الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
وإن نقصهم يرموك عن سميهم بغضة
…
فخالطهم إن شئت أو كن مجانبا
فلا تدنون منهم ولا تغيضهم
…
وكن لهم ما بين ذاك مقاربا
ولا توغلن فيهم ودارهم وكن
…
عن الشر منحازًا وللخير طالبا
وحبك والبغضاء لا كلفا بهم
…
ولا تلفا فيهم تروم المعاطبا.
ولأبي الأسود الدجؤلي نظم:
وكن معدنا للخير واصفح عن الأذى
…
فإنك رائي ما عمت وسامع
واحبب إذا أحببت حبًا مقاربا
…
فإنك لا تدري من أنت نازع
وابغض إذا أبغضت غير مباين
…
فإنك لا تدري متى أنت راجع
ولعدي بن زيد:
فلا تأمنن من مبغض قرب داره
…
ولا من محب أن تمل فتبعدا
فصل (36): استحبالب تواضع الآمر الناهي في أمره ونهييه بلا افتخار أو تعاظم
ومما يستحب للآمؤ بالمعروف الناهي عن المنك أن يكون متوضعًا في أمره ونهيه من غير افتخار ولا تعاظم، بل من حقوق المسلمين التواضع لهم.
وسمي التواضع متواضعًا أنه وضع شيئًا من قدرة الذي يستحقه - وذلك ملح العبادة- وغا شرف الزاهجين، وسيما الناسكين.
(أي متواضعين لهم بذل لين وانقياد، لابذل هو أن فيعاشروا المؤمنين برحمة وعطف وشفقة وإخبات وتواضع).
وقوله: {أعزة على الكافرين}
هو من عزة القوة والمنعة والغلبة.
وقال "عطاء" للمؤمنين كالوالد لوده، وعلى الكافرين كالسبع على فريسته" كما في الآية الأخرى:{أشدَّاء على الكفَّار رحماء بينهم} .
فالنفس إذا انحرفت عن خلف العزة التي وهبها الله للمؤمنين انحرفت إما إلى كبر وإما إلى ذل والعزة المحمودة بينهما، والله أعلم.
وقال تعالى: {وعباد الرَّحمن الذين يمشون على الأرض هونا} يع ني سكينة ووقارًا متواضعين، غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين لأن الهون -بالفتح- الرفق واللين، وبالضم -الهوان.
فالأول صفة أهل الإيمان والثاني صفة أهل الكفران وجزاؤهم من الله النيران
قال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوَّا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتَّقين} .
ذكر المفسرون - عند تفسير هذه الآية- عن أبي معاوية، أنه قال:{للذين لا يريدون علوَّا في الأرض} . هو من لم يجزع من ذلها ولم ينافس في عزها، وإن ارفعهم عند الله أشدهم تواضعًا، وأعزهم غدًا ألزمهم لذل اليوم.
وقال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} .
(قال بعض المحققين إذا كانت الأصول تربة ونطفة وعلقة، فالتفاخر والتكبر بماذا؟ .
وقال تعالى: {فلا تزكُّو أنفسكم هو أعلم بمن أتقى} .
وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله -تعالى-: (يا عبدي لك عندي منزلة مالم يكن لنفسك عندك منزلة)
وفي "صحيح مسلم"، وسنن أبي داود، وابن ماجه من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه قال. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفتخر أحد على أحد، ولا ينبغي أحد على أحد).
قال أهل اللغة: (البغي التعدي والاستطالة).
قال أبو العباس بن تيمية - في اقتضاء الصراط المستقيم- جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين نوعي الاستطالة، لأن المستطيل إن استطال بحق فهو المفتخر. وإن استطال بغير حق فهو الباغي فلا يحل لا هذا ولا هذا.
وقد تقدم - في فصل الحلم والعفو- حديث أبي هريرة رضي الله عنه -المرفوع "مانقصت صدقة من مال، وما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًا ولا تواضع عبد لله إلا رفعه الله عز وجل".
وفي سنن ابن ماجه من حديث: "أنس" مرفوعًا. "إ ن الله أوحى 'لي أن تواضعوا، ولا يبغي بعضكم على بعض".
وفي صحيح مسلم من حديث أبي رفاعة واسمه عويمر بن أسد. وقيل: ابن أسيد قيل: عبد الله بن الحرث رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب. فقلت: يارسول الله، رجل غريب جاء يسال عن دينه لا يدري ما دينه. فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتي بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها".
وفي مسند الإمام أحمد من حديث ابن مسعود مرفوعًا "حرم على النار كل هين لين قريب من الناس".
ورواه الترمذي ولفظه: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ كل قريب هين سهل"
وقال: حديث حسن غريب.
ورواه الطبراني، وابن حبان -بإسناد جيد-.
وفي رواية لابن حبان "إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل".
وروى "الحاكم" نحوه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من كان هينًا لينًا قريبًا حرمه الله على النار" وقال صحيح على شرط مسلم.
ورواه الطبراني -المعجم الأوسط-حديث (أنس) ولفظه "قيل يا رسول الله من يحرم على النار؟ قال: (الصبي اللين السهل القريب).
ورواه في الأوسط -أيضًا- والكبير من حديث "معيقيب" مرفوعًا "حرمت النار على الهين اللين السهل القريب".
ورواه أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني -في الترغيب والترهيب- وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس -من حديث أنس مرفوعًا: " إن العفو لا يزيد العبد إلا عزًا فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماءًا فتصدقوا يزدكم الله.
وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: " من تواضع لله درجة يرفعه الله بها درجة، ومن تكبر على الله درجة يضعه الله بها درجة، حتى يجعله في أسفل السافلين".
وفي شعب الإيمان للبيهقي، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: تغفلون عن أفضل العبادة التواضع.
وقد روي أن "أيا ذر" لما عير "بلاًلا" بسواده ندم فألقى نفسه، وحلف لا رفعت رأسي حتى يطأ "بلال"خدي بقدميه. فلم يرفع رأسه حتى فعل ذلك.
فعلماء الآخرة الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر يعرفون بسيماهم، في السكينة والذلة والتواضع.
وقد قيل، ما ألبس عبدًا لبسة أحسن من الخشوع في السكينة، فهي لبسة الأنبياء -صلوات الله عليهم- وسيما الصديقين والعلماء العاملين.
قال عمر بن الخطاب: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم والتواضع لمن تعلمون منه ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم.
وأنشدوا:
كم من جاهل متواضع ستر التواضع جهله
…
ومبرز في علمه هدم التكبر فضله
فدع التكبر ما حييت ولا تصاحب أهله
…
إن التكبر للفتى عيب يقبح فعله
قال شيخ مشايخنا عبد القادر الكيلاني -قدس الله روحه- التواضع هو أن لا يلقى العبد أحدًا من الناس إلا رأى له الفضل عليه. ويقول: عسى أن يكون عند الله خيرًا مني. فإن كان صغيرًا قال: هذا لم يعص الله وأنا عصيت. وإن كان كبيرًا قال: عبد الله قبلي. وإن كان عالمًا قال: أعطي ما لم أبلغ، ونال ما لم أنل، وعلم ما جهلت وهو يعمل بعلم وما أدري ما يختم لي وله.
وإن كان كافرًا قال: لا أدري عسى يسلم هذا فيختم له بخير العمل، وعسى أن أكفر أنا فيختم لي بشر العمل. فإذا كان العبد كذلك سلمه الله من الغوائل، وبلغ به منازل النصيحة وكان من أصفياء الله عز وجل وأحبابه وكان من أعداء إبليس -لعنه الله عليه-.
وفي بعض الآثار: من أتاه الله زهدًا وتواضعًا وحلمًا وحسن خلق فهو إمام المتقين.
قال الحسن البصري رحمه الله عليه- الحلم وزير العلم، والرفق أبوه والتواضع سر حاله.
وقال عروة بن الورد: (التواضع أحد مصايد الشرف. وكل نعمة محسود عليها صاحبها إلا التواضع). وقال يحيى بن خالد البرمكي: الشريف إذا تنسك تواضع والسفيه إذا انتسك تاه. وقال الحسن الزاهد: إذا رأى أحدًا قال: هذا أفضل مني، فذهب رحمه الله إلى أن الزهد هو التواضع.
وقال بعض السلف: إذا جمع العالم ثلاثًا تمت النعمة بها على المتعلم: الصبر والتواضع، وحسن الخلق. وقيل: خمس من الأخلاق هن من علامات علماء الآخرة الأمرون بالمعروف ومفهومة من خمس آيات: الخشية والخشوع، والتواضع، وحسن الخلق، وإيثار الآخرة على الدنيا وهو الزهد، أما الخشية فمن قوله تعالى:{إنما يخشى الله من عباده العلماء} .
وأما الخشوع فمن قوله تعالى: {خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنًا قليًلا}
وأما التواضع فمن قوله تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}
وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم}
وأما الزهد فمن قوله تعالى: {وقال الذين أتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن أمن} .
وروى البيهقي -في شعب الإيمان- بسنده- عن أحمد بن أبي الحواري- قال سمعت أبا سليمان الداراني - قدس الله روحه- يقول: إن الله -تعالى- اطلع في قلوب الآدميين فلم يجد قلبًا أشد تواضعًا من قبل موسى عليه السلام فخضه بالكلام لتواضعه.
قال البيهقي. وقال غير أبي سليمان: أوحى الله -تعالى- إلى الجبال، إني مكلم عليك عبدًا من عبيدي فتطاولت الجبال، ليكلمه عليها، وتواضع الطور، قال وإن قدر شيئًا كان. قال: فكلمه عليه لتواضعه.
وروي عن قيس بن أبي حازم قال: لما قدم عمر رضي الله عنه الشام فتلقاه علماؤها وعظماؤها وكبراؤها، قيل له: اركب بعير البرذون، ليراك الناس فقال: إنكم ترون الأمر من ههنا. إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء: " خلوا سبيلي".
وفي رواية أن عمر جعل بينه وبين غلامه مناولة وكان "عمر" يركب الناقة ويأخذ الغلام بزمامها ويسير مقدار فرسخ. ثم ينزل ويركب الغلام ويأخذ "عمر" بزمام الناقة ويسير مقدار فرسخ. فلما قدم الشامكان نوبة ركوب الغلام فركب الغلام وأخذ "عمر" زمام الناقة فاستقبله الماء في الطريق فجعل "عمر" يخوض في الماء وهو أخذ بزمام الناقة. فخرج أبو عبيدة بن الجراح. وكان أميرًا على الشام. فقال يا أمير المؤمنين إن علماء الشام يخرجون إليك فلا يحسن أن يروك على هذه الحالة. فقال إنما أعزنا الله بالإسلام ولا أبالي بمقالة الناس.
ولما بعث عمر رضي الله عنه أبا هريرة أميرًا على البحرين فدخل البحرين وهو راكب على حماره وجعل يقول" طرقوا للأمير.
فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقهم التواضع مع أن الله أعز بهم الإسلام وكانوا أعزة عند الله وعند الملائكة وعند الخلق.
وأما رسول الله فتواضعه لا يحصى، وعدم افتخاره لا يستقصى، وكذلك الأنبياء والمرسلون والأصفياء والصالحون.
وروى الإمام أبو بكر بن أبي الدنيا -بسنده- عن محمد بن أبي عثمان قال: رأى فضيل بن عياض رجًلا يفقع أصابعه في الصلاة فزجره وانتهره. فقال له الرجل: يا هذا ينبغي لمن قام لله-عز وجل يأمر أن يكون ذليًلا. فبكى الفضيل وقال: صدقت.
وأنشدوا:
ومن يتواضع يسمو حتى لو أنه
…
لو أراد محلها في السما أحله
فبالله لا تزدد إلا تواضعًا
…
فلو كان كبر في شريف أذلة
قال غيره قريبًا منه:
ومن يتواضع لو أراد يفعله
…
محًلا على هام السماء لحله
فبالله لا تزداد إلا تواضعًا
…
فلو حل كبر بالعزيز أذله.
كذلك حال أهل التوفيق، ببذل النفوس وهوانها عليهم، نالوا ما نالوا من الخيرات، وبحب أهل الدنيا نفوسهم هانوا وطرأ عليهم الذل في الدنيا والآخرة.
ولبعضهم في وصف السادة الصوفية -قدس الله أرواحهم-:
لزموا التواضع فاستنار سناهم
…
وتخلفوا بالفضل من خدامهم
إن قيل لم لبسوا الجماجم قل لهم
…
جعلوا جماجمهم حذا أقدامهم
روى البيهقي -في الشعب- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وابن عباس مرفوعًا: " ما من أحد إلا في رأسه حكمة" عند ملك فإن تعاظم وارتفع ضرب الملك في رأسه. وقال له -اتضع وضعك الله، وإن تواضع رفعه الملك وقال له: ارتفع رفعك الله".
وفي رواية "ما من أحد إلا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانه بها، فإن هو رفع رأسه جذباه ثم قالا - اللهم ضعه- وإن وضع نفسه قالا اللهم ارفعه.
الحكمة: حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه من مخالفة راكبه -قاله أهل اللغة.
وأنشدوا:
فتى زاده ذل التواضع عزة
…
وكل عزيز عنده متواضع
قال أبو حامد: فإن قلت كيف التواضع للفاسق والمبتدع وقد أمرت ببغضهما، والجمع بينهما متناقض؟
فاعلم أن هذا أمر مشتبه يلتبس على أكثر الخلق، إذ يمتزج غضبك لله في إنكار البدعة والفسق بكبر النفس، والإذلال بالعلم والورع، فكم من عابد جاهل وعالم مغرور إذا رأى فاسقًا جلس إلى جانبه أزعجه ذلك.
وتنزه منه لكبر باطن في نفسه وهو ظان أنه غاضب لله، وذلك لأن الكبر على المطبع ظاهر كونه شرًا والحذر منه ممكن، والكبر على الفاسق والمبتدع يشبه الغضب لله وهو خير، فإن الغضبان -أيضًا- يتكبر على من غضب عليه والمتكبر يغضب، وأحدهما يثمر الآخر ويوجبه وهما ممتزجان ملتبسان لا يميز بينهما إلا الموفقون.
والذي يخلصك من هنا أن يكون الحاضر على قلبك عند مشاهدة المبتدع أو الفاسق أو عند أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر ثلاثة أمور:
أحدهما: التفاتك إلى ما سبق من ذنوبك وخطاياك، ليصغر عند ذلك قدرك في عينك.
والثاني: أن تكون ملاحظتك لما أنت متميز به من العلم واعتقاد الحق والعمل الصالح
من حيث أنها نعمة من الله -تعالى- وله المنة لا لك فترى ذلك منه حتى لا تعجب نفسك، وإذا لم تعجب لم تتكبر.
والثالث: ملاحظة إيهام عاقبتك وعاقبته أنه ربما يختم لك بالسوء ويختم له بالحسنى حتى يشغلك الخوف عن التكبر عليه.
وقال بعض المحققين: إذا كان الله -تعالى- قد رضي أخاك المسلم العاصي عبدًا لنفسه أفلا ترضى أنت به أخًا! ! ؟ فعدم رضاك به أخًا -وقد رضيه سيدك الذي أنت عبده عبدًا لنفسه مع عصيانه ومخالفته-عين الكر وأي قبيح أقبح من تكبر العبد على مثله، لا يرضى بأخوته وسيده راض بعبوديته. فينتج من هذا أن المتكبر غيور غير الراضي بعبوديته لأن عبوديته لله توجب رضاه بأخوته عبيد الله انتهى.
قال بعضهم: فالتواضع له طرفان ووسط فطرفه الذي يميل إلى الزيادة يسمى تكبرًا وطرفه الذي يميل إلى النقصان يسمى تخاسسًا ومذلة، والوسط يسمى تواضعًا وهو المحمود، فمن تقدم على أمثاله فهو متكبر ومن تأخر عنهم فهو متواضع.
فالعالم إذا دخل عليه إسكاف فتنحى له عن موضعه ومجلسه وأجلسه فيه ثم تقدم فسوى نعله، وعذا إلى باب الدار خلفه فقد تخاسس له وتذلل وهو غير محمود، بل المحمود أن يعطي كل ذي حق حقه، فينبغي أن يواضع بمثل هذا لأمثاله ومن يقرب من درجته.
وأما تواضعه للسوقي فبالقيام وللبشر بالكلام، والرفق في السؤال، وإجابة دعوته والسعي في حاجته، وأمثال ذلك.
وأن لا يرى نفسه خيرًا منه، بل يكون على نفسه أخوف منه على غيره فلا يحقره ولا يستصغره وهو لا يعرف خاتمة أمره. انتهى.
والفرق بين التواضع واللين وبين المهانة: أن الواضع واللين: لعبد عطوف القلب ساكن النفس، واسع الصدر، مستوي الطبع، سهل الخلق لين هين فاللطف ليّنه، والجود سهل خلقه، والمهانة: لعبد أله شره نفسه وتراكم ظلمة المعاصي على قلبه وفي صدره ففي صدره سحائب المعاصي، وغيوم العلائق وصبابة الهوى، وحديث الشهوات، ودخان