المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، - الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته - مخطوط

[أبو بكر الجوزقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الإيمان وما يتَّصل به مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ وغيرهما

- ‌كتاب الطَّهاراتِ

- ‌ أبواب غُسل الجنابة

- ‌أبواب التَّيَمُّم

- ‌أبواب الحيض

- ‌كتاب الصلاة وما يتَّصل بها مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌بَابُ(3)ذكر اسْتِحْباب الدُّعاءِ عندَ النِّصفِ الآخر(4)من الليل

- ‌[باب الركعتين بعد العصر]

- ‌ذكر صلاة الخوف

- ‌كتاب الجمعة

- ‌باب العيدين

- ‌باب الاستسقاء

- ‌باب صلاة الكسوف

- ‌باب التَّعوِّذ من عذاب القبر

- ‌كتاب الجنائز

- ‌كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌ذِكْرُ الصَّدَقَاتِ

- ‌ذِكْرُ صَدَقَةِ الفِطْرِ

- ‌كِتَابُ الصَّومِ

- ‌ذكر ليلة القدر

- ‌كتاب المناسك

- ‌كتاب البيوع وما فيه

- ‌ذكر الأخبار في النَّهي عن الرِّبا وبيان أصناف ما فيه الرِّبا

- ‌ذكر السَّلمِ

- ‌كتاب النكاح وما يتَّصل به مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب الطَّلاق

- ‌ذكر اللِّعان والحكم فيه

- ‌كتاب العَتَاقِ وما فيه مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب النُّذور وما جاء فيه مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب الأيمان وما فيه(20)مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب العطايا والهباتِ وما فيها مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب الوَصَايا

- ‌كتاب المَوَارِيثِ

- ‌كتاب الحُدودِ وما فيه(5)مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب القضايا

- ‌كتاب الجهاد

- ‌ذكر عددِ غَزَواتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة(7)بدر

- ‌غزوة أحد

- ‌ذكر قتلِ خُبَيبٍ وكان ذلك(12)بعد أُحدٍ وقبلَ الخندق

- ‌ذكر شأنِ بئر معونةَ

- ‌ذكر غزوة(4)ذات الرِّقَاعِ

- ‌ذكر غزوة الأحزاب وهي غزوة الخندق

- ‌ذكر غزوةِ(22)بني المُصْطَلِقِ وهي غزوة المُرَيْسِيعِ

- ‌ حديث الإفك

- ‌ذكر قصَّة الحديبية وموادعة رَسُولِ اللهِ

- ‌ذكر بيعة رسول الله

- ‌ذكر غزوة خيبر

- ‌ذكر فتح مكَّة حَرَسَها اللهُ

- ‌ذكر غزوة حُنَينٍ

- ‌ذكر غزوة(8)أوطاس

- ‌ذكر غزوةِ ذاتِ السَّلاسِل

- ‌ذكر غزوة(8)ذي الخَلَصَةِ

- ‌ذكر غزوة تبوك وهي غزوة العُسْرَةِ

- ‌ذكر توبةِ(3)كعبِ بن مالك وصاحبيه

- ‌ذكر خروج النِّساء إلى الغزو

- ‌ذكر الحثِّ على ارتباط الخيل وبيان(12)فضلِه

- ‌ذكر تعظيمِ شَأنِ الغلولِ

- ‌ذكر ما أمرَ الله تعالى مِن(13)طاعةِ رسولِه

- ‌كتاب الصَّيد والذَّبائح

- ‌كتاب الضَّحايا

- ‌كتاب الأشربة

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌كتاب اللِّباس

- ‌ذكر المناهي

- ‌حديث: «المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»

- ‌كتاب الأسماء

- ‌كتاب الاستئذان

- ‌كِتَابُ الرُّؤيَا

- ‌«الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ

- ‌كتاب الفضائل

- ‌ذِكْرُ الأَخْبَارِ فِي(8)عِيسَى ابنِ مَريَمَ

- ‌«أَرَانِي اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌ذِكْرُ مُوسَى عليه السلام

- ‌ذِكْرُ يُونُسَ بِن مَتَّى عليه السلام

- ‌ذِكْرُ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌«فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِل أَبِي بَكْرٍ الصِّدْيقِ

- ‌ذِكْرُ هِجْرَةِ رَسُولِ اللهِ

- ‌ اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌ذِكْرُ(9)فَضَائِلِ أبِي إِسْحَاقَ سَعدِ بنِ أبِي وَقَّاصٍ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ(4)أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ أبِي عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ

- ‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ، وأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ(1)عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ النِّسَاءِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ عَائِشَةَ

- ‌حَدِيْثُ أُمِّ زَرْعٍ

- ‌ذكر فضل(1)فاطمة

- ‌«إِنَّ بَنِي هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا بِنْتَهُمْ

- ‌ذكر أمِّ سُلَيمٍ امرأةِ أبي طلحةَ

- ‌ذكر فضلِ(8)بلالِ بن(9)رَبَاحٍ

- ‌ذكر فضائلِ(4)عبد الله بن مسعود

- ‌ذكر سعدِ بن معاذٍ الأنصاريِّ

- ‌ذكر عبدِ الله بن حَرَامٍ

- ‌ذكر إسلامِ أبي ذرٍّ

- ‌ذكر جَريرِ بن عبدِ الله البَجليِّ

- ‌ذكر ثناءِ رسولِ اللهِ

- ‌ذكر دعاءِ رسولِ الله

- ‌ذكر فضلِ عبدِ الله بن سَلَامٍ

- ‌ذكر فضلِ حسِّانِ بن ثابتٍ الأنصاريِّ

- ‌ذكر فضل أبي هُرَيرةَ الدَّوسيِّ

- ‌ذكر فضل الأشعريينَ

- ‌ذكر ما خَصَّ به رسولُ الله

- ‌ذكر فضائل الأنصار

- ‌ذكر خيرِ القرونِ من أمَّةِ محمدٍ

- ‌ذكر النَّهي عن سبِّ أصحابِ رسول الله

- ‌كتاب البِرِّ والصِّلة

- ‌ذكر(9)جُرَيجٍ الرَّاهبِ

- ‌ذكر(13)فضلِ صلةِ الرَّحمِ

- ‌ذكر جزاءِ(8)من وَصَلَ رَحِمَهُ

- ‌«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيهِ رِزْقُهُ

- ‌ذكر تعظيمِ الإثمِ في الظُّلمِ ووبيلِ عقابِهِ

- ‌«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ

- ‌أبوابٌ من جامعِ الآداب

- ‌كتاب القَدَر

- ‌حكاية أبي الأسود الدُّؤلي

- ‌كتاب العِلْم

- ‌كتاب الذِّكرِ والاستغفارِ والدُّعاءِ

- ‌ذكر فضل التَّسبيح عند النَّوم

- ‌ذكر النَّفرِ الثَّلاثةِ الَّذين أصابَهم المطرُ

- ‌أبوابٌ في ذكرِ المنافقينَ

- ‌أبوابٌ شتَّى

- ‌أبوابٌ في ذكرِ الجنَّة وأهلِها

- ‌أبوابٌ في ذكرِ جهنَّمَ نعوذ بالله منها

- ‌كتاب الفِتَنِ

- ‌ذِكْرُ ما جاءَ عن رسول الله

- ‌ذِكْرُ الأخبارِ عن رسول الله

- ‌ذِكْرُ النَّفرِ الثَّلاثةِ من بني إسرائيل:

- ‌أبوابٌ شتَّى

- ‌ذكْرُ بيان أوَّلِ ما أُنزلَ منَ القرآنِ والاختلافِ فيه

- ‌في(9)فضل تعلم(10)القرآن وقراءته وتعليمه

- ‌فضل آية الكرسي

- ‌في(11)فضل سورة الكهفِ

- ‌في فضل {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}

- ‌ذكْرُ أخبارٍ في التفسير ومعاني القرآن

الفصل: أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم،

أَوَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَسَكَتَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ، تُكَلِّمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَلَا يُكَلِّمُكَ؟ قَالَ: فَرَأَيْنَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ، فَأَفَاقَ، فَمَسَحَ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ

(1)

، قَالَ: أَيْنَ هَذَا السَّائِلُ؟ فَكَأَنَّهُ

(2)

حَمِدَهُ، فَقَالَ لَهُ: «لَا يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ، وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ مَا يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ، إِلَّا آكِلَةَ الْخَضِرِ

(3)

، أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا

(4)

امْتَلَأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ، ثُمَّ رَتَعَتْ. وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَةٌ

(5)

، فَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ - أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ

(6)

كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلَا يَشْبَعُ، وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ». [خ¦1465]

588 -

وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يَقُولُ: كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ أَنْصَارِيٍّ بِالْمَدِينَةِ

(7)

مَالًا، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ

(8)

، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، فَكَانَ

(9)

رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ. قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ

(10)

هَذِهِ الْآيَة: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} [آل عمران:92]، قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ فِي كِتَابِهِ:{لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون} [آل عمران:92]، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، فَإِنَّهَا

(11)

صَدَقَةٌ للهِ أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ شِئْتَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ عليه السلام:«بَخٍ بَخٍ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِحٌ، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ فِيهَا، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الْأَقْرَبِينَ» . فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ وَبَنِي عَمِّهِ. [خ¦2318]

589 -

قَالَ رضي الله عنه

(12)

:

(1)

في هامش الأصل: «الرحضاء: العرق» ، وفي هامش (ح) :«الرحضاء: العرق من الشدة، وأكثر ما يسمى عرق الحمى» .

(2)

في (ح) و (د) : «وكأنه» بدل «فكأنه» .

(3)

في (د) : «الخضراء» .

(4)

قوله: «إذا» ليس في (د).

(5)

في (ح) و (د) : «حلوة خضرة» بدل «خضرة حلوة» .

(6)

في (ح) و (د) : «حق» بدل «حقه» .

(7)

في (ح) و (د) : «أنصار المدينة» .

(8)

في هامش الأصل: «بيرحاء: اسم البئر» ، وفي هامش (ح) : «قوله: (بير حاء) : هو موضع بقرب المسجد، وقيل: حاء اسم رجل نسب إليه البئر، واختلف في

فروي بفتح الراء في كل حال، وروي بضم الراء في الرفع، وفتحها في النصب، وكسرها في الجر، وقوله:(بخ) يقال بالتسكين وبالكسر مع التنوين، وبالكسر دون التنوين، وضم الخاء مع

، قال الخليل: يقال ذلك للشيء إذا رضيته، ويقال لتعظيم الأمر، وقوله:(مال رابح) : فروي بالباء بواحدة من الربح بالأجر وجزيل الثواب، قال الهروي: رابح أي ذو ربح والله أعلم».

(9)

في (ح) و (د) : «وكان» بدل «فكان» .

(10)

في (ح) و (د) : «نزلت» بدل «أنزلت» .

(11)

في (ح) : «وإنها» بدل «فإنها» .

(12)

ليس في (ح) و (د) : «قال رضي الله عنه» .

ص: 82

وَعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّهَا

(1)

قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ بَنِي أَبِي سَلَمَةَ فِي حِجْرِي، وَلَيْسَ لَهُمْ شَيْءٌ إِلَّا مَا أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ، وَلَسْتُ

(2)

بِتَارِكَتِهِمْ يَجْزِنِي وَلَا يَجْزِنِي

(3)

، أَفَلِي أَجْرٌ إِنْ أَنْفَقْتُ عَلَيْهِمْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«أَنْفِقِي عَلَيْهِمْ؛ فَإنَّ لَكِ أَجْرَ مَا أَنْفَقْتِ عَلَيْهِمْ» . [خ¦1467]

590 -

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ يَزِيْدَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِذَا أَنْفَقَ الْمُسْلِمُ عَلَى أَهْلِهِ وَهُوَ يَحْتَسِبُهَا فَهِيَ لَهُ صَدَقَةً» . [خ¦5351]

‌ذِكْرُ الصَّدَقَاتِ

(4)

591 -

قَالَ رضي الله عنه، وَعَن

(5)

الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ

(6)

مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ لَدُنْ ثَدْيَيْهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَجَعَلَ الْمُنْفِقُ يُنْفِقُ، وأَسْبَغَتْ

(7)

عَلَيْهِ الدِّرَعَ، ومَدَّتْ حَتَّى تُجِنَّ

(8)

بَنَانَهُ

(9)

، فَإِذَا

(10)

أَرَادَ الْبَخِيلُ أَنْ يُنْفِقَ قَلَصَتْ وَلَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَوْضِعَهَا حَتَّى أَخَذَتْ بتَرَاقِيهِ أَوْ بِتَرْقُوَتِهِ، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ، وهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ». [خ¦5797]

592 -

وَعَنْ سَعِيْدِ بنِ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَا مِنْ يَوْمٍ يُصْبِحُ الْعِبَادُ فِيهِ إِلَّا مَلَكَانِ يَنْزِلَانِ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا: اللَّهمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا، وَيَقُولُ الْآخَرُ: اللَّهمَّ أَعْطِ مُمْسِكًا تَلَفًا» . [خ¦1442]

593 -

قَالَ رضي الله عنه: قالَ الشَّيخُ أبو بكرٍ رحمه الله: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بنِ الشَّرْقِيِّ ومَكِّيُّ بنُ عَبْدَانَ قَالَا: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بن بِشْرِ بن الحَكَمِ قَالَ: حَدَّثَنَا يَحْيَى بنُ سَعِيْدٍ، عَنْ عُبَيدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، قَالَ: أَخْبَرَنِي خُبَيْبُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ

(11)

، عَنْ حَفْصِ بنِ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «سَبْعَةٌ

(1)

ليس في (ح) و (د) : «أنها» .

(2)

في (د) : «وليست» .

(3)

في (ح) و (د) : «هكذا وهكذا» بدل «يَجْزِنِي وَلَا يَجْزِنِي» .

(4)

في هامش (ح) : «قال القاضي عياض: أما تسميتها صدقة فمن الصدق، إذ هي دليل على صحة إيمانه وصدقه باطنه فيه مع ظاهره» .

(5)

ليس في (ح) و (د) : «قال رضي الله عنه، و» .

(6)

في هامش الأصل: «وقيل: جبتان» ، وفي (ح) : ما بين الأسطر «معا» .

(7)

في (ح) و (د) زيادة: «فأسبغت» .

(8)

في الأصل كأنها: «تجر» ، وفي (ح) و (د) :«تخمر» .

(9)

في هامش الأصل: «البنان: أطراف الأصابع» .

(10)

في (ح) و (د) : «وإذا» بدل «فإذا» .

(11)

سقط الإسناد في (ح) و (د)، ويبتدأ من:«وعن حفص» .

ص: 82

يُظِلُّهُم الله عز وجل فِي ظِلِّهِ

(1)

يَوْمَ لَا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ

(2)

: الْإِمَامُ الْعَادِلُ، وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللهِ عز وجل، وَرَجُلٌ

(3)

قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ بِالْمَسَاجِدِ

(4)

، وَرَجُلَانِ تَحَابَّا فِي اللهِ فَاجْتَمَعَا

(5)

عَلَيْهِ وَتَفَرَّقَا عَلَيْهِ، وَرَجُلٌ دَعَتْهُ امْرَأَةٌ ذَاتُ مَنْصِبٍ وَجَمَالٍ فَقَالَ: إِنِّي لَأَخَافُ

(6)

اللهَ عز وجل، وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ صَدَقةً

(7)

فأَخْفَاها، لَا تَعْلَمَ يَمِينُهُ مَا تُنْفِقُ شِمَالُهُ

(8)

، وَرَجُلٌ ذَكَرَ اللهَ عز وجل خَالِيًا فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ». [خ¦660]

594 -

وَعَن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَالَ رَجُلٌ: لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ، فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ. فَقَالَ: اللَّهمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى سَارِقٍ، لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَالَ: اللَّهمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى زَانِيَةٍ. لَأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ، فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدِ غَنِيٍّ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ: اللَّهمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى سَارِقٍ، وَعَلَى زَانِيَةٍ، وَعَلَى غَنِيٍّ، فَأُتِيَ، فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ فَقَدْ تقُبِّلَتْ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ بِهَا عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ بِهَا عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ الله تعَالَى» . [خ¦1421]

595 -

وَعَن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:«أَنْفِقْ يُنْفَقْ عَلَيْكَ» . [خ¦4684]

596 -

وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ

(9)

يَمِينَ اللهِ ملآى، لَا تَغِيضُهَا

(10)

نَفَقَةٌ، سَحَّاءُ

(11)

اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ». وَقَالَ: «أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ، لَمْ

(1)

في هامش الأصل: «في ظله: أي في ظل عرشه» .

(2)

في هامش (ح) : «قوله: (يوم لا ظل إلا ظله) : إضافة الظل هنا إلى الله إضافة ملك، وكل ظل فهو لله ومن خلقه وملكه وسلطانه، وهو ظل العرش على ما جاء في الحديث الآخر، والمراد بذلك يوم القيامة إذا قام الناس لرب العالمين، ودنت منهم الشمس واشتد عليهم الحر ويأخذهم العرق ولا ظل هناك لشيء إلا ظل العرش، كما جاء في بعض الروايات في ظل عرشي، وقد يراد به هنا ظل الجنة أو ظل طوبى: وهو نعيمها والكون في ذراها، كما قال تعالى: (وندخلهم ظلًا ظليلًا) [النساء:57] وذهب ابن دينار إلى أن معنى الظل هنا: الكرامة والكنف والكن من المكاره في ذلك الموقف، وما قاله معلوم في اللسان، يقال: فلان في ظل فلان أي: في كنفه وحمايته وهو أولى الأقوال، تكون إضافته إلى العرش أنه مكان التقريب و الكرامة، وإلا فالشمس في سائر العالم تحت العرش وفي ظله» .

(3)

كلمة: «ورجل» : ليست في (د).

(4)

في (ح) : «بالمسجد» بدل «بالمساجد» .

(5)

في (ح) : «واجتمعا» بدل «فاجتمعا» .

(6)

في (ح) و (د) : «أخاف» بدل «لأخاف» .

(7)

في (ح) و (د) : «بصدقة» .

(8)

في (ح) و (د) : «شماله مَا ينْفِقُ يمينه» .

(9)

ليس في (ح) و (د) : «إن» .

(10)

في (ح) : «يغيضها» ، وفي هامش (ح) :«يغيضها: أي ينقصها» .

(11)

في (ح) : «سخاء» وقال في هامش (ح) : «السح الصبُّ الدائم» .

ص: 83

يَنْقُصْ مِمَّا فِي يَمِينِهِ. قَالَ: وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْأُخْرَى الْمِيزَانُ

(1)

، يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ». [خ¦4684]

597 -

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ مَعْقِلٍ

(2)

، عَنْ عَدِيِّ بنِ حَاتِمٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ» . [خ¦1417]

598 -

وَعَنْ مَعْبَدِ بنِ هِلَالٍ

(3)

قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بنَ وَهْبٍ الخُزَاعِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُول اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «تَصَدَّقُوا؛ فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَانٌ يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ فَلَا يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا

(4)

، يَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالْأَمْسِ قَبِلْتُهَا، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلَا حَاجَةَ لِي فِيهَا». [خ¦1424]

599 -

وَعَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ

(5)

، وَلَا يَصْعَدُ إِلَى اللهِ إِلا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللهَ عز وجل يَقْبَلُهَا بِيَمِينِهِ

(6)

، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهَا كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ

(7)

حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الْجَبَلِ». [خ¦7430]

600 -

وعن هَمَّامِ بن مُنَبِّهٍ، قَالَ: هَذَا مَا حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ، عَنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قالَ: وقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «كُلُّ سُلَامَى

(8)

مِن النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ

(9)

، كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ عَلَيهِ الشَّمْسُ. قَالَ: تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ وَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ، وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا

(10)

إِلَى الصَّلَاةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الْأَذَى عَن الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ». [خ¦2989]

601 -

وَعَنْ رِبْعِيِّ بِنْ حِرَاشٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «الْمَعْرُوفُ كُلُّهُ صَدَقَةٌ» . [خ¦2989]

602 -

وَعَن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ

(1)

في هامش الأصل: «وبيده الأخرى الميزان: أي في تصرفه» .

(2)

في (ح) و (د) : «مغفَّل» .

(3)

هكذا في الأصل ولعل الصواب: «معبد بن خالد كما في البخاري» .

(4)

في (ح) و (د) زيادة: «منه» .

(5)

في (ح) بين الأسطر: «طيب: الحلال» .

(6)

في هامش الأصل: «بيمينه: قيل بأمينه: أي الملائكة» .

(7)

في (ح) : ما بين الأسطر «فلوه: أي مهره» .

(8)

في هامش الأصل: «سلامى: أي عظم من عظام

» كلمة غير واضحة كأنها «القدم» ، «وأصله عظم في فرسن البعير، أي السلامى آخر ما يبقى فيه المخ» .

(9)

في هامش (ح) : «جاء في حديث مسلم: (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة) أصل السُلامى بضم السين: عظام الأصابع والأكف والأرجل، ثم استعمل في سائر عظام الجسد ومفاصله، وقد جاء في هذا الحديث خلق الإنسان على ستين وثلاثمائة مفصل، ففي كل مفصل صدقة» .

(10)

في (د) : «يمشيها الرجل» .

ص: 83

الصَّفِيُّ

(1)

مِنْحَةً

(2)

، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، تَغْدُو بِإِنَاءٍ وَتَرُوحُ بِإِنَاءٍ». [خ¦5608]

603 -

وَعَنْ أَبِي زَرْعَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّ الصَّدَقَةِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: لَتُنَبَّأَنَّهُ

(3)

: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ

(4)

، وَتَأْمُلُ

(5)

الْبَقَاءَ، وتَخْشَى الْفَقْرَ

(6)

، وَلَا تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَت الْحُلْقُومَ قُلْتَ: لِفُلَانٍ كَذَا وَلِفُلَانٍ كَذَا، أَلَا وَقَدْ كَانَ لِفُلَانٍ». [خ¦1419]

604 -

قَالَ

(7)

رضي الله عنه

(8)

، وَعَنْ مُوسَى بنِ طَلْحَةَ، أَنَّ حَكِيمَ بنَ حِزَامٍ حَدَّثَهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ خَيْرَ الصَّدَقَةِ - أَوْ أَفْضَلَ

(9)

الصَّدَقَةِ - مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى

(10)

، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِن الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ». [خ¦1427]

605 -

وَعَنْ نَافِعٍ، عَن ابنِ عُمَرَ، أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ وَهُوَ عَلَى المِنْبَرِ، وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ وَالتَّعَفُّفَ عَنِ المَسْأَلَةِ: «الْيَدُ

(11)

الْعُلْيَا خَيْرٌ مِن الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى السَّائِلَةُ». [خ¦1429]

606 -

وَعَنْ عَطَاءِ بنِ يَزِيدَ اللَّيْثِي، عَنْ أَبِي سَعِيْدٍ الخُدْرِيِّ: أَنَّ نَاسًا مِن الْأَنْصَارِ

(12)

سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَاهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ، حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ: «مَا يَكُنْ

(13)

عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَتَصَبَّرْ

(14)

يُصَبِّرْهُ الله، وَمَا أُعْطِيَ أَحَدٌ عَطَاءً هُوَ خَيْرٌ

(15)

وَأَوْسَعُ مِن الصَّبْرِ». [خ¦1469]

607 -

وَعَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبد الرَّحْمَن بْن أَزْهَر، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةَ حَطَبٍ، فَيَحْمِلَهَا

(16)

عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلًا فَيُعْطِيَهِ أَوْ يَمْنَعَهُ». [خ¦2074]

608 -

وَعَنْ حَمْزَةَ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُمَرَ، يُقُولُ: سَمِعْتُ عَبدَ اللهِ بنَ عُمْرَ يَقُولُ:

(1)

في هامش الأصل: «الصفي: الشاة العزيزة الكريمة

».

(2)

في هامش الأصل: «المنحة: عطية» .

(3)

في هامش الأصل: «لتنبأن: أي لتخبرن» ، وفي (ح) و (د) :«لتنبؤن» .

(4)

في هامش الأصل: «الشحيح: البخيل» .

(5)

في (د) و (ح) : «تأمل» بدون الواو.

(6)

في الأصل كانت: «وتخاف» ، لكن ضرب عليها وأثبت في الهامش المثبت. في (ح) و (د) :«وتخاف الفقر» .

(7)

في هامش الأصل: «الصدقة ما كان عن ظهر غنى واليد العليا خير» .

(8)

ليس في (ح) و (د) : «قال رضي الله عنه» .

(9)

في (د) : «وأفضل» .

(10)

في (ح) : ما بين الأسطر «ظهر غنى: أي متبرعًا» .

(11)

في (د) : «واليد» .

(12)

قوله: «من الأنصار» ليس في (د).

(13)

في (د) : «يكون» .

(14)

في هامش الأصل: «يتصبر: أي تكلف الصبر» ، وفي (ح) و (د) :«يصبر» بدل «يتصبّر» .

(15)

زاد في (ح) و (د) : «له» .

(16)

في (د) : «فحملها» .

ص: 84

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَزَالُ الرَّجُلُ لَيَسْأَلُ

(1)

النَّاسَ حَتَّى يَأْتِيَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ولَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ

(2)

». [خ¦1474]

609 -

وَعَنْ أَبِي زُرْعَةَ بنِ عَمْرِو بنِ جُرَيْرٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهمَّ اجْعَلْ رِزْقَ آلِ مُحَمَّدٍ قُوتًا» . [خ¦6460]

610 -

وَعَن الأَعْرَجِ

(3)

، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَيْسَ الْغِنَى عَنْ كَثْرَةِ الْعَرَضِ

(4)

، وَلَكِنَّ الْغِنَى غِنَى النَّفْسِ»

(5)

. [خ¦6446]

611 -

وَعَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بنَ مَالِكٍ يُقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادٍ مِنْ مَالٍ

(6)

لَابْتَغَى إِليْهِ ثَانِيًا، وَلَوْ كَانَ لَهُ ثَانٍ لَابْتَغَى إِلَيْهِ ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ

(7)

ابنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ الله عَلَى مَنْ تَابَ». قَالَ أَنَسٌ

(8)

: فَلَا أَدْرِي، أَشَيْءٌ نَزَلَ عَلَيْهِ أَوْ قَوْلٌ كَانَ يَقُولُهُ. [خ¦6439]

612 -

وَعَن الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رُسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قَلْبُ

(9)

الشَّيْخِ شَابٌّ عَلَى حُبِّ اثْنَيْنِ: طُولِ

(10)

الْحَيَاةِ وَكَثْرَةِ الْمَالِ». [خ¦6421]

613 -

وَعَنْ سَالمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَيْنِ

(11)

: رَجُلٍ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ، فَهُوَ يَقُومُ بِهِ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالًا، فَهُوَ يُنْفِقُ مِنْهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ». [خ¦7529]

614 -

قَالَ رضي الله عنه: قالَ الشَّيخُ أبو بكرٍ رحمه الله: أَخْبَرَنَا أَبُو حَامِدِ بنُ الشَّرْقِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا عَبدُ الرَّحْمَنِ بنُ بِشْرٍ - إِملاءً مِنْ كِتَابِهِ - قَالَ: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بنُ عُيَيْنَة

(12)

عَنْ مُحَمَّد بنِ المُنْكَدِرِ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بنَ عَبدِ اللهِ يَقُولُ: مَا سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَيْئًا

(13)

قَطُّ فَقَالَ: لَا. [خ¦6034]

615 -

وَعَنْ إِسْحَاقَ بنِ عَبدِ اللهِ

(1)

في (ح) و (د) : «يسأل» بدل «ليسأل» .

(2)

في هامش الأصل: «مزعة لحم: أي قطعة لحم، التنزيع: التقطيع» ، وفي (ح) : بين الأسطر «مزعة لحم: أي قطعة» .

(3)

في (ح) و (د) : «أبي الأعرج» بدل «الأعرج» .

(4)

في هامش (ح) : «العَرَض بفتح العين والراء هنا، قال أبو عبيد: هو حطام الدنيا بمعنى متاعها، يدخل فيه جميع المال العروض وغيرها، وفي كتاب العين: العرض ما نيل من الدنيا، قال الله تعالى: (تريدون عرض الدنيا) [الأنفال:67]، قال أبو زيد: العرض بالسكون ما ليس بذهب ولا فضة، وجمعه عروض» .

(5)

في هامش الأصل: «باب كراهية الحرص» .

(6)

في (ح) و (د) : «ذهب» بدل «مال» .

(7)

في هامش (ح) : «يحتمل أن يريد بالجوف القلب، وأنه لا يمل من محبة المال» .

(8)

ليس في (ح) و (د) : «قال أنس» .

(9)

كلمة: «قلب» ليست في (د).

(10)

في (ح) و (د) : «اثنتين حب» بدل قوله: «اثنين طول» .

(11)

في (د) : «اثنتين» .

(12)

سقط الإسناد في (ح) و (د)، ويبتدأ من:«وعن محمد بن المنكدر» .

(13)

في (د) : «عن شيء» .

ص: 84

بن

(1)

أَبِي طَلحَةَ، عنْ أنسِ بنِ مَالِكٍ، قَالَ: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْهِ بُرْدٌ نَجْرَانِيٌّ

(2)

غَلِيظُ الْحَاشِيَةِ، فَأَدْرَكَهُ أَعْرَابِيٌّ فَجَبَذَهُ مِنْ خَلْفِهِ جَبْذَةً شَدِيدَةً، حَتَّى نَظَرْتُ إِلَى صَفْحَةِ عُنُقِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أَثَّرَتْ بِهَا حَاشِيَةُ الثَّوْبِ مِنْ شِدَّةِ جَبْذَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مُرْ لِي مِنْ مَالِ اللهِ الَّذِي عِنْدَكَ. قَالَ: فَالْتَفَتَ إِلَيْهِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَحِكَ، ثُمَّ أَمَرَ لَهُ بِعَطَاءٍ به

(3)

. [خ¦6088]

616 -

وَعَنْ عَبدِ اللهِ بنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، عَن المِسْوَرِ بنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: قَدِمَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَقْبِيَةٌ، فَقَالَ لِي أَبِي مَخْرَمَةُ:

(4)

انْطَلِقْ بِنَا إِلَيْهِ عَسَى أَنْ يُعْطِيَنَا مِنْهَا شَيْئًا. فَقَامَ أَبِي عَلَى الْبَابِ، فَتَكَلَّمَ، فَعَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَهُ، فَخَرَجَ وَمَعَهُ قَبَاءٌ، وَهُوَ يُرِيهِ مَحَاسِنَهُ، وَهُوَ يَقُولُ:«خَبَأْتُ لَكَ هَذَا، خَبَأْتُ لَكَ هَذَا» . [خ¦2657]

617 -

وَعَنْ عُبَيدِ اللهِ بنِ عَبدِ اللهِ بْن عُتْبَةَ، عَن ابنِ عَبَّاسٍ: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ. [خ¦6]

618 -

وَعَنْ عَبْدِ اللهِ بنِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ

(5)

، قَالَ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوَةٍ غَزَاهَا حَتَى كَانَتَ غَزْوَةَ تَبُوكٍ.. الحَدِيثُ بِطُولِهِ. وَفِيهِ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ مِنْ تَوْبَتِي أَنْ أنخلِعَ مِنْ مَالِي صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ. قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ

(6)

بَعْضَ مَالِكَ، فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ». [خ¦4418]

619 -

وَعَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِي قَالَ: كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا، فَيَجِيْءُ الرَّجُلُ فَيَتَصَدَّقُ بِهِ، فَجَاءَ إِنْسَانٌ بِنِصْفِ صَاعٍ،

(1)

قوله: «بن» ساقطة من الأصل.

(2)

قوله: «برد نجراني» مطموسة في (ح) بسبب الرطوبة، وكذلك قوله فيما يأتي:«جبذة شديدة» .

(3)

ليس في (ح) و (د) : «به» .

(4)

في (ح) و (د) زيادة: «يا بني» .

(5)

ليس في (ح) و (د) : «ابن مالك» .

(6)

زاد في (د) : «عليك» .

ص: 85

وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِشَيْءٍ كَثِيرٍ، فَقَالُوا: إِنَّ اللهَ غَنِيٌّ عَنْ هَذَا. وَقَالُوا لِلْآخَرِ

(1)

: هَذَا مُرَاءٍ. فَنَزَلَتْ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِن الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ} الآية [التوبة:79]. [خ¦4668]

620 -

وَعَنْ شَقِيْقٍ

(2)

، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيفَةَ قَالَ: سِمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي نَفْسِهِ، وَمَالِهِ، وَأَهْلِهِ، وَوَلَدِهِ، وَجَارِهِ، يُكَفِّرُهَا الصِّيَامُ، وَالصَّلَاةُ، وَالصَّدَقَةُ، وَالْأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيُ عَن الْمُنْكَرِ» . [خ¦7096]

621 -

وَعَنْ حُمَيدِ بنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ عَوفٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ

(3)

قَالَ: «مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ

(4)

فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ

(5)

، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ». فَقَالَ

(6)

أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رضي الله عنه: يَا رَسُولَ الله، مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا

(7)

مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ

(8)

؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ وَاحِدًا مِنْهُمْ» . [خ¦1897]

622 -

قَالَ رضي الله عنه

(9)

: وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ، عَنْ أَبي مُوسَى، عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«إِنَّ الْخَازِنَ الْأَمِينَ الْمُسْلِمَ الَّذِي يُنْفِقُ مَا أُمِرَ بِهِ، طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ كَامِلًا، مُوَفَّرًا، يَدْفَعُهُ إِلَى مَا أُمِرَ بِهِ، أَحَدُ الْمُتَصَدِّقَيْنِ» . [خ¦2260]

623 -

وَعَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَنْفَقَت الْمَرْأَةُ مِنْ بَيْتِ زَوْجِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ

(10)

، كَانَ لَهَا أَجْرُهَا، وَلَهُ مِثْلُهُ

(11)

ص: 85

بِمَا كَسَبَ، وَلَهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ

(1)

مِنْ أُجُورِهِمْ شيءٌ». [خ¦1439]

624 -

وَعَنْ فَاطِمَةَ، عَنْ أَسْمَاءَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ لَهَا: «أَنفِقِي - أو ارضِخِي

(2)

- ولا تُحصِي فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيكِ، ولا تُوعِي فَيُوعِيَ الله عَلَيْكِ». [خ¦2591]

625 -

وعن عَبَّادِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ الُّزَّبَيْرِ أخْبَرَهُ عَنْ أسْمَاءَ بِنْتِ أبي بَكْرٍ أَنَّهَا جَاءَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالتْ: يا رسُولَ الله، لَيْسَ لي شيءٌ إلا ما أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ، فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِما يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ قَالَ: «ارضَخِي

(3)

بمَا اسْتَطعْتِ، ولا تُوعِي فَيُوعِيَ اللهُ عز وجل عَلَيكِ». [خ¦1434]

626 -

وَعَنْ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيْهِ قَالَ: كنَّا جُلُوسًا عِنْدَ النبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتاهُ سَائِلٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا، ولْيَقْضِ اللهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ مَا أَحَبَّ» . [خ¦6026]

627 -

وَعَنْ أَبِي الغَيْثِ مَولَى ابنِ مُطِيْعٍ، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «السَّاعِي عَلَى الأَرْمَلَةِ وِالْمِسْكِينِ كالمُجَاهِدِ في سَبِيلِ اللهِ» . قَالَ القَعْنَبِيُّ: وأحْسِبُهُ قَالَ: «كَالقَائِمِ لا يَفْتُرُ، وكالصَّائِمِ لا يُفْطِرُ» . [خ¦5353]

628 -

وَعَنْ أَبِي سَعِيْدٍ المَقْبُري، عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ: «يا نِسَاءَ المُسْلِمَاتِ، لا تَحقِرَنَّ جَارَةٌ لِجَارَتِهَا ولو فِرْسِنَ شَاةٍ

(4)

». [خ¦6017]

629 -

وَعَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَجُلًا قَالَ للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها

(5)

، وَأَظُنُّها لَوْ تَكَلَّمَتْ تَصَدَّقَتْ، فَهَل لَهَا أجْرٌ إِنْ تَصَدَّقْتُ عنْهَا؟ قَالَ:«نَعَم» . [خ¦1388]

630 -

وَعَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِيْ بَكْرٍ قَالَتْ: قَدِمَتْ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدُوا رَسُولَ

(6)

(1)

في (ح) : «ينتقص» .

(2)

في (د) : «وارضخي» .

(3)

في هامش (ح) : «وقوله: (ارضخي) الرضخ: العطيَّة القليلة، يقال: رضخت له من مالي رضخا، قوله: (ولا تحصى) الإحصاء معرفة قدر الشيء، (ولا توعي فيوعي الله عليك) أي: لا تخزن مالك في وعاء ولا تشدًّ بوكاء، وأصل الوعي الحفظ وهو بمعنى الإحصاء، وقد جاء (ولا توكي) وكُله نهي عن الإمساك والبخل، وقوله: (فيوعي الله عليك وتحصي ويوكى) على اختلاف الأحاديث مقابلة اللفظ باللفظ، وتجنيس كلامٍ بمثله في جزاءه، ويمنعك كما منعت، ويقتر عليك كما قترت، ويمسك فضله كما أمسكت. قيل: لا تحصي ما تعطي فتستكثره كون سبب انقطاعه ومنعك له» .

(4)

في هامش (ح) : «قوله: (لا تحقرن جارة لجارتها ولو فرسن شاة) : أصل الفرسن في الإبل وهو مثل القدم من الإنسان، وحكى أهل اللغة أنه لا يقال إلا في البعير، وهذا الحديث يرد قولهم، قيل: يحتمل أن يكون النهي عن الاحتقار للمعطاة، ويحتمل أن يكون ذلك للمعطية، وأن تصل جارتها بما أمكنها ولا يمنعها أن تجد الكثير أن تصل بالقليل، وهذا الوجه هو الظاهر من تأويل مالك في إدخال الحديث في الموطأ في باب الترغيب في الصدقة» .

(5)

في (د) : «افتليت» ، وفي هامش (ح) :«قوله: (افتلتت نفسها) قال القاضي: رويناه بضم السين على ما لم يسمى فاعله، وبفتحه على المفعول الثاني، والفلتة والافتلات: ما كان لفتةً وعن عجلة وبغير قصدٍ ولا رويَّة، وقوله: (فهل لها أجر إن تصدقت عليها؟ قال: نعم) فيه جواز النيابة في الطاعة في الأموال، وصدقة الحي عن الميت، والناس بعضهم عن بعض، وهذا مما أجمع المسلمون على جوازه واستحبابه» .

(6)

في الأصل: هذه الصفحة غير واضحة بسبب التصوير.

ص: 86

اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ أُمِّي قَدِمَتْ وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُهَا؟ قَالَ:«نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» . [خ¦2620]

631 -

وَعَنْ أَنَسٍ: أَنَّ بَرِيرَةَ تُصُدِّقَ عَلَيْهَا بِلَحْمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«هُوَ لَهَا صَدَقَةٌ، وَلَنَا هَدِيَّةٌ» . [خ¦1495]

632 -

وَعَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِين، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى عَائِشَةَ، فَقَالَ: «عِنْدَكُمْ

(1)

شَيْءٌ؟» قَالَتْ: لَا، إِلَّا شَيْءٌ بَعَثَتْ بِهِ إِلَيْنَا نُسَيْبَةُ مِن الشَّاةِ الَّتِي بَعَثْتَ بِهَا

(2)

إِلَيْهَا مِن الصَّدَقَةِ. فَقَالَ: «إِنَّهَا قَدْ بَلَغَتْ مَحِلَّهَا، فَهَاتِيهَا» . [خ¦2579]

633 -

وَعَنْ مُحَمَّدِ بنِ زِيَادٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: أَخَذَ الْحَسَنُ بنُ عَلِيٍّ تَمْرَةً مِنْ تَمْرِ الصَّدَقَةِ فَجَعَلَهَا فِي فِيهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كخْ كخْ، أَلْقِهَا

(3)

، أَمَا شَعَرْتَ

(4)

أَنَّا لَا نَأْكُلُ الصَّدَقَةَ». [خ¦3072]

634 -

وَعَنْ طَلحَةَ بنِ مُصَرِّفٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى تَمْرَةٍ مَطْرُوحَةٍ، فَقَالَ:«لَوْلَا أَنِّي أَخْشَى أَنْ تَكُونَ مِن الصَّدَقَةِ لَأَكَلْتُهَا» . [خ¦2431]

635 -

وَعَنْ نَافِعٍ، عَن ابنِ عُمَرَ، أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أَصَبْتُ أَرْضًا بِخَيْبَرَ مَا أَصَبْتُ مَالًا قَطُّ هُوَ أَنْفَسُ عِنْدِي مِنْهُ. قَالَ:«إِنْ شِئْتَ حَبَسْتَ أَصْلَهَا وَتَصَدَّقْتَ بِهَا» . قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا، عَلَى أَنْ لَا يُبَاعَ أَصْلُهَا، وَلَا يُوهَبَ، وَلَا يُورَثَ

(5)

. قَالَ: فَتَصَدَّقَ بِهَا عَلَى الْفُقَرَاءِ وَالضَّيْفِ وَالْقُرْبَى وَفِي الرِّقَابِ وَفِي السَّبِيلِ وَابْنِ السَّبِيلِ، لَا جُنَاحَ عَلَى مَنْ وَلِيَهَا أَنْ يَأْكُلَ بِالْمَعْرُوفِ، أَوْ يُطْعِمَ صَدِيقًا، غَيْرَ مُتَمَوِّلٍ فِيهِ. [خ¦2737]

636 -

قَالَ رضي الله عنه: قالَ الشَّيخُ أبو بكرٍ رحمه الله: أَخْبَرَنَا أَبُو العَبَّاس الدَّغُولِيُّ

ص: 86