الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذكر ملك الخليفة قلعة الماهكى
وفى شهر رجب سنة سبع وخمسين وخمسمائة ملك الخليفة قلعة الماهكى، وسبب ذلك أن صاحبها سنقر الهمذاتى سلّمها إلى أحد مماليكه ومضى إلى همذان فضعف مملوكه عن حفظها ومقاومة من حولها من الأكراد والتركمان فأشير عليه ببيعها من الخلية فراسل فى ذلك؛ فاستقرّ بينهما خمسة عشر ألف دينار وسلاح ومتاع وعدّة من القرى فسلّمها وتسلّم ما استقر له وأقام ببغداد، ولم تزل هذه القلعة من أيام المقتدر بالله بيد التركمان إلى الآن.
ذكر اجلاء بنى أسد من العراق
وفى سنة ثمان وخمسين وخمسمائة أمر الخليفة باهلاك بنى أسد أهل الحلة المزيديّة لما ظهر من فسادهم ولما كان فى نفسه منهم من مساعدتهم للسلطان محمد فى حصار بغداد، فأمر يزدن بن قماج بقتالهم وإخراجهم من البلاد، وكانوا منبسطين/ فى البلاد فى البطائح.
فتوجّه إليهم وجمع العساكر الكثيرة، وأرسل إلى ابن معروف [مقدم المقتفى]«1» وهو بأرض البصرة فجاء فى خلق كثير وحصرهم وسكّ عنهم الماء وضيّق عليهم فاستسلموا، فقتل منهم أربعة آلاف ونادى فيمن بقى «من وجد فى الحلة المزيدية بعد هذا فقد حل دمه فتفرقوا فى البلاد، ولم يبق فى العراق منهم من يعرف، وسلّمت بطائحهم وبلادهم إلى ابن معروف.
وفى سنة ستين وخمسمائة فى صفر قبض المستنجد بالله على الأمير ثوبة بن العقيلى وكان قد قرب منه قربا عظيما حتى كان يخلو معه، وأحبّه محبة عظيمة، فحسده الوزير ابن هبيرة، فوضع كتبا من العجم مع قوم وأمرهم أن يتعرضوا ليؤخذوا ففعلوا ذلك، وأخذوا وأحضروا عند الخليفة.
وأظهروا الكتب بعد الامتناع الشديد فلما وقف الخليفة عليها خرج إلى نهر الملك يتصيّد وكانت حلل ثوبة على الفرات، فحضر عنده فأمر بالقبض عليه، فقبض عليه وأدخل بغداد ليلا وحبس فكان آخر العهد به فما تمتع الوزير بعده بالحياة، ومات بعد ثلاثة أشهر وكان ثوبة من أكمل العرب مروءة وسخاء وعقلا وإجادة، واجتمع فيه من خلال الكمال ما تفرق فى غيره.
وفيها فى جمادى الأولى توفى الوزير عون الدين يحيى بن محمد ابن هبيرة ومولده سنة/ تسعين وأربعمائة ودفن بمدرسته التى هو بناها للحنابلة بباب البصرة، ولما مات قبض على أولاده وأهله! وفى سنة ثلاث وستين وخمسمائة استوزر الخليفة المستنجد بالله شرف الدين أبا جعفر أحمد بن محمد بن سعيد المعروف بابن البلدى.
وكان ناظرا بواسط، وظهر عن كفاءة عظيمة، فأحضره الخليفة واستوزره وكان عضد الدين أستاذ الدار قد تحكّم تحكّما عظيما، فتقدّم أمر الخليفة إلى وزيره بكفّ يده وأيدى أصحابه ففعل ذلك، ووكل بأخيه تاج الدين وطالبه بحساب نهر الملك وكان يتولاه أيام