المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

رجل من شَنُوءَةَ (1) من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه - الصحيح من الأخبار المجتمع على صحته - مخطوط

[أبو بكر الجوزقي]

فهرس الكتاب

- ‌كتاب الإيمان وما يتَّصل به مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ وغيرهما

- ‌كتاب الطَّهاراتِ

- ‌ أبواب غُسل الجنابة

- ‌أبواب التَّيَمُّم

- ‌أبواب الحيض

- ‌كتاب الصلاة وما يتَّصل بها مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌بَابُ(3)ذكر اسْتِحْباب الدُّعاءِ عندَ النِّصفِ الآخر(4)من الليل

- ‌[باب الركعتين بعد العصر]

- ‌ذكر صلاة الخوف

- ‌كتاب الجمعة

- ‌باب العيدين

- ‌باب الاستسقاء

- ‌باب صلاة الكسوف

- ‌باب التَّعوِّذ من عذاب القبر

- ‌كتاب الجنائز

- ‌كِتَابُ الزَّكَاةِ

- ‌ذِكْرُ الصَّدَقَاتِ

- ‌ذِكْرُ صَدَقَةِ الفِطْرِ

- ‌كِتَابُ الصَّومِ

- ‌ذكر ليلة القدر

- ‌كتاب المناسك

- ‌كتاب البيوع وما فيه

- ‌ذكر الأخبار في النَّهي عن الرِّبا وبيان أصناف ما فيه الرِّبا

- ‌ذكر السَّلمِ

- ‌كتاب النكاح وما يتَّصل به مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب الطَّلاق

- ‌ذكر اللِّعان والحكم فيه

- ‌كتاب العَتَاقِ وما فيه مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب النُّذور وما جاء فيه مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب الأيمان وما فيه(20)مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب العطايا والهباتِ وما فيها مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب الوَصَايا

- ‌كتاب المَوَارِيثِ

- ‌كتاب الحُدودِ وما فيه(5)مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ

- ‌كتاب القضايا

- ‌كتاب الجهاد

- ‌ذكر عددِ غَزَواتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌غزوة(7)بدر

- ‌غزوة أحد

- ‌ذكر قتلِ خُبَيبٍ وكان ذلك(12)بعد أُحدٍ وقبلَ الخندق

- ‌ذكر شأنِ بئر معونةَ

- ‌ذكر غزوة(4)ذات الرِّقَاعِ

- ‌ذكر غزوة الأحزاب وهي غزوة الخندق

- ‌ذكر غزوةِ(22)بني المُصْطَلِقِ وهي غزوة المُرَيْسِيعِ

- ‌ حديث الإفك

- ‌ذكر قصَّة الحديبية وموادعة رَسُولِ اللهِ

- ‌ذكر بيعة رسول الله

- ‌ذكر غزوة خيبر

- ‌ذكر فتح مكَّة حَرَسَها اللهُ

- ‌ذكر غزوة حُنَينٍ

- ‌ذكر غزوة(8)أوطاس

- ‌ذكر غزوةِ ذاتِ السَّلاسِل

- ‌ذكر غزوة(8)ذي الخَلَصَةِ

- ‌ذكر غزوة تبوك وهي غزوة العُسْرَةِ

- ‌ذكر توبةِ(3)كعبِ بن مالك وصاحبيه

- ‌ذكر خروج النِّساء إلى الغزو

- ‌ذكر الحثِّ على ارتباط الخيل وبيان(12)فضلِه

- ‌ذكر تعظيمِ شَأنِ الغلولِ

- ‌ذكر ما أمرَ الله تعالى مِن(13)طاعةِ رسولِه

- ‌كتاب الصَّيد والذَّبائح

- ‌كتاب الضَّحايا

- ‌كتاب الأشربة

- ‌كتاب الأطعمة

- ‌كتاب اللِّباس

- ‌ذكر المناهي

- ‌حديث: «المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ، كَلَابِسِ ثَوْبَيْ زُورٍ»

- ‌كتاب الأسماء

- ‌كتاب الاستئذان

- ‌كِتَابُ الرُّؤيَا

- ‌«الرُّؤْيَا مِنَ اللهِ، وَالْحُلْمُ مِنَ الشَّيْطَانِ

- ‌كتاب الفضائل

- ‌ذِكْرُ الأَخْبَارِ فِي(8)عِيسَى ابنِ مَريَمَ

- ‌«أَرَانِي اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ

- ‌ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ عليه السلام

- ‌ذِكْرُ مُوسَى عليه السلام

- ‌ذِكْرُ يُونُسَ بِن مَتَّى عليه السلام

- ‌ذِكْرُ يُوسُفَ عليه السلام

- ‌«فَعَنْ مَعَادِنِ الْعَرَبِ تَسْأَلُونَ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِل أَبِي بَكْرٍ الصِّدْيقِ

- ‌ذِكْرُ هِجْرَةِ رَسُولِ اللهِ

- ‌ اشْتَرَى أَبُو بَكْرٍ مِنْ عَازِبٍ رَحْلًا بِثَلَاثَةَ عَشَرَ دِرْهَمًا

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ عُمَرَ بنَ الخَطَّابِ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ عُثْمَانَ بنِ عَفَّانَ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ عَلِيِّ بنِ أَبِي طَالِبٍ

- ‌ذِكْرُ(9)فَضَائِلِ أبِي إِسْحَاقَ سَعدِ بنِ أبِي وَقَّاصٍ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ(4)أَبِي مُحَمَّدٍ طَلْحَةَ بنِ عُبَيْدِ اللهِ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ أبِي عَبْدِ اللهِ الزُّبَيْرِ بنِ العَوَّامِ

- ‌ذِكْرُ مَنَاقِبِ أَبِي مُحَمَّدٍ الحَسَنِ بنِ عَلِيٍّ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ زَيْدِ بنِ حَارِثَةَ، وأُسَامَةَ بنِ زَيْدٍ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ(1)عَبْدِ اللهِ بنِ جَعْفَرِ

- ‌ذِكْرُ فَضَائِلِ النِّسَاءِ

- ‌ذِكْرُ فَضْلِ عَائِشَةَ

- ‌حَدِيْثُ أُمِّ زَرْعٍ

- ‌ذكر فضل(1)فاطمة

- ‌«إِنَّ بَنِي هِشَامِ بنِ المُغِيرَةِ اسْتَأْذَنُونِي أَنْ يُنْكِحُوا بِنْتَهُمْ

- ‌ذكر أمِّ سُلَيمٍ امرأةِ أبي طلحةَ

- ‌ذكر فضلِ(8)بلالِ بن(9)رَبَاحٍ

- ‌ذكر فضائلِ(4)عبد الله بن مسعود

- ‌ذكر سعدِ بن معاذٍ الأنصاريِّ

- ‌ذكر عبدِ الله بن حَرَامٍ

- ‌ذكر إسلامِ أبي ذرٍّ

- ‌ذكر جَريرِ بن عبدِ الله البَجليِّ

- ‌ذكر ثناءِ رسولِ اللهِ

- ‌ذكر دعاءِ رسولِ الله

- ‌ذكر فضلِ عبدِ الله بن سَلَامٍ

- ‌ذكر فضلِ حسِّانِ بن ثابتٍ الأنصاريِّ

- ‌ذكر فضل أبي هُرَيرةَ الدَّوسيِّ

- ‌ذكر فضل الأشعريينَ

- ‌ذكر ما خَصَّ به رسولُ الله

- ‌ذكر فضائل الأنصار

- ‌ذكر خيرِ القرونِ من أمَّةِ محمدٍ

- ‌ذكر النَّهي عن سبِّ أصحابِ رسول الله

- ‌كتاب البِرِّ والصِّلة

- ‌ذكر(9)جُرَيجٍ الرَّاهبِ

- ‌ذكر(13)فضلِ صلةِ الرَّحمِ

- ‌ذكر جزاءِ(8)من وَصَلَ رَحِمَهُ

- ‌«مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ عَلَيهِ رِزْقُهُ

- ‌ذكر تعظيمِ الإثمِ في الظُّلمِ ووبيلِ عقابِهِ

- ‌«الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ، لَا يَظْلِمُهُ

- ‌أبوابٌ من جامعِ الآداب

- ‌كتاب القَدَر

- ‌حكاية أبي الأسود الدُّؤلي

- ‌كتاب العِلْم

- ‌كتاب الذِّكرِ والاستغفارِ والدُّعاءِ

- ‌ذكر فضل التَّسبيح عند النَّوم

- ‌ذكر النَّفرِ الثَّلاثةِ الَّذين أصابَهم المطرُ

- ‌أبوابٌ في ذكرِ المنافقينَ

- ‌أبوابٌ شتَّى

- ‌أبوابٌ في ذكرِ الجنَّة وأهلِها

- ‌أبوابٌ في ذكرِ جهنَّمَ نعوذ بالله منها

- ‌كتاب الفِتَنِ

- ‌ذِكْرُ ما جاءَ عن رسول الله

- ‌ذِكْرُ الأخبارِ عن رسول الله

- ‌ذِكْرُ النَّفرِ الثَّلاثةِ من بني إسرائيل:

- ‌أبوابٌ شتَّى

- ‌ذكْرُ بيان أوَّلِ ما أُنزلَ منَ القرآنِ والاختلافِ فيه

- ‌في(9)فضل تعلم(10)القرآن وقراءته وتعليمه

- ‌فضل آية الكرسي

- ‌في(11)فضل سورة الكهفِ

- ‌في فضل {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ}

- ‌ذكْرُ أخبارٍ في التفسير ومعاني القرآن

الفصل: رجل من شَنُوءَةَ (1) من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه

رجل من شَنُوءَةَ

(1)

من أصحابِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: «مَنِ اقْتَنَى كَلْبًا لَا يُغْنِي عَنْهُ زَرْعًا وَلا ضَرْعًا، نَقَصَ مِنْ عَمَلِهِ كُلَّ يَوْمٍ قِيرَاطٌ» . قُلْتُ: أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ

(2)

رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: إِي وَرَبِّ هَذَا الْمَسْجِدِ. [خ¦3325]

931 -

وعن حُمَيدٍ الطويلِ، عن أنسِ بن مالكٍ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَجَمَهُ أَبُو

(3)

طَيْبَةَ، فَأَمَرَ لَهُ بِصَاعَيْنِ مِنْ طَعَامٍ، وَكَلَّمَ مَوَالِيهِ فَخَفَّفُوا

(4)

عَنْهُ مِنْ ضَرِيبَتِهِ. وَقال: «خَيْرُ مَا تَدَاوَيْتُمْ بِهِ الحِجَامَةُ، وَالقُسْطُ البَحْرِيُّ

(5)

، وَلا

(6)

تُعَذِّبُوا صِبْيَانَكُمْ

(7)

بِالْغَمْزِ مِنَ الْعُذْرَةِ». [خ¦5696]

932 -

وعن طَاوُسٍ، عن ابن عبَّاسٍ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم احْتَجَمَ، وَأَعْطَى الْحَجَّامَ أَجْرَهُ، وَاسْتَعَطَ.». [خ¦2278]

933 -

وعن الأَعْرَجِ، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «لا يُمْنَعُ فَضْلُ المَاءِ لِيُمْنَعَ بِهِ الْكَلَأُ

(8)

». [خ¦2353]

‌ذكر السَّلمِ

934 -

قال رضي الله عنه

(9)

: عن أبي المِنْهَالِ، عن ابن عبَّاسٍ قالَ: قَدِمَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهُمْ يُسْلِفُونَ فِي الثِّمَارِ السَّنَةَ وَالسَّنَتَيْنِ، فقالَ: «مَنْ أَسْلَفَ

(10)

فِي تَمْرٍ، فَلْيُسْلِفْ فِي كَيْلٍ مَعْلُومٍ، وَوَزْنٍ مَعْلُومٍ، إِلَى أَجَلٍ مَعْلُومٍ». [خ¦2239]

935 -

وعَنِ الأَسْوَدِ، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اشْتَرَى مِنْ رَجُلٍ منَ اليَهُودِ طَعَامًا إلَى أَجَلٍ، فَرَهَنَهُ دِرْعَهُ. [خ¦2509]

936 -

وعن أبي سَلَمةَ بن عبد الرحمنِ يُحدِّثُ عن أبي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَجُلًا تَقَاضَى رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَغْلَظَ له

(11)

، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ،

(1)

في (ح) و (د) : «شنوة» ، وفي هامش الأصل:«شنوءة قبيلة من قريش» .

(2)

في (ح) و (د) : «أنت سمعت من» .

(3)

في (د) : «أبا» .

(4)

في (د) : «فخفوا» .

(5)

في هامش الأصل: «قُسْطُ نوع من نبات الفطر وقيل الجزر النهري» .

(6)

جاء في الأصل زيادة كلمة: «لا تفطموا» .

(7)

جاء في هامش (ح) : «حاشية: قوله: (ولا تعذبوا صبيانكم بالغمز) يعني من العذرة، وكره اللداد، كذا فسره في حديث آخر، والعذرة وجع الحلق وسقوط اللهاة، وحضه على معاناته بالقسط البحري، حض على الرفق في المعاناة، ولا سيما بالصغار، وقد فسر صفة معاناته بالقسط البحري، وهو العود الهندي المذكور في غير هذا الحديث، فقال: يستعط به من العذرة» .

(8)

جاء في هامش (ح) : «قوله: (لا يمنع فضل الماء ليمنع به الكلأ) معناه أن أصحاب الماشية إذا منعوه الماء لم يردوا عليه، وإذا لم يردوا عليه اتبعوا ما دعي من حوله لعدم الشراب، فيكون منعه الماء قصد المنع الكلأ، لذلك لا حق له فيه إضرار بالمسلمين ومنعًا لهم من حقوقهم، وذلك غير جائز، وقريب من هذا بتأول في اللفظ الآخر: (لا يمنع فضل الماء ليباع به الكلأ)، الكلأ مهموز مقصور بفتح الكاف: هو المرعى، قال أبو القاسم الزجاجي: الكلأ: اسم نفع على جميع النبات والمرعى، فإذا فصل بين الرطب واليابس منه قيل للرطب: خلا مقصور، ورطب بضم الراء وإسكان الطاء، ولليابس حشيش، ومنه يقال: احتشت الناقة ولدها: إذا ألقته يابسًا، وحشت يد فلان إذا يبست» .

(9)

قوله: «قال رضي الله عنه» ليس في (ح) و (د).

(10)

في (ح) و (د) : «سلَّف» .

(11)

في (ح) : «وأغلظه» ، وفي:(د) : «وأغلظ» .

ص: 117

فقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «دَعُوهُ، فَإِنَّ لِصَاحِبِ الحَقِّ مَقَالًا» . ثُمَّ قالَ: «اشْتَرُوا لَهُ بَعِيرًا فَأَعْطُوهُ إِيَّاهُ» . قالوا

(1)

: يَا رَسُولَ اللهِ، إنَّا لَا نَجِدُ إِلَّا سِنًّا هوَ أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ. فقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«اشْتَرُوهُ فأَعْطُوهُ؛ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً» . [خ¦2606]

937 -

قال رضي الله عنه

(2)

: وعن الشعبيِّ، عن جابرِ بن عبد الله رضي الله عنه قالَ: غزوتُ مع النَّبِيِّ

(3)

صلى الله عليه وسلم

(4)

عَلى نَاضِحٍ لي

(5)

، فَأُزْحِفَ الْجَمَلُ فَتَخَلَّفْتُ، فَزَجَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنْ خَلفِهِ، فَانْبَسَطَ حَتَّى كَانَ أَمَامَ الجَيْشِ. قالَ لي النَّبِيُّ

(6)

صلى الله عليه وسلم: «يَا جَابِرُ، مَا أَرَى جَمَلَكَ إِلا وقَد انْبَسَطَ» . قُلْتُ: بَرَكَتُكَ

(7)

يَا رَسُولَ اللهِ، قالَ: «بِعْنِيهِ، وَلَكَ ظَهْرُهُ

(8)

حَتَّى تَقْدَمَ

(9)

». فَبِعْتُهُ، وَكَانَ بنا إِلَيْهِ حَاجَةٌ شَدِيدَةٌ، وَلَكِنِّي اسْتَحْيَيْتُ مِنْهُ. فَلَمَّا قَضَيْنَا غَزَاتَنَا وَدَنَوْنَا مِنَ المَدِينَةِ اسْتَأذَنْتُهُ بِالتَّعْجُّلِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي حَدِيثُ عَهْدٍ بِعُرْسٍ، قالَ: «أَبِكْرًا

(10)

تَزَوَّجْتَ أَمْ ثَيِّبًا؟». قُلْتُ: بَلْ ثَيِّبًا يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنَّ عَبْدَ اللهِ بنَ عَمْرٍو - يعني أباهُ - أُصِيبَ يوم أصيب

(11)

، وَتَرَكَ جَوَارِيَ صغارًا أَبْكَارًا، فَكَرِهْتُ أَنْ آتِيَهُنَّ بِمِثْلِهِنَّ، فَتَزَوَّجْتُ ثَيِّبًا تُعَلِّمُهُنَّ

(12)

وَتُؤَدِّبُهُنَّ. [فَأَذِنَ]

(13)

لِي، ثُمَّ قالَ:«ائْتِ أَهْلَكَ عِشَاءً» . فَلَمَّا قَدِمْتُ، أَخْبَرْتُ خَالِي بِبَيْعِي الجَمَلَ، وبالَّذي كانَ مِنَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وزَجرهِ

(14)

إيَّاهُ، فَلَامَنِي. فَلَمَّا قَدِمَ رَسُولُ اللهِ

(15)

صلى الله عليه وسلم غَدَوْتُ إِليهِ بِالجَمَلِ، فَأَعْطَانِي ثَمَنَ الجَمَلِ وَالجَمَلَ، وَسَهْمي مَعَ النَّاسِ. [خ¦2967]

938 -

وعن مُحارِبِ بن دِثَارٍ، عن جابرِ بن عبد اللهِ رضي الله عنه قالَ: «اشْتَرَى

(1)

في (د) : «فقالوا» .

(2)

قوله: «قال رضي الله عنه» ليس في (ح) و (د).

(3)

في (ح) : «رسول الله» .

(4)

زاد في (د) : «غزوة» .

(5)

قوله: «لي» ليس في (د).

(6)

في (ح) و (د) : «فقال النبي» .

(7)

في (د) : «ببركتك» .

(8)

جاء في هامش (ح) : «قوله: (بعنيه ولك ظهره) : كناية عن الركوب، كما بينه في الحديث الآخر من قول جابر له: أفقرني ظهره، وفي الآخر: على أن لي فقار ظهره، الإفقار: في اللغة أعارة الظهر للركوب، وفقار الظهر: مفاصل عظامه، فيه علامة من علامات النبوة حين انطلق أمام الإبل بعد أن أعيا به، وجواز الزيادة والرجحان في نقض المبيع وغير ذلك» ، وجاء في هامش (ح) :«حاشية: يحكى أن رجلًا استفتى أبا حنيفة عن بيع وشرط، فقال: هما باطلان، ثم استفتى ابن شبرمة فقال: هما صحيحان، ثم استفتى ابن أبي ليلى فقال: البيع صحيح والشرط باطل، فقال السائل: سبحان الله، ثلاثةٌ من فقهاء العراق اختلفوا علي في مسألة واحده هذا الاختلاف، فأتى أبا حنيفة فأعمله بما قال صاحباه، فقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع وشرط، وأتى ابن شبرمة فاحتج عليه بحديث جابر هذا، وأتى ابن أبي ليلى فاحتج عليه بحديث بريرة، قال الإمام: ونحن نبين الأحاديث، فنقول: من الشروط ما يفسد العقد، ومنها ما لا يفسده، فما كان منها من مقتضى العقد كالتسليم، أو مصلحته كالرهن والجعل، صح البيع والشرط، وما كان ينافي موجب العقد ويدخل في الغرر والجهالة بالمبيع فسد العقد والشرط. وكان شيخنا رحمه الله يقول: ما لا فائدة فيه ولا يؤدي إلى فساد البيع ولا يزاد فيه الثمن ولا ينقص منه لأجله، فهذا الذي قد يقول فيه بعض أصحابنا البيع صحيح، والشرط باطل» .

(9)

في (د) : «نقدم» .

(10)

في (د) : «فقال بكرًا» وفي (ح) : «أبكرٌ» .

(11)

قوله: «يوم أصيب» ليس في (د).

(12)

في الأصل: «يعلمهن» .

(13)

ما بين المعقوفتين زيادة من (ح) و (د) وليس في الأصل ولعل إثباته أصوب، وفي (د) :«وتؤدبهن لي» .

(14)

في (ح) و (د) : «وبزجره» .

(15)

في (د) : «النبي» .

ص: 117

مِنِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا، فَأَرجَحَ لِي. فَلَمْ تَزَلْ تِلْكَ الدَّرَاهِمُ مَعِي حَتَّى أُصِبتُ

(1)

يَوْمَ الحَرَّةِ». [خ¦2604]

939 -

وعن أبي بكرِ بن عبدِ الرحمن بنِ الحارث بن هشام، أنَّه سَمعَ أبا هُرَيْرَةَ رضي الله عنه يقول: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ

(2)

أَدْرَكَ مَالَه بعينِهِ عِنْدَ إِنْسَانٍ قَدْ أَفْلَسَ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ مِنْ غَيْرِهِ». [خ¦2402]

940 -

وعن عبيدِ الله بن عبد الله

(3)

، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عنْ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم [قال]

(4)

: «كَانَ رَجُلٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ

(5)

: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ، لَعَلَّ اللهَ يَتَجَاوَزُ عَنَّا. قالَ: فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ». [خ¦3480]

941 -

وعن رِبعيِّ بن حِرَاشٍ

(6)

، عن حذيفة رضي الله عنه قالَ: قال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «تَلَقَّتِ المَلَائِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فقالوا: أَعَمِلْتَ

(7)

مِنَ الخَيْرِ شَيْئًا؟ قالَ: لا. قالوا: تَذَكَّرْ

(8)

. قالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ

(9)

، فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا المُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا

(10)

عَنِ المُوسِرِ. قالَ: قال اللهُ تبارك وتعالى: تَجَوَّزُوا

(11)

عَنْهُ». [خ¦2077]

942 -

وعن عمرةَ بنتِ عبد الرحمنِ، سمعتْ عائشةَ رضي الله عنها تقولُ: سَمِعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَوْتَ خُصُومٍ بِالبَابِ، عَالِيَة أَصْوَاتُهُمَ، فإِذَا أَحَدُهُمَا

(12)

يَسْتَوْضِعُ الآخَرَ، وَيَسْتَرْفِقُهُ

(13)

، وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لَا أَفْعَلُ. فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمَا فقال: «أَيْنَ المُتَأَلِّي عَلَى اللهِ

(14)

، لا يَفْعَلُ المَعْرُوفَ؟» قالَ: فقالَ: أَنَا يَا رَسُولَ الله، فلَهُ أَيُّ ذَلِكَ أَحَبَّ. [خ¦2705]

943 -

وعن عبدِ الله بن كعبِ بن مالك، أنَّ أباه أخبرَه أنَّه تقاضى ابن أبي حَدْرَدٍ دَيْنًا

(15)

كان له عليه في عَهْدِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، وارْتَفَعَتْ

(16)

أَصْوَاتُهُم

(1)

في (ح) : «أصيب» ، وفي الأصل محتملة.

(2)

صورتها في الأصل: «أمن» .

(3)

في (ح) و (د) زيادة: «ابن عتبة ابن مسعود» .

(4)

زيادة من (ح) و (د).

(5)

في (ح) : «وكان يقول لفتيته» ، وفي (د) :«وكان يقول لفتيه» .

(6)

في (ح) و (د) : «خراش» .

(7)

في (د) : «عملت» .

(8)

في (ح) : «أتذكَّره» .

(9)

زاد في (ح) و (د) : «النَّاسَ» .

(10)

في (ح) و (د) : «ويتجاوزوا» .

(11)

في (ح) و (د) : «تجاوزوا» .

(12)

في (ح) : «أحدهم» .

(13)

زاد في (ح) و (د) : «فِي شَيْءٍ» .

(14)

جاء في هامش (ح) : «قوله: (أين المتألي على الله) : أي الحالف، والأليِّة: اليمين، ومثله الألوة والآلوّة، يقال: آليت بالمد، وائتلبت وتألبت، قال الله تعالى: {والذين يؤلون من نسائهم تربص أربعة أشهر}، وقال: {ولا يأتل أولوا الفضل منكم}» .

(15)

في الأصل: «ما» .

(16)

في (ح) و (د) : «فَارْتَفَعَتْ» .

ص: 118

حَتَّى سَمِعَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي بَيْتِهِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِمَا

(1)

، حَتَّى كَشَفَ سِجْفَ حُجْرَتِهِ، فنَادَى كَعْبَ بنَ مَالِكٍ فقال:«يَا كَعْبُ» قلتُ

(2)

: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ. فَأَشَارَ بِيَدِهِ أَنْ ضَعِ الشَّطْرَ مِنْ دَيْنِكَ، قال

(3)

كَعْبٌ: قَدْ

(4)

فَعَلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ. فقال رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «قُمْ فَاقْضِهِ» . [خ¦2710]

944 -

وعن الأَعْرَجِ، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قالَ: «مَطْلُ الغَنِيِّ ظُلْمٌ، وَإِذَا أُتْبِعَ أَحَدُكُمْ عَلَى مَلِيءٍ

(5)

فَلْيَتَّبِعْ». [خ¦2287]

945 -

وعن أبي سَلَمةَ، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قالَ: «إنما جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الشُّفْعَةَ فِي كُلِّ مَالٍ

(6)

لَمْ يُقْسَمْ، فَإِذَا وَقَعَتِ الحُدُودُ، وَصُرِّفَتِ الطُّرُقُ، فَلا شُفْعَةَ

(7)

». أخرجه البخاري رحمه الله. [خ¦2495]

946 -

وعن أبي الزُّبَير، عن جابرٍ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَضَى بِالشُّفْعَةِ فِي كُلِّ شِرْكٍ لَمْ يُقْسَمْ: رَبْعٍ أَوْ حَائِطٍ، لا يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَبِيعَ حَتَّى يَجِيءَ شَرِيكهُ، فَإِنْ شَاءَ أَخَذَه، وَإِنْ شَاءَ تَرَكَ

(8)

، فَإِنْ بَاعَهُ وَلَمْ يُؤْذِنْهُ فَهُوَ أَحَقُّ بِهِ. أخرجه مسلم رحمه الله. [خ¦2214]

947 -

وعن الأَعْرَجِ، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَهُ فِي جِدَارِهِ. ثُمَّ قَالَ أبو هُرَيْرَةَ

(9)

: مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ؟ وَاللهِ لأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ. [خ¦2463]

948 -

وعن أبي سَلَمةَ، عن عائشةَ رضي الله عنها [أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم]

(10)

قالَ: «مَنْ ظَلَمَ قِيدَ شِبْرٍ مِنَ الْأَرْضِ، طُوِّقَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ سَبْعِ أَرَضِينَ» . [خ¦2453]

949 -

وعن عبدِ اللهِ بن الحارث، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه، عن النَّبِيِّ

(11)

صلى الله عليه وسلم

(1)

في (ح) و (د) : «فخرج إليهما رسول الله» .

(2)

في (ح) و (د) : «فقلت» .

(3)

في (ح) و (د) : «فقال» .

(4)

في (د) : «فقد» .

(5)

وجاء في هامش (ح) : «حاشية: قوله: (وإذا أتبع أحدكم على مليء فليتبع)، معناه إذا أحيل على مليء فليتحيل كذا، هو أتبع، وفليتبع ساكنة التاء فيهما، وبعض المحدثين يشددها في الحرف الآخر، والوجه إسكانها، يقال: من ذلك تبعت الرجل بحقِّي، أتبعه تباعة إذا طلبته به، فأنا له تبيع، قال الله تعالى {ثم لا تجوا لكم علينا به تبيعًا}» .

(6)

في (د) : «ما» .

(7)

جاء في هامش (ح) : «قال الإمام: اختلف في اشتقاق الشفعة، فقيل: لأنه يشفع في أحد نصيب غيره، وقيل: لأن نصيبه كان، وقرأ نصًا وشفعة، قال القاضي عياض: قيل أصلها أن أهل الجاهلية كان الرجل إذا باع منزلًا أو حائطًا أتاه الجار أو الشريك يشفع البيع، فما باع فيشفعه ويجعله أولى من بعد بيته، فسميت القضية شغعة، وطالبها شفيعًا، وقيل: لأنه كثر نصيبه بما ضم إليه بالشفعة وزاد، وأصل الشفعة الزيادة» .

(8)

في (ح) و (د) : «تركه» .

(9)

قوله: «أبو هريرة» ليس في (د).

(10)

ما بين معقوفتين زيادة من (ح) و (د).

(11)

في (ح) و (د) : «أن رسول الله» .

ص: 118