الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وسَلَّمَ.
1209 -
قال رضي الله عنه: قال الشيخُ أبو بكرٍ رحمه الله: أخبرنا أبو العَبَّاسِ الدَّغُوْليُّ، قالَ: حدَّثنا خَلَفُ بن عبد العزيز بن جَبَلَةَ بن أبي رَوَّادٍ، قالَ: أخبرني أبي، عن جدِّي، عن شُعبَةَ، عن الحَكَمِ
(1)
، عن مُصعبِ بن سَعْدٍ
(2)
، عن أبيه: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلَّفَ عَلِيًّا رضي الله عنه فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ، فَقَالَ له: يَا رَسُولَ اللهِ، تُخَلِّفُنِي فِي النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ؟ فَقَالَ له رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:«أَمَا تَرْضَى أَنْ تَكُونَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَى عليهما السلام؟ غَيْرَ أَنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي» . [خ¦4416]
ذكر توبةِ
(3)
كعبِ بن مالك وصاحبيه
1210 -
قال رضي الله عنه: قال الشيخُ أبو بكرٍ رحمه الله: أخبرنا أبو العَبَّاسِ الدَّغُوْليُّ، قالَ: حدَّثنا محمد بن اللَّيثِ المَرْوَزي، قالَ: حدَّثنا عبد الله بن عثمان عَبْدَانُ، قالَ: حدَّثنا عبد الله بن المبارك، قالَ: أخبرنا يونس
(4)
، عن الزُّهْريِّ قال
(5)
: أخبرني عبد الرحمن بن عبد الله
(6)
بن كعبِ بن مالكٍ، قالَ: سمعتُ كعبَ بنَ مالكٍ يقولُ: لَمْ أَتَخَلَّفْ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم فِي غَزَوةٍ غَزَاهَا حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، إِلَّا بَدْرًا، وَلَمْ يُعَاتِبِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَحَدًا تَخَلَّفَ عَنْ بَدْرٍ، إِنَّمَا خَرَجَ يُرِيدُ العِيرَ، فَخَرَجَتْ قُرَيْشٌ مُغَيِثِينَ لِعِيرِهِمْ
(7)
، فَالْتَقَوْا عَنْ غَيْرِ مَوْعِدٍ كَمَا قَالَ اللهُ تعالى ذكرُه. وَلَعَمْرِي، إِنَّ أَشْرَفَ مَشَاهِدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّاسِ لَبَدْرٌ، وَمَا أُحِبُّ أَنِّي كُنْتُ شَهِدْتُها مَكَانَ بَيْعَتِي لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ حَيْثُ تَوَاثَقْنَا
(8)
عَلَى الإِسْلَامِ. ثُمَّ لَمْ أَتَخَلَّفْ عن النَّبيِّ
(9)
صلى الله عليه وسلم بعد فِي غَزَاةٍ غَزَاهَا حَتَّى كَانَتْ غَزْوَةُ تَبُوكَ، وَهِيَ آخِرُ غَزْوَةٍ
(10)
غَزَاهَا. وَآذنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ بِالرَّحِيلِ، وَأَرَادَ
(11)
أَنْ يَتَأَهَّبُوا أُهْبَةَ غَزْوِهم
(12)
، وَذَلِكَ
(1)
من أول الإسناد إلى هنا ليس في (ح) و (د).
(2)
في (ح) و (د) : «بن زيد» .
(3)
في (ح) و (د) : «يوم» .
(4)
من أول الإسناد إلى هنا ليس في (ح) و (د).
(5)
قوله: «قال» ليس في (ح) و (د).
(6)
قوله: «بن عبد الله» ليس في (ح) و (د).
(7)
في (ح) : «لغيرهم» .
(8)
في (د) : «توافقنا» .
(9)
في (ح) و (د) : «رسول الله» .
(10)
في (ح) و (د) : «غزاة» .
(11)
في (د) : «وأرادوا» .
(12)
جاء في هامش (ح) : «وقوله: ليتأهبوا أهبة غزوهم: بضم الهمزة، أي ما يحتاجون إليه ويستعدونه لذلك» .
حِينَ طَابَت الظِّلَالُ، وَطَابَتِ الثِّمَارُ، وَكَانَ قَلَّ مَا أَرَادَ غَزْوَةً إِلَّا وَرَّى بِغَيْرِهَا، وَكَانَ يَقُولُ:«الحَرْبُ خَدْعَةٌ» ، فَأَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ تَبُوكَ أَنْ يَتَأَهَّبَ النَّاسُ أُهْبَتَه، وَأَنَا أَيْسَرُ مَا كُنْتُ، قَدْ جَمَعْتُ رَاحِلَتِين، وَأَنَا أَقْدَرُ شَيْءٍ فِي نَفْسِي عَلَى الجِهَادِ وَخِفَّةِ الحَاذِ
(1)
، وَأَنَا فِي ذَلِكَ أَصْغُو إِلَى الظِّلَالِ، وَطِيبِ الثِّمَارِ، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم غَادِيًا بِالغَدَاةٍ، وَذَلِكَ يَوْمُ الخَمِيسِ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يَخْرُجَ يَوْمَ الخَمِيسِ، فَأَصْبَحَ غَادِيًا، قُلْتُ: أَنْطَلِقُ غَدًا إِلَى السُّوقِ فَأَشْتَرِي جَهَازِي ثُمَّ أَلْحَقُ بهُمْ، فَانْطَلَقْتُ إِلَى السُّوقِ مِنَ الغَدِ فَعَسُرَ عَلِيَّ بَعْضُ شَأنِيَ، فرجعتُ فَقُلْتُ
(2)
: أَرْجِعُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللهُ فألحقُ بِهِم، فَعَسُرَ عَلَيَّ بَعْضُ شَأْني أيضًا، فَلَمْ أَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى الْتَبَسَ بِيَ الذَّنْبُ، وَتَخَلَّفْتُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلْتُ أَمْشِي فِي الأَسْوَاقِ، وَأَطُوفُ بِالمَدِينَةِ َيُحْزِنُنِي
(3)
أَنِّي لَا أَرَى
(4)
إِلَّا رَجُلًا مَغْمُوصًا عَلَيْهِ
(5)
فِي النِّفَاقِ، وَكَانَ لَيْسَ أَحَدٌ تَخَلَّفَ، إِلَّا رَأَى أَنَّ ذَلِكَ سَيَخْفَى لَهُ، وَكَانَ النَّاسُ كَثِيرًا لَا يَجْمَعُهُمْ دِيوَانٌ، وَكَانَ جَمِيعُ مَنْ تَخَلَّفَ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم بَضْعَةٌ وَثَمَانِينَ رَجُلًا. وَلَمْ يَذْكُرُنِي النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى بَلَغَ تَبُوكَ
(6)
قَالَ: «مَا فَعَلَ كَعْبُ بنُ مَالِكٍ؟» قَالَ رَجُلٌ مِنْ قَوْمِي: خَلَّفَهُ يَا نبيَّ
(7)
اللهِ بُرْدَاهُ وَالنَّظَرُ فِي عِطْفَيْهِ
(8)
، فَقَالَ مُعَاذُ بنُ جَبَلٍ: بِئْسَ مَا قُلْتَ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ لا نَعْلَمُ إِلَّا خَيْرًا. قَالَ: فَبَيْنَما
(9)
هُمْ كَذَلِكَ إِذَا
(10)
هُمْ بِرَجُلٍ يَزُولُ بِهِ السَّرَابُ
(11)
، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «كُنْ
(12)
أَبَا خَيْثَمَةَ»، فَإِذَا هُوَ أَبُو خَيْثَمَةَ. فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ
(1)
في (د) : «الجاد» . في هامش الأصل: «الحاذ: الحال» .
(2)
في (ح) و (د) : «وقلت» .
(3)
في (د) : «ويحزنني» .
(4)
زاد في (ح) و (د) : «أحدًا» .
(5)
جاء في هامش (ح) : «قوله: إلا رجلًا مغموصًا عليه: أي متهمًا مستحقرًا، يقال: غمصت فلانًا وأغمصته: إذا استحقرته واستصغرته» . في هامش الأصل: «الغمص: العيب تأنيب النفس والملامة» .
(6)
في (ح) و (د) : «تبوكًا فلما بلغ تبوكًا» .
(7)
في (ح) و (د) : «رسول» .
(8)
جاء في هامش (ح) : «قوله: وهو ينظر في عطفيه: قال الهروي: عطفا الإنسان ناحيتا جيده، وقال في موضع آخر: ناحيتا العنق» .
(9)
في (ح) و (د) : «فبينا» .
(10)
في (ح) : «إذ» .
(11)
جاء في هامش (ح) : «يتحرك: وكل متحرك زايله» ، و جاء في هامش (ح) :«السراب: الذي يظهر في الهواء بحر؟؟ في القفار كأنه ماء» .
(12)
قوله: «كن» ليس في (د).
صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ غَزْوَةَ تَبُوكَ، وَقَفَلَ، وَدَنَا
(1)
مِنَ المَدِينَةِ
(2)
، جَعَلْتُ أَتَذَكَّرُ بِمَاذَا أَخْرَجُ مِنْ سَخْطَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَأَسْتَعِينُ عَلَى ذَلِكَ كلَّ ذِي رَأيٍ مِنْ أَهْلِي، حَتَّى إِذَا قِيلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُصَبِّحُكُمْ بِالْغَدَاةِ، زَاحَ
(3)
عَنِّي الْبَاطِلُ، وَعَرَفْتُ أَلَّا
(4)
أَنْجُوَ إِلَّا بِالصِّدْقِ. ودَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ضُحًى، فَصَلَّى فِي المَسْجِدِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ إِذَا جَاءَ مِنْ سَفَرٍ فَعَلَ ذَلِكَ، دَخَلَ المَسْجِدَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ جَلَسَ، فَجَعَلَ يَأتِيَهِ مَنْ تَخَلَّفَ فَيَحْلِفُونَ
(5)
لَهُ، وَيَعْتَذِرُونَ إِلَيْهِ، فَيَسْتَغْفِرُ لَهُمْ وَيَقْبَلُ عَلَانِيَتَهُمْ، وَيَكِلُ سَرَائِرَهُمْ إِلَى اللهِ عز وجل. فَدَخَلْتُ المَسْجِدَ، فَإِذَا
(6)
جَالِسٌ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ المُغْضَبِ، فَجِئْتُ فَجَلَسْتُ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ:«أَلَمْ تَكُنِ ابْتَعْتَ ظَهْرَكَ؟» قُلْتُ: بَلَى يَا رسول اللهِ. قَالَ: «فَمَا خَلَّفَكَ؟» قُلْتُ: وَاللهِ لَوْ بَيْنَ يَدَي أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ غَيْركَ جَلَسْتُ لَخَرَجْتُ مِنْ سَخْطَتِهِ عَلِيَّ بِعُذْرٍ، لَقَدْ أُوتِيتُ جَدَلًا
(7)
، وَلكن قد عَلِمْتُ يَا نَبِيَّ اللهِ أَنِّي إِنْ أُخْبِركَ
(8)
اليَوْمَ بِقَوْلٍ تَجِدُ عَلِيَّ فِيهِ، وَهُوَ حَقٌّ فَإِنِّي أَرْجُو فيه عقبى
(9)
اللهِ عز وجل، وَإِنْ حَدَّثْتُكَ اليَوْمَ حَدِيثًا تَرْضَى عَليَّ
(10)
فِيهِ وَهُوَ كَذَبٌ، أَوْشَكَ اللهُ أَنْ يُطْلِعَكَ عَلَيَّ، وَاللهِ يَا نَبِيَّ اللهِ مَا كُنْتُ قَطُّ أَيْسَرَ وَلَا أَخَفَّ حَاذًا
(11)
مِنِّي حِينَ تَخَلَّفْتُ عَنْكَ. فقَالَ: «أَمَّا هَذَا فَقَدْ صَدَقَكُمُ الْحَدِيثَ، قُمْ حَتَّى يَقْضِي اللهُ فِيكَ» ، فَقُمْتُ، فَثَارَ عَلَى أَثَرِي
(12)
نَاسٌ مِنْ قَوْمِي يُؤَنِّبُوننِي، فَقَالُوا
(13)
: وَاللهِ مَا نَعْلَمُكَ أَذْنَبْتَ ذَنْبًا قَبْلَ هَذَا، فَهَلَّا
(14)
اعْتَذَرْتَ إِلَى النَبِيِّ
(15)
صلى الله عليه وسلم بِعُذْرٍ يرضى عَنْكَ فِيهِ، وَكَانَ اسْتِغْفَارُ النَّبيِّ
(1)
في (ح) : «قريبا» وفي (د) : «وقفل قريبا» ، وجاء في هامش (ح) :«حاشية: يقال قفل الرجل قفولًا: إذا رجع من السفر، والقافلة: التي هي راجعة من سفرها، وما دامت ذاهبة في السفر فلا تسمى قافلة حتى ترجع» .
(2)
قوله: «من المدينة» ليس في (د).
(3)
جاء في هامش (ح) : «ذهب» . في هامش الأصل: «زاح: أي ذهب» .
(4)
في (ح) و (د) : «وعرفت أني لا» .
(5)
في (ح) : «ويحلفون» .
(6)
زاد في (د) : «هو» .
(7)
جاء في هامش (ح) : «قيل: الجدل مقابلة الحجة بالحجة، وقيل: الجدل اللدد في الخصام، وكانت العرب تتفاخر بذلك، لأنه من فصاحة اللسان» .
(8)
في (ح) و (د) : «أخبرتك» .
(9)
في (ح) و (د) : «عفو» .
(10)
في (ح) و (د) : «عني» .
(11)
قوله: «حاذًا» ليس في (ح) و (د).
(12)
قوله: «على أثري» ليس في (ح) و (د).
(13)
في (د) : «فقال» .
(14)
صورتها في الأصل: «فهذا» .
(15)
في (ح) و (د) : «رسول الله» .
صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ سَيَأتِي مِنْ وَرَاءِ ذَنْبِكَ، وَلَمْ تَقِفْ نفسَك مَوْقِفًا لَا تَدْرِي مَاذا يقْضي اللهُ لَكَ فِيهِ؟ فَلَمْ يَزَالُوا يُؤَنِّبُوننِي
(1)
حَتَّى هَمَمْتُ أَنْ أَرْجِعَ فَأُكَذِّبُ نَفْسِي، فَقُلْتُ: هَلْ قَالَ هَذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ غَيْرِي؟ قَالُوا: نَعَمْ، هِلَالُ بنُ أُمَيَّةَ، وَمُرَارَةُ بنُ رَبِيعَةَ. ذَكَرُوا رَجُلَيْنِ صَالِحَيْنِ قَدْ شَهِدَا بَدْرًا، لِي فِيهِمَا أُسْوَةٌ. فَقُلْتُ: وَاللهِ لَا أَرْجِعُ إِلَيْهِ فِي هَذَا أَبَدًا، وَلَا أُكَذِّبُ نَفْسِي. قَالَ: وَنَهَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ
(2)
عَنْ كَلَامِنَا، أَيُّهَا الثَّلَاثَةُ، قَالَ: فَجَعَلْتُ أَخْرجُ إِلَى السُّوقِ، وَلَا يُكَلِّمُنِي أَحَدٌ، وَتَنَكَّرَت
(3)
لَنَا النَّاسُ حَتَّى مَا هُمْ بِالَّذِينَ
(4)
نَعْرِفُ، وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الحِيطَانُ حَتَّى مَا هِيَ بِالحِيطَانِ الَّتِي نعْرِفُ. وَتَنَكَّرَتْ لَنَا الْأَرْضُ حَتَّى مَا هِيَ بِالْأَرْضِ الَّتِي نَعْرِفُ، وَكُنْتُ أَقْوَى أَصْحَابي، فَكُنْتُ أَخْرجُ فأطوفُ بالأَسْوَاقِ، وَآتِي
(5)
المَسْجِدَ فَأَدْخَلُ، فآتِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأُسَلِّمُ عَلَيْهِ فَأَقُولُ: هَلْ حَرَّكَ شَفَتَهُ
(6)
بِالسَّلَامِ؟ فَإِذَا قُمْتُ أُصَلِّي إِلَى سَارِيَةٍ، فَأَقْبَلْتُ قِبَلَ صَلَاتِي فنَظَرَ
(7)
إِلَيَّ بِمُؤَخِّرِ عَيْنَيْهِ
(8)
، فإِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ أَعْرَضَ عَنِّي. وَاسْتَكَانَ
(9)
صَاحِبَايَ، فَجَعَلَا يَبْكِيَانِ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ، لَا
(10)
يُطْلِعَانِ رُؤسَهُمَا.
قالَ: فَبَيْنَا أَنَا أَطُوفُ بالسُّوقِ، إِذَا رَجُلٌ نَصْرَانِيٌّ جَاءَ
(11)
بِطَعَامٍ لَهُ يَبِيعُهُ، يَقُولُ: مَنْ يَدُلُّ عَلَى كَعْبِ بنِ مَالِكٍ؟ فَطَفِقَ النَّاسُ يُشِيرُونَ لَهُ إِلَيَّ، فَأَتَانِي وَأَتَانِي بِصَحِيفَةٍ مِنْ مَلِكِ غَسَّانَ، فَإِذَا فِيهَا: أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّ صَاحِبَكَ قَدْ جَفَاكَ وَأَقْصَاكَ، وَلَسْتَ بِدَارِ مَضْيَعَةٍ وَلَا هَوَانٍ، فَالْحَقْ بِنَا نُوَاسِكَ. فَقُلْتُ: هَذَا أَيْضًا مِنَ الْبَلَاءِ وَالشَّرِّ، فَسَجَرْتُ لهَا التَّنُّورَ
(12)
فَأَحْرَقَتُهَا. فَلَمَّا مَضَتْ أَرْبَعُونَ
(1)
جاء في هامش (ح) : «أي يعاتبونني ويلومونني» .
(2)
قوله: «الناس» ليس في (ح).
(3)
في (ح) و (د) : «وتنكر» .
(4)
في (د) : «بالذي» .
(5)
في (ح) و (د) : «وآتي إلى» .
(6)
في (ح) و (د) : «شفتيه» .
(7)
في (ح) و (د) : «نظر» .
(8)
في (ح) و (د) : «عينه» .
(9)
جاء في هامش (ح) : «أي خضع» .
(10)
في (د) : «ولا» .
(11)
في (ح) و (د) : «إذ جاء رجل نصراني» .
(12)
في (د) : «تنور» .