظم عليه فأعاد سعد الدولة كوهر آيين شحنة إلى العراق فى سنة إحدى وسبعين، وحمله رسالة إلى الخليفة
تتضمّن الشكوى من بنى جهير ويسأل عزل فخر الدولة عن الوزارة، فلما وصل إلى بغداد وأبلغ الخليفة الرسالة أمر فخر الدولة بلزوم داره واستوزر بعده أبا شجاع محمد بن الحسين! / قال:«1» ولما بلغ ابن جهير تغيّر نظام الملك عليه أرسل ابنه عميد الدولة إليه يستعطفه، فسار إليه قبل وصول كوهر آيين إلى بغداد، ولم يزل يستعطفه حتى عاد إلى ما ألفه منه وزوّجه بابنته. فعاد إلى بغداد فلم يردّ الخليفة أباه إلى الوزارة وأمرهما بملازمة منازلهما فأرسل نظام الملك إلى الخليفة فى إعادة بنى جهير إلى الوزارة فأعيد عميد الدولة إليها وأذن لأبيه فخر الدولة بفتح بابه، وذلك فى صفر سنة اثنتين وسبعين وأربعمائة.
وفى سنة إحدى وسبعين وأربعمائة ملك تاج الدولة تتش بن ألب أرسلان دمشق على ما نذكره إن شاء الله تعالى فى أخبار الدولة السّلجقية.
وفى سنة أربع وسبعين وأربعمائة فى شوال توفى نور الدولة أبو الأغرّ دبيس بن على بن مزيد الأسدى، وولى بعده أبو كامل منصور ولقّب بهاء الدولة.
وفيها أرسل الخليفة الوزير فخر الدولة إلى السلطان ملكشاه بأصبهان يخطب ابنته للخليفة فسار إليه وخطبها، فتقررت القاعدة على أن يكون الحمل المعجل خمسين ألف دينار وأن لا يبقى الخليفة سرو لا زوجة غيرها فأجيب إلى ذلك.