الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أهلها ومن فيها قتالا شديدا، فانتصر المسلمون وأخرجوا الرّوم منها وقتلوا منهم نحو عشرة آلاف رجل.
ودخلت سنة ست عشرة وثلاثمائة:
ذكر عزل على بن عيسى عن الوزارة ووزارة أبى علىّ بن مقلة
فى هذه السنة عزل علىّ بن عيسى عن وزارة الخليفة ورتّب فيها علىّ بن مقلة، وكان سبب ذلك أنّ عليا لما رأى نقص الارتفاع واختلال الأعمال بوزارة الخاقانىّ والخصيبى وزيادة النفقات استعفى من الوزارة واحتجّ بالشيخوخة وقلّة النّهضة، فأمره المقتدر بالصّبر وقال له: أنت عندى بمنزلة والدى المعتضد! فألحّ فى الاستعفاء، فشاور المقتدر مؤنسا فى ذلك فأشار بمداراته وإبقائه. ثم لقى مؤنس الوزير ولاطفه وسكّنه فأبى/ إلا العزل، وبلغ الخبر ابن مقلة فسعى وضمن الضمانات الكثيرة وواصل بالهدايا واستمال نصرا الحاجب، فساعده عند المقتدر، فأمر فى نصف شهر ربيع الأول بالقبض على علىّ بن عيسى وأخيه عبد الرحمن، وخلع على أبى على بن مقلة واستوزره وأعانه عليها أبو عبد الله البريدى لمودّة كانت بينهما.
ذكر الحرب بين نازوك وهارون بن غريب الخال واستيحاش مؤنس
فى هذه السنة وقعت الفتنة بين نازوك- صاحب الشرطة- وهارون بن غريب، وأدّت إلى خلع المقتدر. وسبب ذلك أنّ ساسة
دوابّ هارون وساسة دوّاب نازوك تغايروا «1» على غلام أمرد «2» وتضاربوا بالعصىّ، فضرب نازوك ساسة هارون وحبسهم. فسار أصحاب هارون إلى مجلس الشرطة، ووثبوا على نائب نازوك وانتزعوا أصحابهم من الحبس، فركب نازوك وشكا إلى المقتدر بالله فقال:
كلاكما عزيز ولست أدخل بينكما! فعاد وجمع رجاله وجمع هارون رجاله، وزحف أصحاب نازوك إلى دار هارون فأغلق بابه، وبقى بعض أصحابه خارج الدار فقتّل فيهم أصحاب نازوك وجرحوا. ففتح هارون الباب، وخرج أصحابه فوضعوا السلاح فى أصحاب نازوك، فقتلوا منهم وجرحوا، واشتبكت الحرب بينهم. وأرسل المقتدر ينكر عليهما ذلك فكفّا، وسكنت الفتنة، واستوحش نازوك. ثم ركب إليه هارون وصالحه، وخرج بأصحابه ونزل بالبستان النجمى ليبعد عن نازوك، فأكثر النّاس الأراجيف وقالوا: قد صار هارون أمير الأمراء! فعظم ذلك على أصحاب مؤنس وكتبوا له بذلك وهو بالرّقّة، فأسرع العود إلى بغداد، ونزل بالشمّاسية فى أعلى بغداد. ولم يلق المقتدر فصعد إليه أبو العباس بن المقتدر والوزير ابن مقلة فأبلغاه سلام المقتدر واستيحاشه له ثم عادا واستشعر كلّ من المقتدر