المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌فصل (36): استحبالب تواضع الآمر الناهي في أمره ونهييه بلا افتخار أو تعاظم - الكنز الأكبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - ابن داود الحنبلي

[ابن داود الحنبلي]

فهرس الكتاب

- ‌الباب الأول: في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وبيان فرضيتهما

- ‌فصل- 1 - : حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين أم فرض كفاية

- ‌فصل- 2 - : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فرض عين أم فرض كفاية

- ‌فصل- 3 - : دليل كون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أفعال الصالحين وخلال المتقين

- ‌فصل- 4 - : دليل كون الأمر بالمعروف من أخص الأعمال الصالحة المتقبلة عند الله تعالى

- ‌فصل- 5 - : تحذير المحتسب (الآمر الناهي) والحاكم من التأثر ببغضه للبعض عند الحكم تفاديًا للظلم

- ‌فصل- 6 - : التحذير من الارتداد عن الدين

- ‌فصل- 7 - : التحذير من التفريط في الإنكار على فاعل المنكر

- ‌فصل- 8 - : من صور جزاء التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اللعن وهو الطرد من رحمة الله

- ‌فصل- 9 - : دليل كون الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من شرائع الإيمان أي من شروط تمامه

- ‌فصل- 11 - : وجوب اجتهاد الآمرين الناهين في الأمر والنهي وإن لم يستجب الجمهور إقامة للحجة الإلهية لله على خلقه

- ‌فصل- 12 - : الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف من أخص أوصاف المنافقين

- ‌فصل- 13 - : الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أخص أوصاف المؤمنين

- ‌فصل- 14 - : مراتب الجهاد في سبيل الله ثلاثة: جهاد الكفار وجهاد النفس والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فصل- 15 - : من صور جزاء التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الهلاك في الدنيا فضلًا عن العذاب بالآخرة

- ‌فصل- 16 - : جمع آية في القرآن هي التي تأمر بالعدل والإحسان وتنهي عن الفحشاء والمنكر والبغي

- ‌فصل -17 - : دليل وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأنه فرض عين في حدود القدر المستطاع

- ‌فصل -18 - : دليل كون المراد بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هو الأمر بطاعة الله والنهي عن معصيته

- ‌فصل -19 - : دليل كون أعلى مراتب الجهاد امتثال أمر الله واجتناب نهيه

- ‌فصل -20 - : دليل كون المقصرين في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في خسر

- ‌فصل -21 - : دليل كون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أفضل ما يعين المؤمن على تزكية نفسه ومعالجة ترقيها في الطاعات وتطهرها من الدنس

- ‌فصل -22 - : الأحاديث الواردة في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فصل -23 - : ما ورد في فضل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فصل -24 - : وجوب تبليغ الشرع وأن ذلك يثمر نضارة الوجه

- ‌فصل -25 - : من ذب عن عرض مسلم وهو غائب وقاه الله النار يوم القيامة

- ‌فصل - 26 - : صلاح العباد في طاعة الله وطاعة الله لا تتم إلا بالاجتهاد في القيام بهذا الواجب

- ‌فصل - 27 - : أجمع العلماء على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لتوافر خصوص الأمر به ولتوعد الشارع تاركه بأشد العقوبة

- ‌فصل - 28 - : تأكد وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على الحكام

- ‌فصل - 29 - : وجوب الإمعان في إنكار البدع المضلَّة حتى تخمد ثم يجب إنكار البدع المضلة، وإقامة الحجة على بطلانها

- ‌فصل - 30 - : قول العز بن عبد السلام: الواجبات والمندوبات ضربان:

- ‌فصل - 31 - : قول العز: من فعل واجبًا متعديًا أو مندوبًا متعديًا أو اجتنب محرمًا أو مكروهًا متعديان فقد قام بحق نفسه وحق ربه

- ‌فصل - 32 - : بيان آراء العلماء في: هل من شروط وجوب إنكار المنكر غلبية الظن في إزالته

- ‌فصل - 33 - : عدم سقوط وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالعزلة مادام قادرًا على الأمر والنهي

- ‌فصل - 34 - : من تيقن من وجود منكر بالسوق وكان قادرًا على تغييره لزمه الخروج لتغييره

- ‌فصل - 35 - : في إنكار المنكر أجر عظيم وفي عدم إنكاره الإثم الكبير

- ‌فصل -36 - : إذا تظاهر الناس بالمنكر وجب على كل من يراه أن يغيره في حدود القدر المستطاع

- ‌فصل -37 - : ثبوت عذاب القبر لمن ترك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وعدم قبول شفاعته

- ‌فصل -38 - : الأحاديث والآثار الواردة في ذم تارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فصل -39 - : تارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عاص لوجوه أربعة

- ‌فصل- (40): إبطال زعم البعض أن السكوت عن المنكر مقام من مقامات الرضا بالقضاء:

- ‌فصل- (41): من صور جزاء التقصير في واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر نزع هيبة الطاعة:

- ‌فصل- (42): توعد الله المذلين للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر بإحباط عملهم في الدنيا والآخرة:

- ‌فصل- (43): من أخص أوصاف المنافقين الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف وأن من أمارات الساعة فساد المسلمين بإمرتهم بالمنكر ونهيهم عن المعروف:

- ‌الباب الثاني: أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌فصل- (1): شروط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر (خمسة):

- ‌فصل - (2): أخص أوصاف المؤمنين الدالّة على صحة عقيدتهم:

- ‌فصل - (3): الركن الثاني للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر [المأمور بالمعروف والمنهي عن المنكر]

- ‌فصل - (4): الإنكار على السلطان إذا عطل الحدود في حدود القدر المستطاع:

- ‌فصل - (5): دفع التعارض بين أمر خواض الأمة السلطان الجائر بالمعروف ونهيه عن المنكر وبين تحريم تعريض النفس للتهلكة:

- ‌فصل - (6): سقوط وجوب أمر خواص العلماء الحكام ونهيهم عند توقع ضر لا يطاق:

- ‌فصل - (7): تحريم فرار المسلمين من عدوهم إذا كانوا ضعفهم:

- ‌فصل - (8): جواز أمر خواص الأمة بالمعروف ونهيهم عن المنكر ولو تيقنوا القتل إذا تيقنوا رفع المنكر:

- ‌فصل - (9): إباحة أمر السلطان ونهيه خواص الأمة عندما لا يخافون إيذاءًا لغيرهم نتيجة لنهيهم:

- ‌فصل - (10): كيفية الإنكار على السلطان تكون بالتعريف والوعظ بالكلام اللين اللطيف وذكر العاقبة في الدنيا والآخرة:

- ‌فصل - (11): وجوب وعظ خواص الأمة السلطان سرًا أفضل منه جهرًا:

- ‌فصل - (12): وجوب نصح الولد للوالد بالتعريف والوعظ بالكلام اللين اللطيف:

- ‌فصل - (13): وجوب نهي أهل الذمة من المنكر كزواج كتابي مسلمة أو عرضهم الخمر ولحم الخنزير للبيع بين المسلمين:

- ‌فصل - (14): الشروط الواجب توفرها في المنكّر حتى يجب النهي عنه:

- ‌فصل - (15): الشرط الثالث من شروط المنكر:

- ‌فصل - (16): أصل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مبني على الظنون

- ‌فصل - (17): الشرط الرابع من شروط المنكر أن يكون معلومًا بغير اجتهاد

- ‌فصل - (18): وجوب التزام كل مقلد لمذهب بأحكام مذهبه وكراهة تقليده غيره إلاّ لضرورة

- ‌فصل - (19): ضروب الموجب للإنكار:

- ‌فصل - (20): الركن الرابع من أركان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌فصل - (21): درجات النهي عن المنكر الدرجة الأولى: التعرف

- ‌فصل - (22): الدرجة الثانية: في الأمر النهي عن المنكر التعريف:

- ‌فصل - (23): الدرجة الثالثة للنهي عن المنكر النهي بالوعظ

- ‌فصل- (24): ما ينبغي على الآمر الناهي استخدامه في الوعظ من ذكر آيات وأحاديث وقصص:

- ‌فصل - (25): الدرجة الرابعة من درجات النهي عن المنكر:

- ‌فصل - (26): الدرجة الخامسة من درجات النهي عن المنكر التغيير باليد:

- ‌فصل - (27): وللمنكر كسر آلة اللهو وكسر وعاء الخمر:

- ‌فصل - (28): وجوب إنكار المنكر المستتر

- ‌فصل- (29): إختلاف الرواية عن أحمد في وجوب تحريق بيوت تجار الخمر:

- ‌فصل - (30): كراهة النظر إلى التصاوير وإباحة حكها من على الجدران:

- ‌فصل (31): لا ضمان في تحريق الكتب كالتي فيها الأحاديث المفتراة على رسول الله:

- ‌فصل - (32): في الدرجة الخامسة أدبان

- ‌فصل- (33): الدرجة السادسة من درجات النهي عن المنكر التهديد والتخويف:

- ‌فصل (34): الدرجة السابعة مباشرة الضرب باليد والرجل بلا شهر سلاح:

- ‌فصل - (35): الدرجة الثامنة للنهي عن المنكر الاستعانة بأعوان من أهل الخير لإزالة المنكر:

- ‌فصل- (36): وترتيب درجات النهي عن المنكر مقتبسة من إشارات بعض آيات التنزيل:

- ‌الباب الثالث: طبقات الناس من الآمرين والمأمورين والمتخلفين

- ‌فصل- (1) طبقات المنهيين:

- ‌فصل (2): أقسام التائبين الذين تأثروا بالموعظة:

- ‌فصل (3): المتقاعسون عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌فصل (4): غربة الآمرين الناهين ين أهل الفساد:

- ‌فصل (5): ابتلاء الله الفقهاء ببعض العصاة لهم:

- ‌فصل (6): ذل المؤمن لغربته بين الفساق:

- ‌فصل (7): معاداة العصاة للآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر:

- ‌فصل (8): حسد الفساق للعلماء وتمنيهم إضلالهم:

- ‌(فصل): وجوب إيثار الآمر الناهي رضي رب العباد على رضى العباد:

- ‌الباب الرابع: بيان ما يستحب من الأفعال والأقوال والأحوال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

- ‌فصل (1): الآمر بالمعروف والنهين عن المنكر القائم في حدوده بمنزلة الطبيب الذي يسقى الدواء الكريه الذي يرجو به الشفاء للمريض من دائه

- ‌فصل (2): يستجيب للآمر الناهي العلم والورع وحسن الخلق:

- ‌فصل (3): تأكد ورع الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بالإغراض عما في أيدي الناس

- ‌فصل (4): وجوب اتصاف الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر بحسن الخلق:

- ‌فصل (4) [مكرر]: في ذم الغضب

- ‌فصل (5): فضيلة كظم الغيظ:

- ‌فصل (6): أساليب إذهاب الغضب:

- ‌فصل (7): استحباب الغضب عند انتهاك حرمات الله:

- ‌فصل (8): وجوب حذر الغاضب عند انتهاك حرمات الله من الشوائب الدنيوية

- ‌فصل (9): استحباب الحلم والعفو للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر

- ‌فصل (10): أحاديث من مدح الرفق وذم تاركه:

- ‌فصل (11): تأكد استحباب الرفق للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر

- ‌فصل (12): وجوب حذر الآمر الناهي من رفق المداهنة لبلوغ غرض دنيوي

- ‌فصل (13): وجوب اتصاف الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر بالحلم والعفو

- ‌فصل (14): على الآمر بالمعروف الناهي عن المنكر أن يقابل إساءة المأمورين بالإحسان

- ‌فصل (15): عفو الناهي عن المسيء يورثه عزًا

- ‌فصل (16)

- ‌فصل (17): استحباب الأناة والتثبت للآمر الناهي

- ‌فصل (18): ويستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر قصد نصح جميع الأمة

- ‌فصل (19): ومما يستحب للآمر بالمعروف أن يكون قصده رحمة الخلق والنفقة عليهم:

- ‌فصل (20): ومما يستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر ستر العورات والعيوب:

- ‌فصل (21): ومما يستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر أن يكون مغتمًا مما ظهر من معصية أخيه المسلم

- ‌فصل (22): ومما يستحب للآمر بالمعروف الناهي عن المنكر أن يكون غيورًا على إخوانه المسلمين أي غيورًا على دمائهم وأموالهم وأعراضهم

- ‌فصل (23): ومما يستحب (أو يجب) على كل مسلم أن يهجر المجاهرين بالمعاصي الفعلية والقولية والاعتقادية للإجتماع على وجوب ترك الأرض التي يجاهر فيها بالمعاصي

- ‌فصل (24): استحباب هجر المجاهر بالمعصية على جهة التأديب

- ‌فصل (25): استحباب هجر من ترك الفرائض من باب التغرير بترك السلام على تارك الصلاة وشارب الخمر

- ‌فصل (26): هجران أهل البدع والمتظاهرين بالمعاصي فرض كفاية

- ‌فصل (27): على الآمر الناهي أن يسلك مع العصاة والفساق مسالك بحسب مراتبهم في مخالفة أوامر الله

- ‌فصل (28): تباين درجات الهجر بحسب أحوال المهجورين فإن كان الهجر يضعف شرهم وجب الهجر كأسلوب للزجر وإن كان يزيد من شرهم وجبت مخالطتهم وتغريرهم

- ‌فصل (29): تباين درجات الهجر بحسب درجات اعتقاد وسلوك الجماهير:

- ‌فصل (30): الهجر أسلوب شرعي للزجر لتكون كلمة الله هي العليا

- ‌فصل (31): لا فرق بين وجوب هجر ذي الرحم والأجنبي إذا كان الهجر لتعدي حق الله:

- ‌فصل (32): عدم جواز الهجر المسلم للتهمة مداومة للصفاء والمحبة

- ‌فصل

- ‌فصل (33): هجر المسلم العدل في اعتقاده وأفعاله كبيرة:

- ‌فصل (34): قال ابن مفلح رحمه الله ولا هجرة مع السلام

- ‌فصل (35): استحباب التقرب إلى الله بحب أهل الطاعة وبغض أهل المعصية:

- ‌فصل (36): استحبالب تواضع الآمر الناهي في أمره ونهييه بلا افتخار أو تعاظم

- ‌فصل (37): استحباب استعانة الآمر الناهي بالله والاعتصام به وخاصة عند عجزه عن مجاهدة نفسه وعن القيام بحقوق الله

- ‌فصل (38): استحباب طلب الآمر الناهي إعانة الله

- ‌فصل (39): استحباب تحلي الآمر الناهي بالصبر والاحتمال:

- ‌فصل (40): صبر النبي على أذى قريش عشرين عامًا وعفوه عنهم بعد أن أظفره الله بهم

- ‌فصل (41): يبتلي المرء على قدر دينه والمرء يبتلي على قدر دينه وقوة يقينه

- ‌فصل (42): إذا تحقق المصاب من أن المصيبة بتقدير الله وإرادته هانت عليه والمصاب إذا علم وتحقق أن المصيبة بتقدير الله وإرادته هانت عليه

- ‌فصل (43): وعد الله المؤمنين الذين يعملون الصالحات باستخلافهم في الأرض وتمكين دينهم لهم:

- ‌فصل (44): من أخص آداب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:

- ‌فصل (45): وجوب تحمل الآمر الناهي الصبر المترتب على أمره ونهيه:

- ‌فصل (46): قال العلامة ابن القيم: وللعبد فيما يصيبه من أذى الخلق وجنايتهم عليه احد عشر مشهدًا

- ‌فصل (47): وقوع المحن على قدر قوى الآمرين الناهين ومراتبهم:

الفصل: ‌فصل (36): استحبالب تواضع الآمر الناهي في أمره ونهييه بلا افتخار أو تعاظم

وإن نقصهم يرموك عن سميهم بغضة

فخالطهم إن شئت أو كن مجانبا

فلا تدنون منهم ولا تغيضهم

وكن لهم ما بين ذاك مقاربا

ولا توغلن فيهم ودارهم وكن

عن الشر منحازًا وللخير طالبا

وحبك والبغضاء لا كلفا بهم

ولا تلفا فيهم تروم المعاطبا.

ولأبي الأسود الدجؤلي نظم:

وكن معدنا للخير واصفح عن الأذى

فإنك رائي ما عمت وسامع

واحبب إذا أحببت حبًا مقاربا

فإنك لا تدري من أنت نازع

وابغض إذا أبغضت غير مباين

فإنك لا تدري متى أنت راجع

ولعدي بن زيد:

فلا تأمنن من مبغض قرب داره

ولا من محب أن تمل فتبعدا

‌فصل (36): استحبالب تواضع الآمر الناهي في أمره ونهييه بلا افتخار أو تعاظم

ومما يستحب للآمؤ بالمعروف الناهي عن المنك أن يكون متوضعًا في أمره ونهيه من غير افتخار ولا تعاظم، بل من حقوق المسلمين التواضع لهم.

وسمي التواضع متواضعًا أنه وضع شيئًا من قدرة الذي يستحقه - وذلك ملح العبادة- وغا شرف الزاهجين، وسيما الناسكين.

فقال الله -تعالى-: {يا أيها الذين آمنا من يرتدَّ منكم عن دينه، فسيوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلَّة على المؤمنين أعزَّة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم} .

(أي متواضعين لهم بذل لين وانقياد، لابذل هو أن فيعاشروا المؤمنين برحمة وعطف وشفقة وإخبات وتواضع).

وقوله: {أعزة على الكافرين}

هو من عزة القوة والمنعة والغلبة.

ص: 460

وقال "عطاء" للمؤمنين كالوالد لوده، وعلى الكافرين كالسبع على فريسته" كما في الآية الأخرى:{أشدَّاء على الكفَّار رحماء بينهم} .

فالنفس إذا انحرفت عن خلف العزة التي وهبها الله للمؤمنين انحرفت إما إلى كبر وإما إلى ذل والعزة المحمودة بينهما، والله أعلم.

وقال تعالى: {وعباد الرَّحمن الذين يمشون على الأرض هونا} يع ني سكينة ووقارًا متواضعين، غير أشرين ولا مرحين ولا متكبرين لأن الهون -بالفتح- الرفق واللين، وبالضم -الهوان.

فالأول صفة أهل الإيمان والثاني صفة أهل الكفران وجزاؤهم من الله النيران

قال تعالى: {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوَّا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتَّقين} .

ذكر المفسرون - عند تفسير هذه الآية- عن أبي معاوية، أنه قال:{للذين لا يريدون علوَّا في الأرض} . هو من لم يجزع من ذلها ولم ينافس في عزها، وإن ارفعهم عند الله أشدهم تواضعًا، وأعزهم غدًا ألزمهم لذل اليوم.

وقال تعالى: {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم} .

(قال بعض المحققين إذا كانت الأصول تربة ونطفة وعلقة، فالتفاخر والتكبر بماذا؟ .

وقال تعالى: {فلا تزكُّو أنفسكم هو أعلم بمن أتقى} .

وفي بعض الكتب المنزلة يقول الله -تعالى-: (يا عبدي لك عندي منزلة مالم يكن لنفسك عندك منزلة)

ص: 461

وفي "صحيح مسلم"، وسنن أبي داود، وابن ماجه من حديث عياض بن حمار المجاشعي رضي الله عنه قال. قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عن الله أوحى إلي أن تواضعوا حتى لا يفتخر أحد على أحد، ولا ينبغي أحد على أحد).

قال أهل اللغة: (البغي التعدي والاستطالة).

قال أبو العباس بن تيمية - في اقتضاء الصراط المستقيم- جمع النبي صلى الله عليه وسلم بين نوعي الاستطالة، لأن المستطيل إن استطال بحق فهو المفتخر. وإن استطال بغير حق فهو الباغي فلا يحل لا هذا ولا هذا.

وقد تقدم - في فصل الحلم والعفو- حديث أبي هريرة رضي الله عنه -المرفوع "مانقصت صدقة من مال، وما عفا رجل عن مظلمة إلا زاده الله بها عزًا ولا تواضع عبد لله إلا رفعه الله عز وجل".

وفي سنن ابن ماجه من حديث: "أنس" مرفوعًا. "إ ن الله أوحى 'لي أن تواضعوا، ولا يبغي بعضكم على بعض".

وفي صحيح مسلم من حديث أبي رفاعة واسمه عويمر بن أسد. وقيل: ابن أسيد قيل: عبد الله بن الحرث رضي الله عنه قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يخطب. فقلت: يارسول الله، رجل غريب جاء يسال عن دينه لا يدري ما دينه. فأقبل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وترك خطبته حتى انتهى إلي فأتي بكرسي فقعد عليه وجعل يعلمني مما علمه الله ثم أتى خطبته فأتم آخرها".

وفي مسند الإمام أحمد من حديث ابن مسعود مرفوعًا "حرم على النار كل هين لين قريب من الناس".

ص: 462

ورواه الترمذي ولفظه: "ألا أخبركم بمن يحرم على النار؟ كل قريب هين سهل"

وقال: حديث حسن غريب.

ورواه الطبراني، وابن حبان -بإسناد جيد-.

وفي رواية لابن حبان "إنما تحرم النار على كل هين لين قريب سهل".

وروى "الحاكم" نحوه من حديث أبي هريرة مرفوعًا: "من كان هينًا لينًا قريبًا حرمه الله على النار" وقال صحيح على شرط مسلم.

ورواه الطبراني -المعجم الأوسط-حديث (أنس) ولفظه "قيل يا رسول الله من يحرم على النار؟ قال: (الصبي اللين السهل القريب).

ورواه في الأوسط -أيضًا- والكبير من حديث "معيقيب" مرفوعًا "حرمت النار على الهين اللين السهل القريب".

ورواه أبو القاسم إسماعيل الأصبهاني -في الترغيب والترهيب- وأبو منصور الديلمي في مسند الفردوس -من حديث أنس مرفوعًا: " إن العفو لا يزيد العبد إلا عزًا فاعفوا يعزكم الله، وإن التواضع لا يزيد العبد إلا رفعة فتواضعوا يرفعكم الله، وإن الصدقة لا تزيد المال إلا نماءًا فتصدقوا يزدكم الله.

وفي سنن ابن ماجه من حديث أبي سعيد الخدري مرفوعًا: " من تواضع لله درجة يرفعه الله بها درجة، ومن تكبر على الله درجة يضعه الله بها درجة، حتى يجعله في أسفل السافلين".

ص: 463

وفي شعب الإيمان للبيهقي، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: تغفلون عن أفضل العبادة التواضع.

وقد روي أن "أيا ذر" لما عير "بلاًلا" بسواده ندم فألقى نفسه، وحلف لا رفعت رأسي حتى يطأ "بلال"خدي بقدميه. فلم يرفع رأسه حتى فعل ذلك.

فعلماء الآخرة الآمرون بالمعروف الناهون عن المنكر يعرفون بسيماهم، في السكينة والذلة والتواضع.

وقد قيل، ما ألبس عبدًا لبسة أحسن من الخشوع في السكينة، فهي لبسة الأنبياء -صلوات الله عليهم- وسيما الصديقين والعلماء العاملين.

قال عمر بن الخطاب: تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والحلم والتواضع لمن تعلمون منه ولا تكونوا جبابرة العلماء فلا يقوم علمكم بجهلكم.

وأنشدوا:

كم من جاهل متواضع ستر التواضع جهله

ومبرز في علمه هدم التكبر فضله

فدع التكبر ما حييت ولا تصاحب أهله

إن التكبر للفتى عيب يقبح فعله

قال شيخ مشايخنا عبد القادر الكيلاني -قدس الله روحه- التواضع هو أن لا يلقى العبد أحدًا من الناس إلا رأى له الفضل عليه. ويقول: عسى أن يكون عند الله خيرًا مني. فإن كان صغيرًا قال: هذا لم يعص الله وأنا عصيت. وإن كان كبيرًا قال: عبد الله قبلي. وإن كان عالمًا قال: أعطي ما لم أبلغ، ونال ما لم أنل، وعلم ما جهلت وهو يعمل بعلم وما أدري ما يختم لي وله.

وإن كان كافرًا قال: لا أدري عسى يسلم هذا فيختم له بخير العمل، وعسى أن أكفر أنا فيختم لي بشر العمل. فإذا كان العبد كذلك سلمه الله من الغوائل، وبلغ به منازل النصيحة وكان من أصفياء الله عز وجل وأحبابه وكان من أعداء إبليس -لعنه الله عليه-.

وفي بعض الآثار: من أتاه الله زهدًا وتواضعًا وحلمًا وحسن خلق فهو إمام المتقين.

قال الحسن البصري رحمه الله عليه- الحلم وزير العلم، والرفق أبوه والتواضع سر حاله.

ص: 464

وقال عروة بن الورد: (التواضع أحد مصايد الشرف. وكل نعمة محسود عليها صاحبها إلا التواضع). وقال يحيى بن خالد البرمكي: الشريف إذا تنسك تواضع والسفيه إذا انتسك تاه. وقال الحسن الزاهد: إذا رأى أحدًا قال: هذا أفضل مني، فذهب رحمه الله إلى أن الزهد هو التواضع.

وقال بعض السلف: إذا جمع العالم ثلاثًا تمت النعمة بها على المتعلم: الصبر والتواضع، وحسن الخلق. وقيل: خمس من الأخلاق هن من علامات علماء الآخرة الأمرون بالمعروف ومفهومة من خمس آيات: الخشية والخشوع، والتواضع، وحسن الخلق، وإيثار الآخرة على الدنيا وهو الزهد، أما الخشية فمن قوله تعالى:{إنما يخشى الله من عباده العلماء} .

وأما الخشوع فمن قوله تعالى: {خاشعين لله لا يشترون بآيات الله ثمنًا قليًلا}

وأما التواضع فمن قوله تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين}

وأما حسن الخلق فمن قوله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم}

وأما الزهد فمن قوله تعالى: {وقال الذين أتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن أمن} .

وروى البيهقي -في شعب الإيمان- بسنده- عن أحمد بن أبي الحواري- قال سمعت أبا سليمان الداراني - قدس الله روحه- يقول: إن الله -تعالى- اطلع في قلوب الآدميين فلم يجد قلبًا أشد تواضعًا من قبل موسى عليه السلام فخضه بالكلام لتواضعه.

قال البيهقي. وقال غير أبي سليمان: أوحى الله -تعالى- إلى الجبال، إني مكلم عليك عبدًا من عبيدي فتطاولت الجبال، ليكلمه عليها، وتواضع الطور، قال وإن قدر شيئًا كان. قال: فكلمه عليه لتواضعه.

وروي عن قيس بن أبي حازم قال: لما قدم عمر رضي الله عنه الشام فتلقاه علماؤها وعظماؤها وكبراؤها، قيل له: اركب بعير البرذون، ليراك الناس فقال: إنكم ترون الأمر من ههنا. إنما الأمر من ههنا وأشار بيده إلى السماء: " خلوا سبيلي".

ص: 465

وفي رواية أن عمر جعل بينه وبين غلامه مناولة وكان "عمر" يركب الناقة ويأخذ الغلام بزمامها ويسير مقدار فرسخ. ثم ينزل ويركب الغلام ويأخذ "عمر" بزمام الناقة ويسير مقدار فرسخ. فلما قدم الشامكان نوبة ركوب الغلام فركب الغلام وأخذ "عمر" زمام الناقة فاستقبله الماء في الطريق فجعل "عمر" يخوض في الماء وهو أخذ بزمام الناقة. فخرج أبو عبيدة بن الجراح. وكان أميرًا على الشام. فقال يا أمير المؤمنين إن علماء الشام يخرجون إليك فلا يحسن أن يروك على هذه الحالة. فقال إنما أعزنا الله بالإسلام ولا أبالي بمقالة الناس.

ولما بعث عمر رضي الله عنه أبا هريرة أميرًا على البحرين فدخل البحرين وهو راكب على حماره وجعل يقول" طرقوا للأمير.

فهؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كان خلقهم التواضع مع أن الله أعز بهم الإسلام وكانوا أعزة عند الله وعند الملائكة وعند الخلق.

وأما رسول الله فتواضعه لا يحصى، وعدم افتخاره لا يستقصى، وكذلك الأنبياء والمرسلون والأصفياء والصالحون.

وروى الإمام أبو بكر بن أبي الدنيا -بسنده- عن محمد بن أبي عثمان قال: رأى فضيل بن عياض رجًلا يفقع أصابعه في الصلاة فزجره وانتهره. فقال له الرجل: يا هذا ينبغي لمن قام لله-عز وجل يأمر أن يكون ذليًلا. فبكى الفضيل وقال: صدقت.

وأنشدوا:

ومن يتواضع يسمو حتى لو أنه

لو أراد محلها في السما أحله

فبالله لا تزدد إلا تواضعًا

فلو كان كبر في شريف أذلة

قال غيره قريبًا منه:

ومن يتواضع لو أراد يفعله

محًلا على هام السماء لحله

فبالله لا تزداد إلا تواضعًا

فلو حل كبر بالعزيز أذله.

كذلك حال أهل التوفيق، ببذل النفوس وهوانها عليهم، نالوا ما نالوا من الخيرات، وبحب أهل الدنيا نفوسهم هانوا وطرأ عليهم الذل في الدنيا والآخرة.

ولبعضهم في وصف السادة الصوفية -قدس الله أرواحهم-:

لزموا التواضع فاستنار سناهم

وتخلفوا بالفضل من خدامهم

ص: 466

إن قيل لم لبسوا الجماجم قل لهم

جعلوا جماجمهم حذا أقدامهم

روى البيهقي -في الشعب- من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وابن عباس مرفوعًا: " ما من أحد إلا في رأسه حكمة" عند ملك فإن تعاظم وارتفع ضرب الملك في رأسه. وقال له -اتضع وضعك الله، وإن تواضع رفعه الملك وقال له: ارتفع رفعك الله".

وفي رواية "ما من أحد إلا ومعه ملكان وعليه حكمة يمسكانه بها، فإن هو رفع رأسه جذباه ثم قالا - اللهم ضعه- وإن وضع نفسه قالا اللهم ارفعه.

الحكمة: حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس وحنكه تمنعه من مخالفة راكبه -قاله أهل اللغة.

وأنشدوا:

فتى زاده ذل التواضع عزة

وكل عزيز عنده متواضع

قال أبو حامد: فإن قلت كيف التواضع للفاسق والمبتدع وقد أمرت ببغضهما، والجمع بينهما متناقض؟

فاعلم أن هذا أمر مشتبه يلتبس على أكثر الخلق، إذ يمتزج غضبك لله في إنكار البدعة والفسق بكبر النفس، والإذلال بالعلم والورع، فكم من عابد جاهل وعالم مغرور إذا رأى فاسقًا جلس إلى جانبه أزعجه ذلك.

وتنزه منه لكبر باطن في نفسه وهو ظان أنه غاضب لله، وذلك لأن الكبر على المطبع ظاهر كونه شرًا والحذر منه ممكن، والكبر على الفاسق والمبتدع يشبه الغضب لله وهو خير، فإن الغضبان -أيضًا- يتكبر على من غضب عليه والمتكبر يغضب، وأحدهما يثمر الآخر ويوجبه وهما ممتزجان ملتبسان لا يميز بينهما إلا الموفقون.

والذي يخلصك من هنا أن يكون الحاضر على قلبك عند مشاهدة المبتدع أو الفاسق أو عند أمرهما بالمعروف ونهيهما عن المنكر ثلاثة أمور:

أحدهما: التفاتك إلى ما سبق من ذنوبك وخطاياك، ليصغر عند ذلك قدرك في عينك.

والثاني: أن تكون ملاحظتك لما أنت متميز به من العلم واعتقاد الحق والعمل الصالح

ص: 467

من حيث أنها نعمة من الله -تعالى- وله المنة لا لك فترى ذلك منه حتى لا تعجب نفسك، وإذا لم تعجب لم تتكبر.

والثالث: ملاحظة إيهام عاقبتك وعاقبته أنه ربما يختم لك بالسوء ويختم له بالحسنى حتى يشغلك الخوف عن التكبر عليه.

وقال بعض المحققين: إذا كان الله -تعالى- قد رضي أخاك المسلم العاصي عبدًا لنفسه أفلا ترضى أنت به أخًا! ! ؟ فعدم رضاك به أخًا -وقد رضيه سيدك الذي أنت عبده عبدًا لنفسه مع عصيانه ومخالفته-عين الكر وأي قبيح أقبح من تكبر العبد على مثله، لا يرضى بأخوته وسيده راض بعبوديته. فينتج من هذا أن المتكبر غيور غير الراضي بعبوديته لأن عبوديته لله توجب رضاه بأخوته عبيد الله انتهى.

قال بعضهم: فالتواضع له طرفان ووسط فطرفه الذي يميل إلى الزيادة يسمى تكبرًا وطرفه الذي يميل إلى النقصان يسمى تخاسسًا ومذلة، والوسط يسمى تواضعًا وهو المحمود، فمن تقدم على أمثاله فهو متكبر ومن تأخر عنهم فهو متواضع.

فالعالم إذا دخل عليه إسكاف فتنحى له عن موضعه ومجلسه وأجلسه فيه ثم تقدم فسوى نعله، وعذا إلى باب الدار خلفه فقد تخاسس له وتذلل وهو غير محمود، بل المحمود أن يعطي كل ذي حق حقه، فينبغي أن يواضع بمثل هذا لأمثاله ومن يقرب من درجته.

وأما تواضعه للسوقي فبالقيام وللبشر بالكلام، والرفق في السؤال، وإجابة دعوته والسعي في حاجته، وأمثال ذلك.

وأن لا يرى نفسه خيرًا منه، بل يكون على نفسه أخوف منه على غيره فلا يحقره ولا يستصغره وهو لا يعرف خاتمة أمره. انتهى.

والفرق بين التواضع واللين وبين المهانة: أن الواضع واللين: لعبد عطوف القلب ساكن النفس، واسع الصدر، مستوي الطبع، سهل الخلق لين هين فاللطف ليّنه، والجود سهل خلقه، والمهانة: لعبد أله شره نفسه وتراكم ظلمة المعاصي على قلبه وفي صدره ففي صدره سحائب المعاصي، وغيوم العلائق وصبابة الهوى، وحديث الشهوات، ودخان

ص: 468