الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لَيْلَةً إِذَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم قَدْ أَتَانِي فَقَالَ: اعْتَزِلِ امْرَأَتَكَ. فَقُلْتُ: أُطَلِّقُهَا؟ قَالَ: لَا وَلَكِنْ لَا تَقْرَبْهَا. فَجَاءَتِ امْرَأَةُ هِلَالٍ، فَقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ
(1)
هِلَالَ بنَ أُمَيَّةَ شَيْخٌ ضَعِيفٌ، هَلْ تَأذَنُ لِي أَنْ أَخْدُمُهُ؟ قَالَ:«نَعَمْ، وَلَكِنْ لَا يَقْرَبنَّكِ» ، فقَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ، وَاللهِ مَا بِهِ حَرَكَةٍ لِشَيْءٍ
(2)
، مَا زَالَ مُكِبًّا
(3)
يَبْكِي اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، مُذْ كَانَ من أَمْرِه مَا كَانَ. قَالَ كَعْبٌ: فَلَمَّا طَالَ عَلِيَّ الْبَلَاءُ اقْتَحَمْتُ عَلَى أَبِي قَتَادَةَ حَائِطَهُ، وَهُوَ ابْنُ عَمِّي، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ، فَلَمْ يَرُدَّ عَلِيَّ
(4)
، فَقُلْتُ: أُنْشِدُكَ اللهَ
(5)
يَا أَبَا قَتَادَةَ، أَتَعْلَمُ أَنِّي أَحَبُّ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ [فَسَكَتَ حَتَّى قُلتُها ثلاثًا، فقالَ أبو قَتَادَةَ في الثَّالِثَةِ: اللهُ ورسولُه]
(6)
أعلم. فَلَمْ أَمْلِكُ نَفْسِي أَنْ بَكَيْتُ، ثُمَّ اقْتَحَمْتُ الحَائِطَ خَارِجًا. حَتَّى إِذَا مَضَتْ خَمْسُونَ لَيْلَةً مِنْ حِينِ نَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم
(7)
عَنْ كَلَامِنَا، صَلَّيْتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ لَنَا صَلَاةَ الفَجْرِ، ثُمَّ جَلَسْتُ وَأَنَا فِي المَنْزِلَةِ التِي قَالَ الله جَلَّ ذِكْرُهُ
(8)
: {ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ
(9)
وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ}
(10)
[التوبة:118] إِذْ سَمِعْتُ نِدَاءً مِنْ ذِرْوَةِ
(11)
سَلْعٍ
(12)
: أَنْ أَبْشِرْ يَا كَعْبَ بنَ مَالِكٍ، فَخَرَرْتُ سَاجِدًا، وَعَلمتُ أَنَّ اللهَ جَاءَ
(13)
بِالفَرَجِ. ثُمَّ جَاءَ رَجُلٌ يَرْكُضُ عَلَى فَرَسٍ يُبَشِّرُنِي، فَكَانَ
(14)
الصَّوْتُ أَسْرَعَ مِنْ فَرَسِهِ، فَأَعْطَيْتُهُ ثَوْبِي بِشَارَةً، وَلَبِست ثَوْبَيْنِ آخَرَيْنِ. قَالَ: وَكَانَتْ تَوْبَتي نَزَلَتْ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُلُثَ اللَّيْلِ، فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: يَا رسولَ اللهِ، أَلَا نُبَشِّرُ
(15)
كَعْبَ بنَ مَالِكٍ؟ قَالَ: «إِذًا يَحْطِمكُمُ النَّاسُ وَيَمْنَعُونَكُمُ النَّوْمَ سَائِرَ اللَّيْلَةِ» ، وَكَانَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رضي الله عنها مُحْسِنَةً فِي شَأنِي، تَحْزَنُ بِأَمْرِي. فَانْطَلَقْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِي المَسْجِدِ وَحَوْلَهُ المُسْلِمُونَ، وَهُوَ يَسْتَنِيرُ كَاسْتِنَارِ
(16)
القَمَرِ
(1)
زاد في (د) : «هذا» .
(2)
في (ح) : «يا نبي الله ما به حركة بشيءٍ» . وفي (د) : «يا نبي الله ما به من حركة بشيء» .
(3)
زاد في (د) : «على وجهه» .
(4)
قوله: «عليَّ» ليس في (ح) و (د).
(5)
جاء في هامش (ح) : «قوله: أنشدك الله: أي أسألك بالله، وأصله من رفع الصوت بذلك» .
(6)
ما بين المعقوفتين زيادة من (ح) و (د).
(7)
زاد في (ح) و (د) : «الناس» .
(8)
زاد في (ح) و (د) : «حتى إذا» ، وقوله:«الله» ليس في (د).
(9)
جاء في هامش (ح) : «أي بما اتسعت» .
(10)
جاء في الأصل بدل الآية: «قد ضاقت علينا الأرض بما رحبت، وضاقت علينا أنفسنا» .
(11)
صورتها في الأصل: «ذرة» .
(12)
جاء في هامش (ح) : «ذروة الجبل أعلاه» و «سلع جبل بالمدينة» . في هامش الأصل: «سلع: جبل بالمدينة» .
(13)
في (ح) و (د) : «قد جاء» .
(14)
في (ح) و (د) : «وكان» .
(15)
في (ح) و (د) : «تبشر» .
(16)
في (ح) و (د) : «كاستنارة» .
صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ، وَكَانَ إِذَا سُرَّ
(1)
بِالأَمْرِ اسْتَنَارَ، فَجِئْتُ وجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:«أَبْشِرْ يَا كَعْبُ بِخَيْرِ يَوْمٍ أَتَى عَلَيْكَ مُنْذُ وَلَدَتْكَ أُمُّكَ» قُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، أمِنْ عِنْدِ اللهِ أمْ مِنْ عِنْدَكَ؟ قَالَ
(2)
: «بَلْ مِنْ عِنْدِ اللهِ» . ثُمَّ قرأ عَلَيْهِمْ: {لَقَدْ تَابَ اللهُ عَلَى النَّبِيِّ وَالمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ} [التوبة:117] حَتَّى {رَؤوفٌ رَحِيْمٌ
(3)
} [التوبة:128] وَفِينَا أُنْزِلَتْ أَيْضًا: {اتَّقُوا اللهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة:119] فقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنَّ مِنْ
(4)
تَوْبَتِي أَلَّا أُحَدِّثُ إِلَّا صِدْقًا، وَأَنْ أَنْخَلِعَ مِنْ مَالِي كُلِّهِ صَدَقَةً إِلَى اللهِ وَإِلَى رَسُولِهِ
(5)
. فَقَالَ: «أَمْسِكْ عَلَيْكَ بَعْضَ مَالِكَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ
(6)
». قُلْتُ: فإِنِّي
(7)
أَمْسِكُ سَهْمِي الَّذِي بِخَيْبَرَ.
قَالَ كعبٌ: فَمَا أَنْعَمَ اللهُ تعالى عَلِيَّ نِعْمَةً بَعْدَ الإِسْلَامِ
(8)
أَعْظَمَ فِي نَفْسِي مِنْ صِدْقِيْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ صَدَقَتُهُ أَنَا وَصَاحِبَايَ، أَنْ لَا نَكُونَ كَذَبْنَا
(9)
، فَهَلَكْنَا كَمَا هَلَكُوا، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ اللهُ أبْلَى
(10)
أَحَدًا مِنَ
(11)
الصِّدْقِ مِثْلَ الذِي أبْلَانِي، مَا تَعَمَّدْتُ لِكَذِبٍ بَعْدُ، وَإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَحْفَظَنِي اللهُ فِيمَا بَقِيَ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ رحمه الله: هَذَا مَا انْتَهَى إِلَيْنَا مِنْ حَدِيثِ كَعْبِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه. [خ¦4418]
ذكر خروج النِّساء إلى الغزو
1211 -
عن
(12)
حفصةَ بنتِ سيرينَ، عن أمِّ عطيةَ قالتْ: غَزَوتُ مَعَ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم سبعَ غَزَواتٍ، أَخْلُفهُم في رِحالِهمْ، وأَصْنَعُ لهُم الطَّعامَ، وأَجْبرُ
(13)
على الجَرحَى
(14)
، وأُدَاوي المريضَ. [خ¦4272]
ذكر تركِ رسول الله صلى الله عليه وسلم المبايعةَ على الهجرةِ بعد الفتح
1212 -
قال رضي الله عنه
(15)
: عن أبي عثمان النَّهْديِّ، عن مُجَاشِعِ بن مسعودٍ قالَ: أتيتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم بأخيْ مَعبَدٍ بعد الفتحِ، فقلتُ:
(1)
في (ح) : «أُسرّ» .
(2)
في (ح) و (د) : «فقال» .
(3)
في (ح) و (د) : «إلى قوله {إنه هو التواب الرحيم}» بدل قوله: «حتى رؤوف الرحيم» .
(4)
في (ح) و (د) : «يا نبي الله إذن» .
(5)
في (ح) و (د) : «ورسوله» .
(6)
جاء في هامش (ح) : «قوله: (أمسك بعض مالك فهو خير لك) دليل على كراهة صدقة الرجل جميع ماله، ويبقى عالة» .
(7)
في (ح) و (د) : «إني» .
(8)
في (د) : «علي بعد الإسلام بنعمة» .
(9)
في (ح) و (د) : «ألا يكون كذبنا» .
(10)
في هامش الأصل: «أبلى: أي: أعطى وأنعم» .
(11)
في (ح) و (د) : «في» .
(12)
في (ح) و (د) : «وعن» .
(13)
صورتها في الأصل: «وأجيز» .
(14)
في (ح) و (د) : «الجرح» .
(15)
قوله: «قال رضي الله عنه» ليس في (ح) و (د).