‌باب ما يستحب لها رعايته(7)لحق زوجها وإن لم يلزمها شرعا - السنن الكبرى - البيهقي - ت التركي - جـ ١٥

14831 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، حدثنا أبو العباسِ محمدُ بنُ يَعقوبَ الأُمَوِىُّ وأبو عبدِ اللهِ علىُّ بنُ عبدِ اللهِ الحَكِيمِىُّ

(1)

ببَغدادَ قالا: حدثنا العباسُ بنُ محمدِ بنِ حاتِمٍ الدُّورِىُّ، حدثنا بشرُ بنُ عُمَرَ الزَّهْرانِىُّ، حدثنا شُعَيبُ بنُ رُزَيقٍ الطّائفِىُّ، حدثنا عَطاءٌ الخُراسانِىُّ، عن مالكِ بنِ يُخامِرَ

(2)

السَّكْسَكِيِّ، عن مُعاذِ بنِ جَبَلٍ رضي الله عنه، عن رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يَحِلُّ لاِمرأةٍ تُؤمِنُ باللهِ واليَومِ الآخِرِ أن تأذَنَ في بَيتِ زَوجِها وهو كارِهٌ، ولا تَخرُجَ وهو كارِهٌ، ولا تُطيعَ فيه أحَدًا، ولا تُخَشِّنَ بصَدرِه

(3)

، ولا تَعتَزِلَ فِراشَه، ولا تَصرِمَه

(4)

، فإِن كان هو أظلَمَ مِنها فَلْتأتِه حَتَّى تُرضيَه، فإِن كان هو قَبِلَ مِنها فبِها ونِعْمَتْ، وقَبِلَ اللهُ عُذرَها وأَفلَجَ حُجَّتَها

(5)

، ولا إثمَ عَلَيها، فإِن هو أبَى أن يَرضَى عَنها فقَد أبلَغَت عِندَ اللهِ عُذرَها"

(6)

.

‌

‌بابُ ما يُستَحَبُّ لَها رِعايَتُه

(7)

لِحَقِّ زَوجِها وإِن لَم يَلزَمْها شَرعًا

14832 -

حدثنا أبو الحَسَنِ محمدُ بنُ الحُسَينِ بنِ داودَ العَلَوِىُّ

رَحِمَه اللهُ، أخبرَنا عُبَيدُ اللهِ بنُ إبراهيمَ بنِ بالُويَه المُزَكِّى، حدثنا أحمدُ بنُ يوسُفَ السُّلَمِىُّ، حدثنا عبدُ الرَّزّاقِ، أخبرَنا مَعمَرٌ، عن هَمّامِ بنِ مُنَبِّهٍ قال: هَذا ما حدثنا أبو هريرةَ رضي الله عنه قال: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "خَيرُ نِساءٍ رَكِبْنَ الإبِلَ نِساءُ قُرَيشٍ؛ أحناه على ولَدٍ في صِغَرِه، وأَرعاه على زَوجٍ في ذاتِ يَدِه"

(1)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن محمدِ بنِ رافِعٍ عن عبدِ الرَّزّاقِ، وأَخرَجَه البخاريُّ مِن حَديثِ الأعرَجِ عن أبي هُرَيرَةَ

(2)

.

14833 -

أخبرَنا أبو عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أحمدُ بنُ جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ أحمدَ بنِ حَنبَلٍ، حَدَّثَنِى أبى. قال: وأَخبَرَنِى أبو عمرِو ابنُ أبي جَعفَرٍ، حدثنا عبدُ اللهِ بنُ محمدٍ، حدثنا أبو كُرَيبٍ، قالا: حدثنا أبو أُسامَةَ، عن هِشامٍ، حَدَّثَنِى أبى، عن أسماءَ بنتِ أبى بكرٍ رضي الله عنهما قالَت: تَزَوَّجَنِى الزُّبَيرُ وما له في الأرضِ مِن مالٍ ولا مَملوكٍ ولا شَئٍ غَيرَ فرَسِه. قالَت: فكُنتُ أعلِفُ فرَسَه وأَكفِيه مُؤنَتَه وأَسُوسُه، وأَدُقُّ النَّوَى لِناضحِه، وأَستَقِى الماءَ وأَخرِزُ غَربَه

(3)

، وأَعجِنُ، ولم أكُنْ أُحسِنُ أَخبِزُ، فكانَ تَخبِزُ لِى جاراتٌ مِنَ الأنصارِ، وكُنَّ نِسوَةَ صِدقٍ. قالَت: وكُنتُ أنقُلُ النَّوَى مِن أرضِ الزُّبَيرِ التي أقطَعَه رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم على رأسِى، وهِىَ على ثُلُثَىْ فرْسَخٍ. قالَت: فجِئتُ والنَّوَى على

رأسِى، فلَقِيتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ومَعَه نَفَرٌ مِن أصحابِه، فدَعانِى ثُمَّ قال:"إِخْ إِخْ"

(1)

. ليَحمِلَنِى خَلفَه. قالَت: فاستَحْيَيْتُ وعَرَفتُ غَيرَتَه، [فقالَ: واللهِ]

(2)

لَحَمْلُكِ على رأسِكِ أشَدُّ مِن رُكوبِكِ مَعَه. قالَت: حَتَّى أرسَلَ إلَىَّ أبو بكرٍ رضي الله عنه بخادِمٍ تَكفينِى سياسَةَ الفَرَسِ، فكأنَّما أعتَقَنِى

(3)

. رَواه مسلمٌ في "الصحيح" عن أبى كُرَيبٍ، ورَواه البخاريُّ عن مَحمودٍ عن أبي أُسامَةَ

(4)

.

14834 -

أخبرَنا محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحافظُ، أخبرَنا أبو بكرِ ابنُ إسحاقَ الفَقيهُ، أخبرَنا إسماعيلُ بنُ إسحاقَ القاضِى، حدثنا سُلَيمانُ بنُ حَربٍ، حدثنا شُعبَةُ، عن الحَكَمِ، عن ابنِ أبي لَيلَى، قال سُلَيمانُ: أظُنُّه عن عليٍّ رضي الله عنه قال: شَكَت فاطِمَةُ رضي الله عنها ما تَلقَى مِن أثَرِ الرَّحَى في يَدِها. قال: فذَهَبَتْ إلَى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَسأَلُه خادِمًا فلَم تَرَه. [قال: فذَكَرَتْ ذَلِكَ]

(5)

لِعائشَةَ رضي الله عنها، فلَمّا جاءَ ذَكَرَت له. قال: فجاءَنا وقَد أخَذنا مَضاجِعَنا، فذَهَبتُ أقومُ فقالَ:"مَكانَكِ". ثُمَّ جَلَسَ بَينَنا حَتَّى وجَدتُ بَرْدَ قَدَمَيه على صَدرِى. فقالَ: "أَلَا أدُلُكُما على ما هو خَيرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أخَذتُما مَضاجِعَكُما فسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثينَ، واحمَدا ثَلاثًا وثَلاثينَ، وكَبِّرا أربَعًا وثَلاثينَ؛ فهو خَيرٌ لَكُما مِن