الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
مِنْ شِدَّتِه، فقال عُمَرُ رضي الله عنه: لا تَأْتِهِم وحدَكَ. فقال أبو بكر رضي الله عنه: واللهِ لآتِيَنَّهُم وَحْدِيْ، وما عَسَى أنْ يَصْنَعُوا بي؟ فانطلقَ أبو بَكْرٍ حتَّى دَخلَ على عَليٍّ وقد جَمَعَ بني هَاشِمٍ عِندَهُ، فقامَ عليٌّ فحمدَ اللهَ تعالى وأثنى عَلَيه بما هُوَ أهلُهُ، ثُمَّ قالَ:
أما بعدُ: فإنَّه لم يَمْنَعْنَا أنْ نُبايعَكَ يا أَبَا بكرٍ إنكارًا لِفَضِيلَتِكَ، ولا نَفَاسَةً عَليكَ بِخَيرٍ سَاقَهُ اللهُ إليكَ، ولكنَّا كُنَّا نَرَى أنَّ لَنَا في هذا الأَمْرِ حَقًّا فَاسْتَبْدَدْتُم بِهِ عَلَينَا. ثمَّ ذكر قَرَابَتَهُ من رَسولِ اللهِ
(1)
صلى الله عليه وسلم وحقَّهُم، فلم يَزَلْ عَليٌّ يَذكُرُ ذَلِكَ حَتَّى بَكَى أبو بكرٍ رضي الله عنه. فَلَمَّا صَمَتَ عليٌّ تشهَّد أبو بكرٍ فحَمِدَ اللهَ تعالى وأثنى عَلَيهِ بما هُوَ أهلُه، ثم قالَ:
أما بعدُ: فواللهِ لقرابةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم أحبُّ إليَّ أنْ أَصِلَه مِنْ قَرَابَتي، وإنِّي واللهِ ما أَلَوتُكُم في هَذِهِ الأَموالِ التي كانَتْ بَينِي وبَينَكُم عن الخيرِ، ولكنِّي سَمِعتُ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقولُ:«لا نُورَثْ، ما تَرَكْنَا صَدَقَةٌ، إنمِّا يأكلُ آلُ مُحمدٍ صلى الله عليه وسلم في هذا المالِ» ، وإنِّي والله لا أذكر أمرًا صَنَعَه
(2)
فيه إلا صَنَعْتُه إن شاء الله.
ثم قالَ عليٌّ رضي الله عنه: موعدُكَ العشيَّةَ للبَيعَةِ
(3)
. فلمَّا صَلَّى أبو بكرٍ رضي الله عنه الظُّهرَ أَقْبَلَ على النَّاسِ، ثم عَذَرَ عَليًّا بِبَعضِ مَا اعْتَذَرَ بِهِ، ثُمَّ قامَ عليٌّ فعَظَّم مِنْ حَقِّ أبي بكرٍ فذَكَرَ فضِيلتَهُ وسَابِقَتَهُ
(4)
، ثم مَضَى إلى أَبِي بَكْرٍ فبَايَعَهُ. فَأَقْبَلَ النَّاسُ إِلَى
(5)
عليِّ فَقَالُوا: أَصَبْتَ وأَحْسَنْتَ. فكانَ
(6)
قَرِيبًا إلى عليٍّ حينَ قَارَبَ الأمرَ والمعروفَ. [خ¦6725]
1152 -
وعن الأعرجِ، عن أبي هُرَيرةَ قالَ: قالَ
(1)
في (د) : «النبي» .
(2)
زاد في (ح) و (د) : «رسول الله» .
(3)
في (ح) و (د) : «البيعة» .
(4)
في (ح) و (د) : «وسالفته» .
(5)
في (د) : «على» .
(6)
في (ح) و (د) : «وكان قريباً» .
رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا تَقْسِمُ وَرَثَتي دِينَارًا بعدَ نَفَقَةِ نِسَائِيْ
(1)
ومُؤنَةِ عَامِليْ فهو صَدَقةٌ». [خ¦6729]
ذكر عددِ غَزَواتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم
1153 -
قال رضي الله عنه
(2)
: عن أبي إِسحاقَ قالَ: سألتُ زيدَ بنَ أَرْقم: كَمْ غزا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ [قال:]
(3)
تِسعَ عشرةَ غزوةً. قلتُ: كم غزوتَ معَه؟ قالَ: سبعَ عشرَة. قلتُ: أَيتهنَّ كانت أوَّلَ؟ قالَ: العُسَيراءُ أو العَسْراءُ
(4)
. [خ¦3949]
1154 -
وعَنِ ابنِ
(5)
بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ: أنَّه غَزَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً. [خ¦4473]
1155 -
وعَنْ يَزِيدَ بنِ أَبِي
(6)
عُبَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بنَ الأَكْوَعِ يَقُولُ: غَزَوْتُ مَعَ رَسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَخَرَجْتُ فِيمَا يَبْعَثُ مِنَ البُعُوثِ سبعَ غَزَوَاتٍ، مَرَّةً عَلَيْنَا أَبُو بَكْرٍ، وَمَرَّةً عَلَيْنَا أُسَامَةُ بن زَيدٍ. [خ¦4270]
غزوة
(7)
بدر
1156 -
قال رضي الله عنه
(8)
: عن عُبَيْدِ الله بن أَبِي رَافِعٍ: أنه سمعَ عَلِيَّ بنَ أبي طالبٍ رضي الله عنه يَقُولُ: بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَا
(9)
وَالمِقْدَادَ، قال سُفيانُ رحمه الله: وكانَ مِنْ فُرْسَانِ المُهَاجِرِينَ. قَالَ: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً مَعَهَا
(10)
كِتَابٌ، فَخُذُوه مِنْهَا». فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا
(11)
خَيْلُنَا حَتَّى أَتَيْنَا رَّوْضَةَ خاخ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، قُلْنَا: أَخْرِجِي الكِتَابَ. قَالَتْ: واللهِ مَا مَعِي مِنْ كِتَابٌ. قُلْنَا: لَتُخْرِجِنَّ الكِتَابَ أَوْ لَنُلْقِيَنَّ
(12)
الثِّيَابَ. فَأَخْرَجَتِ الكتابَ مِنْ عِقَاصِهَا فأَخَذْنَاهُ، فَأَتَيْنَا بِهِ
(13)
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا فِيهِ: مِنْ حَاطِبِ بنِ أَبِي
(1)
في (ح) و (د) : «لا تقتسم ورثتي دينارا ما تركت بعد نفقة نسائي» ، لكن في (د) :«لا تقسم» .
(2)
قوله: «قال رضي الله عنه» ليس في (ح) و (د).
(3)
زيادة من (ح) و (د).
(4)
كذا وقع في الأصل الكلمتان مهملتان، وفي (ح) و (د) :«العشيراء» . في هامش الأصل: «العسيراء: اسم قبيلة» ، وقال في «فتح الباري» (7/ 281) :«قوله (العشير أو العشيرة) كذا بالتصغير والأول بالمعجمة بلا هاء والثانية بالمهملة وبالهاء» .
(5)
في (ح) و (د) : «أبي» .
(6)
قوله: «أبي» ليس في (ح).
(7)
صورتها في الأصل: «غزة» .
(8)
قوله: «قال رضي الله عنه» ليس في (ح) و (د).
(9)
زاد في (ح) و (د) : «والزبير» .
(10)
في (د) : «فيها ظعينة ومعها» .
(11)
في (د) : «بها» .
(12)
في (ح) : «لتلقين» . صورتها في الأصل: «لنقبلنَّ» .
(13)
صورتها في الأصل: «فأتيناه به» وربما ضرب على «به» .
بَلْتَعَةَ، إِلى أنَاسٍ مِنَ المُشْرِكِينَ بِمَكَّةَ، يُخْبِرُهُمْ بِبَعْضِ
(1)
أَمْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا حَاطِبُ، مَا هَذَا؟» قَالَ: لا تَعْجَلْ عَلَيَّ يا رَسولَ اللهِ
(2)
، إِنِّي كُنْتُ امْرَأً مُلْصَقًا فِي قُرَيْشٍ، فلم
(3)
أَكُنْ مِنْ أَنْفُسِهَم، وَكَانَ مَنْ مَعَكَ مِنَ المُهَاجِرِينَ لَهُمْ قَرَابَاتٌ يَحْمُونَ قَرَابَاتهم، فَأَحْبَبْتُ إِذا
(4)
فَاتَنِي ذَلِكَ مِنَ النَّسَبِ أَنْ
(5)
أَتَّخِذَ فيهم يَدًا يَحْمُونَ قَرَابَتِي، وإنِّي واللهِ ما فعلتُ ذَلِكَ كُفرًا ولا ارْتِدَادًا عَنْ دِينِي، وَلا رِضًا بِالكُفْرِ بَعْدَ الإِسْلَامِ. فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:«إِنَّهُ قَدْ صَدَقَ» . فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطِّابِ
(6)
رضي الله عنه: دَعْنِي يَا رَسُولَ اللهِ
(7)
أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا المُنَافِقِ. فَقَالَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
(8)
: «إِنَّهُ قَدْ شَهِدَ بَدْرًا، وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ اللهَ أن يكونَ اطَّلَعَ
(9)
عَلَى أهلِ بَدْرٍ فَقَالَ: اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ فَقَدْ
(10)
غَفَرْتُ لَكُمْ»، قالَ: فَنْزَلَت فيه
(11)
: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالمَوَدَّةِ} [الممتحنة:1] إلى آخرِ الآيةِ. [خ¦4274]
1157 -
وعَنْ عَمْرِو بنِ مَيْمُونٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ظِلِّ الكَعْبَةِ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ وَنَاسٌ مِنْ قريشٍ وقدْ نَحَروا جَزُورًا في نَاحِيَةِ مَكَّةَ، فبَعَثُوا فأَتَوا مِنْ سَلَاهَا فطَرَحُوا عَلَى عاتِقِهِ، فَجَاءَتْ فَاطِمَةُ رضي الله عنها فَطَرَحَتْهُ. قالَ: فلمَّا انْصَرَفَ قَالَ - وَكَانَ يسْتَحِبُّ ثَلَاثًا يعني يَدْعو ثَلاثًا - قالَ: «اللَّهمَّ عَلَيْكَ بِقُرَيْشٍ - ثلاثًا - بأَبِي جَهْلِ بنِ هِشَامٍ، وَبعُتْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَبشَيْبَةَ بنِ رَبِيعَةَ، وَبالوَلِيدِ بنِ عُتْبَةَ
(12)
، وَبأُمية بنِ خَلَفٍ، وَبعُقْبَةَ بنِ أَبِي مُعَيْطٍ». قَالَ عَبْدُ
(13)
اللهِ: لَقَدْ رَأَيْتُهُمْ قَتْلَى فِي قَلِيبِ بَدْرٍ.
وفي رِوايَةٍ أُخرى: «وعُمَارَةَ
(1)
في (ح) و (د) : «بعض» .
(2)
في (ح) و (د) : «يا رسول الله عليَّ» .
(3)
في (ح) و (د) : «ولم» .
(4)
في (ح) و (د) : «إذ» .
(5)
قوله: «أن» ليس في (د).
(6)
قوله: «بن الخطاب» ليس في (ح) و (د).
(7)
في (ح) و (د) : «يا رسول الله دعني» .
(8)
قوله: «رسول الله صلى الله عليه وسلم» ليس في (ح) و (د).
(9)
في (ح) و (د) : «قد اطلع» .
(10)
في (د) : «قد» .
(11)
في (ح) و (د) زيادة: «هذه الآية» .
(12)
في (ح) : «عقبة» .
(13)
في (ح) : «عبيد» .
بنِ الوَلِيد» قالَ عَبْدُ اللهِ
(1)
: لَقَدْ رَأَيْتُهُم صرعى يَومَ بدرٍ ثمَّ سُحِبُوا إِلى القَلِيبِ، قَليبِ بَدْرٍ. ثُمَّ قالَ رَسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أُتْبِعَ أَصْحَابُ القَلِيبِ اللَّعْنَةَ» . [خ¦3854]
1158 -
وعَن التَّيْمِيِّ، عن أنسٍ رضي الله عنه، عن
(2)
النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قالَ يَوْمَ بَدْرٍ: «مَنْ يَنْظُرُ مَا فَعَلَ أَبُو جَهْلٍ؟» فَانْطَلَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ رضي الله عنه فَوَجَدَهُ قَدْ ضَرَبَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ حَتَّى بَرَدَ، فَأَخَذَ بِلِحْيَتِهِ، وَقَالَ
(3)
: أَنْتَ أَبَو جَهْلٍ؟ قَالَ: وَهَلْ رَجُلٌ
(4)
قَتَلْتُمُوهُ، أَوْ قَتَلَهُ قَوْمُهُ؟. [خ¦3963]
1159 -
وعَنْ قَتَادَةَ، عن أنسٍ رضي الله عنه، عَنْ أَبِي طَلْحَةَ قَالَ: لمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ وظَهَرَ عَلَيْهِمْ نَبيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِبَضْعَةٍ وَعِشْرِينَ رَجُلًا مِنْ صَنَادِيدِ
(5)
قُرَيْشٍ وَرُؤسِهِمْ، فَأُلْقُوا فِي طَويٍّ مِنْ أَطْوَاءِ بَدْرٍ خَبِيثٍ مُخْبِثٍ. فَكَانَ
(6)
نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ظَهَرَ عَلَى قَوْمٍ أَقَامَ بِالعَرْصَةِ ثَلَاثَ
(7)
لَيَالٍ، فَلَمَّا كَانَ اليَومُ الثَّالِثُ أَمَرَ بِرَاحِلَتِهِ فَشُدَّ عَلَيْهَا رَحْلُهَا، ثُمَّ انْطَلَقَ يَمْشِي واتَّبَعَهُ أَصْحَابُهُ. قالوا: وما نَرَاهُ إِلَّا يَنْطَلِقُ بِبَعْضِ
(8)
حاجَتِهِ، حَتَّى قامَ
(9)
عَلَى شَفِيرِ البِئْرِ، فَجَعَلَ يُنادِيهِمْ بِأَسْمَائِهِمْ وَأَسْماءِ آبائِهِمْ: «يا فُلَانُ ابنُ فُلَانٍ، ويا فُلَانُ ابنُ فُلَانٍ، أَيَسُرُّكُمْ أَنَّكُمْ أَطَعْتُمُ اللهَ وَرَسُولَهُ؟ فَإِنَّا وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقَّاَ، فَهَلْ وَجَدْتُمْ مَا وَعَدَ
(10)
رَبُّكُمْ حَقَّاَ؟» قَال عمرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ما تُكَلِّمُ مِنْ أَجْسادٍ لا أَرْوَاحَ فِيهَا؟ [فقال:]
(11)
«والذِي نَفْسي بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ بِأَسْمَعَ لِمَا أَقُولُ
(12)
مِنْهُمْ». قال قتادةُ رحمه الله: أحياهم اللهُ - واللهِ - لَه
(13)
، حتَّى سَمِعُوا كَلَامَهُ، تَوبِيخًا وصَغَارًا ونَقْمَةً وَحَسْرَةً ونَدَمًا. [خ¦3976]
ذكر قتل كعب بن
(1)
في (ح) : «عبيد الله» .
(2)
في (ح) و (د) : «أن» .
(3)
في (ح) و (د) : «قال» .
(4)
في (ح) و (د) : «وهل فوقي رجل» .
(5)
جاء في هامش (ح) : «الصنديد: السيد العظيم القدر، وفي كتاب العين: الصنديد الملك الضخم الشديد» .
(6)
في (ح) و (د) : «وكان» .
(7)
في (د) : «ثلاثة» .
(8)
في (د) : «لبعض» .
(9)
في (د) : «أقام» .
(10)
في (ح) و (د) : «ما وعدكم» .
(11)
زيادة من (ح) و (د).
(12)
قوله: «لما أقول» ليس في (ح) و (د).
(13)
قوله: «له» ليس في (د).