الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدولة بن بويه واستجار به وأطمعه فى العراق وهوّن عليه أمر الخليفة وابن رائق، فنفّذ معه أخاه معز الدولة وكان ما نذكره إن شاء الله تعالى.
قال: «1» ولما سمع ابن رائق إقبالهم من فارس إلى الأهواز سيّر بجكم إليها، ثم قصد جماعة من أصحاب البريدىّ عسكر ابن رائق ليلا فصاحوا فى جوانبه، فانهزموا. فلما رأى ابن رائق ذلك أمر بإحراق سواده وآلاته لئلا يغنمه البريديون. وسار إلى الأهواز جريدة «2» وأقام بها أياما، وعاد إلى واسط وكان باقى عسكره قد سبقه إليها.
ودخلت سنة ست وعشرين وثلاثمائة:
ذكر استيلاء معز الدولة بن بويه على الأهواز
/ فى هذه السنة سار معزّ الدّولة أبو الحسين بن بويه «3» إلى الأهواز وتلك النواحى فملكها، وسبب ذلك ما
ذكرناه من مسير أبى عبد الله البريدى إلى عماد الدولة بن بويه وترك البريدى ولديه أبا الحسن محمدا وأبا جعفر الفيّاض عند عماد الدولة رهينة. وساروا فبلغ الخبر بجكم بنزولهم أرّجان «1» ، فسار لحربهم فانهزم من بين أيديهم إلى الأهواز، ثم إلى واسط.
وأرسل إلى ابن رائق يعلمه الخبر ويقول له «إن العسكر يحتاج إلى المال فإن كان معك مائتا ألف درهم فأقم بواسط حتى نصل إليك وتنفق فيهم المال وإلا فالرأى أن تعود إلى بغداد» فعاد ابن رائق من واسط إلى بغداد، ووصل بجكم إلى واسط.
قال «2» : ودخل [معز الدولة]«3» بن بويه الأهواز فأقام بها خمسة وثلاثين يوما، ثم هرب البريدى خوفا منه على نفسه، وأمر جيشه الذين بالسوس فصاروا إلى البصرة، وكاتب معز الدولة أن يفرج له عن الأهواز حتى يتمكن من ضمانه؛ فإنه كان قد ضمن الأهواز والبصرة من عماد الدولة فى كل سنة بثمانية عشر ألف ألف درهم. فرحل عنها عسكر مكرم «4» وأنفذ البريدى خليفته إلى الأهواز وأنفذ إلى معز الدولة يذكر خوفه ويطلب منه أن ينتقل إلى السوس ليبعد عنه ويأمن بالأهواز،