الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
قَالَ: قَدْ أَسْلَمْتُ. فقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «أَمَا لَوْ قُلْتَهَا وَأَنْتَ تَمْلِكُ أَمْرَكَ لَأَفْلَحْتَ
(1)
كُلَّ الْفَلَاحِ». قالَ: ومَضَى رسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فقالَ الرَّجُلُ: يا
(2)
مُحَمَّدُ، إِنِّي جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِي، وإِنِّي ظَمْآنُ فَاسْقِنِي، فقالَ عليه السلام
(3)
: «هَذِهِ حَاجَتُكَ
(4)
». ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ فُودِيَ بِرَجُلَيْنِ، وَحَبَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَضْبَاءَ بِرَحْلِهِ
(5)
-وقالَ سلمانُ
(6)
بنُ حَربٍ: لِرَحْلِهِ- وإنَّ الْمُشْرِكِينَ أَغَارُوا عَلَى سَرْحِ
(7)
الْمَدِينَةِ فَذَهَبُوا بِهِ، وَكَانَتِ الْعَضْبَاءُ في ذَلِكَ السَّرْحِ، فَذَهَبُوا بِالعَضْبَاءِ، وَأَسَرُوا [امرأةً]
(8)
مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وكَانُوا إِذَا كَانَ الَّليْلُ يُرِيحُونَ إِبِلَهُمْ في أَفْنِيَتِهِمْ
(9)
، فَلمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ نُوِّمُوا، فَقَامَتِ الْمَرْأَةُ، فَكانَتْ
(10)
كُلَّمَا وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى بَعِيرٍ رَغَا
(11)
، حَتَّى أَتَتْ عَلَى الْعَضْبَاءِ، فَأَتَتْ عَلَى نَاقَةٍ ذَلُولٍ مُجرَّسةٍ
(12)
-قال بَهز: يعني مُجَرَّبَةٍ- فَرَكِبَتْهَا، ثُمَّ وَجَّهَتْهَا نَحْوَ الْمَدِينَةِ، ونَذَرَتْ
(13)
إِنِ اللهُ أَنْجَاهَا عَلَيْهَا
(14)
لَتَنْحَرَنَّهَا. فَلَمَّا قَدِمَتِ الْمَدِينَةَ عُرِفَتِ النَّاقَةُ، وَقِيلَ: نَاقَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأُخْبرَ النَّبِيُّ عليه السلام بِذَلِكَ، فَأَرسَلَ إِليْها، فأُتِيَ بها
(15)
، وذَكَرتِ المرْأَةُ
(16)
نَذْرَهَا، فقالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «بِئْسَ مَا جَزَيْتهَا - أَوْ جَزَتْهَا
(17)
- إِنِ اللهُ نَجَّاهَا عَلَيْهَا لَتَنْحَرَنَّهَا»، ثُمَّ قَالَ
(18)
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللهِ، ولا فِيمَا لا يَمْلِكُ
(19)
ابنُ آدَمَ». أخرجه مسلم رحمه الله.
كتاب الأيمان وما فيه
(20)
مِن الشَّرائعِ والسُّنَنِ
1038 -
قال رضي الله عنه: قالَ الشَّيخُ أبو بكرٍ - رَحِمَهُ اللهُ تعالى - أخبرنا أبو حامدِ بنِ الشَّرْقيِّ ومَكِّيُّ بن عَبْدَانَ، قالا: حدَّثنا عبد الرحمن بن بِشْر، قالَ: حدَّثنا سفيان
(21)
، عن الزُّهْري، عن سالمٍ، عن
(1)
في (ح) و (د) : «أفلحت» .
(2)
في (ح) و (د) : «قال يا» .
(3)
في (ح) و (د) : «فقال رسول الله» .
(4)
في هامش الأصل: «هَذِهِ حَاجَتُكَ: أي تقضيه» .
(5)
في (ح) و (د) : «لرجله» ، و في هامش الأصل:«لرحله: بمنزله لعلموا فيه» .
(6)
في (ح) : «سليمان» .
(7)
جاء في هامش (ح) : «السرح: سائمة أهل المدينة» .
(8)
زيادة من (ح) و (د).
(9)
في (ح) و (د) : «قرب أفنيتهم» ، وجاء في هامش (ح) :«الأفنية البيوت» .
(10)
في (ح) و (د) : «وكانت» .
(11)
جاء في هامش (ح) : «الرغو: صوت البعير، والرزم أيضًا» .
(12)
في (ح) و (د) : «فأتت على ناقة مُجَرَّسةٍ» ، من دون:«ذلول» ، وجاء في هامش (ح) :«قوله: مجرسة: أي مذللة، يقال: جرسته أي رضته ودللته» .
(13)
في (ح) و (د) : «فنذرت» .
(14)
قوله: «عليها» ليس في (ح) و (د).
(15)
زاد في (ح) و (د) : «النبيُّ» .
(16)
قوله: «المرأة» ليس في (ح) و (د).
(17)
في (ح) و (د) : «جزتها أو جزيتها» .
(18)
في (ح) و (د) : «لتنحرها، فقال» .
(19)
في (ح) و (د) : «لا يملكه» .
(20)
في (ح) و (د) : «وما فيها» .
(21)
من قوله: «قال رضي الله عنه: قال الشيخ أبو بكر رحمه الله تعالى» ليس في (ح) و (د).
أبيه رضي الله عنهما: أنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَمِعَ عمرَ بنَ الخَطَّابِ رضي الله عنه
(1)
وهو يَحلِفُ بأَبِيهِ، فقالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«إِنَّ اللهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ»
(2)
. قال عمر رضي الله عنه: فواللهِ ما حلفت بها ذاكرًا
(3)
ولا أثرًا.
وفي روايةٍ أُخْرى: «فمَنْ كَانَ مِنْكُم حَالِفًا
(4)
فَلْيَحْلِفْ بِاللهِ أَوْ لِيَصْمُتْ»
(5)
. [خ¦6108]
1039 -
وعن حُميدِ بن عبد الرحمنِ، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ حَلَفَ مِنْكُمْ فقال فِي حَلِفِهِ: باللَّاتِ والعُزَّى، فَلْيَقُلْ: لا إِلَهَ إِلا اللهُ. وَمَنْ قال لصاحِبِه: تعَالَ أُقَامِرْكَ، فَلْيَتَصَدَّقْ
(6)
». [خ¦6107]
1040 -
وعن أبي بُردةَ، عَنْ أَبي مُوسَى رضي الله عنه قالَ: أتيتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم في رَهْطٍ من الأَشْعريينَ نَستَحْمِلُهُ.. الحديث، فقالَ
(7)
في آخرِه: «إِنِّي وَاللهِ
(8)
لا أَحْلِفُ عَلَى يَمِينٍ، فَأَرَى غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، إلا أَتَيْتُ الذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفَّرْتُ يَمِينِي - أو كَفَّرْتُ يَمِينِي
(9)
وَأَتَيْتُ الذِي هُوَ خَيْرٌ-». [خ¦6680]
1041 -
وعن عبد الرحمنِ
(10)
بن سَمُرَةَ قالَ: قالَ لي
(11)
رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ، لا تَسْأَلِ الإِمَارَةَ، فَإِنَّكَ إِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُعْطِيتَهَا عَنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عَلَيْهَا، وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأَيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ، وَائْتِ
(12)
الذِي هُوَ خَيْرٌ».
وفي روايةٍ
(13)
: «فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ وَكَفِّرْ يَمِينَكَ» . [خ¦6722]
1042 -
وعن هَمَّامِ بن مُنَبِّهٍ، عن أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قالَ: قالَ رَسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «وَاللهِ لَأَنْ يَلَجَّ أَحَدُكُمْ في يَمِينِهِ
(14)
آثَمُ
(15)
لَهُ عِنْدَ اللهِ مِنْ أَنْ يُعْطِيَ كَفَّارَتَهُ التِي فَرَضَ اللهُ فيها». وقال محمد بن يحيى في حديثِه: «إذا استلَجَّ» . [خ¦6624]
1043 -
وعن
(1)
قوله: «بن الخطاب رضي الله عنه» ليس في (د).
(2)
جاء في هامش الأصل: «وفي رواية: لاتحلفوا بأبائكم ولا بالطواغيت» ، وجاء في هامش (ح) : «حاشية: قوله: (إن الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم) الحديث، قال الإمام: هذا لئلا يشرك بالتعظيم غير الله سبحانه، قال ابن عباس: لأن أحلف بالله
…
فآثم، خير من أن أحلف بغيره فأبر، ولهذا نهى عن اليمين بسائر المخلوقات، ولا يعترض بقوله صلى الله عليه وسلم:(أفلح وأبيه إن صدق) : لأنه لا يراد بهذا القسم، وإنما هذا قول جار على ألسنتهم، ومعنى أثِرًا أي حاكيًا إياه ومعنى ذاكرًا أي قائلًا
…
من قبل نفسي».
(3)
في هامش الأصل: «ولا ذاكرا أبدًا ثم الأثر رواية» .
(4)
قوله: «فمن كان منكم حالفا» ليس في (ح) و (د).
(5)
في هامش الأصل: «وفي رواية: لا تحلفوا بابائكم ولا بالطواغيت» .
(6)
(7)
في (ح) و (د) : «قال» .
(8)
زاد في (ح) و (د) : «إنْ شاءَ الله» .
(9)
في (ح) و (د) : «عن يميني» .
(10)
في (ح) و (د) : «وعن الحسن حدَّثنا عبد الرحمن» .
(11)
قوله: «لي» ليس في (ح) و (د).
(12)
في الأصل: «وإن» ، وفي (د) :«وأت» .
(13)
زاد ي (ح) و (د) : «أخرى» .
(14)
في (ح) و (د) : «بِيَمِينِهِ» ، و زاد في (ح) و (د) :«فِي أَهْلِهِ» .
(15)
في هامش الأصل: «آثم: أي أكبر إثمًا» .