الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الدُّنيا أهوَنُ مِن عَذابِ الآخِرَةِ، فقالت: لا والَّذِى بَعَثَكَ بالحَقِّ ما صَدَقَكَ، لَقَد كَذَبَكَ. قال: فبَدأ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بالرَّجُلِ فشَهِدَ أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ إنَّه لَمِنَ الصّادِقينَ والخامِسَةَ أنَّ لَعنَةَ اللَّهِ عَلَيه إن كان مِنَ الكاذِبينَ. ثُمَّ ثَنَّى النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم بالمَرأَةِ فشَهِدَت أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ إنَّه لَمِنَ الكاذِبينَ، والخامِسَةَ أنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيها إن كان مِنَ الصّادِقين. قال: ثُمَّ فرَّقَ بَينَهُما
(1)
. أخرَجَه مسلمٌ في "الصحيح" مِن حَديثِ عبدِ المَلِكِ بنِ أبى سُلَيمانَ
(2)
.
15431 -
أخبرَنا أبو سعيدِ ابنُ أبى عمرٍو، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ قال: وإِنَّما أمَرتُ بوَقفِهِما وتَذكيرِهِما أنَّ سُفيانَ أخبرَنا، عن عاصمِ بنِ كُلَيبٍ، عن أبيه، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أمَرَ رَجُلًا لاعَنَ بَينَ المُتَلاعِنَينِ أن يَضَعَ يَدَه على فيه عِندَ الخامِسَةِ وقالَ:"إنَّها موجِبَةٌ"
(3)
.
بابُ اللِّعانِ على الحَملِ
15432 -
أخبرَنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ محمدِ بنِ أبى المَعروفِ الفَقيهُ، حَدَّثَنِى أبو سَهلٍ بشرُ بنُ أحمدَ، حدثنا أبو يَعلَى أحمدُ بنُ علىِّ بنِ المُثَنَّى المَوصِلِىُّ، حدثنا أبو الرَّبيعِ الزَّهرانِىُّ، حدثنا فُلَيحٌ، عن الزُّهرِىِّ، عن سَهلِ
(1)
أخرجه أحمد (5009)، والترمذى (1202، 3178)، والنسائى (3473)، وابن حبان (4286) من طريق عبد الملك بن أبى سليمان به.
(2)
مسلم (1493/ 4).
(3)
المصنف في المعرفة (4579)، والشافعي 5/ 125، 291. وأخرجه أبو داود (2255)، والنسائى (3472) من طريق سفيان به. وصححه الألبانى في صحيح أبى داود (1975).
ابنِ سَعدٍ السّاعِدِىِّ، أنَّ رَجُلًا أتَى النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أرأيتَ رَجُلًا رأى مَعَ امرأتِه رَجُلًا، يَقتُلُه فتَقتُلونَه أم كَيفَ يَفعَلُ بهِ؟ فأَنزَلَ اللَّهُ عز وجل ما ذُكِرَ في القُرآنِ مِنَ التَّلاعُنِ، فقالَ له رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"قَد قُضِىَ فيكَ وفِى امرأتِكَ". قال: فتَلاعَنَا وأَنا شاهِدٌ عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، إن أمسَكتُها فقَد كَذَبتُ عَلَيها. ففارَقَها فكانَت سُنَّةً بَعدُ فيهِما أن يُفَرَّقَ بَينَ المُتَلاعِنَينِ، وكانَت حامِلًا فأَنكَرَ حَملَها، وكانَ ابنُها يُدعَى إلَيها، ثُمَّ جَرَتِ السُّنَّةُ في المَواريثِ أن يَرِثَها وتَرِثَ مِنه ما فرَضَ اللَّهُ عز وجل لها
(1)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن أبى الرَّبيعِ
(2)
.
وقَد رُوِّينا قَولَه: وكانَت حامِلًا. في حَديثِ ابنِ جُرَيجِ ويونُسَ بنِ يَزيدَ الأيلِىِّ
(3)
عن الزُّهرِىِّ في قِصَّةِ عوَيمِرٍ العَجْلانِىِّ
(4)
.
15433 -
أخبرَنا أبو علىٍّ الرُّوذْبارِىُّ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ داسَةَ، حدثنا أبو داودَ، حدثنا عثمانُ بنُ أبى شَيبَةَ، حدثنا جَريرٌ (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، حدثنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ ابنُ إبراهيمَ، أخبرَنا جَريرٌّ (ح) قال: وأَخبَرَنى أبو عمرِو ابنُ أبى جَعفَرٍ واللَّفظُ
(1)
في س، م:"لهما".
والحديث تقدم في (15410).
(2)
البخارى (4746).
(3)
بعده في س، ص 8، م:"و".
(4)
تقدم حديث ابن جريج في (15404، 15406) دون التصريح باسم عويمر، وحديث يونس في (15409).
له، أخبرَنا أبو يَعلَى، حدثنا زُهَيرُ بنُ حَربٍ، حدثنا جَريرٌ، عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَلقَمَةَ، عن عبدِ اللَّهِ قال: إنَّا
(1)
لَيلَةَ الجُمُعَةِ في المَسجِدِ إذ دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الأنصارِ فقالَ: لَو أنَّ رَجُلًا وجَدَ مَعَ امرأتِه رَجُلًا، فإِن تكلَّمَ جَلَدتُموه، وإِن قَتَلَ قَتَلتُموه، وإِن سَكَتَ سَكَتَ على غَيظٍ، واللَّهِ لأسأَلَنَّ عنه رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. فلَمّا كان مِنَ الغَدِ أتَى رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فسألَه فقالَ: لَو أنَّ رَجُلًا وجَدَ مَعَ امرأتِه رَجُلًا فتَكَلَّمَ جَلَدتُموه، أو قَتَلَ قَتَلتُموه، أو سَكَتَ سَكَتَ على غَيظٍ. فقالَ:"اللَّهُمَّ افتَحْ". وجَعَلَ يَدعو، فنَزَلَت آيَةُ اللِّعانِ:{وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ} هذه الآياتُ، فابتُلِىَ به الرَّجُلُ مِن بَينِ النّاسِ، فجاءَ هو وامرأتُه إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فتَلاعَنا، فشَهِدَ الرَّجُلُ أربَعَ شَهاداتٍ باللَّهِ إنَّه لَمِنَ الصّادِقينَ، ثُمَّ لَعَنَ الخامِسَةَ أنَّ لَعنَةَ اللَّهِ عَلَيه إن كان مِنَ الكاذِبينَ، فذَهَبَت لِتَلتَعِنَ فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"مَهْ". فلَعَنَت، فلَمّا أدبَرا قال:"لعَلَّها أن تَجِئَ به أسوَدَ جَعدًا". فجاءَت به أسوَدَ جَعدًا
(2)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن إسحاقَ بنِ إبراهيمَ وزُهَيرِ بنِ حَربٍ وعُثمانَ بنِ أبى شيبَةَ
(3)
.
15434 -
حدثنا أبو بكرِ ابنُ الحارِثِ، أخبرَنا علىُّ بنُ عُمَرَ الحافظُ، حدثنا أبو عمرٍو يوسُفُ بنُ يَعقوبَ، حدثنا إسماعيلُ بنُ حَفصٍ، حدثنا عبدَةُ،
(1)
في س، م:"كنا".
(2)
أبو داود (2253). وأخرجه أحمد (4001) من طريق الأعمش به. وسيأتى في (15450، 17708).
(3)
مسلم (1495/ 10).
عن الأعمَشِ، عن إبراهيمَ، عن عَلقَمَةَ، عن عبدِ اللَّهِ رضي الله عنه، أنَّ النَّبِىَّ صلى الله عليه وسلم لاعَنَ بالحَملِ
(1)
.
15435 -
وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنِى أبو عبدِ الرَّحمَنِ محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ بنِ أبى الوَزيرِ التّاجِرُ، حدثنا أبو حاتِمٍ محمدُ ابنُ إدريسَ الرّازِىُّ، حدثنا الأنصارِىُّ، حَدَّثَنِى هِشامُ بنُ حَسّانَ (ح) قال: وأخبرَنا محمدُ بنُ إبراهيمَ بنِ الفَضلِ واللَّفظُ له، حدثنا أحمدُ بنُ سلمةَ، حدثنا إسحاقُ بنُ إبراهيمَ، أخبرَنا عبدُ الأعلَى قال: سُئلَ هِشامُ بنُ حَسّانَ عن الرَّجُلِ يَقذِفُ امرأتَه، فحَدَّثَنا هِشامُ بنُ حَسّانَ عن محمدٍ قال: سألتُ أنَسَ بنَ مالكٍ عن ذَلِكَ وأَنا أرَى أنَّ عِندَه مِن ذَلِكَ عِلمًا فقالَ: إنَّ هِلالَ بنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امرأتَه بشَريكِ ابنِ سَحماءَ، وكانَ أخا البَراءِ بنِ مالكٍ لأُمِّه، وكانَ أوَّلَ مَن لاعَنَ، فلاعَنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعنِى بَينَهُما فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "انظُروها، فإِن جاءَت به أبيَضَ سَبطًا أقضَى
(2)
العَينَينِ فهو لِهِلالِ بنِ أُمَيَّةَ، وإن جاءَت به أكحَلَ جَعدًا حَمْشَ السّاقَينِ فهو لِشَريكِ ابنِ سَحماءَ". قال: فأُنبِئتُ أنَّها جاءَت به أكحَلَ جَعدًا حَمْشَ السّاقَينِ
(3)
. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ المُثَنَّى عن عبدِ الأعلَى
(4)
.
(1)
المصنف في المعرفة (4576)، والدارقطنى 3/ 277. وأخرجه البزار (1527) من طريق إسماعيل ابن حفص به. وأبو عوانة (4702) من طريق الأعمش به.
(2)
قضأت العين: احمرَّت واسترخت مآقيها وفسدت. ينظر التاج 1/ 375 (ق ض أ).
(3)
أخرجه النسائى (3468) من طريق عبد الأعلى به. وأحمد (12450) من طريق هشام بن حسان به.
(4)
مسلم (1496/ 11).
وقَد رُوِّيناه في حَديثِ هِشامِ بنِ حَسّانَ عن عِكرِمَةَ عن ابنِ عباسٍ أتَمَّ مِن ذَلِكَ، وفيه: فقالَ النَّبِىُّ صلى الله عليه وسلم: "لَولا مما مَضَى مِن كِتابِ اللَّهِ لَكانَ لِى ولَها شأنٌ"
(1)
.
وفِى كُلِّ ذَلِكَ دَلالَةٌ على أنَّه لاعَنَ بَينَهُما على الحَملِ.
15436 -
وأَمّا الحَديثُ الَّذِى أخبرَنا أبو الحَسَنِ علىُّ بنُ أحمدَ بنِ عَبْدانَ، أخبرَنا أحمدُ بنُ عُبَيدٍ الصَّفّارُ، حدثنا عباسٌ الأسفاطِىُّ وإِسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى (ح) وأخبرَنا أبو عبدِ اللَّهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرٍ أحمدُ بنُ سَلمانَ الفَقيهُ ببَغدادَ، حدثنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، قالا: حدثنا إسماعيلُ بنُ أبى أوَيسٍ، عن سُلَيمانَ بنِ بلالٍ، عن يَحيَى بنِ سعيدٍ، أخبرَنِى عبدُ الرَّحمَنِ بنُ القاسِمِ، عن القاسِمِ بنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه قال: ذُكِرَ التَّلاعنُ
(2)
عِندَ رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ عاصمُ بنُ عَدِىٍّ في ذَلِكَ قَولًا فانصرَفَ، فأَتاه رَجُلٌ مِن قَومِه فذَكَرَ له أنَّه وجَدَ مَعَ امرأتِه رَجُلًا، فقالَ عاصمٌ: ما ابتُليتُ بهَذا إلَّا [لِقولى. فذهَب به]
(3)
إلَى رسولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فأَخبَرَه بالَّذِى وجَدَ عَلَيه امرأتَه، وكانَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مُصفَرًّا قَليلَ اللَّحمِ سَبطَ الشَّعَرِ، وكانَ الَّذِى ادَّعَى أنَّه وجَدَ عِندَ أهلِه آدَمَ خَدْلًا
(4)
كَثيرَ اللَّحمِ جَعدًا قَطَطًا، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:"اللَّهُمَّ بَيِّنْ". فوَضَعَت شَبيهًا بالَّذِى ذَكَرَ زَوجُها أنَّه وجَدَه
(1)
تقدم في (15383).
(2)
في النسخ: "المتلاعنين". وضبب عليها في الأصل، وكتب:"ح"، والمثبت من حاشية الأصل، وكتب عليه:"صح".
(3)
في س: "بقولى فجاءته"، وفى ص 8:"لقولى فجاء به"، وفي م:"بقولى فجاء به".
(4)
الخدل: الضخم أو الممتلئ. ينظر التاج 28/ 398 (خ د ل).
عِندَها، فلاعَنَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بَينَهُما، فقالَ رَجُلٌ لابنِ عباسٍ في المَجلِسِ: هِىَ التى قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو رَجَمتُ أحَدًا بغَيرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمتُ هذه"؟ فقال ابنُ عباسٍ رضي الله عنهما: لا، تِلكَ امرأةٌ كانَت تُظهِرُ السُّوءَ في الإسلامِ
(1)
. رَواه البخارىُّ في "الصحيح" عن ابنِ أبى أوَيسٍ، ورَواه مسلمٌ عن أحمدَ بنِ يوسُفَ عن ابنِ أبى أوَيسٍ
(2)
.
قال الشيخُ: فهَذِه الرِّوايَةُ توهِمُ أنَّه لاعَنَ بَينَهُما بَعدَ الوَضعِ، وقَد يَحتَمِلُ أن يَكونَ بَعضُ رواتِه قَدَّمَ حِكايَةَ وضعِها في الرِّوايَةِ على حِكايَةِ اللِّعانِ؛ فهَذِه قِصَّةُ عوَيمِرٍ العَجلانِىِّ، وقَد رُوِّينا عن الزُّهرِىِّ عن سَهلِ بنِ سَعدٍ السّاعِدِىِّ في قِصَّةِ عوَيمِرٍ العَجلانِىِّ أنَّ النبىَّ صلى الله عليه وسلم لاعَنَ بَينَه وبَينَ امرأتِه وكانَت حامِلًا
(3)
.
ورَوَى ابنُ جُرَيجٍ عن يَحيَى بنِ سعيدٍ هذه القِصَّةَ وقَدَّمَ رِوايَةَ اللِّعانِ على حِكايَةِ الوَضعِ نَحوَ رِوايَةِ الجَماعَةِ، إلَّا أنَّه تَرَكَ مِن إسنادِه عبدَ الرَّحمَنِ بنَ القاسِمِ:
15437 -
أخبرَنا أبو زَكَريّا ابنُ أبى إسحاقَ وأبو بكرِ ابنُ الحَسَنِ قالا: حدثنا أبو العباسِ الأصَمُّ، أخبرَنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا الشّافِعِىُّ، أخبرَنا سعيدُ بنُ سالِمٍ، عن ابنِ جُرَيجٍ، أنَّ يَحيَى بنَ سعيدٍ حَدَّثَه، عن القاسِمِ ابنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما، أنَّ رَجُلًا جاءَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقالَ:
(1)
أخرجه النسائى (3470) من طريق يحيى بن سعيد به.
(2)
البخارى (5316)، ومسلم (1497/
…
).
(3)
تقدم في (15409، 15432).
يا رسولَ اللَّهِ، واللَّهِ ما لِى عَهدٌ بأَهلِى مُنذُ عَفارِ النَّخلِ -قال: وعَفارُها أنَّها إذا كانَت تُؤَبَّرُ تُعْفَرُ أربَعينَ يَومًا؛ لا تُسقَى بَعدَ الإبارِ- قال: فوَجَدتُ مَعَ امرأتِى رَجُلًا. قال: وكانَ زَوجُها مُصفَرًّا حَمشَ السّاقِ سَبطَ الشَّعَرِ، والَّذِى رُميَت به خَدْلًا إلَى السَّوادِ جَعدًا قَطَطًا مُستَهًا
(1)
. فقال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَيِّنْ". ثُمَّ لاعَنَ بَينَهُما، فجاءَت [برجُلٍ يشبِهُ]
(2)
الَّذِى رُميَت بهِ
(3)
.
ورَواه أبو الزِّنادِ عن القاسِمِ بنِ محمدٍ عن ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما أنَّه سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاعَنَ بَينَ العَجلانِىِّ وامرأتِه وكانَت حامِلًا، وكانَ الَّذِى رُميَت به ابنَ السَّحماءِ:
15438 -
أنبأنِى أبو عبدِ الرَّحمَنِ السُّلَمِىُّ إجازَةً، أنَّ أبا محمدٍ عبدَ اللَّهِ ابنَ محمدِ بنِ زيادٍ السِّمِّذِىَّ
(4)
أخبَرَه، عن محمدِ بنِ إسحاقَ بنِ خُزَيمَةَ، حدثنا بُندارٌ، حدثنا أبو عامِرٍ، حدثنا المُغيرَةُ بنُ عبدِ الرَّحمَنِ، عن أبى الزِّنادِ، عن القاسِمِ بنِ محمدٍ، عن ابنِ عباسٍ أنَّه سَمِعَ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم
(1)
المُسْتَهُ: الضخم الأليتين. النهاية 2/ 342.
(2)
في س، ص 8:"برجل"، وفى م:"شبيها بالرجل".
(3)
المصنف في المعرفة (4575)، والشافعى 5/ 126. وأخرجه أحمد (3360)، والطحاوى في شرح المشكل (5140) من طريق ابن جريج به.
(4)
في س، ص 8:"السمرى"، وفى م:"السمدى". وفى حاشية الأصل: "ضبطه الإمام تقى الدين كما ترى بالذال المعجمة. وهذا الرجل من علماء اليمن ذكره غير واحد منهم، وهو منسوب إلى السمدى بالدال المهملة، وهو جبل عند السمدان في المعافر الحصن المعروف. قاله أبو الخير في عمدته". والذى في الإكمال 4/ 530، والأنساب 3/ 295 أن هذه النسبة إلى السمذ وهو نوع من الخبز الأبيض الذى تعمله الأكاسرة والملوك. وذكر أنه بكسر السين وكسر الميم المشددة، وقيل بفتحها.
لاعَنَ بَينَ العَجلانِىِّ وامرأتِه، وكانَت حامِلًا فقالَ زَوجُها: واللَّهِ ما قَرِبتُها مُنذُ عَفَرنا -قال: والعَفَرُ أن يُسقَى النَّخلُ بَعدَ أن يُترَكَ مِنَ السَّقىِ بَعدَ الإبارِ شَهرَينِ- فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَيِّنْ". فدَعا رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم زَوجَ المَرأَةِ حَمشَ الذِّراعَينِ والسّاقَينِ، أصهَبَ الشَّعَرِ، وكانَ الَّذِى رُميَت به ابنَ السَّحماءِ، فجاءَت بغُلامٍ أسوَدَ أكحَلَ جَعْدًا، عَبْلَ
(1)
الذِّراعَينِ، خَدلَ السّاقَينِ. قال القاسِمُ: قال ابنُ شَدّادِ بنِ الهادِ لابنِ عباسٍ: أهِىَ المَرأَةُ التى قال رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "لَو كُنتُ راجِمًا أحَدًا بغَيرِ بَيِّنَةٍ لَرَجَمتُها"؟ فقالَ ابنُ عباسٍ: تِلكَ امرأةٌ أعلَنَت
(2)
في الإسلامِ
(3)
.
15439 -
ورَواه ابنُ أبى الزِّنادِ عن أبيه بإِسنادِه، أنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لاعَنَ بَينَ العَجلانِىِّ وامرأتِه، وكانَت حُبلَى وقالَ زَوجُها: واللَّهِ ما قَرِبتُها مُنذُ عَفَرنا
(4)
. وذَكَرَ تَفسيرَ العَفَرِ، وقالَ: فقالَ رسولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "اللَّهُمَّ بَيِّنْ". وزَعَموا أنَّ زَوجَ المَرأَةِ كان حَمْشَ الذِّراعَينِ. فذَكَرَه بنَحوه غَيرَ أنَّه قال: أجلَى. بَدَلَ: أكحَلَ. وزادَ: قَطَطًا. قال ابنُ خُزَيمَةَ: حدثنا الرَّبيعُ بنُ سُلَيمانَ، أخبرَنا ابنُ وهبٍ، أخبرَنِى ابنُ أبى الزِّنادِ، عن أبيه، حَدَّثَنى القاسِمُ
(1)
العبل: الضخم. التاج 29/ 418 (ع ب ل).
(2)
بعده في م: "السوء".
(3)
المصنف في بيان خطأ من أخطأ على الشافعى ص 179. وأخرجه أحمد (3106) من طريق المغيرة ابن عبد الرحمن به. والبخارى (6855)، ومسلم (1497/ 13)، والنسائى (3467)، وابن ماجه (2560) من طريق أبى الزناد به.
(4)
بعده في س، م:"النخل".