الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وقد قارب طليطلة فعبّأ أصحابه وكمن الكمناء بناحية وادى سليط، وتقدم إليهم فى قلّة من العسكر فطمع فيه أهل طليطلة والفرنج، وأسرعوا إليه فلما نشبت الحرب خرجت الكمناء من كلّ جهة فقتل من المشركين ومن أهل طليطلة ما لا يحصى، وجمع من الرؤوس ثمانية آلاف/ رأس، وذكر أهل طليطلة أن عدّة القتلى عشرون ألفا «1» قال «2» : وفى سنة إحدى وأربعين ومائتين استكثر محمد الرجال بقلعة رباح ليضيّق على أهل طليطلة، وسيّر الجيوش إلى غزو الفرنج مع موسى بن موسى، فدخلوا بلادهم ووصلوا إلى ألبة والقلاع، فافتتحوا بعض حصونها وعادوا وفى سنة ثلاث وأربعين خرج أهل طليطلة واقتتلوا هم ومسعود ابن عبد الله العرّيف فانهزم أهل طليطلة وقتل أكثرهم وحمل إلى قرطبة سبعمائة رأس
ذكر خروج المجوس إلى بلاد الإسلام بالأندلس
وفى سنة خمس وأربعين ومائتين خرج المجوس فى المراكب إلى بلاد الأندلس، فوصلوا إلى إشبيلية وحلّوا بالحاضر وأحرقوا الجامع، ثم جازوا إلى العدوة، ثم عادوا إلى الأندلس فانهزم أهل تدمير، ودخلوا حصن أريوله «3» ثم تقدموا إلى خليط أفرنجه
فأغاروا وأصابوا من النّهب والسّبى كثيرا، ثم انصرفوا فلقيهم مراكب الأمير محمد فقاتلوهم وأحرقوا مركبين من مراكب المجوس، وأخذوا مركبين وغنموا ما فيهما، فجدّ المجوس عند ذلك فى القتال واستشهد جماعة من المسلمين،/ ومضت مراكب المجوس حتى وصلوا إلى مدينة بنبلونة فأصابوا صاحبها غرسية الفرنجى ففدى نفسه بتسعين ألف دينار.
وفى سنة ستّ وأربعين ومائتين سار محمد فى جيوش عظيمة إلى بلد بنبلونة فوطىء بلادها ودوّخها وخرّب ونهب وقتل، وافتتح حصونا وأصاب فى بعضها فرتون بن غرسية فحبسه بقرطبة عشرين سنة ثم أطلقه إلى بلده، وأقام محمد بأرض بنبلونة اثنين وثلاثين يوما.
وفى سنة سبع وأربعين سار جيش المسلمين إلى بلد برشلونة وهى للفرنج فأوقعوا بأهلها، فأرسل صاحبها إلى ملك الفرنج يستمدّه فأرسل إليه جيشا كثيفا، وأرسل المسلمون يستمدون فأتاهم المدد فنازلوا برشلونة وقاتلوا قتالا شديدا، فملكوا أرباضها وبرجين من أبراج المدينة، وقتل من المشركين مالا يحصى كثرة وعاد المسلمون بالظفر والغنيمة.
وفى سنة تسع وأربعين ومائتين جهّز محمد جيشا مع ابنه إلى
مدينة ألبة والقلاع من بلد الفرنج فغنموا وافتتحوا حصونا منيعة.
وفى سنة إحدى وخمسين ومائتين سيّر محمد جيشا إلى بلاد المشركين فى جمادى الآخرة وقصدوا الملاحة، وكانت أموال لذريق بناحية ألبة والقلاع. فلما عمّ المسلمون بلدهم بالخراب والنّهب/ جمع لذريق عسكره وسار إليهم فالتقوا بموضع يقال له فج المركون «1» ، به تعرف هذه الغزاه، واقتتلوا فكانت الهزيمة على المشركين ثم اجتمعوا بهضبة بالقرب من موضع المعركة فتبعهم المسلمون وحملوا عليهم واشتد القتال فانهزم الفرنج لا يلوون على شىء، وتبعهم المسلمون يقتلون منهم ويأسرون، وكانت هذه الوقعة فى ثانى عشر شهر رجب، وكان عدد ما أخذ من رؤوس القتلى ألفين وأربعمائة رأس وتسعين رأسا، وكان فتحا عظيما.
وفى سنة تسع وخمسين ومائتين سار محمد إلى طليطلة وحصرها- وكان أهلها قد خالفوا عليه- فطلبوا الأمان فأمّنهم وأخذ رهائنهم.
وفيها خرج أهل طليطلة إلى حصن سكيان وفيه سبعمائة من البربر وأهل طليطلة فى عشرة آلاف، فلما التحمت الحرب بينهم انهزم مطرّف بن عبد الرحمن بن حبيب وهو أحد مقدّمى أهل طليطلة
فتبعة أهلها فى الهزيمة، وإنما انهزم لعداوة كانت بينه وبين مقدم آخر اسمه طريشة فأراد أن يوهنه بذلك فقتلوا أعظم قتل.
وفيها عاد عمروس بن عمر بن عمروس الأندلسى إلى طاعة الأمير محمد، وكان مخالفا عليه عدّة سنين، فولّاه محمد مدينة أشقة «1» .
وفى سنة ستّ وستين ومائتين أمر محمد بإنشاء مراكب/ بنهر قرطبة وحملها إلى البحر وسيّرها إلى البحر المحيط ليسير منه إلى بلاد جليقية فلما دخلته تقطعت، فلم يجتمع منها مركبان، ولم يرجع منها إلا اليسير!.
وفى سنة سبع وستين ومائتين خالف عمر بن حفصون على الأمير محمد بن عبد الرحمن فخرج إليه جيش تلك الناحية وعاملها، فقاتلوه فهزمهم. وقوى أمره وشاع ذكره، وأتاه من يريد الشّرّ والفساد، فسيّر إليه محمد عاملا آخر فى جيش فصالحه عمر، وطلب العامل كلّ من كان له مساعدة لعمر، فأهلكه، ومنهم من أبعده، واستقامت تلك الناحية.
وفى سنة ثمان وستين سيّر محمد جيشا إلى المخالفين مع ابنه المنذر فقصد مدينة شرقسطة فأهلك زرعها وخرّب بلدها. وافتتح حصن روطة، وأخذ منه عبد الواحد الرّوطى- وهو من أشجع أهل زمانه- وتقدّم إلى دير تروجة وهتكها بالغارة، وقصد مدينة