الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أنَّه رُفِعَ إلَيه رَجُلٌ قالَت له امرأتُه: شَبِّهْنِى. فقالَ: كأنَّكِ ظَبيَةٌ، كأنَّكِ حَمامَةٌ. قالَت: لا أرضَى حَتَّى تَقولَ: خَليَّةٌ طالِقٌ. فقالَ ذَلِكَ، فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: خُذْ بيَدِها فهِىَ امرأتُكَ. قال أبو عُبَيدٍ: حَدَّثَناه هُشَيمٌ، أخبرَنا ابنُ أبي لَيلَى، عن الحَكَمِ، عن خَيثَمَةَ بنِ عبدِ الرَّحمَنِ، عن عبدِ اللهِ بنِ شِهابٍ الخَولانِىِّ، عن عُمَرَ
(1)
. قال أبو عُبَيدٍ: قَولُه: خَليَّةٌ طالِقٌ. أرادَ النّاقَةَ تَكونُ مَعقولَةً، ثُمَّ تُطلَقُ مِن عِقالِها ويُخَلَّى عَنها، فهِىَ خَليَّةٌ مِنَ العِقالِ، وهِىَ طالِقٌ؛ لأنَّها قَد طَلَقَت مِنه، فأَرادَ الرَّجُلُ ذَلِكَ، فأَسقَطَ عُمَرُ عنه الطَّلاقَ لِنيَّتِه. وهَذا أصلٌ لِكُلِّ مَن تَكَلَّمَ بشَئٍ يُشبِهُ لَفظَ الطَّلاقِ وهو يَنوِى غَيرَه، أنَّ القَولَ قَولُه فيما بَينَه وبَينَ اللهِ تَعالَى، وفِي الحُكمِ على تأويلِ مَذهَبِ عُمَرَ
(2)
.
قال الشيخُ: الأمرُ على ما فسَّرَ
(3)
في قَولِه: خَليَّةٌ، فأَمّا قَولُه: طالِقٌ. فهو نَفسُ الطَّلاقِ، فلا يُقبَلُ قَولُه فيه في الحُكمِ، لَكِنَّ عُمَرَ رضي الله عنه يَحتَمِلُ أنَّه إنَّما أسقَطَه عنه؛ لأنَّه كان قال: خَليَّةٌ طالِقٌ. لَم يُرسِلِ الطَّلاقَ نَحوَها ولَم يُخاطِبْها به، فلَم يَقَعْ به عَلَيها الطَّلاقُ، واللهُ أعلَمُ.
بابُ ما جاءَ في كِناياتِ الطَّلاقِ التي لا يَقَعُ الطَّلاقُ بها إلَّا أن يُريدَ بمَخرَجِ الكَلامِ مِنه الطَّلاقَ
15103 -
حدثنا الشيخُ الإمامُ أبو الطَّيِّبِ سَهلُ بنُ محمدِ بنِ سُلَيمانَ
(1)
أبو عبيد في غريب الحديث 3/ 379، 380. وأخرجه سعيد بن منصور (1194) عن هشيم به.
(2)
غريب الحديث 3/ 379، 380.
(3)
في حاشية الأصل: "قيس".
إملاءً قال: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا عَمِّى محمدُ بنُ عليِّ بنِ شافِعٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عليِّ بنِ السّائبِ، عن نافِعِ بنِ عُجَيرِ بنِ عبدِ يَزيدَ، أنَّ رُكانَةَ بنَ عبدِ يَزيدَ طَلَّقَ امرأتَه سُهَيمَةَ المُزَنيَّةَ البَتَّةَ، ثُمَّ أتَى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللهِ إنِّي طَلَّقتُ امرأتِى سُهَيمَةَ البَتَّةَ، واللَّهِ ما أرَدتُ إلَّا واحِدَةً. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرُكانَةَ:"واللَّهِ ما أرَدتَ إلَّا واحِدَةً؟ ". فقالَ رُكانَةُ: واللَّهِ ما أرَدتُ إلَّا واحِدَةً. فرَدَّها إلَيه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فطَلَّقَها الثّانيَةَ في زمانِ عُمَرَ رضي الله عنه، والثّالِثَةَ في زمانِ عثمانَ رضي الله عنهما
(1)
.
15104 -
وأخبرَنا أبو عليٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا محمدُ بنُ يونُسَ النَّسائىُّ أنَّ عبدَ اللَّهِ بنَ الزُّبَيرِ حَدَّثَهُم عن محمدِ بنِ إدريسَ قال: حَدَّثَنِى عمى محمدُ بنُ عليٍّ، عن ابنِ السّائبِ، عن نافِعِ بنِ عُجَيرٍ، عن رُكانَةَ بنِ عبدِ يَزيدَ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بهَذا الحَديثِ
(2)
.
وكَذَلِكَ رَواه محمدُ بنُ إبراهيمَ المَدَنِىُّ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عليِّ بنِ السّائبِ مَوصولًا.
15105 -
أخبرَنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ فُورَكَ رحمه الله، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا يونُسُ بنُ حَبيبٍ، حدثنا أبو داودَ الطَّيالِسِىُّ، حدثنا
(1)
المصنف في المعرفة (4430)، والصغرى (2670)، والشافعي 5/ 118، ومن طريقه أبو داود (2206). وسيأتي في (20763).
(2)
المصنف في الصغرى (2671)، والمعرفة (4432)، وأبو داود (2207)، والشافعي 7/ 174.
جَريرُ بنُ حازِمٍ، حَدَّثَنِى الزُّبَيرُ بنُ سعيدٍ، عن عبدِ اللَّهِ بنِ عليٍّ، عن أبيه، عن جَدِّه، قال أبو داودَ: وسَمِعتُ شَيخًا بمَكَّةَ وقالَ: حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عليٍّ، عن نافِعِ بنِ عُجَيرٍ، عن رُكانَةَ بنِ عَبدِ يَزيدَ قال: كانَت عِندِى امرأةٌ يُقالُ لَها: سُهَيمَةُ، فطَلَّقتُها البَتَّةَ، فجِئتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقُلتُ: يا رسولَ اللهِ إنِّي طَلَّقتُ امرأتِى سُهَيمَةَ البَتَّةَ، واللهِ ما أرَدتُ إلَّا واحِدَةً. فقالَ:"واللهِ ما أرَدتَ إلَّا واحِدَةً؟ ". قُلتُ: واللهِ ما أرَدتُ إلَّا واحِدَةً. فرَدَّها علىَّ عَلَى واحِدَةٍ
(1)
.
عبدُ اللَّهِ بنُ عليٍّ الثّانِى هو عبدُ اللَّهِ بنُ عليِّ بنِ السّائبِ، وعَبدُ اللهِ بنُ عليٍّ الأوَّلُ هو ابنُ رُكانَةَ بنِ عبدِ يَزيدَ:
15106 -
أخبرَنا بذَلِكَ أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ بالُويَه، حدثنا أبو بكرٍ محمدُ بنُ أحمدَ بنِ النَّضرِ الأزدِىُّ، حدثنا مُعاويَةُ بنُ عمرٍو، حدثنا جَريرٌ، عن الزُّبَيرِ بنِ سعيدٍ الهاشِمِىِّ، عن عبدِ اللهِ بنِ عليِّ بنِ رُكانَةَ، عن أبيه، عن جَدِّه أنَّه طَلَّقَ امرأتَه البَتَّةَ على عَهدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فأَتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فأَخبَرَه، ثُمَّ قال: ما نَوَيتُ بذَلِكَ إلَّا واحِدَةً. قال: "آللهِ؟ ". قالَ: آللهِ. قال: "فهو على ما أرَدتَ"
(2)
.
وكَذَلِكَ رَواه يوسُفُ القاضِى عن شَيبانَ بنِ فرّوخَ، عن جَريرِ بنِ حازِمٍ.
وقَد قيلَ عنه وعن غَيرِه: عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ يَزيدَ بنِ رُكانَةَ:
(1)
الطيالسي (1284). وأخرجه الترمذي (1177)، وابن ماجه (2051) من طريق جرير به. وقال الترمذي: لا نعرفه إلا من هذا الوجه، وسألت محمدا عن هذا الحديث فقال: فيه اضطراب.
(2)
سيأتي في (19933، 19934).
15107 -
أخبَرَناه أبو سَعدٍ أحمدُ بنُ محمدٍ المالينِىُّ، أخبرَنا أبو أحمدَ عبدُ اللهِ بنُ عَدِىٍّ الحافظُ، حدثنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو الرَّبيعِ الزَّهرانِىُّ وشَيبانُ وغَيرُهُما قالوا: حدثنا جَريرُ بنُ حازِمٍ، عن الزُّبَيرِ بنِ سعيدٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ عليِّ بنِ يَزيدَ بنِ رُكانَةَ، عن أبيه، عن جَدِّه أنَّه طَلَّقَ امرأتَه البَتَّةَ، فأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ:"ما أرَدتَ بها؟ ". قال: واحِدَةً. قال: "آللهِ؟ ". قال: آللهِ. قال: "هو على ما أرَدتَ"
(1)
.
15108 -
أخبرَنا أبو الحُسَينِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ محمدِ بنِ الفَضلِ القَطّانُ ببَغدادَ، أخبرَنا عبدُ اللهِ بنُ جَعفَرِ بنِ دُرُستُويَه، حدثنا يَعقوبُ بنُ سُفيانَ، حدثنا أبو سعيدٍ عبدُ الرَّحمَنِ بنُ إبراهيمَ ونوحُ بنُ الهَيثَمِ وصَفوانُ بنُ صالِحٍ قالوا: حدثنا الوَليدُ بنُ مُسلِمٍ، حدثنا الأوزاعِىُّ قال: سألتُ الزُهرِىَّ: أىُّ أزواجِ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم استَعاذَت مِنه؟ فقالَ: أخبرَنِى عُروةُ، عن عائشةَ رضي الله عنها أنَّ بِنْتَ الجَونِ لَمّا دَخَلَت على رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فدَنا مِنها قالَت: أعوذُ باللَّهِ مِنكَ. فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "عُذتِ بعَظيمٍ، الحَقِى بأَهلِكِ"
(2)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن الحُمَيدِىِّ عن الوَليدِ بنِ مُسلِمٍ
(3)
.
وفِي رِوايَةِ ابنِ أبي ذِئبٍ عن الزُّهرِىِّ قال: "الحَقِى بأَهلِكِ". جَعَلَها تَطليقَةً.
(1)
ابن عدى في الكامل 3/ 1080. وأخرجه أبو داود (2208)، وابن حبان (4274) من طريق أبى الربيع به. وضعفه الألباني في ضعيف أبي داود (481).
(2)
أخرجه ابن ماجه (2050)، وابن حبان (4266) من طريق عبد الرحمن بن إبراهيم به. وتقدم في (13398).
(3)
البخاري (5254).
15109 -
أخبَرَناه علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عبدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ، حدثنا مَحمودُ بنُ محمدٍ المَروَزِىُّ، حدثنا حامِدُ بنُ آدَمَ بنِ سَلْمٍ
(1)
الأزدِىُّ، حدثنا ابنُ أبي فُدَيكٍ، عن ابنِ أبي ذِئبٍ، عن الزُّهرِىِّ. فذَكَرَه مِن قَولِ الزُّهرِىِّ
(2)
.
15110 -
وحَدَّثَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، أخبرَنا عُبَيدُ بنُ عبدِ الواحِدِ، حدثنا يَحيَى بنُ بُكَيرٍ، حدثنا اللَّيثُ، عن عُقَيلٍ، عن ابنِ شِهابٍ، عن عبدِ الرَّحمَنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ كَعبِ بنِ مالكٍ، أنَّ عبدَ اللهِ بنَ كَعبٍ - قائدَ كَعبٍ حينَ عَمِىَ مِن بَنيه - قال: سَمِعتُ كَعبَ بنَ مالكٍ يُحَدِّثُ حَديثَه حينَ تَخَلَّفَ عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم في غَزوَةِ تَبوكَ. فذَكَرَ الحديثَ بطولِه، وأَنَّ رسولَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أتاه فقالَ: إنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يأمُرُكَ أن تَعتَزِلَ امرأتَكَ. فقُلتُ: أُطَلِّقُها أم ماذا أفعَلُ بها؟ فقالَ: لا، بَلِ اعتَزِلْها فلا تَقرَبَنَّها. وأَرسَلَ إلَى صاحِبَىَّ بمِثلِ ذَلِكَ، فقُلتُ لامرأتِى: الحَقِى بأَهلِكِ، فكونِى عِندَهُم حَتَّى يَقضِىَ اللهُ هَذا الأمرَ
(3)
. رَواه البخاريُّ في "الصحيح" عن يَحيَى ابنِ بُكَيرٍ، وأَخرَجَه مسلمٌ مِن وجهٍ آخَرَ عن اللَّيثِ
(4)
.
ففِى هَذا مَعَ الأوَّلِ كالدَّلالَةِ على أنَّ قَولَه: "الحَقِى بأَهلِكِ". كِنايَةٌ إن أرادَ به الطَّلاقَ كان طَلاقًا، وإِن لَم يُرِدْه لا يَكونُ طَلاقًا، واللهُ أعلَمُ.
(1)
في س، م:"مسلم".
(2)
ذكره ابن الجارود عقب (738)، وابن حبان عقب (4266) من قول الزهري.
(3)
تقدم في (3990، 7851، 11395).
(4)
البخاري (4418)، ومسلم (2769/. . .).
15111 -
أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ القاضِى قالا: حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا أحمدُ بنُ الفَرَجِ أبو عُتبَةَ، حدثنا بَقيَّةُ، عن أبي الهَيثَمِ، عن الزُّهرِىِّ، عن أبي سلمةَ، عن أبي هريرةَ أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال لِسَودَةَ بنتِ زَمعَةَ رضي الله عنها:"اعتَدِّى". فجَعَلَها تَطليقَةً واحِدَةً وهو أملَكُ بها.
15112 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبي إسحاقَ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا ابنُ عُيَينَةَ، عن عمرٍو سَمِعَ محمدَ بنَ عَبّادِ بنِ جَعفَرٍ يقولُ: أخبرَنِى المُطَّلِبُ بنُ حَنطَبٍ أنَّه طَلَّقَ امرأتَه البَتَّةَ، ثُمَّ أتَى عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه فذَكَرَ ذَلِكَ له، فقالَ: ما حَمَلَكَ على ذَلِكَ؟ قال: قُلتُ: قَد فعَلتُ. قال: فقَرأ: {وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا} [النساء: 66]. ما حَمَلَكَ على ذَلِكَ؟ قال: قَد فعَلتُ. قال: أمسِكْ عَلَيك امرأتَكَ فإِنَّ الواحِدَةَ تَبُتُّ
(1)
.
15113 -
وأخبرَنا أبو زَكَريّا، حدثنا أبو العباسِ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سفيانُ، عن عمرِو بنِ دينارٍ، عن عبدِ اللهِ بنِ أبي سلمةَ، عن سُلَيمانَ بنِ يَسارٍ أنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه قال لِلتَّوءَمَةِ مِثلَ قَولِه لِلمُطَّلِبِ
(2)
.
(1)
المصنف في المعرفة (4433)، والشافعي 5/ 118، 119. وأخرجه سعيد بن منصور (1667)، وابن أبي شيبة (18323) عن سفيان به. وعبد الرزاق (11175) من طريق عمرو به.
(2)
المصنف في المعرفة (4434)، والشافعي 5/ 119. وأخرجه سعيد بن منصور (1668)، وابن أبي شيبة (18324) عن سفيان به. وعبد الرزاق (11173)، وابن سعد في الطبقات 8/ 270 من طريق =
15114 -
أخبرَنا أبو بكرٍ الأردَستانِىُّ، أخبرَنا أبو نَصرٍ أحمدُ بنُ عمرٍو العِراقِىُّ، حدثنا سفيانُ بنُ محمدٍ الجَوهَرِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ الحَسَنِ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ الوَليدِ، حدثنا سفيانُ، عن حَمّادٍ، عن إبراهيمَ، عن عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنَّه كان يقولُ في الخَليَّةِ والبَرِيَّةِ والبَتَّةِ والبائنَةِ: واحِدَةٌ وهو أحَقُّ بها
(1)
.
15115 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبي عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا مالكٌ أنَّه بَلَغَه أنَّه كُتِبَ إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه مِنَ العِراقِ أنَّ رَجُلًا قال لامرأتِه: حَبلُكِ على غارِبِكِ. فكَتَبَ عُمَرُ رضي الله عنه إلَى عامِلِه أن مُرْه أن يُوَافيَنِى في المَوسِمِ. فبَينَما عُمَرُ بنُ الخطابِ رضي الله عنه يَطوفُ بالبَيتِ إذ لَقِيَه الرَّجُلُ فسَلَّمَ عَلَيه، فقالَ: مَن أنتَ؟ قال: أنا الَّذِى أمَرتَ أن يُجلَبَ عَلَيكَ. فقالَ: أنشُدُكَ برَبِّ هذه البَنِيَّةِ هَل أرَدتَ بقَولِكَ: حَبلُكِ على غارِبِكِ. الطَّلاقَ؟ فقالَ الرَّجُلُ: لَوِ استَحلَفتَنِى في غَيرِ هَذا المَكانِ ما صَدَقتُكَ، أرَدتُ الفِراقَ. فقالَ عُمَرُ رضي الله عنه: هو ما أرَدتَ
(2)
.
15116 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ أبى المَعروفِ الفَقيهُ، أخبرَنا بشرُ بنُ أحمدَ الإسفَرايينِىُّ، أخبرَنا أبو جَعفَرٍ أحمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ نَصرٍ الحَذّاءُ، أخبرَنا علىُّ بنُ المَدينِىِّ، حدثنا غَسّانُ بنُ مُضَرَ، حدثنا سعيدُ بنُ
= عمرو به، وليس عند سعيد: عبد الله بن أبي سلمة.
(1)
أخرجه عبد الرزاق (11176) عن سفيان به.
(2)
المصنف في المعرفة (4436)، والشافعي 7/ 236، ومالك 2/ 551.
يَزيدَ، عن أبي الحَلالِ العَتَكِىِّ قال: جاءَ رَجُلٌ إلَى عُمَرَ فقالَ: إنَّه قال لامرأتِه: حَبلُكِ على غارِبِكِ. فقالَ له عُمَرُ رضي الله عنه: وافِ معنا المَوسِمَ. فأَتاه الرَّجُلُ في المَسجِدِ الحَرامِ فقَصَّ عَلَيه القِصَّةَ. فقالَ: تَرَى ذَلِكَ الأصلَعَ يَطوفُ بالبَيتِ اذهَبْ إلَيه فسَلْه، ثُمَّ ارجِعْ فأَخبِرْنِى بما رَجَعَ إلَيكَ. قال: فذَهَبَ إلَيه وإِذا هو علىٌّ رضي الله عنه، فقالَ: مَن بَعَثَكَ إلَىَّ؟ فقالَ: أميرُ المُؤمِنينَ. قال: إنَّه قال لامرأتِه: حَبلُكِ على غارِبِكِ. فقالَ: استَقبِلِ البَيتَ واحلِفْ باللَّهِ ما أرَدتَ طَلاقًا. فقالَ الرَّجُلُ: وأَنا أحلِفُ باللهِ ما أرَدتُ إلَّا الطَّلاقَ. فقالَ: بانَت مِنكَ امرأتُكَ.
15117 -
أخبرَنا أبو نَصرِ ابنُ قَتادَةَ، أخبرَنا أبو الفَضلِ ابنُ خَميرُويَه، حدثنا أحمدُ بنُ نَجدَةَ، حدثنا سعيدُ بنُ مَنصورٍ، حدثنا هُشَيمٌ، أخبرَنا مَنصورٌ، عن عَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ أنَّ رَجُلًا قال لامرأتِه: حَبلُكِ على غارِبِكِ. قال ذَاكَ مِرارًا، فأَتَى عُمَرَ بنَ الخطابِ رضي الله عنه، فاستَحلَفَه بَينَ الرُّكنِ والمَقامِ ما الَّذِى أرَدتَ بقَولِكَ؟ قال: أرَدتُ الطَّلاقَ. ففَرَّقَ بَينَهُما
(1)
.
قال الشيخُ: وكأنَّه إنَّما استَحلَفَه على إرادَةِ التّأكيدِ بالتَّكريرِ دونَ الاستِئنافِ، وكأنَّه أقَرَّ فقالَ: أرَدتُ بكُلِّ مَرَّةٍ إحداثَ طَلاقٍ. ففَرَّقَ بَينَهُما، واللَّهُ أعلَمُ.
قال الشّافِعِىُّ في كِتابِ القَديمِ: وذَكَرَ ابنُ جُرَيجٍ عن عَطاءٍ أنَّ عُمَرَ بنَ
(1)
سعيد بن منصور (1152).
الخطابِ رضي الله عنه رُفِعَ إلَيه رَجُلٌ قال لامرأتِه: حَبلُكِ على غارِبِكِ. فقالَ لِعَلِىٍّ رضي الله عنه: انظُرْ بَينَهُما. فذَكَرَ مَعنَى ما رُوِّينا، إلَّا أنَّه قال: فأَمضاه علىٌّ رضي الله عنه ثَلاثًا. قال: وذَكَرَ عن سعيدٍ عن قَتادَةَ عن الحَسَنِ عن عليٍّ رضي الله عنه مِثلَه
(1)
.
قال الشيخُ: وهَذا لا يُخالِفُ رِوايَةَ مالكٍ، وكأنَّ عُمَرَ بنَ الخطابِ جَعَلَها واحِدَةً كما قال في البَتَّةِ، وعَلِىٌّ رضي الله عنه جَعَلَها ثَلاثًا، واللهُ أعلَمُ.
ويَحتَمِلُ أنَّهُما جَميعًا جَعَلاها ثَلاثًا لِتَكريرِه اللَّفظَ في المَدخولِ بها ثَلاثًا، وإِرادَتِه بكُلِّ مَرَّةٍ إحداثَ طَلاقٍ كما قُلنا في رِوايَةِ مَنصورٍ عن عَطاءٍ، واللهُ أعلَمُ.
15118 -
أخبرَنا أبو الفَتحِ الفَقيهُ، أخبرَنا عبدُ الرَّحمَنِ الشُّرَيحِىُّ، حدثنا أبو القاسِمِ البَغَوِىُّ، حدثنا علىُّ بنُ الجَعدِ، أخبرَنا شَريكٌ وأبو بكرِ ابنُ عَيّاشٍ وقَيسٌ، عن أبي حَصينٍ، عن نُعَيمِ بنِ دِجاجَةَ قال: طَلَّقَ رَجُلٌ امرأتَه تَطليقَتَينِ ثُمَّ قال لَها: أنتِ علىَّ حَرَجٌ. قال: فدَخَلَ إلَى عُمَرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه فذَكَرَ ذَلِكَ له، فقالَ له: أتُراها أهوَنَهُنَّ علىَّ؟! فأَبانَها مِنه
(2)
.
قال الشيخُ: وكأنَّه أخبَرَه بنِيَّةِ الفِراقِ به، واللَّهُ أعلَمُ.
ورُوِّينا عن شُرَيحٍ وعَطاءِ بنِ أبي رَباحٍ في البَتَّةِ أنَّه يُدَيَّنُ فيها
(3)
، وعن عَطاءٍ
(1)
الشافعي - كما في المعرفة عقب (4442).
(2)
البغوي في الجعديات (2328). وأخرجه عبد الرزاق (11211) عن قيس به، وفيه: أنه طلقها تطليقة. وسعيد بن منصور (2028، 2029)، وابن أبي شيبة (18363) من طريق نعيم به.
(3)
ينظر الأم 5/ 119، ومصنف عبد الرزاق (11171، 11176، 11182، 11183)، وسنن سعيد بن منصور (1665)، ومصنف ابن أبي شيبة (18326، 18327)، وسنن الدارقطني 4/ 43.